لا خضوع لابتزاز الكيزان..ولا رجعة عن خط الثورة..!

د. مرتضى الغالي

 

هناك ثلاث قضايا لا بد من التعرّض لها..وقد منعني من تناولها في حينها تعرّضي في الأيام الفائتة لوعكة أنفلونزا (أقسى من الكورونا) عافاكم الله..وعافى الوطن من رجس الكيزان..!
أولاً: حذار من أي حديث عن الاصطفاف مع جماعة المؤتمر الوطني المقبور وحركته مركبة الكبائر (فاقدة الشرعية والتسجيل) وأذنابها من الفلول وجنرالات انقلاب البرهان.

.فهذا لا يعني غير الخروج الصريح عن خط ثورة ديسمبر المجيدة.. هذا هو ما قضت به الثورة التي يريد الفلول وأدها..وما أكدته المواثيق التي التف حولها الشعب بالنص على استبعاد الفلول من أي ترتيبات تتعلق بفترة الانتقال…جفت الأقلام وطويت الصحف..!ا
الكيزان وجماعة المؤتمر الوطني المقبور ليس لهم عهد…! هذا ما ينبغي ألا يفوت على أحد..بعد كل هذه التجارب المريرة التي بدأت بالكذب والمخاتلة وبإقصاء كل أطياف السودان من أسباب الحياة وجعلها حكراً عليهم..ومعاملة الشعب بالإرهاب والإذلال والتقتيل والإبادة وسرقة موارد الدولة وإشاعة الفساد والمحسوبية وفصل الجنوب..وانتهاء بالانقلاب القريب على الحكم المدني..ثم إشعال هذه الحرب لتدمير الوطن وتشريد أهله…!
هل هؤلاء من النفر الذي يمكن أن يجلس الناس إليهم لإبرام عهد أو اتفاق أو ميثاق..!
لماذا الدعوة إلى (وضع الثعابين في جراب الثورة) واصطحاب جماعة المؤتمر الوطني المقبور في هذه المرحلة التي تمايزت فيها الصفوف..؟! هل نستجيب لابتزاز الكيزان الذين خبرناهم وعرفنا (قيرهم وقعيقيرهم) على مدى ثلاثين عاماً (عليها أربعة أعوام من ألاعيب البرهان المكشوفة)..) وهم الذين أوصلونا الآن إلى هذا المنحدر السحيق (على شفا شهقة) من وقوع الوطن في هاوية ليس لها قرار..!
الأمر الثاني هو بطلان هذه الحملة الفلولية الارتزاقية الجاهلة على تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية وقوى الحرية والتغيير التي حاولوا تلطيخ ما أقدمت عليه من عمل وطني مبرور من أجل إيقاف الحرب وحقن دماء السودانيين..فقد شرع الكيزان و(دجاجهم المصوفن) في تلويث الساحة العامة بالأكاذيب والفبركات ومقالب النفايات.. !
لقد وضعت (تقدم) خطة عمل مخلصة لإيقاف الحرب وقدمتها لطرفي الحرب والتقت بقائد الدعم السريع بينما منع الكيزان البرهان من الالتقاء بالتنسيقية.. فما هو خطأ الجبهة المدنية في ذلك..؟! والبرهان هو الذي رفض الاستجابة لأنه أسير الكيزان ..(ولا تسأل عن السبب)..!
ومنعاً للتزييف فقد طالبت الجبهة الديمقراطية (تقدم) طرف الحرب الذي التقته بضرورة إخلاء بيوت المواطنين والمراكز المدنية من جميع المسلحين وإيقاف القتال وحقن دماء السودانيين وتسريح المليشيات وإقامة جيش وطني موّحد والاستعداد للترتيبات السياسية..فهل في ذلك (قسم لذي حجر)..؟!
العالم كله يناشد طرفي الحرب..والمنطق يقول: عندما تسعي جهة إلى ووقف الحرب فإنها تخاطب قيادة حاملي السلاح من الجانبين..وقد قدمت تنسيقية القوى المدنية دعوتها للبرهان باعتبار أنه يمثل (بواقع الحال) طرف الجيش..وقدمت الدعوة لطرف الحرب الأخر (بواقع الحال) وهو قائد الدعم السريع الذي يحتل الآن من الوطن ومراكزه مساحة أكبر من أي قوة عسكرية أخرى…! فهل أخطأت بدعوة (البرهان ودقلو) لبحث إيقاف الحرب..أم كان عليها بدلاً من دعوة قائد الدعم السريع الطرف الرئيسي الثاني في الحرب- توجيه الدعوة إلى المطرب الشعبي (القلع عبد الحفيظ)..!
الأمر الثالث إن ما يسميه الكيزان بالمقاومة الشعبية إنما هي خطوة لإشعال الحرب الأهلية ونشر الفوضى وتسليح أنفسهم تحت هذا الستار الزائف…!! هذه هي الجريمة (رقم الألف) التي يدبرون لها الآن ويجب على المواطنين الحذر من هذا الفخ ..تسليح المواطنين بهذه الكيفية هو عمل من اجل مصالح الكيزان لا من اجل الوطن..وأين قادة الكيزان الآن وأين أولادهم من حمل السلاح..وآخر الإخبار المتداولة الآن بشهاداتها تشير إلى أن (معالي قائد الجيش) قد فعل ما فعلته قيادات الكيزان (ولماذا لا) وقام بإرسال أبناءه وذويه إلى قصور تركيا (أسوة بعبد الحي يوسف) الذي يرسل دعوات التسليح وهو يرتدي (برمودا) على شواطئ البسفور..!
والأمر الذي يحتاج إلى تذكير؛ أن هذه الحرب هي حرب الكيزان ضد المليشيات التي صنعوها بأيديهم وهي ليست حرب الجيش ولا حرب الوطن ولا حرب الكرامة..إنها النقيض الأبرز للكرامة..!! إنها حرب السفالة التي لا تدانيها سفالة..الكيزان هم من أشعلوها وجعلوا وقودها (الناس والحجارة) والعدو الحقيقي للكيزان ليس للدعم السريع ..إنما الشعب وثورته والقوى السياسية المدنية…وهم يعلنون عن ذلك كل يوم..وبغير مواراة ولا مداراة… الله لا كسّبكم..!

الوسومالثورة الفلول الكيزان مرتضى الغالي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الثورة الفلول الكيزان مرتضى الغالي

إقرأ أيضاً:

جبهة موحّدة لإيقاف الحرب: الفريضة الحاضرة !!

نأمل ألا تكون هذه هي الصيحة الأخيرة ..! ونحن هنا نوجه خطابنا إلى كافة القوى السياسية والمدنية ولكل ضمير وطني وكل من بقى لديه جذاذة من حب هذا الوطن أن يتم التنادي اليوم قبل الغد إلى ترك كل شيء وتناسي كل خلاف والالتئام في جبهة موحّدة لإيقاف هذه الحرب..وإلا فإن مآلات استمرارها ستكون (ألعن من أي كارثة) وأسوأ من أي تصورات للنازلة المدلهمّة التي تقارب يوم الفزع الأكبر..!
مآلات مواصلة الحرب واضحة شاخصة أمام كل عين وضمير..إنه الانهيار الكامل والتجزئة الحتمية وخروج أبناء الوطن منه للأبد نحو المجهول وباتجاه المنافي المتجهّمة وتحويل الوطن إلى ضيعة تحلّق فيها الغربان وينعق فيها البوم وتعوي فيها الضباع والوحوش..!
كل موقف عدا إيقاف الحرب إنما هو في حكم النافلة والتفاصيل والتشبثات والمماحكات والخيالات التي لا يمكن تحقيقها في غياب الوطن واندثاره وذهاب ريحه..! هل يمكن الانشغال بإعداد مناضد الزينة وباقات الزهور لتزيين بيت ينهار من الأساس..!
كنا نظن أن العمل على إيقاف الحرب هو واجب الساعة الذي يعلو على كل واجب..ونحن نرى الآن أبناء الوطن مشردين وجوعى ومرضى ومذعورين وخائفين حتى من الهواء..يموتون بلا قبور ولا عزاء..ومن لم يمت منهم يكاد يتمنى الموت على أي وجه حتى يخرج من حالة الذهول أو حتى يجد عذراً وجيهاً من أهله ومَنْ يعول..!
هذا هو حال من بقوا بالداخل..وهو حال لا يوازيه إلا حال الهائمين على وجوههم في بلاد تنظر إليهم بعين الازدراء والغضب الكتيم..!
الخطوة الأولى والواجب الحاضر أن تقف الحرب الآن..ويعود الناس إلى بيوتهم ويعود الأطفال والأولاد والبنات إلى مدارسهم.. ثم بعد هذا ليكن ما يكون..من حيث من يريد أن يحكم الناس أو من يجلس على القصر..حتى لا ينظر إلينا العالم وكأننا قطيع من البغال الشاردة؛ أو على أحسن الفروض باعتبارنا قبيلة وحشية بدائية منقطعة يقاتل بعضنا بعضاً بين الجثث المتعفّنة ..!
لتلتئم صفوف السودانيين وقواهم السياسية والمدنية والأهلية اليوم قبل الغد على جبهة واحدة من اجل إيقاف الحرب ووحدة الوطن وعلى الحد الأدنى من شعارات ثورة ديسمبر العظمى في السلام والعدالة والحرية والحُكم المدني..هل على ذلك خلاف..؟!
في سبيل هذا فإن هذه الجبهة الموحدة ينبغي أن تكون مفتوحة لكل من يؤمن بضرورة إيقاف الحرب وليكن هؤلاء من أي فريق أو من أي عقيدة سياسية أو فكرية أو (سندكالية)؛ من أقصى اليمين إلى أقاصي اليسار ما دام أنهم اقتنعوا بضرورة إيقاف الحرب..(طبعاً عدا حزب الظلام والإجرام "المؤتمر الوطني" المحظور..فهو مُشعل الحرب والكاسب الوحيد منها..والذي يريد الاستيلاء على السلطة بالقوة)..!
يجب أن تتسع صدورنا لذلك من أجل بقاء الوطن..والشعب السوداني مستعد أن (يبتلع المزيد من الضفادع) في هذا السبيل ويقبل حتى بمن وقفوا ضد إرادة الشعب وكانوا اقرب إلى الفريقين المتحاربين مادام أنهم جنحوا إلى السلم وأيقنوا بضرورة وقف هذه الحرب اللعينة ..!
استمرار الوضع الحالي بمواصلة الحرب خطير خطير...كلنا نرى الآن الوطن على وشك التصدّع الرسمي..! بل انه تصدّع فعلاً وواقعاً وكاد أن يضع اللمسات الأخيرة على (الانفلاق الأبدي) بين شطريه..فهل يمكن لعاقل أن يرضى بهذا المصير..دعك من المساهمة في ترسيخه..؟!
الجبهة الموحدة المطلوبة الآن هي جبهة (أشمل من تنسيقية تقدم وقوى الحرية والتغيير)..وتنسيقية تقدم وقوى الحرية والتغيير رغم أنها تعمل من اجل إيقاف الحرب ومن اجل وحدة الوطن بدأب وإخلاص؛ فإنها تقر بكل تواضع بأنها لا تمثل كل السودانيين ولا تمثل كل قوى الثورة..وهي تعمل من أجل تكوين هذه الجبهة على أن تكون تنسيقية تقدم جزءاً من تلك الجبهة العريضة الموحّدة التي تضم كل القوى السياسية والمدنية والأحزاب والهيئات والشخوص والحركات التي تؤمن بضرورة إيقاف الحرب ووحدة الوطن..!
البداية من هنا..أن تتوقف الحرب (وتضع أوزارها) ويعود الأبناء إلى مدارسهم الناس إلى بيوتهم ليتدبروا كسرة خبزهم...ثم من بعد ذلك فليفكر الناس كما يشاءون فيما يريدون أن يفعلوا من أجل (نظرياتهم) ومن أجل وطنهم..البداية هي إيقاف الحرب..ولا يمكن أن تكون البداية (بالمقلوب)..!
مع استمرار الحرب لا يمكن فعل شيء (أعمل لوجه واحدٍ/ يكفيك كل الأوجهِ)..وعلى الله قصد السبيل..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • إعلام القوى الثورية مقابل إعلام الكيزان
  • رشا عوض : لن نسمح لرصاص الحرب ان يصيب عقل الثورة ووجدانها
  • أبناء أرحب يؤكدون جهوزيتهم لكل الخيارات التي يوجه بها قائد الثورة
  • جبهة موحّدة لإيقاف الحرب: الفريضة الحاضرة !!
  • تسليم منشأة اضافية للاحوال المدنية و3 فصول لمدرسة الثورة بمخيم الجفينة
  • كيف اختزلت حادثة ماغديبورغ مدى الاحتقان الطائفي والعرقي والسياسي الذي ينخر في جسد الوطن العربي؟
  • استفتاء 19 ديسمبر .. جذوة الثورة ما تزال حية
  • هل يقع التغيير بالثورة في اليوم العاقب لها: الثورة الفرنسية مثالاً (2-2)
  • في ذكراها السادسة كيف تم إجهاض ثورة ديسمبر؟
  • الجبهة الوطنية المدنية أطروحة مستقبل