مسؤولون إسرائيليون: البحث عن السنوار وراء حصار خان يونس.. والأسرى ورقة تفوقه
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
سلطت شبكة NBC الأمريكية الضوء على قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، واصفة إياه بأنه مهندس عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي تمكن من البقاء "متفوقا بخطوة" على الجيش الإسرائيلي وأجهزة المخابرات، بورقة الأسرى المحتجزين لديه.
وفي تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، نقلت الشبكة عن مسؤولين إسرائيليين، حاليين وسابقين، أن قوات الجيش الإسرائيلية عثرت مؤخرًا على سجون تحت الأرض بخان يونس، تقول إن الأسرى لدى حماس كانوا محتجزين فيها، مشيرة إلى أن خان يونس هي مسقط رأس السنوار ومركز مكتظ بالنشاط السياسي لحماس.
وقال المسؤولون إن السنوار وغيره من قادة حماس كانوا على الأرجح مختبئين في مكان قريب من السجون التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي، ويتمتعون بحماية شديدة من قبل طبقات من الأسرى الإسرائيليين ومقاتلي حماس من المستوى الأدنى.
وأضافوا أن حماس بذلت جهودًا كبيرة للحفاظ على اتصالات السنوار مع قادتها السياسيين في الدوحة، دون أن تكتشفها المخابرات الإسرائيلية، بما في ذلك خلال وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني الذي أدى إلى إطلاق سراح حوالي 100 أسير لدى حماس.
اقرأ أيضاً
جيش الاحتلال يزعم معرفته بمكان قائد حماس في غزة يحيى السنوار
وفي السياق، نقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤول سياسي في حماس، طلب عدم ذكر اسمه، أن الحركة تحاول حماية السنوار وكبار قادتها الآخرين، مضيفا: "أعتقد أن هذا من حق أي قيادة أو أي مقاومة".
ويرجح قادة عسكريون ومسؤولون أمنيون، سبق لهم الاتصال مع حماس، أن السنوار ظل في حالة تحرك، وقام بتغيير مواقعه لتجنب اكتشافه.
حصار خان يونس
وحاصرت القوات الإسرائيلية خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، هذا الأسبوع، وتعتقد أن السنوار موجود في عمق متاهة من الأنفاق في مكان ما أسفل غزة، لكنها لا تستبعد احتمال عبوره إلى مصر عبر نفق.
وزعمت الشبكة الأمريكية أن إسرائيل عرضت السماح بمرور آمن للسنوار وغيره من قادة حماس للخروج من غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين لدى الحركة، مشيرة إلى أن المفاوضات جارية بهذا الشأن، لكن لا يوجد اتفاق وشيك من هذا القبيل، وفقًا لمصادر مطلعة.
وأعرب مسؤول إسرائيلي سابق، يتمتع بخبرة واسعة في التفاوض مع الفلسطينيين، عن مخاوفه بشأن هكذا عرض، قائلا: "إذا ظل يعيش في الخارج ويشرف على بقية قادة حماس في غزة وحصلت حماس على دور في ترتيب مستقبلي في غزة، فهذا سيعزز انتصاره في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وقال مسؤولان آخران إن السنوار لديه 3 مصالح أساسية، هي: بقائه، والاستمرارية التنظيمية لحماس، ودور في القيادة المستقبلية لغزة، ولذا فهو يأمل في البقاء على قيد الحياة، فيما نفى القيادي بحماس، أسامة حمدان، في تصريحات لقناة "الميادين" مناقشة أي عرض بشأن خروج آمن للسنوار من غزة.
اقرأ أيضاً
هيئة البث الإسرائيلية: هذه هي خطة السنوار لإنهاء حرب غزة
وتتواصل عملية المطاردة الإسرائيلية للسنوار في الوقت الذي تنخرط فيه دول متعددة، بما في ذلك الولايات المتحدة وقطر ومصر، في محادثات عالية المخاطر تهدف إلى إيجاد مخرج للحرب المستمرة في غزة منذ نحو 4 أشهر.
وتشترط حماس وقف إسرائيل عدوانها بشكل دائم قبل إطلاق سراح أي أسير، وهو مطلب رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بزعم أنه يعرض الإسرائيليين للخطر.
وتوقع جاكوب ناجل، مستشار نتنياهو السابق للأمن القومي (من 2016 إلى 2017) والزميل بمؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، أن لا يتخلى السنوار أبدًا عن جميع الأسرى، قائلا: "سيحتفظ ببعض الأسرى إلى الأبد، لأنهم بمثابة تأمين يضمن أن لا يقتله أحد".
ويتفق القادة الإسرائيليون على أن الحرب على حماس يجب أن تستمر حتى "تفكيكها"، لكن جدلا لايزال قائما فيما بينهم حول قيام إسرائيل بتحرير الأسرى أولا، على تأخذ الوقت الذي تحتاجه لاحقا لهزيمة حماس.
عقلية مختلفة
ولا يعتقد غيرشون باسكن، الإسرائيلي الذي عمل مفاوضا مع حماس لعقود من الزمن، أن السنوار سيوافق على صفقة تتضمن مغادرة غزة للعيش في ملاذ إقليمي آمن مثل الدوحة أو بيروت، موضحا: "هذه ليست حالة هروب ياسر عرفات عام 1982 إلى بيروت مع منظمة التحرير الفلسطينية. هذه عقلية مختلفة تماما".
ويتوقع باسكن أن يقاتل السنوار لأنه يعتقد أن "أسرع طريق له إلى الجنة هو الموت بعد قتل أكبر عدد ممكن من اليهود".
ويضاف: "أعتقد أن السنوار يعرف أنه سيموت شهيدا، وهو لا يخاف من الموت. هذه هي نسخة حماس المشوهة من الإسلام. الحياة على الأرض قصيرة، والجنة أبدية"، على حد تعبيره.
ويقر باسكن بأن جيش الاحتلال ليس لديه نفس المعلومات الاستخبارية في غزة كما هو الحال في الضفة الغربية. موضحا: "في الضفة تم رسم خريطة لكل منزل، ونعرف من يعيش في كل منها، وعندما تكون هناك هجمات إرهابية ويهرب الناس في الضفة الغربية، يمكن للجيش الإسرائيلي العثور عليهم".
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يجري عملية مطاردة مكثفة بحثا عن السنوار، بالتزامن مع البحث عن أكثر من 130 أسيرا ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة، بينما يتوقع باسكن أن أيام قائد حماس بالقطاع أصبحت معدودة، قائلا: "في نظرته الوهمية للعالم، يعتقد السنوار أنه سيخرج من النفق منتصرا، لكن إسرائيل ستجده حتما".
اقرأ أيضاً
القسّام هشّمَت جيش إسرائيل.. السنوار: لن نخضع لشروط الاحتلال
المصدر | NBC/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حماس يحيى السنوار الجيش الإسرائيلي خان يونس طوفان الأقصى غزة الجیش الإسرائیلی حماس فی غزة أن السنوار خان یونس
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى تغلق شارعا بتل أبيب وتتهم نتنياهو بعرقلة اتفاق التبادل
أغلقت عائلات محتجزين إسرائيليين في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، طريقا رئيسيا في تل أبيب، ضمن خطوات تصعيدية للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تفضي إلى إطلاق سراح ذويهم.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن عائلات الأسرى أغلقت طريق أيالون في تل أبيب، واتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لإحباط المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق يؤدي لإبرام صفقة تبادل للأسرى.
ورفع المحتجون لافتة حمراء كبيرة كتب عليها "نريد اتفاقا الآن"، كما رفعوا صورا لأسرى إسرائيليين في غزة وعليها عبارة أعيدوهم إلى منازلهم.
يأتي ذلك بعدما ذكرت تقارير بوسائل إعلام إسرائيلية أمس الاثنين، أن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد دافيد برنيع، أبلغ عائلات الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أن فرص التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حماس باتت ضعيفة.
ورغم جهود الوساطة القطرية والمصرية المتواصلة منذ أشهر، والمقترحات العديدة التي قدمت لوضع حد لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة وتبادل الأسرى، يواصل نتنياهو وضع شروط جديدة تعرقل جهود وقف إطلاق النار.
وتشمل مقترحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، استمرار السيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح جنوبي قطاع غزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال القطاع، عبر تفتيش العائدين إلى الشمال عند ممر نتساريم بوسط القطاع.
وفي المقابل، تصر حركة حماس على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود 101 أسير إسرائيلي في غزة، بينما تقول حماس إن عشرات منهم قُتلوا في غارات إسرائيلية استهدفت القطاع.