شفق نيوز/ أقامت الحكومة المحلية لمحافظة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، مساء اليوم الخميس، حفلاً رمزياً لأول عيد ميلاد للطفلة "جينا دزيي"، إلا أنها لم تكن حاضرة بعد أن قضت هي ووالدها بالقصف الإيراني الذي استهدف منزلهم قبل نحو أسبوعين.

وقال مراسل وكالة شفق نيوز، إن الحكومة المحلية نظمت الحفل اليوم لأنه يصادف يوم ميلاد الطفلة 25 كانون الثاني/ يناير 2023، التي لم تتم عامها الأول بعد، حيث أنهى القصف الإيراني، حياتها مع والدها رجل الأعمال الكوردي "بيشرو دزيي"، فيما نجت أمها بإصابات بالغة وما زالت ترقد في المستشفى لتلقي العلاج.

وبين مراسنا أن الحفل أقيم في منزل الضحية بمشاركة العشرات من الشخصيات السياسية والاجتماعية.

ويوم الاثنين الماضي 22 كانون الثاني/ يناير الجاري، نظم العشرات من الأطفال في حضانات أربيل، حفلاً تأبينياً على روح الطفلة ووالدها، بمناسبة مرور أسبوع على وفاتهما جراء القصف.

ورفع الأطفال علم إقليم كوردستان وأشعلوا الشموع عند مجمع "إمباير" الذي يملكه رجل الأعمال الكوردي الراحل، حداداً على روح بيشرو دزيي وطفلته ژينا، وقالوا إن حفلهم هذا بعنوان "رسالة الى السماء".

وليل يوم الاثنين الثلاثاء 16 كانون الثاني/ يناير 2024، شن الحرس الثوري الإيراني قصفاً عنيفاً بصواريخ باليستية استهدف بها مناطق مدنية في مدينة أربيل، مما أدى إلى سقوط 10 مدنيين بين ضحية وجريح.

وتبنى الحرس الثوري تلك الضربات، وقال إنها جاءت "رداً على جرائم النظام الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية والتي كانت آخرها مقتل عدد من قادة الحرس بنيران صهيونية تم استهداف مقر تجسسي رئيس للموساد في إقليم كردستان العراق وتم تدميره بالصواريخ الباليستية".

وعدّ مجلس أمن إقليم كوردستان، القصف الصاروخي الذي شنّه الحرس الثوري الإيراني والذي استهدف به مناطق مدنية في مدينة اربيل "إنتهاكاً صارخاً لسيادة الإقليم والعراق كافة.

ويوم الجمعة الماضي 19 كانون الثاني/ يناير الجاري، دعت غرفة التجارة في مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، المواطنين والتجار إلى مقاطعة المنتجات الإيرانية بعد الهجوم العنيف الذي شنته قبل أيام على المدينة.

ويوم السبت 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلنت غرفة تجارة وصناعة دهوك، أنها تدرس بدقة البحث عن بدائل للمنتجات الإيرانية بالاعتماد على المنتجات والسلع المحلية والاستيراد من دول أخرى لتأمين الاحتياجات اللازمة لمحافظة دهوك وإقليم كوردستان.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اربيل القصف الايراني إقلیم کوردستان کانون الثانی

إقرأ أيضاً:

عيد ميلاد جديد!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مقالي اليوم أضعه في الزاوية الإنسانية وهو شخصي جدا لكنه يهمّ الكثيرين لأنه قلّما يختار الناس الحديث فيه بل يسدلون ستائرهم ويفضلون الانطواء. أما أنا فقررت مبكرا أن أسترجع أزمتي الصحية "فوق العادية" في نفس هذا اليوم من كل عام بل وكل يوم، لأنها مليئة بالدروس، لنفسي ولغيري، ولقناعتي بأن عسل الكلمات يستطيع أن يطفئ التهابات الجروح. وكان وصف التجربة في كتابي "ثورة جسد" -الذي صدر في القاهرة لأول مرة عام 2014 - محاولة مني لاستعادة نسمات الحياة‏، فمن خلال الكتابة حاولت أن أصارع اليأس وأطرد الأفكار ‏السلبية، وأتقوى على الألم وأهزم المرض الذي يخشى الكثيرون النطق باسمه خوفا من شبحه؛ فهو يناور ويغدر ويتسلل ويداهم بلا إنذار مسبق فيوقف النشاط ويؤجل الأحلام ‏والأمنيات مع الغموض الشديد حول إمكانية الوصول إلى شاطئ ‏السلامة. واستحضار ما جاء بالتحديد في الفصل الأول من الكتاب هو اليوم بمثابة عيد ميلاد جديد لي وجرعة أمل لمن يمرّون بنفس الظروف ويبحثون عن طريق النجاة.

جاء الوصف لمحصِلة المشاعر المتضاربة محموما، فصدمة ‏المرض وتأثير جرعات العلاج القاسي على الحالة ‏الجسدية والنفسيةِ، إضافة إلى مخاضات عاشتها الميادين العربية، كل ذلك ‏جعل عدة شهور أثقل من وزن كل السنين السابقة في حياتي. 

 وخلال هذه الأزمة تعلمت فن البحث عن الوجه الإيجابي للمصيبة وهو فن نادر لا تدرسه كليات الفنون ‏والآداب الإنسانية وإنما نتعلمه في أكاديميات الحزن؛ ذلك الحزن الذي من فرط شدته يخرس صوت ‏الدموع. فمن المعروف أن الألم الكبير لا دموع له، لكنه يصبح جناح التحليق في سماء الإبداع. واخترت ‏السير في غابات الحكماء القدماء لأتذكر باستمرار أن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر إلا الحزن فإنه ‏يبدأ كبيرا ثم يصغر، ولا يزال يصغر ويصغر حتى يتلاشى ويُنسى. اليوم وأنا أتابع الكثيرين من حولي وهم مساجين في حزنهم، لمرض أو فقد أو حتى حزن عام من فوضى "غير خلاقة" أصابت العالم، أقول: اخرجوا من حزنكم فالحزن لحظة والفرح حياة وابحثوا عن الحكمة!

والأهمُّ في خضم تلك المعارك الداخلية مع النفس أن تتحدثوا لتعبروا تلك الأحداث بمرّها وحكمتها وتتوقفوا عند العديد من القصص الإنسانية خلال هذه المحنة، ‏وترووها فقد تنير سبيلَ أشخاصٍ ‏يعايشون تجارب مشابهة ولا يستطيعون مشاركتنا معاناتهم. تيقنوا أن التهابات الجروح ونيران المواجع تنطفئ مع عسل الكلمات! 

كانت التغيرات ‏الفسيولوجية متلاحقة وصادمة، فالشعر يحترق ثم يتساقط ويقتلع تماما من جذوره، والبشرة تصدأ، والجلد يصفرّ ويعتريه الشحوب ثم يجرفه الموات. وتعرّيني انفعالات الحالة الجديدة فتخلع عني الحبّ وتدخلني إلى كهف الكراهية والسخط على النفس، فأجلدها وتطرحني أرضا وكانت كفيلة بأن تدفعني إلى التقوقع وتجنب الاتصال بالناس، ‏بالرغم من أني لم أنج من الشرّ المجاني عبر تعليقات قاسية لبعض الناس انتهكتني ونظرات جارحة أربكتني، لكن سرعان ما كنت ألتمس للبعض حسن النية ‏وقلة الوعي. فجان بول سارتر، الفيلسوف الفرنسي، يرى أن ‏الجحيم هم الآخرون. ولكني أرى ان الانسان كائن اجتماعي وهو من يصنع من الآخرين جحيما أو فردوسا للنجاة. وهذا يتوقف على التصالح مع النفس حتى لا تتحول تلك الندبات في الجسد إلى جراح نفسية. وكلما اشتدت آلامي لجأت إلى الكتابة ‏أمد ُاليد إليّ أولا، ثم إليكم حتى تشاركوني هذا التحدِي، علَهُا ‏تُخفِفُ عن قلبي هذا الغم وتحتوي المصيبة، فكما يقول الأديب الجزائري كاتب ياسين "الـكـتـابـةُ ‏ وحـدهـا تـُـلـغـي الـمـوت بـاحـتـوائـه". 

كان ملك الحرف يصرخ فيّ كل حين: "اكتبي فمن يكتب لا يموت!". ربما يكون آخرون قد مَرُوا أو يمرون الآن بنفس المحنة أو أقسى حدة، فبكوا ‏حظَهُم العثر، وانتحبوا محنتهم وخرجوا منها ممزقين وقلقين، ‏يحملون المرض في جيناتهم وثقلا نفسيا على أكتافهم، يكمِلون ‏بها ما بقيَ من أيام في حياتهم. لكن بفضل مجاهدة النفس أوقفت نهر البكاء ليبدأ تنفيذ ‏قرار المقاومة من أجل الحياة، وهو قرار تطلب الكثير من الصبر والإرادة ودورات تدريبية على ترويض النفس والتحكم في الغضب و"فنّ التخلّي" كلما ظهر شيء أو شخص يسعى للتحكم في قراراتي أو مبادئي. ‏

بداية المقاومة كانت بالبحث عن معان جديدة للحياة جعلتني أكثر قوة ‏ونضجا، والأهم معاني الاستمتاع بالحياة بشكل ما؛ الاستمتاع بكل ما لديّ وربما لم أكن منتبهة له فيما قبل. وشعرت بالسعادة ليس لأني نجوت من ‏المرض والحزن على نحو ما، وإنما لأني مازلت قادرة على ممارسة تمارين التحلي بالصبر. تعلمت ماذا يعني أن أتدرَب وأتمرَن على مقاومة الألم، وماذا يعني ‏أن أحتمِل السجن، وكيف كنت ‏أحاول أن أُجمّلَ سجني حتى لا تصدأ مشاعري كما صدأت جلدتي. هكذا كنت أتسلى بلعبة لكم الأوجاع فتسرقني الألوان والأفكار من كآبتي وتدغدغني رائحة الكتب القديمة فأغفل عن ‏الألم. مدهشة تلك الأوجاع التي تصنع أزهارها وعطورها وكلماتها. 

أعلم أن تلك المقاومة منحتني فرصة استثنائية ‏للنجاة لحد الآن، ربما ضنت الدنيا بها على آخرين؛ كثيرون من ‏الذين أسقطهم المرض اللَعين لم ينهضوا أبدًا! أما وقد مُنحتُ ُهذه الفرصة فقد قررت ُأن أسجل ‏تجربتي، وأحتفل بميلادي الجديد حتى أمسح من سبورة ‏ذاكرتي كل الغيوم التي عبرت سمائي وعطنت مشاعري.

ربما أبكيتكم.. وربما أضحكتكم.. أو لعلني طحنت عظامكم وأنتم تتابعون تفاصيل معركة شرسة.. أرجوكم لا ترددون جملا محفوظة لهذه المناسبات.. إنها لا تليق بالمحاربين، فالحزن يجب أن يسلحكم بالقوة كما سلحني بها. لذلك أودعتكم مشاعري حتى نتلمس معا خطوات الأمل ونمحو الدموع والحسرة وذكريات الضعف والوهن.. والأهم أن أستمر أكتب وتكتبون.. لأن حياةً واحدةً لا تكفينا!

مقالات مشابهة

  • عيد ميلاد جديد!
  • بارزاني: بغداد استكملت جهود إقليم كوردستان للاعتراف بحلبجة
  • وفد أوروبي: إقليم كوردستان بات نموذجاً مشرقاً للحرية والديمقراطية
  • متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
  • إقليم كوردستان.. 415 ألف مواطن يستفيدون من الكهرباء على مدار الساعة
  • فخر الدين الثاني.. الأمير الذي حلم بدولة كبرى واعدم على يد العثمانيين
  • الحرس الثوري الإيراني: نأمل أن تُسفر المفاوضات مع أمريكا إلى تعاون مشترك
  • عمر مرموش يتألق في البريميرليج ويزاحم محمد صلاح منذ يناير
  • تقرير أمريكي.. بروز الصين كقوة ناعمة في إقليم كوردستان مع تراجع اهتمام إدارة ترامب
  • السوداني يصل إلى أربيل