فتاوى وأحكام.. نوع من الظلم احذره في شهر رجب.. كيف يصبح المال الحرام حلالا؟ حكم الجمع بين نية قضاء رمضان والأيام البيض
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
فتاوى وأحكامالأزهر: صيام الأيام البيض كصيام الدهر كلهفضل تخصيص شهر رجب بمزيد من العبادةنوع من الظلم احذره في شهر رجب.. علي جمعة يوضحكيف يصبح المال الحرام حلالا؟.. اعرف رد الإفتاءحكم الجمع بين نية قضاء رمضان والأيام البيض
نشر موقع “صدى البلد”، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في تقرير عن فتاوى تشغل الأذهان لدى كثير من الناس.
فى البداية، قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن رسول الله ﷺ رغّب أمته في صيام الأيام البيض، وهي يوم 13 - 14 - 15 من كل شهر هجري، والتي توافق في شهر رجب أيام الخميس، والجمعة، والسبت.
وأضاف مركز الأزهر: “فمن واظب على صيام هذه الأيام، كانت له كصيام الدهر؛ فعن ابن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: كان رَسَولُ الله ﷺ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ «هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ». [أخرجه أبو داود]”.
كم يعادل صيام الأيام البيض.. وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن سيدنا رسول الله، رغَّب أُمَّته في صيام الأيام البيض، وهي يوم 13 - 14 - 15 من كل شهر هجري.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن من واظب على صيام هذه الأيام كانت له كصيام الدهر؛ فعن ابن ملحان القيسي، عن أبيه، قال: كان رَسَولُ الله يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ «هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ». [أخرجه أبو داود].
وقالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع من تعظيم هذا الشهر بمزيد من العبادة: مثل كثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وعمرة، وذكر، وغيرها، فالعمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم. ثم إنه ليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة في أي وقت من السنة إلا ما نص الشرع عليه؛ كصيام يومي العيد الفطر والأضحى وأيام التشريق.
أهم عبادة فى شهر رجب.. وقالت دار الإفتاء المصرية، إن من العبادات التي يمكن الإكثار منها في شهر رجب: هى “الدعاء، والمناجاة”، فعش مع ربك وناجه بما أحببت فالدعاء هو العبادة.
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن ربنا عز وجل نهانا عن السخرية من الآخرين، وجعلها نوعًا من أنواع الظلم وصفةً من صفات المجرمين؛ فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
وأمرنا بالتوبة إن وقعنا فيها، كما قال رسول الله ﷺ لسيدنا أبي ذرٍ رضي الله تعالى عنه: (إِنَّكَ امرُؤٌ فيكَ جاهِليَّة) ؛ يقع الإنسان في ذلك على سبيل العَرَض، وقد يتمكن فيه ذلك فيكون مرضًا، وسواء أكان على سبيل العرض أو على سبيل المرض؛ فإنه يجب عليه أن يبادر بالتوبة وأن يستغفر ربه، وأن يعتذر لمن سخر منه.
وأمرنا ربنا بإزاء أولئك الساخرين أن نتركهم جانبًا، وأن نستمر في طريقنا، ويكون هدفنا هو الله، وأن يكون الله هو مقصودنا، وأن يكون الله تعالى هو غايتنا.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} خطابٌ للمؤمنين.. خطابٌ لمن صدّق بالله ورسوله، ولكنه غفل عن نفسه فسخر من أخيه؛ فحينئذٍ يجب عليه أن يُبادر بالتوبة، فإن لم يفعل فقد ارتضى لنفسه أن يكون في دائرة الظالمين، و(الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ).
وأجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه: "ما حكم وكيفية التخلص من المال الحرام؛ حيث إنَّ شخصًا قد كسب مالًا كثيرًا من الحرام ويريد التوبة منه، فهل يجوز له أن يتصدق به، وهل إذا فعل ذلك يكون له أجر عليه؟".
وقالت دار الإفتاء فى إجابتها إن الواجب على من اكتسب المال الحرام بطريق غير مشروع أن يتوب إلى الله تعالى، وأن يردّ هذا المال إلى صاحبه أو إلى ورثته إن كان متعلقًا بحق أحد من الناس.
وأضافت: “فإن تعذر ردّه إلى صاحبه أو إلى ورثته فعليه أن يتصدق به على الفقراء والمساكين أو يدفعه في مصالح المسلمين العامة، ويكون بنية حصول الثواب لصاحب المال الأصلي وسقوط الإثم عن التائب، وله أن يسلمه لبيت مال المسلمين”.
كيفية التخلص من المال الحرام.. المال الحرام يجب التخلُّص منه عند التوبة، ويكون ذلك بردِّه إلى صاحبه أو إلى ورثته إن عُرفوا، وإلا وجب إخراجه تبرُّؤًا منه، لا تَبَرُّعًا بقصد الثواب.
والتوبة لا تكون كاملة إلا إذا تم رد الحقوق لأصحابها أي لابد من التحلل من صاحب المال، بأن أرد له المال أو أن يعفو عنه.
ويمكن إعادة المال له بأي طريق سواء عن طريق شخص آخر أو عن طريق البريد أو أي شيء ونحن في عصرنا الحالي توجد طرق كثيرة جداً، فإذا أغلقت أمامك كل الطرق ولم تسطع رد المال بعد أن تحاول بجدية رده، يمكن التصدق بالمال باسم صاحبه والله غفور رحيم.
وأكدت دار الإفتاء، أنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه يُستحب صيام الأيام البيض، وهي ثلاثة من كل شهرٍ هجري؛ منوهة بأن الأمر ليس بواجب، فيثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
حكم الجمع بين نية قضاء رمضان والأيام البيض، وأوضحت الإفتاء أن الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها جِرْم القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، وسُمِّيَت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه.
واستشهدت بما روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» (رواه البخاري ومسلم).
كما نوهت إلى أنه ثبتت أحاديث في الصحيح بصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ من غير تعيينٍ لوقتها وظاهرها أنه متى صامها حصلت الفضيلة، وثبت في صحيح مسلمٍ عنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صیام الأیام البیض المال الحرام مرکز الأزهر دار الإفتاء الله تعالى فی شهر رجب رسول الله من کل شهر ول الله
إقرأ أيضاً:
هل نية صيام رمضان كل يوم أم تكفي نية واحدة للشهر كله؟.. انتبه
لاشك أنه ينبغي معرفة هل نية صيام رمضان كل يوم أم تكفي نية واحدة للشهر كله؟، خاصة وأن النية شرط صحة صيام رمضان ، والذي هو من صيام الفريضة، ولعل هذا ما يبين أهمية معرفة هل نية صيام رمضان كل يوم أم تكفي نية واحدة للشهر كله ؟ ، حيث لا يمكن خسارة هذا الشهر ونفحاته وبركاته أيا كان السبب والظرف، لذا ينبغي معرفة هل نية صيام رمضان كل يوم أم تكفي نية واحدة للشهر كله؟
ورد عن مسألة هل نية صيام رمضان كل يوم أم تكفي نية واحدة للشهر كله؟، أن بمعنى هل تكفي نية واحدة لصيام شهر رمضان كله أم يجب تجديدها كل يوم؟، ففيها ورد أن النية عند بعض الأئمة يجب تجديدها لكل يوم من أيام رمضان، وفي مذهب المالكية تكفي نية واحدة عن شهر رمضان كله.
ونصحت دار الإفتاء ، في فتواها المسلمين إذا استطاع الإنسان أن يعقد النية كل ليلة من ليالي رمضان فهذا هو الأصل والأفضل، وإذا خاف أن ينسى أو يسهو فلينو في أول ليلة من رمضان أنه سوف يصوم بمشيئة الله تعالى شهر رمضان الحاضر لوجه الله.
متى نية صيام رمضانورد عن متى نية صيام رمضان ، بما أن كل لحظة في نهار رمضان يجب صومها ابتداء من الفجر وانتهاءً بغروب الشمس فلا بد أن يكون قد عزم على الصيام قبل طلوع الفجر، وهذا معنى تبييت النية وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له» رواه النسائي، وهذا مذهب الأئمة مالك والشافعي وأحمد.
وجاء عن متى نية صيام رمضان ، وليس الأمر بالعسير فمجرد أن يخطر ببال المسلم أنه سيصوم غداً من رمضان، لأن الله أوجبه، تحصل نية الصوم، بل يصعب أن نتصور مسلماً يفطر ويتسحر ولا ينوي الصيام؛ لأن النية محلها القلب، إلا أن النية من الشروط والأركان الهامة لصحة الصيام، ووقتها يبدأ من غروب الشمس حتى قبيل أذان الفجر، فإن وقعت النية بعد الفجر لا تصح عند جمهور الفقهاء.
هل يشترط التلفظ بنية الصيامورد في مسألة هل يشترط التلفظ بنية الصيام في رمضان ؟، النية محلها القلب ولا يشترط النطق فيها باللسان، كما أنه لابد من تبييتها ليلًا قبل الفجر وأن يحدد الصائم صومه إذا كان فرضًا بأن يقول نويت صيام غدً من شهر رمضان، وبعض المذاهب ترى أن القدر اللازم من النية هو أن يعلم الإنسان بقلبه أنه يصوم غدًا من رمضان.
كيف تكون نية الصيامتتحقّق نيّة الصيام؛ بأن ينوي المسلم من ليلته صيام الغد عن أداء صيام شهر رمضان في سنَتِه المُعيّنة، وبذلك يتميّز صيام رمضان عن غيره من الصيام، وتصحّ النيّة؛ إمّا بتحديد صيام اليوم، أو تحديد صيام شهر رمضان كاملاً، كقَوْل: "نويت صيام شهر رمضان"، ويتحقّق بذلك صيام اليوم، أو الشهر المُحدَّد، وتجدر الإشارة إلى أنّ تحديد نيّة القضاء الواجب على المسلم، لو كان عليه قضاء يوميَن من رمضانَين مُختلفين لا تلزم؛ أي أنّ نيّة القضاء تصحّ دون تحديد أيّ يومٍ من أيّ شهرٍ؛ إذ إنّ كلا الأمريَن من جنسٍ واحدٍ.
نية الصياميُشير معنى النيّة في اللغة إلى القَصْد، والعَزْم على فعل أمرٍ ما دون تردُّدٍ، وعَقْد القلب على ذلك الفعل، ونيّة الصيام: قَصْده، يُقال: نوى المسلم الصيام؛ أي أراده بقلبه عاقداً العزم على فِعله، ومَحلّ النيّة القلب، وقد أجمع على ذلك العلماء؛ استدلالاً بعدّة نصوصٍ من القرآن الكريم، والسنّة النبويّة، منها: قَوْل الله -تعالى-: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)، ومن السنة النبويّة قَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً: إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألَا وهي القَلْبُ).
صيغة نية الصومرغم أنه لم يرد نص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، إلا أنه يمكن ترديد : «اللهمَّ إنّي نويت أن أصوم رمضان كاملاً لوجهك الكريم إيمانًا وإحتسابًا، اللهمَّ تقبّله مني واجعل ذنبي مغفورًا وصومي مقبولًا».
دعاء نية صيام شهر رمضانورد فيه أن دعاء نية الصيام من الأمور التي لم يرد فيها أيّ نصٍّ من السنّة النبويّة؛ إذ لم يُروَ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أيّ دعاءٍ مخصوصٍ يُردّده المسلم في صيامه لكلّ يومٍ، وإنّما مَحلّ النيّة القلب فقط، أمّا ما رُوي من قَوْل طلحة بن عُبيدالله -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول إن رأى الهلال: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ»، فهو دعاءٌ مُتعلّقٌ برؤية الهلال أوّل الشهر، كما أنّه غير مُحدَّدٍ بهلال شهر رمضان، بل بكلّ شهرٍ هجريٍّ.
حكم نية الصيامورد أنه اختلف العلماء في حُكم النيّة للصيام، وذهبوا في خِلافهم إلى قولَين، بيانهما فيما يأتي: القول الأوّل: ذهب جمهور العلماء من الحنفيّة -إلّا الإمام زُفر منهم-، والمالكيّة، والحنابلة إلى اعتبار نيّة الصيام شرطَ صحّةٍ؛ وقد استدلّوا بما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).
وجاء في حكم نية الصيام ، ولأنّ سائر العبادات تُشترَط فيها النيّة، والصيام عبادةٌ من تلك، فكان لا بدّ من النيّة فيه؛ ليتميّز عن غيره من الامتناع عن الأكل والشُّرب؛ إذ قد يمتنع عنهما العبد لمرضٍ، أو عدم رغبةٍ، أو غير ذلك من الأسباب، و القول الثاني: قال الشافعيّة بأنّ النيّة في الصيام رُكنٌ من أركانه، كالإمساك عن المُفطرات؛ من الأكل، والشُّرب، والجماع؛ واستدلّوا بالحديث السابق.
شروط نية الصيامورد عن شروط نية الصيام حدّد كلّ مذهبٍ من المذاهب الفقهيّة عدّة شروطٍ مُتعلّقةٍ بنيّة الصيام، بيان ذلك فيما يأتي: الشافعيّة: وقد اشترطوا لصحّة نيّة الصيام ما يأتي:
1- التبييت؛ أي عَقْد نيّة الصيام من الليل قبل طلوع الفجر؛ فلا يصحّ الصيام إن عُقِدت بعد طلوع الفجر؛ واستدلّوا بما رُوي في السنّة النبويّة من قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن لم يبيِّتِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ، فلا صيامَ لَهُ).
2- التعيين؛ أي تحديد نوع الصيام الذي يريده المسلم؛ كأن يعزم على صيام رمضان، أو صيام ما عليه من القضاء، ولا تنعقد نيّته ولا تصحّ إن لم يُحدّد نوع الصيام، وكانت نيّته مُطلقةً؛ فالفعل يقع عمّا نوى العبد في نفسه.
3- التكرار؛ أي أن ينوي المسلم صيام اليوم التالي، في كلّ ليلةٍ من ليالي شهر رمضان؛ باعتبار أنّ صيام كلّ يومٍ من شهر رمضان يُعَدّ عبادةً مُستقِلّةً لا بُدّ لها من نيّةٍ مُستقِلّةٍ، وذلك بخِلاف صيام النافلة؛ إذ لا يُشترَط فيه ما يُشترَط في صيام الفرض؛ من تبييتٍ، وتعيينٍ، وتصحّ فيه النيّة المُطلَقة.
شروط نية الصيام عند الحنفيّة: واشترطوا لنيّة الصيام عدّة أمورٍ، هي:
1- التكرار؛ أي عَقْد نيّة الصيام لكلّ يومٍ من أيّام رمضان؛ باعتبار أنّ كلّ يومٍ عبادةٌ مُستقِلّةٌ بذاته.
2- عدم التعليق على فِعل شيءٍ؛ أي ألّا يُعلّق الصائم نيّة صيامه على فِعلٍ، أو شرطٍ ما، كأن يقول: "نويت الصيام إلّا إذا دعاني صديقي إلى الطعام"؛ فحينئذٍ لا تصحّ نيّته.
3- التبييت والتعيين، وذلك في بعض أنواع الصيام، مثل صيام الكفّارات، ككفّارة اليمين، وصيام قضاء رمضان، وقضاء صيام النَّفْل الفاسد، وصيام النَّذْر المُطلَق، أمّا صيام رمضان أداءً، وصيام النَّذر المُعيَّن، وصيام النافلة المُطلَقة، فلا يُشترَط في ذلك التبييت، أو التعيين.
شروط نية الصيام عند المالكيّة: وقد اشترطوا في نيّة الصيام ما يأتي:
1- التبييت؛ سواءً كان الصيام فرضاً، أو نفلاً.
2- التعيين؛ لتمييز نيّة صيام الفَرْض عن نيّة صيام التطوُّع، وغيره من أنواع الصيام.
شروط نية الصيام عند الحنابلة: وقد اشترطوا لنيّة الصيام ما يأتي:
1- التبييت؛ أي عَقْد النيّة في الليل، وتصحّ في أيّ جزءٍ منه؛ سواءً في أوّله بعد غروب الشمس، أو منتصفه، أو آخره قبل طلوع الفجر، أمّا إن نوى المسلم صيام اليوم التالي في نهار اليوم الذي يسبقه، لم يصحّ صيامه؛ لوجوب تبييت النيّة ليلاً.
2- التعيين؛ أي تحديد نيّة الصيام؛ إن كان عن رمضان، أو عن كفاّرةٍ، أو نَذْرٍ، أو نَفْلٍ، فإن كانت عن صيامٍ مُطلَقٍ، فإنّها لا تُجزئ عن صيام رمضان.
3- الجزم؛ أي عَقْد القلب على صيام اليوم التالي من رمضان دون تردُّدٍ، ولا يجزئ الصيام إن كان في النيّة تردُّداً، كقَوْل: "سأصوم غداً إن شاء الله".
أحكام نية الصيامواختلف العلماء في نيّة قَطْع الصيام أي في حُكم مَن قطع نية الصيام ، وفيما يأتي بيان ما ذهب إليه كلّ مذهبٍ من المذاهب الفقهيّة:
الشافعيّة: قالوا بعدم بطلان الصيام بنيّة قَطْعه، وإن جزم المسلم نيّته للخروج منه.
الحنفيّة: قالوا بعدم بطلان صيام مَن نوى إفساد صيامه بالفِطْر؛ باعتبار أنّ الصيام كحال غيره من العبادات، كالحجّ، لا يخرج المسلم منه بمُجرّد نيّة إفساده؛ وقد استدلّوا على ذلك بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ عن أُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أنْفُسَها، ما لَمْ تَعْمَلْ أوْ تَتَكَلَّمْ قالَ قَتادَةُ: إذا طَلَّقَ في نَفْسِهِ فليسَ بشيءٍ).
المالكيّة: قالوا بفساد صيام مَن نوى قَطْع صيامه بنيّة الفِطْر مُطلَقاً، دون أن يتناول شيئاً من المُفطرات، كالأكل، أو الشُّرب، إلّا ما ذُكِر عن ابن حبيب في كتابه من أنّ الصيام لا يفسد إلّا إن كان بإتيان فِعلٍ، كتناول المُفطرات، ولا يُعتَدّ بالنيّة فقط، واستدلّ المالكية على قولهم بأنّ الإمساك عن المُفطرات لا يكون عبادةً يتقرّب بها العبد إلى ربّه إلّا بارتباطها بالنيّة، فإن عُدِمت النيّة فيها لم تُعَدّ قُربةً إلى الله، أمّا إن ارتبطت نيّة قَطْع الصيام بإتيان مُفطرٍ من المُفطرات، كالأكل، أو الشُّرب، ثمّ أتمّ الصائم صيامه، فحينئذٍ يصحّ صيامه، وتُجزئه نيّته؛ باعتبار بقاء نيّة القُرْب من الله بالصيام.
الحنابلة: لا يبطل الصيام بالتردُّد في النيّة بين الصيام، أو الإفطار، أمّا في حال جزم النيّة بالإفطار، فإنّ الصيام يبطل بذلك، حتى وإن انعدم أيّ نوعٍ من المُفطرات، كالأكل، أو الشُّرب.
حكم التلفظ بنية الصياماختلف العلماء في حُكم التلفُّظ بالنيّة؛ فذهب جمهور العلماء من الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة إلى القول بأنّ التلفُّظ بنيّة الصيام سُنّةٌ من السُّنَن المشروعة، ولا يكفي التلفُّظ بها باللسان، وإنّما يجب عَقْدها في القلب، أمّا المالكيّة فقالوا بأنّ الأولى ترك التلفُّظ بالنيّة، أمّا الجَهْر بالنيّة فلا يُستحَبّ باتِّفاق العلماء؛ لأنّ النيّة مَحلّها القلب، كما أنّ الجهر بها بِدعةٌ، ولم يُنقَل ذلك عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، أو عن أحدٍ من الصحابة -رضي الله عنهم-.
و تعليق النيّة يُراد بتعليق نيّة الصيام: تحديدها بمشيئة الله، كأن يقول المسلم: "نويت صيام اليوم التالي من رمضان إن شاء الله"، وذلك ممّا يُبطل النيّة؛ لأنّ الأصل في نيّة الصيام الجَزْم بها، أمّا إن قَصد المسلم التبرُّك بمشيئة الله، كانت نيّته صحيحةٌ إن كان جازماً بها، بينما إن نوى المسلم في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان صيام اليوم التالي إن كان رمضان، فحينئذٍ لا تصحّ نيّته إن حَلّ رمضان؛ لانتفاء الجزم في النيّة، أمّا إن غلب على ظنّه أنّ اليوم التالي أوّل يومٍ من رمضان، فنيّته صحيحةٌ، وإن نوى مثل ذلك في اليوم التاسع والعشرين من رمضان، فحينئذٍ تصحّ نيّته إن كان اليوم التالي اليوم المُتمّم لشهر رمضان؛ لأنّ الأصل بقاء نيّة صيام شهر رمضان.