موقع النيلين:
2025-12-10@02:30:35 GMT

الحياة والتوازن الصحي

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT


عندما نتحدث عن حياة شاب مولود في السبعينات أو الثمانينات، مولود بين قرنين، فإننا نشهده على تطور هائل في العالم وتغيرات جذرية في كافة المجالات بدءاً من التكنولوجيا والاتصالات وصولاً إلى الثقافة والعلاقات الاجتماعية.

لنلقِ نظرة على رحلة هذا الشاب خلال تلك الفترة الزمنية في أواخر القرن العشرين وُلد هذا الشاب، قبل بداية القرن الجديد كانت الحياة في ذلك الوقت تتميز بالبساطة وقلة التكنولوجيا المتاحة كانت وسائل الاتصال محدودة وكان الهاتف الثابت هو الوسيلة الرئيسة للتواصل عن بُعد، كما كانت الرسائل البريدية تستخدم للتواصل وإرسال المعلومات.

مع تقدم الزمن ودخول الشاب إلى فترة المراهقة والشباب، شهد العالم تحولات هائلة في الثمانينات، ظهر الحاسوب الشخصي وبدأ انتشار استخدامه. بدأ الشاب يتعلم عن التكنولوجيا الحديثة واستخدام الحواسيب في الأعمال والترفيه المحدود جداً، ثم جاء القرن الحادي والعشرون ومعه جاءت ثورة التكنولوجيا الرقمية وتطوّرت الإنترنت ووسائل الاتصال اللاسلكي بشكل كبير ومتلاحق، وأصبحت الأجهزة الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس لهذا الشاب الذي وقف على حافتين أصبح التطور أسرع من تصوره وفهمه.

أصبح الهاتف الذكي وسيلة للتواصل الفوري مع العالم بأسره وللوصول إلى معلومات لا حصر لها عبر الإنترنت وبالإضافة إلى التكنولوجيا تغيرت أيضًا العادات والثقافات خلال هذه الفترة تزايدت التطورات العملاقة في جميع مناحي الحياة التي كانت بسيطة وبطيئة وأصبحت الموسيقى تقدم مجاناً، والفنون تعرض في نفس الوقت.

تأثر هذا الشاب وتطوّرت اهتماماته وأذواقه تنوعت بشكل ملحوظ، أصبحت وسائل الترفيه أكثر تنوعًا وسهولة الوصول إليها وهو مستلقٍ في فراشه، حيث يمكن مشاهدة الأفلام والمسلسلات والاستماع إلى الموسيقى عبر الإنترنت من خلال جهاز بحجم كف اليد بالإضافة إلى ذلك تغيرت العلاقات الاجتماعية وطرق التواصل، ظهرت شبكات التواصل الاجتماعي مما جعل هذا الشاب يتواصل بسهولة مع الأصدقاء والعائلة ويشارك الصور والأحداث في حياته عامة بسهولة.

كما أصبح التعارف والتواصل الاجتماعي أكثر سهولة من خلال تطبيقات عديدة عبر الإنترنت ومنصات المشاركة المجتمعية للأفكار.

بين القرنين، تغير عالمه بشكل كبير، وتأثرت حياة هذا الشاب بكل هذه التغيرات استفاد من التكنولوجيا الحديثة والوسائل الجديدة للتواصل والمعلومات، وشاهد تحولات كبيرة في الثقافة والعادات كما أنه شاهد التطور التكنولوجي السريع واستفاد من الفرص والتحديات التي أحدثها هذا التطور المذهل. مع كل هذا، يحن الشاب للطبيعة، والخروج للعب الجماعي كما كان قبل القرن الحديث المتطور هُجرت الحدائق، وتوقف اللعب، وتناقصت التجمعات العائلية عندما نتحدث عن تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية لا يمكننا تجاهل تأثيرها على حدائقنا وملاعبنا والمساحات الخضراء العامة. في السنوات الأخيرة شهدنا تغيراً كبيراً في عاداتنا وسلوكياتنا بسبب التكنولوجيا مما أدى إلى تراجع استخدامنا للحدائق والملاعب والترفيه الهوائي. أحد التأثيرات الرئيسة للتكنولوجيا هو زيادة الاعتماد على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ فالناس يقضون ساعات طويلة يوميًا في التفاعل مع التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، هذا التفاعل المستمر مع الشاشات يُصبح مغريًا بالنسبة للكثيرين لأنه يعطي جرعات من الإثارة السريعة بضغطة زر يتنقل بين عدة مواقع وبالتالي يقلل من الوقت الذي يجب أن يقضيه في الهواء الطلق، ويقلل من النشاط البدني الذي يمارسه الأفراد في الهواء الطلق.

تتطلب الحياة الجيدة الصحية الحفاظ على حدائق أكثر وملاعب جميلة جاذبة والاستثمار في الترفيه الخارجي؛ لذا يجب علينا أن ندرك أهمية هذه الأماكن في تعزيز الصحة والعافية البدنية والنفسية للأفراد إذا تم تجاهلها وهجرها بسبب التكنولوجيا وما تقدمه من ترفيه افتراضي، فقد نفقد فرصاً عديدة للاستمتاع بالطبيعة والتفاعل الاجتماعي والنشاط البدني والمهارات الاجتماعية الإنسانية كما يجب

علينا أن نعمل على إيجاد التوازن المناسب بين التكنولوجيا والحياة في الهواء الطلق، ويمكن أن تلعب التكنولوجيا دورًا إيجابيًا في تعزيز استخدام الحدائق والملاعب وكذلك العمل على تعزيز الوعي بأهمية الخروج كأسرة إلى الحدائق والملاعب والمساحات الخضراء العامة وتشجيع الناس على استخدامها والاستمتاع بها، ويمكن تنظيم فعاليات وأنشطة في هذه المناطق داخل الأحياء مثل الحفلات الطلابية للتخرج والمهرجانات الرياضية لجذب الشباب وتشجيعهم على زيارتها والاستفادة منها.

باختصار يجب أن ندرك أن التكنولوجيا لها تأثير كبير على استخدامنا ومتعتنا للحياة الحقيقية ويمكننا نحن من عاش في قرنين بحكم تجربتنا، ومعايشتنا للحياتين، أن نعمل على إيجاد توازن لأبنائنا بين الاستفادة من التكنولوجيا والاستمتاع بالحياة في الهواء الطلق كما كنا نفعل، كما يجب علينا المحافظة على هذه الحياة والأماكن الخضراء والعادات الاجتماعية ونتعامل معها كمجموعة قيمة من الموارد الطبيعية ووسائل تعزيز الصحة والعافية البدنية والعقلية.

حسن أحمد الألمعي – جريدة الرياض

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی الهواء الطلق هذا الشاب

إقرأ أيضاً:

الموت يغيب الإعلامي الشاب محمد محمود حسكا

غيّب الموت الإعلامي والمذيع السوداني الشاب محمد محمود حسكا (سكوني)، حيث وُجد متوفياً داخل شقته في منطقة فيصل بمدينة الجيزة بالقاهرة.
وكان أصدقاء وأسرة الراحل قد أعلنوا فقدان الاتصال به وعدم رده على مكالماتهم ورسائلهم، مما أثار قلق محبيه وزملائه، قبل أن تتأكد مساء اليوم وفاته.
وكان المرحوم يعاني منذ سنوات من مرض السكري، وقد تكررت إصابته بمضاعفات المرض التي أثرت بشكل ملحوظ على صحته.
الإعلامي محمد محمود حسكا، المعروف بلقب «سكوني» بين زملائه وجمهوره، عمل مذيعاً ومقدماً للبرامج في عدد من القنوات والإذاعات السودانية، وتميز بحضور هادئ وأسلوب راقٍ جعله قريباً من قلوب المشاهدين والمستمعين.
وقد انقطع الاتصال به لمدة ثلاثة أيام، حتى وُجد متوفياً داخل شقته التي كان يقيم فيها وحده في منطقة فيصل بالقاهرة.
يذكر أن المذيع محمد محمود جاء من السودان، من مدينة بورتسودان، إلى مصر قبل عدة أشهر، فيما وصلت زوجته الصحفية سماح الصادق مع ابنتهما الوحيدة أسمهان قادمة من أمريكا، حيث قضوا معه فترة الإجازة ثم غادروا.
قبل إعلان وفاته، أخبرت زوجته أصدقاءه بانقطاع الاتصال عنه لعدة أيام، الأمر الذي وضع أصدقاءه ومعارفه ومحبيه في حالة قلق، وهم يناشدون البحث عنه، قبل أن يصدمهم نبأ وفاته، وسط حالة من الحزن خيمت على الجميع.
نعت زوجته الصحفية سماح الصادق الراحل عبر صفحتها على فيسبوك بقولها: (مشى خلاني في نص الطريق وما ودعني، حكسوني حبيبي، يا حليلك يا سومة).
ونعاه عدد كبير من محبيه (الحواته) من كل أنحاء العالم، نظراً للعلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وكان يعتبر من المعجبين وأصدقاءه المقربين.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/09 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة قبل النوم بلحظات.. “ثمرة ذهبية” تهدئ جسدك وعقلك2025/12/09 مصنع الوثائق الثبوتية والهجرية الإلكترونية .. البدء الفوري في أعمال النظافة والصيانة والتأهيل2025/12/09 جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية تعقد امتحانات شهادة حفظ القرآن الكريم2025/12/09 القضارف تستضيف ورشة مناقشة مشروع القانون الإطاري للإدارة الأهلية بالسودان2025/12/09 بادي يستقبل قائد متحرك دانفوديو المشارك في الخطوط الامامية2025/12/08 420 مليون دولار منحة من بنك التنمية الأفريقي ومبلغ إضافي جديد لمشروعات السودان2025/12/08شاهد أيضاً إغلاق منوعات ❤️ منية مجدي: أنا ما بكيت مباراة أنا بكيت السودان 2025/12/08

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • توك توك يتحول لسلاح قاتل.. مقتل شاب دمياطي في شوارع شرباص
  • الموت يغيب الإعلامي الشاب محمد محمود حسكا
  • تعرض لحادث سير قبل أيام... وفاة الشاب نسيم حموضة
  • وفاة شاب جرفت السيول سيارته أثناء عودته من عمله في تبوك
  • شهيد ومصاب ومعتقل برصاص الاحتلال شرقي قلقيلية
  • الملف الاجتماعي في عام 2026
  • تفاصيل وفاة الشاب في المفرق بصعقة كهربائية
  • جرائم المستوطنين ضد فلسطينيي الضفة تتصاعد ولا محاسبة
  • ليفربول يبدأ خطة ما بعد صلاح.. من هو الجناح الإفريقي المرشح لخلافته؟
  • دراسة جديدة تعيد فرضية أصل الحياة من الفضاء