سواليف:
2025-03-17@13:57:27 GMT

تحت الضوء

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

#تحت_الضوء د. #هاشم_غرايبه

الارتباك الكبير في صفوف العدو ومناصريه الذي أوقعته عملية المغازي التي جرت عصر الإثنين، ينبئ كم هو هش ذلك الكيان الذي صنعوه من خرافات تلمودية بائدة، ونفخوا فيه من شرور أحقادهم، لكي يعيث فسادا فيما حوله، ويهلك حرث أمتنا ونسلها، لكنه في حقيقته وهم، وأوهن من بيت العنكبوت.
ما أرعبهم فاصطكت ركبهم فرقا، ليس للعدد الكبير من القتلى، فقد خسروا العشرات خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، وتمكنوا من التكتم عليهم، لكن ما حدث كانت له دلالات عميقة، وآثار بليغة، ستؤثر على الواقع، القريب منه والبعيد، منها:
1 – من لا يؤمنون بالله لن يمكنهم تفسير ما حدث، وسيعتبرونها مجرد واحدة من الإخفاقات القيادية، ساعدت الصدفة المحضة على كشفها، ولكن المؤمنين يعرفون أن الله تعالى لا يتفرج فقط على ما يصنعه البشر، مدخراً محاسبتهم على ما عملوه الى يوم الحساب، بل يتدخل في سيرورة الأحداث كلما استوجب الأمر، تنفيذا ماديا لوعده: “إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡأَشۡهَٰد” [غافر:51].


فلو أخذنا هذه الواقعة مثالا على ذلك، سنجد جملة من التقاطعات التي أدت لهذا النصر المؤزر، بدءا من التخطيط للعملية اعتماداً على معلومات من المستطلعين، الذين حماهم الله عن عيون العدو، كون هذ المنطقة يسيطر العدو عليها بالكامل، ومهجورة من السكان الذين يمكن أن يساعدوا في الرصد، ومكشوفة وقريبة من السياج الفاصل، أي من الصعوبة الاقتراب من المكان، خاصة وأنه لا تتوفر للمقاومة اجهزة الرصد سواء عن طريق الأقمار الصناعية ولا المسيرات الكاشفة، بل هم مكشوفون أمامها.
لذلك كان النصر الأول بالتعمية عنهم الى أن أنجزوا مهمة الرصد والاستطلاع.
والنصر الثاني بهداية المخططين لرسم خطة محكمة للتنفيذ ثم الانسحاب، نجحت نجاحا فائقاً.
والنصر الثالث كان بتأمين الاقتراب اللصيق للمنفذين لضمان التأثير الأمثل للمقذوفة، من غير اكتشافهم خاصة وأن الأرض مكشوفة، وبإمكان أجهزة الاستشعار المتقدمة الموجودة في الدبابة الحارسة اكتشاف أية حركة حول منطقتها بـ 360 درجه.
أما النصر الرابع وهو الأعظم، وهو تسديد الرمي ونجاعته، ففي القذيفة الأولى أصابت الدبابة الأقوى تحصينا في العالم، في أضعف نقطة فيها وهي قاعدة برجها، فأطارته ومعه جثث الجندين فيها، والقذيفة الثانية دخلت في المبنى الذي كان فيه المتفجرات، فحدث انفجار هائل دمر مبنيين بالكامل، كان فيهما وحولهما 21 عسكريا، فلم يبق منهم دياراً، ولا شك أن المقاومين لم يعلموا بمكان وجود متفجرات، لذلك فلا يعقل أنها رمية من غير رامٍ، بل هنالك من رمى: “وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رمى” [الأنفال:17].
وتضمنت الخطة زرع ألغام في الجهة المتوقع من العدو سلوكها للنجدة، فانتظرهم المقاومون الى أن قدموا ففجروا فيهم حقل الألغام.
وأخيرا جاء النصر الخامس بضمان سلامة المهاجمين وإنجائهم من العدو الذي جن جنونه وقصف كل المنطقة، لكنهم عادوا جميعهم سالمين لم يمسهم سوء: “وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ” [الأنبياء:88].
2 – هذه الحادثة وغيرها مثل حادثة انفجار الشاحنة المحملة بالمتفجرات التي جاءت لأجل تدمير الأنفاق، لا شك أنها ليست صدفة أيضا أن تستهدف احدى دبابات العدو ذاته شاحنته تلك، فالكل يعلم أن المقاومين لا يملكون آليات عسكرية أو شاحنات، لكن عمى الله قلب الجندي في الدبابة ليطلق النار على الشاحنة، فتنفجر وتقتل كل الجنود فيها وحولها.
ومثل ذلك حوادث كثيرة مما يسمونه نيران صديقة، إما بجنودهم يقتلون بعضهم، أو يقتلون رفاقهم من الذين فروا من الأسر، أو مثلما قصفت طائراتهم حفل الزفاف يوم الهجوم، أو قصفت دباباتهم يومها بيوتا في المستعمرات ظانين أن فيها مقاومين يحتجزون جنودهم في تطبيق لخطة “حنيبعل”، ليكتشفوا بعد مقتلهم أنهم كانوا من جنودهم مختبئين.
3 – هذه السلسلة الطويلة من الأحداث التي يحيلونها الى الصدف، لكن المؤمنين والذين قرأوا التاريخ، يعلمون أنها جميعها من تدبير الله لكي تدل على أنه: “فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم”، لأنه أرادها وقدرها بذلك الإحكام “وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا” [الأنفال:17]، ولكي يشف صدور كل مناصري منهجه الداعمين للمقاومين، ويطمئنوا الى صدق وعده ويخيب آمال المخذلين والمطبعين: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ” [التوبة:14].

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الضوء

إقرأ أيضاً:

غزة ولبنان وايقاف العدوان .. ردع منابع الخطر في قطر .. هل يفعلها انصار الله

بقلم : الخبير عباس الزيدي ..

1_مايحصل الان في المنطقة يقع ضمن تداعيات طوفان الاقصى بل احد اهم صفحات المعركة التي لازالت قائمة
2_غزة ولبنان وسوريا من المؤكد انهما حالة واحدة ولايختلفان البتة لانهما لازالا يقعان تحت منطقة الاستهداف  الصهيوامريكي ومن يدور في فلكهما 
3_ان التمسك بمبدأ وحدة الساحات كاستراتيجية ردع كفيلة بايقاف العدوان على غزة ولبنان و سوريا
4_ان توسعة قاعدة النيران وبنك الاهداف لدول العدوان او تلك الداعمة يعتبر احد الطرق المهمة لردع الغطرسة  الصهيوامريكية
5_من يبذل جهدا غير مسبوق ويقدم التضحيات لاسناد غزة من الطبيعي لايبخل بذلك الجهد لايقاف العدوان على لبنان او سوريا
6_ان العدو واحد والمشروع الصهيو امريكي للهيمنة والتوسع واحد لايختلف في  غزة او لبنان او سوريا وان التصدي لهذا المشروع لايقتصر على جغرافيا واحدة فحيث مايكون العدو وجبت  مواجهته
7_لازال العدو الصهيو امريكي يهدد ويعربد ويفرض شروطه ويواصل عدوانه ويحتل الاراضي الفلسطينية  واللبنانية والسورية ولاسبيل  لايقافه الا بالمواجهة حيث لاسبيل لمواجهة النار الا بالنار
8_ان المواقف البطولية  لانصار الله لاتعد ولاتحصى كان آخيرها وليس آخرها المطالبة برفع الحصار عن غزة ومواجهة البوارج البحرية في البحر الاحمر بعد العدوان الغادر الامريكي  على اليمن وسرعان ما انهارت وانهزمت العربدة الامريكية  وارسلت روسيا للتفاوض مع انصار الله
9_ليس من قبيل الصدفة ان يتزامن العدوان  التكفيري والارهابي الجولاني المدعوم من قطر  على لبنان مع استمرار العدوان الصهيوامريكي  وعدم الالتزام بشروط الهدنة لذلك ان شمول قطر الداعمة لذلك العدوان بالتهديد والوعيد يقطع دابر العدوان ويعتبر احد سبل المواجهة لايقاف العدوان على لبنان وسوريا
10_ هذه الخطوة تعتبر رسالة تحذيرية  جادة لكل الأطراف  التي تقدم الدعم او تشارك او تنخرط في المشروع  التوسعي الصهيوامريكي الذي  يستهدف دول المنطقة  او محور المقاومة  وهو اجراء  صادق  وفعلي عن وحدة الساحات
11_ لقد تمادت  قطر  كثيرا واوغلت في دماء الابرياء في سوريا والعراق ولبنان و فلسطين ومصر من خلال  دعمها للمد التكفيري المنحرف او تماهيها مع المشروع  الصهيوامريكي ولابد من مواجهتها
12_ ان اشعال  النار في احدى حقول الغاز القطرية  كفيل بردع قطر وأسكات ابواق فتنتها الاعلامية وجرائمها ضدالانسانية سواء بدعمها للتنظيمات التكفيرية او انخراطها مع المشاريع  الصهيوامريكية

عباس الزيدي

مقالات مشابهة

  • غزة ولبنان وايقاف العدوان .. ردع منابع الخطر في قطر .. هل يفعلها انصار الله
  • احذر| 10 أفعال في رمضان تنقص ثواب الصيام.. يقع فيها كثيرون بسهولة
  • فلسطين صوت الضمير الحيي
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات
  • درس التراويح بالجامع الأزهر يبيّن الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى
  • أنصار الله: سنرد على العدو الأمريكي بالقصف الصاروخي واستهداف بوارجه وقطعه البحرية
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • حماس: المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش العدو في بيت لاهيا تصعيد خطير
  • اللهم امنحني نورك الذي يضيء لي الطريق.. دعاء اليوم 15 رمضان 2025
  • أمير طعيمة: أضع ضوابط خاصة لاختيار الأعمال التي أشارك فيها .. فيديو