القديسان دوماديوس ومكسيموس..رموز عالقة في أذهان الأقباط
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كالنهر الذي يفيض بالخير ويحمل في جعبته الكثير، هكذا تراث الكنيسة القبطية التي تمتلئ بأحداثًا وأشخاصًا من أسطر الكتب التراث المسيحي، أناس نقشوا أسمائهم بأعمالهم ومشاركتهم في أحداثُا عظيمة ، وأوفى لهم التاريخ وذّكرهم إلى أبناء العصور المتتالية من خلال تدوين هذه المشاركات وإعادة إحيائها في المناسبات.
كهنة كنيسة مارجرجس الروماني يشهدون فعاليات روحية.
. تفاصيل كنيسة العذراء والملاك غبريال تبدأ احتفالية عيد الغطاس
ويُصادف غدّا الجمعة 26 يناير الموافق 17 طوبة حسب التقويم القبطي، تذكار نياحة القديس دوماديوس ابن الملك فالنتيانوس، الذي تربى مع أخيه مكسيموس وأخته، وعاشا وسط تعاليم وتربية مسيحية حقيقية، ويذكر كتاب حفظ التراث المسيحي المعروف كنسيًا بـ"السنكسار" أن عدد من الرهبان كانوا يترددون على القصر الإمبراطوري آنذاك، فأحب الأخوان مكسيموس ودوماديوس حياة الرهبنة وأصوال التعاليم الرهبانية، وبدأ فؤادهم يفيض بمحبة هذه الحياة وزهدا في العالم، وأخذوا خطوة حقيقة في بدء مسيرة الرهبنة وأخبرا أباهما وذهبا إلى نيقية لزيارة المكان الذي اجتمع فيه الآباء الثلاثمائة والثمانية عشر.
شهدت هذه الزيارة لقاء مؤثر مع راهب قديس يُدعى يوحنا، وكشفا له ما في قلبيهما، ففرح كثيرًا ونصحهما أن يذهبا إلى سوريا ليتتلمذا على يديّ "القديس أغابيوس" الذي كانت شهرته قد ذاعت في كل مكان.
ذهبا القديسان مكسيموس ودوماديوس إلى سوريا وتقابلا مع القديس أغابيوس وسكنا عنده قرابة 6 سنوات، وبحسب التاريخ المسيحي كانا ينميان في أحضان الفضيلة والتعلم وقبل نياحة القديس أغابيوس أوصاهما أن يذهبا إلى مصر ويتتلمذا على يديّ القديس مكاريوس الكبير المعروف بـ" أب برية شيهيت" أي وادي النطرون حاليًا والتي شهدت ظهور الفكر الرهباني وارسالته للعالم بفضل أب الرهبان الأنبا أنطونيوس الكبير، استمرا القديسان في سوريا حتى رحل القديس أغابيوس، وذاع صيتهما وأرادوا رسامة مكسيموس بطريركاً، فلما شعرا بذلك هربا إلى مصر لتحقيق وصية القديس الراحل، وألتقيا بالقديس مكاريوس وطلبا منه أن يعيشون في مغارة، فأراهما صخرة كبيرة ليحفرا فيها المغارة، ثم علَّمهما ضفر الخوص وأعطاهما قليلاً من الخبز والملح، وسلمهما التداريب الروحية اللازمة لحياة الوحدة والرهبنة.
بدأت مسيرة القديسان داخل المغارة يجاهدان في الصوم والصلاة والنسك حوالي ثلاث سنوات، وكانا يأتيان إلى الكنيسة يوم الأحد من كل أسبوع وهما صامتان للتناول من الأسرار المقدسة.
شعر القديس مكاريوس مقدار قداستهما عندما ذهب لافتقادهما حيث وجدهما يُصلّيان طوال الليل حسبما ورد في تاريخ قصتهم، التي وصفت صلاة القديس مكسيموس بـ" حبلاً من نار يخرج من فمه صاعداً إلى السماء"، حتى أن في قصتهم جزء تناول قوة إيمانهم التي طردت الشياطين التي تحيط بالقديس دوماديوس، ولكنهم لم يجرؤوا على الاقتراب من القديس مكسيموس لكمال قداسته.
ومع مرور الوقت مرض القديس مكسيموس بحُمى شديدة ثم تنيح في اليوم الرابع عشر من شهر طوبه، بعد ذلك مرض القديس دوماديوس والتحق بأخيه بعد ثلاثة أيام، ودفنهما القديس مكاريوس في نفس مغارتهما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاقباط الأرثوذكسية
إقرأ أيضاً:
"تأثير الحملات الصليبية على علاقة الأقباط بحكام مصر" رسالة دكتوراه بإكليريكية الأنبا رويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ناقش الباحث الراهب القس باخوميوس آڤا مينا، في قسم الآباء وتاريخ الكنيسة بالكلية الإكليريكية اللاهوتية بالأنبا رويس، رسالته بعنوان "تأثير الحملات الصليبية على علاقة الأقباط بحكام مصر من 1095م حتى 1291م"، وذلك للحصول على درجة الدكتوراه.
تكونت لجنة المناقشة من الأنبا مكاري، الأسقف العام ووكيل الكلية، عضوًا مناقشًا، ونجلاء حمدي بطرس، رئيسًا ومشرفًا، والقس باسليوس صبحي، مشرفًا ثانيًا، وإسحق إبراهيم عجبان، عضوًا مناقشًا.
في ختام المناقشة، منحت اللجنة الباحث درجة الدكتوراه بتقدير "امتياز مع مرتبة الشرف"، وأوصت بطبع الرسالة وتوزيعها بين الكليات اللاهوتية، وقد حضر المناقشة عدد من الآباء الكهنة والباحثين.
وأوضح الباحث أن دراسته تناولت التأثيرات الدينية والاجتماعية والسياسية التي أحدثتها الحملات الصليبية على الأقباط في مصر، خاصة في فترات الاضطرابات والتغيير التي شهدتها البلاد نتيجة لهذه الحروب، كما تم تسليط الضوء على دور الكنيسة القبطية في الحفاظ على هويتها وسط تلك التحديات.