صحيفة الاتحاد:
2025-02-05@08:31:31 GMT

كأس أفريقيا تضع «الذكاء الاصطناعي» في حرج!

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT


عمرو عبيد (القاهرة)

أخبار ذات صلة «فرنسا» وحارس ومنتخب مُغادر يسيطرون على جوائز كأس أفريقيا! فاييه يقود رحلة «الأفيال» المفاجئة!


لا تخضع مباريات كرة القدم ونتائجها إلى التحليل المنطقي والإحصائي الذي يقوم به «الكمبيوتر العملاق»، التابع لشركات التحليل الرياضي الكُبرى، إلا في مرات نادرة وباستثناءات محدودة، صحيح أن «أوبتا» نشرت تقريراً قبل انطلاق الدور الأول من كأس الأمم الأفريقية، حول توقعات الكمبيوتر التحليلي لاسم المنتخب الفائز بـ «الكان»، وهو السنغال، الذي يشق طريقه بقوة ونجاح حتى الآن في «النُسخة الإيفوارية»، إلا أن بقية التوقعات والنسب الخاصة بكثير من المنتخبات الأخرى اختلفت تماماً، إذ يبدو أن مفاجآت الدور الأول الأفريقي «ضربت» توقعات «الكمبيوتر العملاق» بقوة هذه المرة.


وكان «أسود التيرانجا» متصدراً لقائمة توقعات الفائز بـ «الكأس السمراء» خلال تقرير «أوبتا» الأول قبل ما يقارب أسبوعين، بنسبة 12.8%، لكنها ارتفعت بالطبع بعد نهاية الدور الأول، بـ «علامة كاملة» ونجاعة هجومية وصلابة دفاعية وأداء ثابت، قد يبدو الأفضل بين المنافسين جميعهم، لتبلغ 20.1% حالياً، في حين اختفى منتخب كوت ديفوار من «قائمة توب 5» المُرشحة للفوز باللقب، حيث كان وصيفاً قبل انطلاق «بطولته» بنسبة 12.1%، إلا أن نتائجه المخيبة وبلوغه دور الـ 16 بـ «معجزة»، دفعت النسبة إلى التراجع بشدة لتبلغ 4.8% فقط، خارج قائمة أقوى المُرشحين رغم إقامة البطولة على أرضه.
على الجانب الآخر، تقدمت المغرب خطوة واحدة حسب رؤية «الكمبيوتر العملاق» الحالية، بعدما كانت تحتل المركز الثالث قبل بدء «الكان» بنسبة 11.1% في قائمة أبرز المرشحين، حيث بات «أسود الأطلس» ثاني أقوى المنتخبات قدرة على نيل اللقب بـ 16.4%، بعد السنغال مباشرة، وعبر المغرب إلى الدور الثاني بهدوء وبلا أزمات على مستوى النتائج مثلما حدث مع «الصدمات العربية» الأخرى في الدور الأول، لاسيما الجزائر الذي كان «رابع المرشحين» لنيل الكأس حسب توقعات «أوبتا» منذ أسبوعين، بنسبة 9.7%، ليُفاجئ «محاربو الصحراء» الجميع بالإقصاء المُبكر والخروج «المهين»، بتعادلين وهزيمة دون تحقيق أي فوز، ليتذيل مجموعته.
المنتخب النيجيري هو الآخر عدّل من وضعه بصورة جيدة جداً خلال مرحلة المجموعات، حيث كان خارج قائمة «الـ 5 الكبار» قبل انطلاقها، وتوقع «الكمبيوتر» عودة «النسور الخُضر» إلى قمة «القارة السمراء» بنسبة 8.1%، لكنَّ فوزين وتعادل واحد بينهما انتصار «قوي» على أصحاب الأرض، قفز بـ «النسور» إلى المركز الثالث ضمن المرشحين الحاليين بـ 13.1% واضعاً «الذكاء الاصطناعي» في حرج واضح.
والطريف أن المنتخب المصري كان المُرشح الخامس للفوز باللقب قبل البطولة، لكن نسبته لم تكن كبيرة، حيث لم تتجاوز 8.5%، بينما صار حالياً في المرتبة الرابعة عبر توقعات «أوبتا» التحليلية، بنسبة «أقل» عما كان عليه حاله في البداية، حيث بلغت 7.7% فقط، لا سيما بعد التعادلات الـ 3 المتتالية والأداء «المذبذب» الذي قدمه لاعبوه خلال المواجهات جميعها.
أخيراً، اقتحمت منتخبات عدة أخرى القائمة بصورة «مثيرة»، خاصة الرأس الأخضر الذي كان يملك نسبة ترشيح للفوز باللقب لم تتجاوز 0.9% قبل انطلاق البطولة، إلا أنه قفز إلى المركز السابع حالياً بنسبة 4.8%، وكذلك يوجَد منتخب غينيا الاستوائية بقوة بنسبة 4.3%، في حين أنه كان خارج التوقعات تماماً قبل أسبوعين، وهو ما ينطبق على أنجولا وناميبيا أيضاً، مع الاعتراف بأن النسب «محدودة» بالطبع، بواقع 2.3% و1.2% على الترتيب.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار السنغال المغرب نيجريا مصر الدور الأول

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: الذكاء الاصطناعي .. سلاح تدمير غزة

" إننا نعيش لحظة قد يكون فيها لأول مرة  أشياء أكثر ذكاءً منا" .. هكذا فاجأ  "جيفري هينتون"، عراب الذكاء الاصطناعي  العالم بتصريحه الشهير عام 2023.

هذا التصريح جاء في عالم شهد دورة لا تنتهي من الحرب والعنف منذ بداية الزمان... وإذا كان الهدف النهائي هو أن يعيش الجميع في سلام ورخاء، فإن الحلقات التي لا تنتهي من الصراعات في غرفة صدى البشرية تركت دروسًا لا حصر لها يجب تعلمها.

ونتجه بشكل لا رجعة فيه نحو ساحة معركة لا رجعة فيها مع احتمال أكبر لحدوث النسخة الأكثر شراً من الحرب التي شهدتها البشرية على الإطلاق.

إن فكرة النسخة المحوسبة والذكاء الاصطناعي من الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأصوليون اليمينيون الجالسين في "تل أبيب" لم تكن مصادفة، وفيما يتعلق بهذا، فإن أحدث نقطة تحول في الحرب عكست المبدأ الأساسي للمجتمع ما بعد "معاهدة وستفاليا" 1648 التي أنهت حرب الثلاثين عاما ً وشكلت النظام الدولي، فلم تعد المؤسسات تحظى بالاحترام، ولم تعد الأرواح البشرية موضع تقدير، مما يشير إلى الانهيار المحتمل للنظام العالمي المأمول في عالم السلام.

وعلاوة على ذلك، فإن الوثائق الأخيرة التي كشفت عنها "صحيفة واشنطن بوست " لم تترك مجالاً للشك حول كيفية تورط إسرائيل في مذبحة واسعة النطاق في "غزة" عن بعد.. بمساعدة نموذج متقدم من الذكاء الاصطناعي قدمته شركة "جوجل".

وحدثت هذه الكارثة عندما وقعت الشركة مشروع نيمبوس بقيمة 1.2 مليار دولار مع حكومة كيان الاحتلال، وقد عارض هذه الخطوة الثنائية بشدة عشرات من موظفي جوجل الذين تم طردهم من وظائفهم.

"لا تكنولوجيا لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي؛ لن نعمل من أجل الإبادة الجماعية".. كانت هذه الكلمات مكتوبة على لافتة رفعها عمال شركة "جاينت تيك" خلال احتجاج في مدينة نيويورك، ومع ذلك، يبدو أن جوجل ساعدت على عجل خدمات الحوسبة السحابية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، التي سمحت لاحقًا باستخدامها لاستهداف سكان غزة بالكامل دون تمييز.

لا شك أنه لن يكون من الخطأ أن نقول إن المؤيدين لإسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي قدروا مرارًا وتكرارًا تدمير غزة،  ويبدو أن المستوطنين الإسرائيليين سخروا من الفلسطينيين بسبب نقص المياه من خلال إنشاء مقاطع فيديو قصيرة على تيك توك، مما يعكس حقيقة قاسية وغير أخلاقية.

ومن المهم ألا نتجاهل كيف زرعت الكتائب الإسرائيلية متفجرات لتدمير المباني السكنية ونشرت اللقطات على وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضت أفعالها اللاإنسانية ضد الفلسطينيين لبقية العالم؟ ..  كل هذه الأحداث المؤلمة ترسم صورة واضحة لمجتمع مصاب بهوس الموت، حيث يتم الاحتفال بالموت والدمار علنًا وترسيخ نزع الصفة الإنسانية في نسيجه، وربما في حمضه النووي !!

ولكن.. كيف استخدمت إسرائيل الكثير من البرامج لاستهداف المدارس والمستشفيات والشقق وحتى مخيمات اللاجئين منذ اندلاع الحرب في غزة؟

هناك مجموعة واسعة من البرامج ذات أنماط العمل المختلفة، وإن كان الغرض هو التطهير العرقي للسكان البشريين فقط، يقع الناس في غزة والضفة الغربية تحت رحمة وحش لا يرحم يراقب كل تحركاتهم من خلال شبكة واسعة من المراقبة الجماعية.

قواعد البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Gospel و Lavender وWhere’s Dady هي الأسلحة التكنولوجية الأكثر فتكًا التي يستخدمها جيش الدفاع الإسرائيلي لأغراض عسكرية أثناء الحرب.

إن هذه الأنظمة المتطورة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تلعب دوراً محورياً في معالجة البيانات لتحديد الهدف على أساس الملف العرقي، إن قضية "لافون"، التي ادعت تل أبيب أنها صُممت لتحديد حماس، أدت بدلاً من ذلك إلى قصف غير مسبوق للفلسطينيين في مكان واحد.

إن مخرجات برمجة الذكاء الاصطناعي هذه في شكل قوائم اغتيالات تعتبر قراراً بشرياً دقيقاً أثناء العمليات العسكرية، وهذا يعني ضمناً أن الآلة نفسها حددت وأوصت بقتل هؤلاء الفلسطينيين، ووصفتهم بأنهم أسوأ الأعداء من وجهة نظر عسكرية.

إن الثنائي "Gospel و Lavender" عبارة عن أسلحة حرب همجية وليست بعيدة عن سباق الإجرام الإلكتروني، والفرق الأساسي بين النظامين يكمن في تعريف الهدف…

Gospel يميز المباني والهياكل التي يزعم الجيش أن المسلحين يعملون منها، في حين يميز  Lavender الأشخاص ويضعهم على قائمة الاغتيال... وهذه الخوارزمية، المطبقة على عامة السكان، تشمل بشكل غير دقيق المدنيين كمشتبه بهم على أساس أنماط الاتصال وتعبيرات الوجه التي تشبه إلى حد ما أنماط وتعبيرات الوجه لدى العملاء.

وعلى العكس من ذلك، فقد أدرك بقية العالم أن حرق الفلسطينيين ليس عيباً في التكنولوجيا؛ بل هو ميزة !!


وعلاوة على ذلك، قصفت القوات العسكرية الإسرائيلية بشكل منهجي الأفراد الذين تم تحديدهم أثناء وجودهم في منازلهم مع عائلاتهم بأكملها، و تم استخدام النظام الآلي المسمى  "أين أبي" أو بالترجمة الحرفية "أين دادي" .. خصيصًا لتحديد المشتبه بهم وتنفيذ التفجيرات عندما دخلوا مساكن عائلاتهم، وهذا يسلط الضوء على المدى الذي يمكن أن تصبح فيه هذه الأنظمة أدوات مروعة لتدمير الأرواح البريئة.

والسؤال الوحيد المتبقي هو كيف ستسود العدالة، نظرًا لأن دماء الفلسطينيين تم محوها بواسطة يد آلية غير مرئية؟؟

وختاما ً .. أثار ظهور آليات متقدمة للحرب مخاوف جدية بشأن المسار المستقبلي للصراع البشري، وخاصة أنها تتجاوز المساءلة القانونية والأخلاقية، والآن أكثر من أي وقت مضى، من الأهمية وضع معايير ولوائح دولية لدعم الكرامة الإنسانية… ومع تقدمنا ​​​​إلى عصر الابتكار التكنولوجي السريع، يجب علينا رسم مسار يضمن أن تخدم هذه التطورات الصالح العالمي، بدلاً من المساهمة في الدمار الشامل.

وإذا لم تكن الدروس المستفادة من الحربين العالميتين كافية، فيتعين علينا أن نتأمل في كلمات أينشتاين الشهيرة: "لا أعرف ما هي الأسلحة التي ستُخاض بها الحرب العالمية الثالثة، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بالعصي والحجارة". ولكن إذا فشلنا في التعلم من التاريخ، فربما لانجد  حتى العصي والحجارة !!

مقالات مشابهة

  • أبوظبي تستضيف قمة «عالم الذكاء الاصطناعي» 2026
  • انطلاق قمة عالم الذكاء الاصطناعي في أبوظبي
  • قنابل نووية.. الكشف عن سبب الغبار المشع الذي جاء من أفريقيا إلى أوروبا
  • الإمارات تحافظ على مكانتها مركزاً للاستثمار في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يعدد إنجازات محمد صلاح هذا الموسم
  • وكلاء الذكاء الاصطناعي - مستقبل التعلم
  • تطورات ديبسيك.. هل أعد الذكاء الاصطناعي لأغراض خبيثة؟
  • أحمد ياسر يكتب: الذكاء الاصطناعي .. سلاح تدمير غزة
  • كيف تتأثر الأديان بقدرات الذكاء الاصطناعي الفائقة؟
  • «ديب سيك» دليل على أنّ الغرب يخسر سباق الذكاء الاصطناعي