حصلت الجزيرة نت على نص التقرير الذي أعدته المحكمة الجنائية الدولية بخصوص تحقيقات خبرائها في السودان والانتهاكات خاصة في إقليم دارفور، ومن المقرر أن يُعرض رسميا على مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل.

وشمل التقرير نحو 19 صفحة وتناول مجهودات المحكمة في السودان عقب اندلاع الصراع في منتصف أبريل/نيسان الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويقول مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان في التقرير المزمع تقديمه لمجلس الأمن الدولي إن الصراع الحالي في السودان خلّف أوضاعا إنسانية كارثية، وإن تحقيقات خبراء المحكمة تشمل ما وقع من جرائم في مدينة الجنينة بغرب دارفور، ومناطق أخرى من دارفور.

وأعلن خان في 13 يوليو/تموز الماضي، أن المحكمة الجنائية الدولية فتحت تحقيقا جديدا بشأن "جرائم حرب" في دارفور غرب السودان، بعد العثور على 87 جثة دُفنت في مقبرة جماعية بمدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بالمسؤولية عنها.

وتعهد مدعي المحكمة في التقرير بتقديم أدلة إضافية لمجلس الأمن، عن الجرائم التي ارتكبت في دارفور منذ بدء الحرب في أبريل/نيسان الماضي.

مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز) شهادات ومستندات

وأكد خان ضرورة التزام جميع الأطراف المتحاربة في السودان بالقانون الإنساني الدولي، وعدم إيذاء المدنيين.

وأشار التقرير إلى أن المحكمة تمكنت من جمع شهادات عدد من الشهود الرئيسين ومستندات أخرى، بينما يعكف مكتب المدعي العام -أيضا- على الاعتماد على مصادر مفتوحة، وكل ذلك بفضل مجهودات الخبراء والتعاون كذلك مع شركاء من خارج المحكمة.

وأشار إلى أن المحكمة رغم محدودية الإمكانات، فإن مكتب الادعاء عمل على إعداد فرق من محققين ومحامين لخدمة التحقيقات.

ومنذ 15 أبريل/نيسان الماضي، تستمر الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وخلّف القتال الجاري في السودان أكثر من 13 ألف قتيل، ونحو 26 ألف مصاب، كما تسببت في فرار نحو 7.6 ملايين شخص من منازلهم ولجؤوا داخل السودان وخارجه وفقا للأمم المتحدة، حيث نزح 6.1 ملايين شخص داخل البلاد، في حين عبر نحو 1.5 مليون شخص إلى البلدان المجاورة.

عمل طويل

ووفقا لوثائق اطلعت عليها الجزيرة نت، فإن الجنائية الدولية كانت حاضرة في هذا الملف معتمدة على تفويض مجلس الأمن الدولي الصادر في مارس/آذار 2005 الذي أحال لها التحقيق في جرائم دارفور، وأن المدعي العام -وفقا لتلك المستندات- كان قد أبلغ مجلس الأمن في يوليو/تموز الماضي، أنهم شرعوا في إجراء تحقيقات عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقعت بدارفور بُعيد اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، وأن المحكمة أبلغت الطرفين المتحاربين بأمر هذه التحقيقات.

ووفقا لعدد من الشهود الذين قدّموا إفاداتهم لمحققين من الجنائية الدولية، فإن التحقيقات بدأت منذ الخامس من يوليو/تموز 2023، وأغلبها كان في مدينة أدري التي استقبلت آلاف الفارّين من الحرب من ولاية غرب دارفور، وأن التحقيقات شملت -بجانب قضايا أخرى- مقتل والي ولاية غرب دارفور خميس أبكر، بالإضافة إلى العنف الجنسي وحالات الاغتصاب والقتل الجماعي على أساس الهُوية العرقية.

وتطالب المحكمة الجنائية الدولية منذ سنوات بتسليمها الرئيس المعزول عمر البشير واثنين من مساعديه: عبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، بجانب عبد الله بنده، أحد قادة الجماعات المسلحة في دارفور، بموجب مذكرات توقيف صدرت بحقهم منذ 2009، على خلفية اتهامات بالتورط في جرائم حرب بإقليم دارفور غربي البلاد.

وتختص المحكمة الدولية بالنظر في جرائم الإبادة، وما ارتكب منها ضد الإنسانية وجرائم العدوان، وتبدأ الإجراءات بطلب من دولة طرف فيها، أو عضو بمجلس الأمن. كما يمكن للمدعي العام نفسه المباشرة بالتحقيق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة أبریل نیسان أن المحکمة غرب دارفور فی السودان

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يبحث استئناف اعتقاله من «الجنائية الدولية»

قالت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية، مساء اليوم الإثنين، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعا لمُناقشة مُذكرتي الاعتقال الصادرة بحقه هو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، من قبل المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها.

وأضافت الصحيفة أن الاجتماع سيبحث جدوى الاستئناف ضد قرار المحكمة، إذ ينصح مُستشارون قانونيون بالاستئناف، بينما يرى قادة سياسيون آخرون أنه يُفضل الانتظار لحين تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير المُقبل.

وقال مسؤول إسرائيلي بارز إن الأمريكيين يخططون الآن لفرض عقوبات شديدة القسوة ضد أي دولة ساعدت المحكمة في إصدار مذكرتي الاعتقال، وإن هذا الأمر سيضع نهاية لهذه المشكلة.

يشار إلى أن يوآف جالانت وزير الدفاع السابق أعلن الليلة الماضية أنه سيسافر إلى العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأحد المقبل، في أول زيارة خارجية له منذ إصدار مذكرة الاعتقال بحقه.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية، أصدرت الخميس الماضي، أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع المقال جالانت بخصوص جرائم حرب في قطاع غزة.

وذكر بيان المحكمة الجنائية الدولية أن هناك أسبابا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وجالانت ارتكبا جرائم وأشرفا على هجمات على السكان المدنيين.

وأوضح البيان أن جرائم الحرب المزعومة تشمل القتل والاضطهاد وغيرها من الأفعال غير الإنسانية.

اقرأ أيضاًقاضي سابق بـ«الجنائية الدولية»: 124 دولة عضوًا في المحكمة ملزمة باعتقال نتنياهو وجالانت

أستاذ علاقات دولية: «نتنياهو» يرى الغياب السياسي الأمريكي نقطة إيجابية للتحرك بالمنطقة

نتنياهو يعترف: المعلومات المُسربة من مكتبي «استراتيجية» وتتعلق بقدرات إسرائيل العسكرية

مقالات مشابهة

  • تبعات ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية لنتنياهو وجالانت
  • نتنياهو يقرر الاستئناف لدى المحكمة الجنائية على مذكرات الاعتقال
  • إعلام عبري: نتنياهو يقرر الاستئناف لدى المحكمة الجنائية الدولية على مذكرات الاعتقال
  • كاتس أيضاً إلى المحكمة الجنائية الدولية
  • مذكرة الجنائية الدولية والامتحان العربي
  • كيف تباين موقف الغرب إزاء قرارات المحكمة الجنائية الدولية؟
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يبحث استئناف اعتقاله من «الجنائية الدولية»
  • ‏المحكمة الجنائية الدولية: على الدول أعضاء المحكمة التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
  • قاضي سابق بـ«الجنائية الدولية»: 124 دولة عضوًا في المحكمة ملزمة باعتقال نتنياهو وجالانت
  • المالكي يصف موقف المحكمة الجنائية الدولية بتجريم نتنياهو بـ”التاريخي”