يمن مونيتور:
2025-01-23@16:59:35 GMT

صراع الهوية واستحقاق فكرة الدولة

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

صراع الهوية واستحقاق فكرة الدولة

لماذا يصر البعض ان يجعل من الخلاف حول فكرة الدولة ومنظومة الحكم، بين شركاء الوحدة الى خلاف حول الهوية؟

مع ان صراع الهوية لدى الانسان وخاصة الشباب يعد من أكثر أسباب نمو مشاعر القلق والاضطراب الفكري، فبناء الهوية واكتسابها لملامح ثابته ومستقرة تتسم بالتنسيق والاتزان، تعد من اهم تكوينات الشخصية، وتوجهها الفكري والثقافي، خاصة في قضايا وحدة الامة.

خلق صراع حول الهوية، ينتج لنا السقوط السحيق للقيم والمبادئ، التي تربينا عليها وكونت مداركنا، حول جوهر النضال لتحقيق الوحدة الوطنية نحو تعزيز الوحدة العربية و وحدة الامة، وها نحن نسقط مع كل تسيد للنعرات المناطقية والطائفية والسلالية والاثنية والمذهبية، وادواتها على الأرض، حيث تم الغاء دور أدوات التنمية السياسية، وهي الأحزاب لأنها تحمل في برامجها وأهدافها روح الوحدة الوطنية وفكر الوحدة القومية والإنسانية، التي لا تتوافق وفكرة تسيد النعرات والتخلي عن الهوية الوطنية، والعودة لهوية اصغر، او تحالف يهدد وحدة الامة .

يبقى السؤال ما هذا التراجع عن الاستمرار في تدعيم الهوية لوطنية والقومية للامة، والعودة للبحث عن الهويات الصغيرة التي تسهم في العودة لتشكل كيانات أصغر؟!

هل هذا التراجع نتيجة للانهزام، في مواجهة القضية الأساسية للصراع حول فكرة الدولة، والمنظومة السياسية، التي دفعت بالبعض للعودة للهوية الأصغر على امل ان تتسع لهم ولفكرتهم التي ليس بالضرورة ان تكون مقبولة لدى الاخرين.

قد نتفق مع البعض ان الهوية اليمنية، انبثقت من يمين الكعبة، وان الحضارات القديمة لم تحمل هذا الاسم، فلا يختلف اثنان على ان الهوية اليمنية حملت الابعاد الوطنية للدولة بعبق التاريخ، وجغرافيا اليمن فيها كل مقومات النهضة، من تنوع مناخي، وتنمية بشرية، وتعدد ثقافي وتكامل اقتصادي، منطقة إذا ما استقرت سياسية يمكن ان تشكل قوة اقتصادية، ونهضة بشرية، اليمن لا ينقصه غير دولة ونظام سياسي ضامن للشركة السياسية للجميع، نظام ديمقراطي ضامن للتبادل السلمي للسلطة.

القارئ الجيد لتاريخ اليمن، سيعرف ان مشكلته في التشطير وليس في الوحدة، حتى عندما توحد تحت ظلال الهوية اليمنية، ظل العقل السياسي مشطر، وهو ما نتج لنا كل تلك الماسي ما بعد 1990م وحرب 1994م، واستمرت عقلية التشطير تمارس حالة الاقصاء والتهميش، وهي العقلية التي لا تقبل فكرة الوحدة، وبالتالي لن تقبل فكرة الدولة الوطنية والشراكة الحقيقية ، التي تحفظ للهوية اليمنية مكانتها، وتحفظ للبلد سيادته، عقلية سقطت فكريا وسحقت كل شيء جميل كان يحتاج لنضال حقيقي وثبات واستبسال.

اليوم ما زلنا نعاني من العقلية الانهزامية، التي تهرب من الصراع الفكري والثقافي حول تعزيز فكرة الدولة الوطنية الجامعة بشكلها الاتحادي التي تحفظ الهوية الوطنية على طريق تحقيق الهوية القومية، لتجرنا لصراع الهويات الصغيرة والجماعات الأصغر، وتنتج لنا حالة التشطير القائمة اليوم، التي لن تتوقف عند حدود جغرافيا، وتجرنا لعسكرة تلك الهويات، التي بالضرورة تضطر لترتهن لقوى خارجية بحثا عن الحماية والتسليح، وقد تضطر لتلبس قميص هوية ليست هويتها وتخفي عار هروبها وعجزها على الثبات والصمود في وجه كل التحديات، نحو تحقيق الهدف السامي والنبيل وهو وحدة الامة، وحدة المصير والهدف، وحفظ سيادة البلد .

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن كتابات يمن مونيتور فکرة الدولة وحدة الامة

إقرأ أيضاً:

تعزيز شراكة بعثة الاتحاد الأوروبي مع حكومة الوحدة الوطنية

التقى وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي، ووزير الدولة لشؤون  رئاسة الحكومة عادل جمعة، مع سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا “نيكولا أورلاندو “ومدير إدارة التعاون والبرامج في البعثة، بحضور المتحدث الرسمي باسم حكومة الوحدة الوطنية ونائب الأمين العام للمجلس الأعلى للإدارة المحلية، إضافة إلى مديري التعاون الدولي وشؤون المنظمات بوزارتي الحكم المحلي والعدل، خطة التعاون الدولي والبرامج التنموية للفترة 2025-2027.

وتركزت النقاشات خلال الاجتماع حول “تعزيز شراكة بعثة الاتحاد الأوروبي مع حكومة الوحدة الوطنية، كما تم استعراض المستهدفات الوطنية وأولويات الحكومة ضمن إطار الشراكة والتعاون الدولي، مع التأكيد على دعم مسار اللامركزية، وسيادة القانون، وإصلاح العدالة، وضمان المشاركة المجتمعية كركائز لتحقيق الاستقرار في ليبيا”.

وأكد جمعة، “على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين حكومة الوحدة الوطنية والاتحاد الأوروبي، مشيداً بعمق العلاقات والصداقة التي تربط الشعب الليبي بالشعوب الأوروبية، معتبراً أوروبا شريكاً استراتيجياً في مسيرة التنمية والإعمار”.

من جانبه، عرض سفير الاتحاد الأوروبي، “ركائز الخطة التنموية للفترة 2025-2027، مؤكداً التزام الاتحاد الأوروبي بدعم استقرار ليبيا واستثمارها التنموي لمستقبل أفضل”.

وفي ختام الاجتماع، وجه وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، فريق عمل الوزارة والمتخصصين الفنيين بالتعاون مع نظرائهم من بعثة الاتحاد الأوروبي “لتصميم البرامج والمشاريع التنموية وتحديد الأهداف والأنشطة بما يتماشى مع المستهدفات الوطنية المشتركة”.

مقالات مشابهة

  • بـ100 ألف جنيه.. تفاصيل طرح 42 وحدة إدارية كاملة التشطيب
  • حكومة الوحدة الوطنية تنعي اللواء «عمر زايد»
  • تفقد سير العمل في مشروع إعادة تأهيل طريق نقيل بعدان
  • لماذا يبسّط البعض مفهوم الهوية وقيمتها الوطنية ؟
  • مغردون: وحدة الظل القسامية لغز حيّر أعتى أجهزة الاستخبارات
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبي
  • سمو وزير الخارجية يلتقي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبي
  • أبو جناح في احتفالية رأس السنة الأمازيغية: التنوع الثقافي أساس الوحدة الوطنية
  • على حساب وحدة عدن .. ركلات الترجيح تضع مؤسسة السراري في نهائي بطولة الشهيد هدار الشوحطي
  • تعزيز شراكة بعثة الاتحاد الأوروبي مع حكومة الوحدة الوطنية