جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم أعماله الكاملة في 11 مجلدًا
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ55 لزواره "موسوعة الأعمال الكاملة للدكتور محمد غلاب"، في ١١ مجلدا، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية.
إقبال كبير من رواد معرض القاهرة الدولي للكتاب على جناح الأزهر جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم للأطفال "حكايات من التراث"يعدُّ الدكتور محمد غلاب ( ۱۹۰۰ - ۱۹۷۰م) أحد رواد الدرس الفلسفي المعاصر في مصر والعالم العربي، كما يعد فيلسوفا أزهريا رائدًا، يشهد لذلك تراثه العلمي الذي جاء متنوعًا ومتعددا ؛ فقد أثرى المكتبة العربية الإسلامية، كما أثرى المكتبة الفلسفية بالكثير من الكتب الفريدة في بابها، فقد تنوعت اهتماماته ما بين الفلسفة الشرقية القديمة والفلسفة الإغريقية، والفلسفة الإسلامية، والفلسفة الأوروبية المعاصرة، بالإضافة إلى الدراسات الاستشراقية وبعض المؤلفات الأخرى عن الإسلام، وله كذلك ترجمات عديدة، ومؤلفات أدبية كثيرة، بالإضافة إلى مئات المقالات الأدبية والفلسفية في مجلات عديدة.
ويتميز "غلاب" في جميع مصنفاته بسعة الاطلاع، وقوة الحجة، وحس نقدي قوي، وصلة وثيقة بالفكر الغربي وأربابه، وبخاصة الفرنسي منه، ومؤلفاته في مجملها قيمة في بابها، لم يُعد طبع أغلبها؛ ولذا فإن جمعها ونشرها هو إحياء لتراث هذا العالم الفذ، وتعريف به وبمؤلفاته للأجيال الحالية والقادمة.
تجميع الأعمال الكاملة للدكتور غلاب تعريفا بأعماله وجمعا لشتاتها المتفرق،لذا أقدم الأزهر الشريف ممثلا في مجمع البحوث الإسلامية، على تجميع الأعمال الكاملة للدكتور غلاب؛ تعريفا بأعماله، وجمعا لشتاتها المتفرق، وقد جاءت هذه الأعمال الكاملة في ١١ مجلدًا، مشتملة على ٦ أقسام كالتالي:
أولا - ما يخص الفلسفات الشرقية القديمة والفلسفة اليونانية، ويشمل الكتب الآتية: (الفلسفة الشرقية - الفلسفة الإغريقية - الخصوبة والخلود لأفلاطون في إنتاجه - الأخلاق النظرية - الفلسفة العامة وتاريخها).
ثانيا - ما يخص الفلسفة الإسلامية، ويشمل الكتب الآتية: (ينابيع الفكر الإسلامي وعوامل تطوره - من أماجد مفكري المسلمين (الفارابي وابن سينا) إخوان الصفا - الفلسفة الإسلامية في المغرب - المعرفة عند مفكري المسلمين).
ثالثا - ما يخص الفلسفات الحديثة، ويشمل الكتب الآتية: (مشكلة الألوهية- المذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة - الوجودية المؤمنة والوجودية الملحدة).
رابعا - ما يخص الجانب الروحي (التصوف)، ويشمل الكتب الآتية: (التنسك الإسلامي - التصوف المقارن).
خامسًا - ما يخص الإسلام ويشمل الكتب الآتية: (الإسلام من خلال مبادئه التأسيسية - حول مبادئ وقيم إسلامية - أيام خالدة في تاريخ الإسلام - من أخلاق الإسلام).
سادسا - ما يخص الاستشراق، ويشمل الكتب الآتية: (نظرات استشراقية في الإسلام - دراسات معاصرة عن الإسلام والمسلمين)، كما يشتمل هذا القسم على تقديمين للدكتور غلاب لكتابي: "دراسات في التوراة"، و"أبو حنيفة المتكلم".
في الوقت ذاته، يقدم جناح الأزهر مجلدا يتناول جهود "غلاب" العلمية، بعنوان: "الدكتور محمد غلاب: حياته وجهوده في الفلسفة الإسلامية"، بقلم د. محمد عبد الغفار بدوي، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، يتناول السيرة الذاتية لغلاب وآثاره ومكانته العلمية، وجهوده في الفلسفة الإسلامية، وتعرضه لعدد من المشكلات الفلسفية.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جناح الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب عرض الكتاب البحوث الإسلامية الفلسفة الإسلامیة الأعمال الکاملة جناح الأزهر ما یخص
إقرأ أيضاً:
الأزهر للفتوى: تحويل القبلة يؤكد وسطية الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجدين الحرام والأقصى
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن تحويل القبلة حدث يؤكد وسطية أمة الإسلام والعلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى المباركين.
وأضاف مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن سيدنا رسول الله ﷺ كان في مكة يصلي إلى بيت المقدس ويجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس؛ كي يستقبلهما معًا؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسولُ اللهِ ﷺ يُصلِّي وهو بمكةَ نَحْوَ بيتِ المقدسِ والكعبةُ بينَ يدَيهِ». [أخرجه أحمد].
ولما هاجر سيدنا النبي ﷺ والمسلمون إلى المدينة كان بيت المقدس قبلتهم ما يقرب من عام ونصف؛ فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلَّى نحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا...». [متفقٌ عليه]
وجاء الأمر الإلهي إلى سيدنا رسول الله ﷺ بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة في منتصف شهر شعبان من العام الثاني للهجرة على المشهور، ونزل قول الله سبحانه: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}. [البقرة: 144]
وكان تحويل القبلة اختبارًا من الله سبحانه تبين من خلاله المؤمن الصادق المُسلِّم لله وشرعه، والمعاند العاصي لله ورسوله ﷺ؛ قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّاِ لنَعْلَمَ َمنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}. [البقرة: 143]
فكانت استجابة المؤمنين صدقًا وهُدًي ونورًا؛ إذ سارعوا إلى امتثال الأمر ولسان حالهم يقول: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا.
أما المشركون فزادهم هذا الحدث العظيم عنادًا على عنادهم، وقالوا: يوشك أن يرجع محمدٌ إلى ديننا كما رجع إلى قِبلتِنا؛ فخاب ظنهم، وكسَد سعْيُهم، وباؤوا بغضبٍ على غضبٍ.
وفي تحويل القبلة تأكيد على عُلوّ مكانة سيدنا رسول الله ﷺ عند ربّه، فقد كان ﷺ يحبّ التوجَّه في صلاته إلى البيت الحرام، وتهفو روحُه إلى استقبالِ أشرفِ بقاع الدُّنيا؛ فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُحِبُّ أَنْ يُوَجَّهَ إِلَى الكَعْبَةِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة: 144]، فَتَوَجَّهَ نَحْوَ الكَعْبَةِ». [أخرجه البخاري]
وأكد تحويل القبلة على العلاقة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، تلك العلاقة التي دلت على قوتها وشرفها أدلةٌ كثيرة؛ كقول أبي ذر لسيدنا رسول الله ﷺ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ»، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى». قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ»، ثُمَّ قَالَ: «حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ، وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ». [أخرجه البخاري]
وعلى المُستوى المُجتمعي: يظهر هذا الأمر تكاتف المسلمين واتحادهم وأنهم بمثابة الجسد الواحد في التسليم لوحي الله سبحانه وشرعه، وفي حرص بعضهم على بعض، حينما خاف بعضهم على إخوانهم الذين ماتوا ولم يدركوا الصلاة إلى المسجد الحرام؛ فأنزل الحقُّ سبحانه قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }. [البقرة: 143]
ورسخ تحويل القبلة أن الغاية العظمى هي عبودية الله سبحانه والتسليم له وإن اختلفت الوجهة؛ فلله سبحانه المشارق والمغارب، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. [البقرة: 115]
وتضمن تحويل القبلة تعظيمًا وتشريفًا لأُمَّة الإسلام بالوسطية والتوفيق إلى قبلة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام؛ لتستحق بذلك مكانة الشهادة على جميع الأمم؛ قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}. [البقرة: 143]