موقع النيلين:
2024-09-06@20:38:33 GMT

رُبّ خسارة نافعة!

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT


في إثر الخسارة التي منيت بها بعض المنتخبات العربية في كأس إفريقيا للأمم التي تجري تصفياتها النهائية في ساحل العاج، طفا على السّطح نقاش محتدم يتعلّق بأسباب هذه الخسارة، وبما يجب فعله حتّى لا تتكرّر.. في وقت يفترض أن تنشغل فيه الأمّة كلّها ببحث أسباب بقائها في ذيل الترتيب الحضاريّ للأمم، واستئثارها بدرك الذلّ والهوان على مدار قرن من الزّمان، منذ سقوط الخلافة العثمانية، حتّى أمسى بعضها يرقص ويلهو ويلعب وينشغل بمعاشه ولقمة عيشه، بينما أخوه في مكان آخر ينكّل به وتنتهك حرمته!

ليس يليق بالأمّة أن ينشغل بعضها باللهو واللعب، ويهتاج لهزيمة في مباراة، وتبيت القنوات ليلتها في حالة استنفار لتحليل أسباب الهزيمة وإلقاء المسؤولية على هذه الجهة أو تلك، بينما تباد غزّة، وينكّل بالمسلمين في تركستان والهند والسودان والصّومال.

. كان يفترض ألا تعطى الكرة أكبر من حجمها ووقتها؛ فهي في النهاية لعبة، والفوز فيها لا ينفع أمّة متخلّفة حضاريا، كما أنّ الخسارة فيها لا تضرّ أمّة متمكّنة من ناصية دنياها، كيف بأمّة تجمع بين التمسّك بدينها والتفوّق في شؤون دنياها؟ لكن ولأنّ الأمّة تعيش مرحلة من أسوأ مراحل تاريخها، فإنّ الهزيمة في كرة القدم أصبحت ذات شأن وشأو!

ماذا كان ينفعنا لو أنّ الفرق الممثّلة للدّول العربيّة والإسلامية تأهّلت إلى المراحل المتقدّمة من تصفيات هذه الكؤوس، وكانت الكؤوس من نصيبها -في النهاية- على حساب الدّول الأخرى؟ ما الذي سيغيّره هذا الاستحقاق في واقع الدول المظفّرة وواقع الأمّة؟! طبعا، لن يزيد الأمّة إلا غفلة عن نكساتها التي تعيشها على أكثر الأصعدة وفي جُلّ الميادين، نكسات بعضها فوق بعض، جعلت الدول العربية خاصّة تستأثر بالمراتب المتأخّرة في المؤشّرات التي تصدرها المؤسسات المتخصّصة سنويا.

فإذا ما استطلعنا -مثلا- مؤشّر جودة التعليم، فإنّنا نجد أنّ جلّ الدول العربية حلّت في مراتب غير مشرّفة؛ خاصّة دول المغرب العربيّ التي تكاد تتذيّل سلّم الترتيب كلّ عام؛ وفي العام الماضي (2023م)، كانت الجزائر في المرتبة 119 عالميا، موريتانيا 134، ومصر 139! بين 140 دولة خضعت للتّصنيف!

إنّنا في أمسّ الحاجة لأن نحزن لهذه الهزائم المتوالية التي منينا بها في أهمّ ميادين الحياة، ونعلن حالة الاستنفار القصوى في إعلامنا، ولم لا حتى في مساجدنا، للوقوف على الأسباب التي هوت بنا إلى هذه الدركات.. أمّا الهزائم في ميادين اللعب، فإنّها لن تضرّنا، بل لعلّها تكون نافعة إن هي جعلتنا نراجع أنفسنا ونعيد ترتيب أولوياتنا؛ فرُبّ ضارّة نافعة.

كثير من المتحمّسين بيننا، كانوا يحاولون الرّبط بين تحقيق الفوز في ميادين الكرة وبين نصرة قضايا الأمّة، ويمنّون أنفسهم بأنّ فريقنا سيرفع علم فلسطين في الملاعب حال فوزه، ولاعبونا سيُظهرون الشعارات المؤيّدة لغزّة ضدّ العدوان الصهيونيّ الذي تتعرّض له.. وهذا الحماس قد يكون محمودا إذا رافقه عمل في ميادين أخرى أهمّ، لكنّه سيظلّ مخدّرا إن نحن ظننا أنّ واجبنا تجاه إخواننا ينتهي عند رفع الأعلام في ملاعب الكرة، لنعود بعدها إلى بيوتنا ونواصل تفانينا في إشباع شهواتنا وتحقيق رغباتنا!

سلطان بركاني – الشروق الجزائرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأم ة

إقرأ أيضاً:

اتهام امرأة من تكساس بمحاولة إغراق طفلة أمريكية فلسطينية

وجهت هيئة محلفين كبرى اتهامات رسمياً لامرأة من ولاية تكساس الأمريكية، بسبب محاولة إغراق طفلة أمريكية فلسطينية مسلمة، تبلغ من العمر 3 سنوات في مايو (أيار)، في واقعة قالت الشرطة المحلية إن دافعها هو التحيز العنصري.

ووجهت هيئة المحلفين الكبرى في مقاطعة تارانت الاتهامات للمشتبه بها إليزابيث وولف، في لائحة اتهام قدمت الشهر الماضي وتضمنت فرض عقوبة مشددة على ارتكاب جريمة كراهية، وذلك وفقاً لسجلات المحكمة التي تم الكشف عنها، أمس الثلاثاء. وقد يؤدي هذا إلى تغليظ عقوبة وولف، إذا ثبتت إدانتها.

ووولف متهمة بالشروع في جريمة قتل قد تصل عقوبتها للإعدام لطفلة دون العاشرة، والتسبب عمداً في إصابة جسدية للطفلة.

ويشير تقرير الشرطة إلى أن الواقعة حدثت في مايو (أيار) في مسبح بمجمع سكني في ضاحية يولِس في منطقة دالاس فورت وورث، عندما تشاجرت المشتبه بها مع والدة الطفلة، وكان مع الأم في المسبح أيضاً ابن عمره 6 أعوام، بعد أن سألت المشتبه بها الأم عن المكان الذي تنحدر منه.

وذكر تقرير الشرطة أن المشتبه بها حاولت إغراق الطفلة والإمساك بالطفل الآخر.

وقالت الشرطة إن الأم تمكنت من انتشال ابنتها من الماء، وهرع المسعفون إلى مكان الحادث وأقرت السلطات الطبية بسلامة الطفلين.

وحذر المدافعون عن حقوق الإنسان من تزايد التهديدات التي يواجهها المسلمون والعرب واليهود الأمريكيون منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

#WorldNews: A #Texas woman has been formally indicted by a grand jury in the attempted drowning of a 3-year-old #Palestinian American Muslim girl in a May incident that local police said was motivated by racial bias.https://t.co/ZZ0RHIPnFt

— LBCI Lebanon English (@LBCI_News_EN) September 4, 2024

وشهدت الولايات المتحدة أيضاً في الآونة الأخيرة عملية طعن قاتلة لطفل فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 6 سنوات في إيلينوي في أكتوبر (تشرين الأول)، كما طُعن أمريكي من أصل فلسطيني في تكساس في فبراير (شباط)، وتم إطلاق النار على 3 طلاب من أصل فلسطيني في فيرمونت في نوفمبر (تشرين الثاني).

مقالات مشابهة

  • النفط يتجه نحو خسارة أسبوعية وهبوط قياسي
  • خسارة المنتخب الوطني للناشئين أمام نظيره السعودي ضمن بطولة كأس غرب آسيا 
  • "تيجي نسيب" لصوت مصر "أنغام" يضئ أشهر ميادين العالم "تايمز سكوير"
  • بريطانيا.. طرد طفلة في أول يوم دراسة بسبب تقليد مغنية أمريكية
  • خواكين فينيكس يكشف تفاصيل خسارة نصف وزنه للعب دور الجوكر من جديد
  • أضرار شرب المياه الغازية أثناء الحمل| تأثيرات سلبية على صحة الأم والجنين
  • توجيه الاتهام لامرأة أميركية حاولت إغراق طفلة من أصل فلسطيني
  • هل تؤدي خسارة ترامب إلى استقرار أمريكا؟
  • اتهام امرأة من تكساس بمحاولة إغراق طفلة أميركية فلسطينية
  • اتهام امرأة من تكساس بمحاولة إغراق طفلة أمريكية فلسطينية