عربي21:
2025-02-07@08:46:50 GMT

خانيونس.. معقل المقاومة وعقدة الاحتلال في الجنوب ❓

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

خانيونس.. معقل المقاومة وعقدة الاحتلال في الجنوب ❓

تدور المعارك منذ نحو شهر في خانيونس جنوب القطاع، تلك المدينة التي تعتبر معقلا للمقاومة وعقدة قتال أدخر لها جيش الاحتلال الكثير من قواته، وبالرغم من ذلك فشل حتى الآن بالوصول إلى عمق المدينة، أو تحقيق أي من أهدافه هناك، كما الحال مع شمالي القطاع.

معقل المقاومة
تعرضت المدينة إلى قصف مكثف طوال الفترة الماضية، حتى بدأ الاحتلال عملياته البرية جنوب القطاع مطلع الشهر الماضي.



واتجه الاحتلال جنوبا بعد عمليات استمرت شهرا ونصف، في الشمال، لم يستطع فيها تحقيق أي من أهدافه.

ولأن خانيونس تعتبر معقلا لحركة حماس والمقاومة عموما، تحدث قادة الاحتلال عن معركة حاسمة وقاسية هناك.



وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الثلاثاء الماضي، "إننا نهاجم مركز الثقل. يتم سؤالنا بشكل متكرر عن الدمار في غزة. حماس هي العنوان، السنوار هو العنوان".

وارتبطت خانيونس منذ فترة طويلة باسم رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، والقائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد ضيف، الذين ولدا ونشأ كلاهما في مخيم خانيونس للاجئين.

وأعلن جيش الاحتلال الأسبوع الماضي دفع سبعة ألوية قتالية في خانيونس، أبرزها "المظليين وجفعاتي والكوماندوز والمدرع السابع".

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، أن المعارك الدائرة في غرب خانيونس هي الأعنف من نوعها في جنوب غزة منذ أوائل الشهر الماضي.

ومع احتدام المعارك في المدينة يتعرض الاحتلال يوميا لصدمات لا تقتصر على الخسائر والإخفاق بل بإمكانيات المقاومة على صد الهجوم والمناورة.

وتقول صحيفة "معاريف" العبرية، "إن أنفاق حماس لا تزال تتحدى الجيش مع استمرار القتال العنيف في خان يونس".

وأضافت، "أن خلايا صغيرة وقاتلة من عناصر حماس تختبئ في الأنفاق وبين أنقاض المباني".

ومثلت عملية مخيم المغازي المركبة، خسارة فادحة لجيش الاحتلال الذي وصف يوم الثلاثاء الماضي بأنه الأسوأ منذ بداية الحرب بعد مقتل 21 جنديا وضابطا في كمين معقد لكتائب القسام.

" كبِّر... وفجِّر" #شاهد تنفيذ مجاhدي القسام لعملية مركبة ضد جنود وآليات العدو شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة
العملية التي أوجعت بني صهيون والمطبعين معهم.. #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/YmksOPd9Ef — خالد وليد الجهني (@KhaledEljuhani) January 23, 2024

وذكرت الكتائب، أن مقاتليها تمركزوا منذ أسابيع في منطقة العملية شرق المغازي رغم القصف الشديد والمتواصل، والتعليمات كانت بعدم التعامل مع القوات المتوغلة في مخيم المغازي في انتظار هدف ثمين.

وقال قيادي في القسام إن "القذيفة التي أطلقها المجاهدون، كانت بمثابة محرض للمتفجرات التي أحدثت انفجارا دمر المبنى وقضى على أفراد القوة، وبالتوازي مع ذلك تم تدمير دبابة كانت تعمل على تأمين القوة وقتل وإصابة من فيها".

مشاهد استحوذت عليها عناصر القسام من كاميرات الجنود الإسرائيليين وحصلت عليها #الجزيرة تظهر جنودا إسرائيليين قبل استهدافهم أثناء تفخيخهم منازل فلسطينية في #غزة#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/4fl8DYaGW2 — قناة الجزيرة (@AJArabic) January 24, 2024



عقدة الاحتلال 
بعد حرب عام 1948، مثلت مدينة خانيونس مكانا لإيواء خمسين ألف لاجئ فلسطيني لا يزالون يعيشون في معسكرات ومخيمات المدينة في انتظار العودة إلى مدنهم وقراهم التي فقدوها.

وفي حروب 1956 و1967 ساهمت خانيونس بشكل كبير في المعركة ضد الاحتلال الذي عاقب السكان على صمود المدينة ودورها الأسطوري في صده.

وفي عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي على مصر، حيث كان قطاع غزة يتبع الإدارة المصرية، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مذبحة شهيرة، في يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر، راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا. 

وبعد أيام من المجزرة الأولى نفذت وحدة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيدا من المدنيين في خانيونس.

بعد عام 67 سيطرت سلطات الاحتلال على جزء كبير من أراضي مدينة خانيونس واستخدمتها لبناء المستوطنات، حيث شكلت "غوش قطيف" تجمعا استيطانيا كبيرا في قطاع غزة، إذ تستولي المستوطنة على معظم الأراضي الغربية لمدينة خان يونس وتفصل المدينة ومخيمها عن الوصول إلى شاطئ البحر. 

وفي سبتمبر/أيلول 2005، حرِّرت المستوطنة من الاحتلال.

حجم قوة المقاومة في غزة بقيادة كتائب القسام تظهر جليًا في خان يونس
يقاتلون منذ أسابيع 9 ألوية صهيونية مدججة بكل انواع الاسلحة الثقيلة مدعومة من سلاح الجو والبحرية، ومع ذلك يستمر المجاهدون في القتال بضراوة ويضربون العدو بقوة كل يوم pic.twitter.com/drQQczx9Z0 — الرادع المغربي ???????????????? (@Rd_fas1) January 22, 2024



مقاومة مبكرة
وانخرط سكان خانيونس مبكرا في مقاومة الاحتلال شاركوا بشكل كبير وفعال في الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث كانت الهجمات تشن يوميا على دوريات الاحتلال في المدينة فضلا عن الإضرابات العامة والمسيرات التي اجتاحت المدينة.

وعمد سكان خانيونس آنذاك لأحراق الإطارات في الشوارع، كما ألقى الحشود الحجارة والزجاجات الحارقة على جنود الاحتلال. ورد الجيش الإسرائيلي بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. 

وتعرضت خانيونس في أنتفاضة الأقصى لهجمات وحشية من قبل الاحتلال الذي دمر وهدم عشرات المنازل في المدينة، كما ارتكب مجزرة في بلدة خزاعة راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدا.

كما جابهت المدينة جيش الاحتلال في حرب 2008 وسقط العديد من أبنائها شهداء خلال صد قوات الاحتلال حينها.

الموقع والأهمية
تقع خانيونس جنوب قطاع غزة، وتعتبر من كبريات مدن القطاع من حيث عدد السكان والأهمية الاستراتيجية والاقتصادية بمساحة تتجاوز 54 كيلو مترا مربعا.

وتبعد المدينة نحو عشرة كيلومترات فقط عن الحدود المصرية وعلى بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من القدس المحتلة، وتطل بجانبها الغربي على البحر الأبيض المتوسط، والشرقي منها على صحراء النقب، فيما تحدها من الشمال دير البلح والجنوب مدينة رفح.



التسمية والتأسيس
وتعود تسمية المدينة المؤلفة من كلمتين "خان يونس" لقرون مضت، فالأولى "خان" تعني "فندق"، والثانية "يونس" نسبة إلى الأمير يونس التوروزي الداودار.

وترجح بعض المصادر والمؤرخين أن مدينة خانيونس بنيت على أنقاض مدينة قديمة أنشأها الإغريق، كانت تعرف باسم "جينسس".

وترجع نشأة خانيونس بالعصور الوسطى، خصوصا عهد المماليك الجراكسة والسلطان المملوكي برقوق الذي حكم مصر وبلاد الشام بين عامي 1382 و1399 ميلادية.

وبنى الأمير يونس الداودار قلعة محصنة وسورا ضخما حولها. بُني أيضاً خان فسيح داخل القلعة في عام 1387 ميلادية.

بوابة الشام
وتعتبر مدينة خانيونس خلال تلك الفترة بوابة الشام للقادمين من مصر، وكانت من الوجهات الرئيسية للمسافرين القادمين إلى مصر وبلاد المغرب. 

وكان للمدينة دور بارز في صد الغزو البريطاني، حيث قصف البريطانيون قلعتها باستخدام المدافع ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المعارك خانيونس الاحتلال غزة العدوان غزة خانيونس الاحتلال معارك العدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة خانیونس جیش الاحتلال خان یونس قطاع غزة فی خان

إقرأ أيضاً:

لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟

ما إن أُعلن عن اتفاقية وقف إطلاق النار في الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بجدل النصر والهزيمة، ذلك الجدل الذي يكشف عن آراء ومواقف الذين يؤيدون معركة الطوفان ويرونها حدثا تاريخيا مفصليا له ما بعده، وبين من يعارضونها ويصفونها بالخطأ الكارثي الذي أقدمت عليه حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة.

وبدا واضحا أن مؤيدي معركة الطوفان يجادلون بقوة أن غزة ومقاومتها وشعبها تمكنوا من تحقيق النصر بصمودهم وثباتهم، وتجذرهم في أرضهم وإفشال مخططات العدو، وعدم تمكينه من تحقيق أي هدف من أهداف الحرب المعلنة، في الوقت الذي هاجم فيه معارضو الطوفان بشدة وصف ما آلت إليه نتائج الحرب بالنصر، في ضوء الخسائر الفادحة التي حلت بغزة وأهلها، والدمار والخراب الذي أحدثته آلة التدمير العسكرية الإسرائيلية، وتجريف البنية التحتية في غزة، الذي أحال غزة إلى منطقة منكوبة لا تصلح معها حياة البشر.

ووفقا لمراقبين فإن ذلك الجدل الذي ملأ فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، واستعرَ بشكل لافت بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، إنما يصدر عن رؤى ومواقف مسبقة حيال المقاومة الفلسطينية في غزة، فالذين يؤيدون مشروع المقاومة ويعدونه الخيار الصحيح لانتزاع الحقوق وإرغام العدو الصهيوني لم يترددوا في إطلاق توصيف الانتصار على نتائج المعركة، أما الذين يعارضون حركات المقاومة، ويخالفونها في أفكارها وتوجهاتها فقد وجدوا فيما آلت إليه الحرب بابا واسعا لمهاجمة المقاومة وتحميلها مسؤولية ما جرى ويجري.

في رسالته المعنونة بـ"هل انتصرت غزة في معركة طوفان الأقصى أم لا"؟ لفت الداعية والباحث الشرعي الفلسطيني، الدكتور محمد بن محمد الأسطل إلى أن الخلاف في توصيف نتائج المعركة أمر وارد وهو مما اعتاد عليه الفلسطينيون "بعد كل معركة أو جولة عسكرية أن نسمع خلافا حول سؤال خلاصته: هل انتصرنا أم لا؟ مع أن المقاومة في كل مرة كانت تخرج بإنجاز عدد من المطالب، وتحقيق عدد من الشروط والمكاسب، وإجبار العدو على التوقيع عليها والخضوع لها".

وتابع: "ولكن في هذه المرة جاءت معركة طوفان الأقصى وقد سحق العدوُّ فيها كل شيء سحقا حقيقيا، فإذا كان الكلام في كل معركة من باب المبالغة والتوسع في الوصف فهو اليوم من باب الواقع"، مضيفا "وهذا يعني أن السؤال له وجاهته الآن، ولكن لما كانت أطراف الجواب متشعبة، وكانت هذه القضية محل جدال ولغط رأيت أن أجمع أطراف القول في مقالة واحدة مطولة، وهي تخدم الحريص على الفهم..".


                             د. محمد بن محمد الأسطل داعية وباحث شرعي فلسطيني

وبعد تناوله بالبحث والمناقشة للموازين الحاكمة في الحكم والتقييم، والتساؤل إن كان سؤال الانتصار هو سؤال الوقت أم لا؟ وتعيين المرتكزات المعيارية لتحديد النصر والهزيمة خلص الباحث والأكاديمي الفلسطيني الأسطل، المقيم في غزة إلى القول "بعد الذي تقرر وتسطَّر أرى أن مجرد وضعية (الزوم) عن مشاهد الألم والخسارة يكشف أن ما جرى هو نصر عظيم لا هزيمة، بل أرى شخصيا وبحسب معطيات المشهد وموازين القوة، ومن غير مبالغة أو تأثر عاطفي عارض أن ما جرى كان معجزة عسكرية لا مجرد نصر عابر".

وأضاف: "وثمة معيار إضافي يسجل غير ما ذُكر يتمثل في عجز العدو الصهيوني على البقاء في الأرض التي يتمكن من السيطرة عليها؛ فهو يتمكن من سحق المنطقة التي يريد، ويدخل إليها بزخم ناري كثيف وقصف بركاني عنيف، ولكن بعد أن يتمكن منها ويصبح عرضة لاستنزاف المجاهدين يلجأ أخيرا إلى الانسحاب منها من غير أن يستفيد من الإنجازات التي حققها".

من جانبه تساءل الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور تيسير عبد الله "هل انتصرت حماس أم بقيت؟ وهل يوجد فرق بين الانتصار والبقاء؟ وهل البقاء انتصار؟" مضيفا "هذا جزء من التساؤلات التي طفت على السطح بعد 15 شهرا من الإبادة، وبعد أن خرج مسلحو حماس في الساعات الأولى من إعلان تنفيذ الهدنة ليملأوا الشوارع، ويقدموا عروضا عسكرية احترافية ومنظمة في تسليم المختطفات..".

وتابع في منشور له عبر صفحته على الفيسبوك، اطلعت "عربي21" عليه: "صحيح أن الحركة عادت بقوة إلى الشارع، ولا تزال تسيطر على مفاصل الحياة المدنية كلها، لكن غزة دُمرت، ووصل الاحتلال إلى كل شبر فيها، وهجر سكانها، واستحيا نساءها، وقتل أطفالها وشيوخها، وأسكن في قلوب البقية اليأس والقنوط، وجعل بيوتهم غير صالحة للحياة..".



وخلص الكاتب والمحلل عبد الله، المقيم في غزة إلى القول "إذن المسألة ليست نصرا خالصا كما يريده مريدو الحركة وأنصارها، وليست هزيمة مطلقة لها، ولكنها نتيجة أخرى لم تحظ بالاهتمام والتوضيح، هذه النتيجة التي وصلت إليها الحركة في نهاية حرب الإبادة هي محافظتها على (البقاء)" لافتا إلى أن "المحافظة على البقاء ليست نصرا" إذ لم يكن لحركة حماس نصيب من مقاييس النصر المجردة حسب رؤية الكاتب وتعداده لها.

وفي ذات الإطار رأى الكاتب والباحث اللبناني، الدكتور وائل نجم أن "أهم مسألة في تقييم النصر والهزيمة تتعلق بحجم الأهداف التي تتحقق جراء أية حرب، فالمعروف أن العسكر في خدمة الأهداف السياسية، وبالتالي تحقيق الأهداف المرفوعة، وفرض الشروط يمثل نصرا، والفشل في ذلك يُعد هزيمة، خاصة إذا انطوى الفشل على مخاطر استراتيجية ووجودية بحق الذي يفتح الحرب ولم يحقق أهدافها".

وأضاف "وهذا ما حصل بالفعل في العدوان الإسرائيلي على غزة حيث فشلت قيادة الاحتلال في تحقيق أهدافها التي رفعتها باعتراف قادة الاحتلال أنفسهم، غير أن المقاومة الفلسطينية التي صمدت مع شعبها هذا الصمود الأسطوري وأفشلت أهداف الاحتلال دفعت ثمنا باهظا على مستوى الدمار الذي لحق بقطاع غزة، وعلى مستوى الخسائر البشرية، وأعتقد أن المقاومة حققت نصرا باهظ الثمن، ولكن ثمراته ستكون استراتيجية ووجودية على كيان الاحتلال".


                                                      د. وائل نجم كاتب وباحث لبناني

وردا على سؤال "عربي21" حول أسباب اشتعال جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار، وما هي دوافعه واتجاهاته، قال نجم "جزء من ذلك الجدل له علاقة بفهم معنى النصر والهزيمة، وارتباط ذلك بحجم الخسائر البشرية والمادية في الحرب بعيدا عن الأهداف السياسية والاستراتيجية، فهو ينطلق من رؤية قاصرة ومحدودة".

وتابع: "وجزء آخر من الجدل له علاقة بخلفيات سياسية ومصلحية، وأصحاب هذا التوجه يدركون الحقيقة جيدا، ولكنهم لا يريدون الاعتراف بها على قاعدة (نكاية بالطهارة)، ولذلك يستغلون الرؤية القاصرة من أجل تشويه الحقيقة تحقيقا لرغباتهم السياسية والخاصة، وربما يكون بعضهم مدفوعا من العدو، بمعرفة منه أو بغير معرفة".

وبدوره قال الباحث المغربي في الاجتماع السياسي، الدكتور كريم أزماني مطر "يمكننا وبشكل موضوعي الحديث عن معيار النصر أو الهزيمة بناء على تحقيق الأهداف المعلنة قبل الحرب لكل طرف على حدة، فالكيان الصهيوني أعلن أهدافه من شنه للحرب على غزة من البداية، ألا وهي: اجتثاث حماس من الجذور والقضاء عليها نهائيا، وتوفير الأمن الكامل والدائم داخل الأراضي المحتلة للمستوطنين، وتحرير الأسرى الصهاينة بشكل كامل دون شروط، ثم إعادة صياغة الخريطة الجيوسياسية والديموغرافية للمنطقة".

وأضاف متسائلا "فهل تحقق شيء من هذه الأهداف"، ليجيب بالقول "كلا، ولا يمكن لعاقل ومنصف أن يعتبر التدمير الشامل للبنى التحتية للمستشفيات وإبادة المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن انتصارا، وفي الوقت نفسه لم يتم تحرير ولا أسير واحد رغم تدمير قطاع غزة بيت بيت وزنقة زنقة كما يقال".

وأردف في حديثه لـ"عربي21": "في المقابل أعلنت المقاومة منذ البداية عن نيتها استخدام الأسرى لعقد صفقات تبادل لإفراغ السجون الصهيونية من أي أسير فلسطيني من أي فصل كان، كما عقدت عزمها على فضح الكيان الصهيوني أمام المجتمع الدولي وجعله وجها لوجه أمام الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، وإعادة القضية الفلسطينية على طاولة النقاش العالمي من جديد مع كثير من التعاطف والتأييد الشامل من كل شرائح الشعوب بما فيها الأوروبية والأمريكية".

ووفقا للباحث المغربي مطر فإن "هذه المقارنة على مستوى تحقيق الأهداف المعلنة قبل بدء الحرب تجعلنا نؤكد بعيدا عن العاطفة أو التحيز أن المقاومة حققت بعض أهدافها بنسب متفاوتة، واستطاعت أن ترغم الاحتلال على التفاوض وعقد صفقة التبادل رغما عنه" مشيرا إلى "تقييم هذه النتائج قد يختلف من زاوية لأخرى".


                             د. كريم أزماني مطر باحث مغربي في الاجتماع السياسي

وأوضح "فربما يقول قائل: ماذا استفاد الفلسطينيون من هذه الحرب خصوصا إذا ما استحضرنا عدد الشهداء، وحجم الخسائر المادية، وتكلفة إعادة الإعمار" ليجيب "وهذا الرأي في تقديري نابع من قلة الاطلاع على التجارب التاريخية السابقة في مقاومة الاحتلال، وخوض معارك التحرير، إذ أن تقديم مثل هذه الخسائر يكون بمثابة وقود يشحذ الهمم، ويعمق الإيمان بالقضية أكثر".

وأورد في ختام كلامه أمثلة تاريخية شاهدة على ذلك "كحرب أمريكا وفيتنام، وحرب بريطانيا والهند، والحرب العنصرية الأهلية في جنوب أفريقيا.. فهذه الأمثلة وغيرها تؤكد أن إرادة التحرير لا تكسر بالقوة العسكرية، وأن الكلمة الأخيرة دائما تكون للشعوب المقاومة، مهما كانت قلة إمكانياتها وضعف عتادها، وكل من يقول غير ذلك فهو يسبح ضد تيار التاريخ والجغرافيا، وموقفه هذا إما لمصلحة مع الاحتلال، أو لجبن متجذر في النفوس يدعو للدعة والعيش بأقل شروط الكرامة الإنسانية".

مقالات مشابهة

  • كتائب القسام وسرايا القدس تستهدفان قوة صهيونية في طولكرم
  • كتائب القسام وسرايا القدس تستهدفان قوة صهيونية بطولكرم
  • لماذا اشتعل جدل النصر والهزيمة بعد وقف إطلاق النار في غزة؟
  • انتصار غزة.. حين تتحول التضحيات إلى حرية
  • استشهاد فلسطيني برصاص العدو الصهيوني شرق خان يونس
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تفخيخ وتفجير المنازل في الجنوب اللبناني
  • شهيد برصاص قوات الاحتلال في خان يونس جنوبي غزة
  • غزة - شهيد برصاص الاحتلال شرق خانيونس
  • سكان جباليا لا يجدون شيئا في بيوتهم التي دمرها الاحتلال
  • تفاصيل شكوى لبنان ضد إسرائيل أمام مجلس الأمن.. تضمنت خطف مواطنين من الجنوب