سواليف:
2025-02-07@19:21:27 GMT

تحت الضوء

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

#تحت_الضوء د. #هاشم_غرايبه

الارتباك الكبير في صفوف العدو ومناصريه الذي أوقعته عملية المغازي التي جرت عصر الإثنين، ينبئ كم هو هش ذلك الكيان الذي صنعوه من خرافات تلمودية بائدة، ونفخوا فيه من شرور أحقادهم، لكي يعيث فسادا فيما حوله، ويهلك حرث أمتنا ونسلها، لكنه في حقيقته وهم، وأوهن من بيت العنكبوت.
ما أرعبهم فاصطكت ركبهم فرقا، ليس للعدد الكبير من القتلى، فقد خسروا العشرات خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، وتمكنوا من التكتم عليهم، لكن ما حدث كانت له دلالات عميقة، وآثار بليغة، ستؤثر على الواقع، القريب منه والبعيد، منها:
1 – من لا يؤمنون بالله لن يمكنهم تفسير ما حدث، وسيعتبرونها مجرد واحدة من الإخفاقات القيادية، ساعدت الصدفة المحضة على كشفها، ولكن المؤمنين يعرفون أن الله تعالى لا يتفرج فقط على ما يصنعه البشر، مدخراً محاسبتهم على ما عملوه الى يوم الحساب، بل يتدخل في سيرورة الأحداث كلما استوجب الأمر، تنفيذا ماديا لوعده: “إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰد” [غافر:51].


فلو أخذنا هذه الواقعة مثالا على ذلك، سنجد جملة من التقاطعات التي أدت لهذا النصر المؤزر، بدءا من التخطيط للعملية اعتماداً على معلومات من المستطلعين، الذين حماهم الله عن عيون العدو، كون هذ المنطقة يسيطر العدو عليها بالكامل، ومهجورة من السكان الذين يمكن أن يساعدوا في الرصد، ومكشوفة وقريبة من السياج الفاصل، أي من الصعوبة الاقتراب من المكان، خاصة وأنه لا تتوفر للمقاومة اجهزة الرصد سواء عن طريق الأقمار الصناعية ولا المسيرات الكاشفة، بل هم مكشوفون أمامها.
لذلك كان النصر الأول بالتعمية عنهم الى أن أنجزوا مهمة الرصد والاستطلاع.
والنصر الثاني بهداية المخططين لرسم خطة محكمة للتنفيذ ثم الانسحاب، نجحت نجاحا فائقاً.
والنصر الثالث كان بتأمين الاقتراب اللصيق للمنفذين لضمان التأثير الأمثل للمقذوفة، من غير اكتشافهم خاصة وأن الأرض مكشوفة، وبإمكان أجهزة الاستشعار المتقدمة الموجودة في الدبابة الحارسة اكتشاف أية حركة حول منطقتها بـ 360 درجه.
أما النصر الرابع وهو الأعظم، وهو تسديد الرمي ونجاعته، ففي القذيفة الأولى أصابت الدبابة الأقوى تحصينا في العالم، في أضعف نقطة فيها وهي قاعدة برجها، فأطارته ومعه جثث الجندين فيها، والقذيفة الثانية دخلت في المبنى الذي كان فيه المتفجرات، فحدث انفجار هائل دمر مبنيين بالكامل، كان فيهما وحولهما 21 عسكريا، فلم يبق منهم دياراً، ولا شك أن المقاومين لم يعلموا بمكان وجود متفجرات، لذلك فلا يعقل أنها رمية من غير رامٍ، بل هنالك من رمى: “وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رمى” [الأنفال:17].
وتضمنت الخطة زرع ألغام في الجهة المتوقع من العدو سلوكها للنجدة، فانتظرهم المقاومون الى أن قدموا ففجروا فيهم حقل الألغام.
وأخيرا جاء النصر الخامس بضمان سلامة المهاجمين وإنجائهم من العدو الذي جن جنونه وقصف كل المنطقة، لكنهم عادوا جميعهم سالمين لم يمسهم سوء: “وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ” [الأنبياء:88].
2 – هذه الحادثة وغيرها مثل حادثة انفجار الشاحنة المحملة بالمتفجرات التي جاءت لأجل تدمير الأنفاق، لا شك أنها ليست صدفة أيضا أن تستهدف احدى دبابات العدو ذاته شاحنته تلك، فالكل يعلم أن المقاومين لا يملكون آليات عسكرية أو شاحنات، لكن عمى الله قلب الجندي في الدبابة ليطلق النار على الشاحنة، فتنفجر وتقتل كل الجنود فيها وحولها.
ومثل ذلك حوادث كثيرة مما يسمونه نيران صديقة، إما بجنودهم يقتلون بعضهم، أو يقتلون رفاقهم من الذين فروا من الأسر، أو مثلما قصفت طائراتهم حفل الزفاف يوم الهجوم، أو قصفت دباباتهم يومها بيوتا في المستعمرات ظانين أن فيها مقاومين يحتجزون جنودهم في تطبيق لخطة “حنيبعل”، ليكتشفوا بعد مقتلهم أنهم كانوا من جنودهم مختبئين.
3 – هذه السلسلة الطويلة من الأحداث التي يحيلونها الى الصدف، لكن المؤمنين والذين قرأوا التاريخ، يعلمون أنها جميعها من تدبير الله لكي تدل على أنه: “فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم”، لأنه أرادها وقدرها بذلك الإحكام “وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا” [الأنفال:17]، ولكي يشف صدور كل مناصري منهجه الداعمين للمقاومين، ويطمئنوا الى صدق وعده ويخيب آمال المخذلين والمطبعين: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ” [التوبة:14].

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الضوء

إقرأ أيضاً:

أهم الأعمال الصالحات التي تقرب إلى الله في شهر شعبان.. فيديو

تحدث الشيخ أحمد عادل٫ عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن أهم الأعمال الصالحات التي تقرب إلى الله في شهر شعبان.

متى ترفع الأعمال إلى الله في شهر شعبان؟ اغتنموا هذه الليلة ورددوا الأدعية المستجابةملتقى الجامع الأزهر: شهر شعبان شهد تحويل القبلة‏ وفيه ترفع الأعمال إلى الله

وقال الشيخ أحمد عادل، خلال حواره ببرنامج صباح الخير يا مصر، على قناة “الأولى”: "شهر شعبان من أهم الشهور، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يتعامل فيه تعامل خاص، وكان يجتهد في العبادة خلال هذا الشهر”.

وأضاف: السيدة عائشة رضي الله عنها تخبرنا أنها لم تكن تري النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا من الشهور مثل ما يصوم من شهر شعبان، والصحابة تداركوا هذا الأمر حتى سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو ‌شهر ‌ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

وتابع: “شهر شعبان هو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله.. لذلك يجب الإكثار من فعل الخير والتقرب إلى الله والصيام في شهر شعبان”.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي: الدنيا دار ابتلاء لا يجزع فيها العبد المؤمن
  • أهم الأعمال الصالحات التي تقرب إلى الله في شهر شعبان.. فيديو
  • نائب أمريكي لـCNN: يجب وضع بلدنا ضمن الأماكن التي سيتم إعادة توطين الفلسطينيين فيها
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • 6 أماكن يستجاب فيها الدعاء في الحرم المكي.. لا ترد فيها دعوة وتفتح الأبواب المغلقة
  • سر تسمية ليلة النصف من شعبان بالبراءة.. يستحب فيها الصلاة والذكر والدعاء
  • رسالة من قاسم لجرحى حزب الله.. هذا ما جاء فيها
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. وهذا أفضل دعاء مستجاب لا يُرد فيها
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • موعد ليلة النصف من شعبان 2025 .. ترفع فيها الأعمال