موقع نادي فالداي: هناك نموذج جديد للتعاون بين روسيا والعالم العربي
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
يقول الباحث بمعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية إيغور ماتفييف في تقرير له نشره موقع "نادي فالداي" الروسي، إن التفاعل بين مؤسّسات الفكر والرأي في روسيا والدول العربية حول تشكيل أجندة موضوعية طويلة المدى للعلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، قد تزايد.
وأورد ماتفييف أن روسيا تهدف إلى تشكيل نموذج جديد لعلاقات "روسيا والعالم العربي" -رغم معارضة الغرب- تتمثل ميزاته الرئيسية في تعامل روسيا والدول العربية مع الانتقال من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب.
وأضاف الكاتب أن من المميزات للعلاقات الجديدة بين الجانبين إنهاء الاستعمار في ظل رغبة روسيا والعرب في تعزيز استقلال الدول وضمان دور مستقل في الشؤون الدولية وممارسة السيادة السياسية والاقتصادية والتكنولوجية الحقيقية وحماية الهوية الوطنية والمعلومات والأمن الثقافي.
آفاق واسعة لتكثيف الحوار السياسيوأشار إلى وجود آفاق واسعة لتكثيف الحوار السياسي والتنسيق الدبلوماسي وتوسيع نطاق المساواة والمنفعة المتبادلة على خلفية التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والتكنولوجي.
وقال إنه قد تم تلخيص النتائج العملية للتعاون الروسي العربي لعام 2023 خلال الدورة السادسة لمنتدى التعاون الروسي العربي، الذي انعقد في 20 ديسمبر/كانون الأول بمراكش برئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المغربي ناصر بوريطة.
وأشار الكاتب إلى أن الديناميكيات النشطة والطبيعة المعقدة للتعاون الروسي العربي تدفع العلماء والخبراء المحليين إلى دراسة أسسِها التطبيقية والأيديولوجية والنظرية، أي التحليل المعمّق لـ"قواعد اللعبة" الجديدة في مرحلة التحوّل من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب.
زيارات بوتين الخاطفةوأضاف أيضا أن زيارات العمل الخاطفة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أبو ظبي والرياض في السادس من ديسمبر/كانون الأول واجتماعه مع ولي العهد ووزير الشباب والثقافة والرياضة العماني ذي يزن بن هيثم آل سعيد في منتدى "روسيا تنادي" في السابع من ديسمبر/ كانون الأول، أحد نماذج استمرار الحوارات الروسية العربية.
ومن المؤشرات الواضحة على التعاون المتزايد بين موسكو والدول العربية، يقول ماتفييف، المنتدى الاقتصادي الدولي الـ26 الذي انعقد في سان بطرسبورغ يومي 14 و17 يونيو/حزيران، الذي حضره رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الجزائر عبد المجيد تبون؛ والقمة الروسية الأفريقية الثانية يومي 27 و28 يوليو/تموز بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس اتحاد جزر القمر غزالي عثماني.
ومن المميزات للعلاقة الجيدة بين الجانبين، أشار ماتييف إلى رفض العديد من ممثلي الدوائر السياسية والتجارية والعامة في الدول العربية الاتهامات الغربية الموجهة لروسيا إثر العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
الأمن الغذائي ضمن مجالات التعاونوقال إن روسيا تمتلك احتياطيات تساعد على ضمان الأمن الغذائي للدول العربية ومنع نشوب مجاعة جراء تعطل سلاسل التوريد اللوجيستية للإمدادات الغذائية من منطقة البحر الأسود بسبب الأزمة الأوكرانية.
وذكر الكاتب أن دول مجلس التعاون الخليجي تولي بلورة القضايا المتعلقة بجذب الإمكانات التكنولوجية لروسيا لتنفيذ برامج وطنية طموحة للتنمية المستدامة وبناء "اقتصادات القرن الـ21" المبتكرة أولوية خاصة.
واستمر يعدد مجالات التعاون الممكن بين روسيا والعالم العربي ليقول أنهما يواجهان تحديات مشتركة في مجال الأمن القومي مثل التهديدات التي يفرضها "الإرهاب" والصراعات الإقليمية المتعددة في منطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
هذا بالإضافة إلى التحدي السياسي المتمثل في "هيمنة الولايات المتحدة والاستعمار الجديد" للغرب في محاولة لعزل روسيا عن الساحة الدولية وتدخل القوى الغربية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
روسيا وبيلاروسيا توسّعان نفوذهما في ليبيا.. اتفاقات عسكرية مع حفتر
نشر موقع " إنسايد أوفر" الإيطالي تقريرا تحدث فيه عن تصاعد النفوذ الروسي والبيلاروسي في ليبيا مع حصول خليفة حفتر على دعم غير مشروط من ألكسندر لوكاشينكو خلال زيارته إلى بيلاروسيا مقابل السماح بإنشاء قاعدة عسكرية مشتركة في طبرق لتعزيز الوجود الروسي في المنطقة.
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن روسيا وبيلاروسيا تواصلا توسيع نفوذهما وحضورهما العسكري في منطقة برقة الليبية. وفي إطار زيارة غير مسبوقة إلى مينسك في 17 فبراير/شباط الماضي، حصل الجنرال خليفة حفتر على تأكيد من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حول الاستعداد الكامل لبلاده لتعزيز التعاون الثنائي بين مينسك وطبرق "بجميع الطرق الممكنة"، خاصة في المجال العسكري.
ووفقًا لبنود الاتفاق، التي كشف عنها قسم "أتلانتيدي" على موقع الأنباء الإيطالي "أجينسيا نوفا" فإن الوعد الذي قدمه حفتر مقابل ذلك لكل من لوكاشينكو وبوتين يتمثل في السماح بإنشاء جيب عسكري صغير داخل أراضي مدينة طبرق، حيث ستتمركز بشكل دائم وحدة عسكرية روسية وبيلاروسية.
وأوضح الموقع أن تزايد الوجود العسكري الروسي في شرق ليبيا ليس بالأمر الجديد على الإطلاق، بل هو امتداد لديناميكية تاريخية ازدادت حدتها مع التغيرات في موازين القوى التي شهدتها سوريا خلال الأشهر الأخيرة. فمنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، لوحظ مرارًا وتكرارًا كيف أن روسيا، بعد فقدانها لحليف استراتيجي مع سقوط الأسد، بدأت إعادة النظر في استراتيجيتها الجيوسياسية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، من خلال نقل مركز ثقل مصالحها من سوريا إلى شرق ليبيا عبر سلسلة من الجسور الجوية العسكرية التي رصدها موقع "إيتاميل رادار" بين القاعدة الجوية السورية في حميميم ونظيرتيها الليبيتين في الخادم والجفرة.
الارتباط بمنطقة الساحل
تعكس التطورات الأخيرة إعادة تموضع روسيا استراتيجيًا بعد تراجع نفوذها وقوتها في سوريا، حيث تخوض حاليًا مفاوضات مع الحكومة الجديدة برئاسة الشرع بشأن استمرار وجود قواعدها العسكرية في دمشق. وفي هذا السياق، أعادت موسكو تقييم أولوياتها الجيوسياسية، مركزة اهتمامها على ليبيا كجزء من خطة أوسع لتعزيز حضورها في إفريقيا وترسيخ نفوذها في المنطقة. وقد أفاد موقع "ليبيا أوبزرفر" مؤخرًا بأن موسكو حصلت على امتياز جديد من المشير خليفة حفتر يتيح لها الاستخدام الحصري لقاعدة عسكرية أخرى ذات موقع استراتيجي، وهي قاعدة معطن السارة الواقعة على الحدود مع تشاد والسودان.
وذكر الموقع أن زيادة الوجود والتنسيق العسكري الروسي في شمال إفريقيا تتيح لموسكو إنشاء رابط لوجستي مع منطقة الساحل، حيث يزداد نفوذها بشكل متسارع بفضل سلسلة من الاتفاقيات السياسية والتجارية والعسكرية التي تحظى بدعم الحكومات المحلية، مثل حكومة مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو.
وتشهد المنطقة نشاطًا ملحوظًا لمجموعة "أفريكا كوربس" الروسية شبه العسكرية (المعروفة سابقًا باسم مجموعة فاغنر)، التي اكتسبت أهمية مركزية أكبر ضمن الأهداف الاستراتيجية الروسية، فضلًا عن تعزيز قدراتها العسكرية بعد إعادة الهيكلة التي أعقبت وفاة زعيمها السابق بريغوجين أولًا، ثم سقوط الأسد لاحقًا. وأكد تحقيق حديث نشره موقع "أفريكا ريبورت"، استنادًا إلى تحليل صور الأقمار الصناعية وشهادات شهود عيان، أن روسيا توسّع سيطرتها ونفوذها العسكري بشكل متزايد، قاعدة بعد أخرى، سواء في جنوب ليبيا أو داخل الأراضي التشادية.
بالتزامن مع الانسحاب الجزئي للقوى الأوروبية الأطلسية من إفريقيا، تواصل روسيا تعزيز مواقعها تدريجيًا في هذه المنطقة الجغرافية من القارة الإفريقية، التي تعد حاسمة من حيث زيادة نفوذها وفعاليتها على الأرض، وأيضًا لتأسيس نقطة ارتكاز للسيطرة والمراقبة عند أبواب البحر الأبيض المتوسط وحلف شمال الأطلسي. في هذا السياق، يظهر الدور الإيطالي ضعفًا كبيرًا في القدرة على تقديم أي مبادرة سياسية فعالة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، التي تظل منطقة استراتيجية بالنسبة لروما ولمصالحها.