زي النهاردة.. سقوط حلب على يد التتار وهكذا تحررت
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
تمر علينا اليوم الخمبيس الموافق ذكري سقوط حلب في سوريالي يد التتار، وجاء ذلك في ٢٥ شهر يناير عام 1259.
الغزو التتاري للشاموبدأ غزو التتار لسوريا بقيادة هولاكو عام 1259 واستمر لمدة عام منتهي" عام 1260 حيث توسعت اطماع التتار على عقب استيلائهم علي بغداد عام 1258؛ فذهبت جيوشهم إلى سوريا واستولت على مدنها.
ففي خلال عام 1258 استولى هولاكو على بغداد وقضى على الخلافة العباسية، ثم ذهب إلى ماردين وعقب ذلك حاصر ميافارقين.
وبعث الناصر يوسف حاكم دمشق ابنه الملك العزيز الي هولاكو بهدايا ليرضيه ويستعطفه ويساعده في الاستيلاء على مصر، ولكن هولاكو رده خائبا"، ولما عرف الناصر يوسف أن المغول سيهجم على سوريا بعث كمال الدين بن العديم على مصر بجواب يستنجد فيه بجيشها.
وخرج هولاكو من بغداد وذهب إلى ديار بكر ومنها على آمد في طريقه لحلب، وحاصر منطقة حران بالمجانيق فاستولى عليها، وذهب جنود من جيشه نهر الفرات ونهبوا القرى. لما عرف أهل حلب أن الجيش المغولي سيأتي إليهم قرروا تركها فهربت أعداد منهم.
وقترب التتار من حلب ودخلوا في معارك مع الجنود السوريين الذين حاربوهم وقتل المغول منهم أعدادا كبيرة، وزاد فزع الناصر يوسف ققرر أنه يقابل هولاكو بنفسه وذهب إلى «برزه»، وفي نفس الوقت بعث جواب للملك المغيث في الكرك ولقطز سلطان مصر يستنجد بهم.
سقوط حلبوصل هولاكو لحلب في ديسمبر عام 1259 ، لتورانشاه يطلب منه تسليم المدينة فلما رفض حاصر المغول الأسوار واقتحموا المدينة عقب سبع أيام ،فقتلوا أعدادا " كبيرة من الحلبيين ،وسلموا الحريم لزوجاتهم وسجنوا أولادهم ونهبوا أموالهم وممتلكاتهم.
واستمرت المجزرة لمدة خمسة أيام وملئت الأرض بجثتهم، وثارت قلعة حلب ولم تستسلم فحاصرها هولاكو فإستولى عليها في 25 يناير 1260، وخربها هي وكل أسوار حلب وجوامعها وبساتينها لدرجة أن المؤرخ بدر الدين العيني وصفها بأن شكلها صار مثل «الحمار الأجوف»، وسمح هولاكو لتورانشاه بالخروج من حلب ودون التعرض له و توفي بعد سقوط حلب بأيام.
سقوط دمشق
وسقطت دمشق بأيدي التتار بقيادة كتبغا خان الذي عينه هولاكو نائباً له عن الشام ،وكان حاكم دمشق الناصر يوسف الأيوبي وهرب من المدينة لاجئ إلى غزة وآثر أهل دمشق الاستسلام خوفا من مصير مماثل لحلب.
ودخل المغول إلى المدينة دون قتال فيما عدا القلعة التي استمرت بالمقاومة في معركة غير متكافئة حتى سقطت تحت ضربات المنجنيق وتم إعدام كل حاميتها ورغم أن المغول أعاثوا فسادًا في دمشق إلا أنها لم تتعرض للدمار الذي تعرضت له بغداد وحلب بعد سقوطهما بأيدي هولاكو آذن سقوط دمشق بنهاية الحكم الأيوبي في سوريا.
وفي عام 1260، حررت دمشق من قبل المماليك الذين حققوا نصرا حاسم على التتار في معركة عين جالوت.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سلطان مصر قلعة حلب
إقرأ أيضاً:
تداعيات سقوط سوريا
راشد بن حميد الراشدي
وسقطت دمشق لتدك حصونها ويسحق جيشها وعدتها وعتادها وقوام عصب حياتها في مختلف أوجه عزتها ومن أعدائها المتربصين بها فقد تنادت الأسود نحو القصعة والقلعة الباقية التي تزود عن شرف الأمة وكرامتها، فقد فضحت بسقوطها كل الأنظمة العالمية والعربية من خلال اجتماعهم للقضاء على الرجل المريض الذي خارت قواه ودُك عرشه فأصبح شريدًا بعد أن كان عصيًا بجبروته وملكه ليستسلم وطن عربي آخر ويسقط في فلول الطامعين الذين باتوا اليوم يُقطِّعون جسد سوريا والأمة ويضعون سكاكينهم أيهم يغنم أكثر، تحت شعارات الحرية ومحاربة الإرهاب لتُقسَّم سوريا إلى مناطق متناحرة من خلال مخططاتهم والتي بُنيت لتأجيج الطائفية والمذهبية وليتقاتل أبناء الوطن الواحد في عصابات تكفيرية مأجورة، كما نرى اليوم، وتذهب هيبتهم وكرامتهم ويتمكنوا من الوطن ومن خيراته ومقدراته ليقتات عدوهم اللدود وأعداء الأمة من ثروات البلاد ويأمن العدو جانبه.
ومع انحدار الزمن وضعف الأمة التي باتوا يقطعون أوصالها إلى دويلات تخدم الصهيونية ومصالحها في مقابل أن تُقدم لها ثروات الأوطان على طبق من ذهب من عملاء مأجورين فما حدث ويحدث اليوم في العراق وليبيا والسودان ولبنان ليس ببعيد لتلحق سوريا بكل تلك المكائد وليحل يوم أسود جديد على الأمة العربية والإسلامية الخانعة الضعيفة تحت ذل عدو جاثم على صدرها والتي استسلمت لسكين جزار لا يرقب الرحمة في ذبيحته فهو يقطعها قطعةً قطعةً حيَّة قبل أن يذكيها بذبح حلال من خلال آلاف القتلى والجرحى المتناحرين بينهم ومن خلال عبيدهم المحبين للدم وللسلطة والمال والجاه، والذين يتبعون أوامر أسيادهم أينما يوجهون لا يرفضون لهم أمرًا ولا شرطًا سوى طاعة عمياء مجندة لخدمة أسيادهم فهم عبيد للصهيونية العاهرة التي انكشف عهرها وفسادها وظلمها أمام أعين العالم من خلال ما حدث من أحداث متتالية ومن خلال صمود واستبسال رجال الحق في غزة وفلسطين ولبنان واليمن على نصرة الحقيقة المطلقة التي محصت الحق من الباطل ومن خلال الحق الأبدي للأمة في أوطانها والذين أرادوا طمس الحقيقة بخداعهم وكذبهم الذي ابتدعه بنو صهيون وأرادوا به خداع العالم.
سقطت دمشق وستسقط عواصم أخرى إذا لم تستيقظ عواصم الأمة العربية والإسلامية من سباتها وتعرف مكانتها بين الأمم وتُعيد تاريخها التليد الماجد، فلقد أثبت العدو- لعنه الله- أنه ماضً في تمزيق جسد الأمة فهو لا عهود له ولا مواثيق تذكر إنما نقض أزلي لكل عهوده ومواثيقه وإذا لم تتحد الأمة اليوم فلن تبلغ الغد وأنا على يقين أن إرادة الله هي الباقية وهي اليد العليا وأن مكائد الشيطان واتباعه هي اليد السفلى الفانية فبإذن الله سيشرق غدًا فجرٌ جديدٌ، وسيخرج الله من هذه الأمة رجال يحبون الله ويحبهم سوف يسيمون أعداء الله أشد العذاب وسيلقنونهم دروسًا في النزال تمزقهم شر ممزق وتقطع شوكتهم وتكبت جشعهم، فلا غالب إلّا الله فمن معه ربه سينتصر ومن معه الطاغوت وأعوانه من شياطين الإنس سيخسر ويندثر فالغلبة بإذن الله للمؤمنين.
سوريا نموذج جديد لأطماع الغرب وللقيطتهم القابعة في فلسطين المحتلة فهم ليسوا سوى شتات وبشهادة مؤرخيهم وكتابهم وسيظلون شتاتاً يبحثون عن سراب واهم هو أوهن من بيت العنكبوت، فلتصحو الأمة العربية والإسلامية لتلك المطامع المتجذرة منذ مئات السنين ولتصحو سوريا وأطيافها وطوائفها ومدنها وتتحد ولتدرك بأنَّ المراد لها من خلال هذه الأحداث هو شق صفوفهم واقتيادهم إلى نار حرب أهلية لا تطفئها بعد ذلك مياه الصالحين.
فلينتبهوا وليوحدوا أنفسهم تحت لواء الحق ففي الاتحاد قوة وهزيمة لعدوهم فعسى يغلب الخير الشر ويذهب الباطل جفاء كزبد البحر وتعود الأمة والأوطان كسابق عهدها يسودها السلام والوئام فسوريا ليست الجائزة الكبرى للمعتدين إنما الجائزة هو مخططهم الذي ينادون به منذ احتلالهم لفلسطين من دجلة والفرات إلى النيل فهيهات هيهات لهم تحقيق مأربهم وبإذن الله نحن الغالبون وبه نستعين.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين في شهرك الكريم في غزة وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وليبيا والسودان وسائر بلاد المسلمين اللهم اخز عدوهم وأذنابه وشتتهم ومزقهم كل مُمزق يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
رابط مختصر