دعا الكاتب والإعلامي المصري جمال سلطان، القوى السياسية المصرية بمختلف مرجعياتها الفكرية والسياسية والدينية إلى ضرورة التوافق على مرحلة انتقالية طويلة لا تقل عن 10 سنوات يكون الحكم فيها مشاركة وليس مغالبة وأن يكون نظام الحكم البرلماني ضرورة لهذه المرحلة حتى تعتاد الأمة على إدارة دولة في غياب الحاكم الفرد المطلق.



وانطلق سلطان في مبادرته التي طرحها على صفحته على منصة "إكس" ووجدت تفاعلا كبيرا من عدد من النشطاء المصريين، من أن "مصر وطن لجميع أبنائها على قدم المساواة، بقطع النظر عن الدين أو العرق أو الإيديولوجيا وأي اعتبار آخر، وأن الديمقراطية السليمة في مادتها الأولى: حماية حقوق الأقليات، سياسية أو دينية أو غيرها، وأن الديمقراطية السليمة ليست مجرد صندوق انتخاب، إنما منظومة قيم تسند بعضها بعضا ولا تقبل التجزئة".

وأكد سلطان أن "الحياة المدنية بجميع فعالياتها: سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية وغيرها، خط أحمر للجيش لا يجوز له التدخل فيها بأي صورة من الصور، وتحت أي ذريعة من الذرائع، ويتم تحصين ذلك بنص دستوري واضح".

وتتضمن ورقة سلطان السياسية، " ضمان حق أي قوة سياسية أو تيار مجتمعي في تأسيس حزب سياسي بمجرد الإخطار وحماية هذا الحق بشكل كامل ومطلق وبدون أي تدخل من أي جهة أمنية أو قضائية، وتنظيم عمل الجمعيات الدينية بمختلف صورها وفق قانون الجمعيات ومنع اشتغالها بالسياسة بجميع صورها ومستوياتها".

ودعا سلطان جماعة الإخوان المسلمين أن تلتزم بتنظيم أوضاعها الإدارية والمالية وفق قانون الجمعيات بشفافية تامة، وقال: "نثمن تعهد جماعة الإخوان بعدم الانخراط في العمل السياسي، مع حق كوادرها وأنصارها في تشكيل حزب سياسي أو أكثر بمعزل عن إدارة الجماعة ونشاطها".

ودعا سلطات إلى ضرورة أن تتضمن المرحلة الانتقالية" إطلاق الحق في تأسيس جمعيات المجتمع المدني بمختلف صورها ونشاطاتها وضمان حمايتها واستقلال عملها، وإطلاق الحق في تأسيس الصحف أو المواقع الإخبارية بمجرد الإخطار وبدون أي قيود من أي جهة إدارية أو قضائية".

وتتضمن هذه المرحلة أيضا" تشكيل لجنة من شيوخ القضاة وشيوخ المحامين لمراجعة قانون السلطة القضائية وإعادة بنائه بشكل شامل بما يضمن استقلال القضاء استقلالا تاما، وتحصينه من أي تدخل للسلطة التنفيذية بجميع مستوياتها، بحيث يكون سلطة مستقلة سيدة قراراتها كليا".

وطالب سلطان ب إلغاء جميع التعديلات التي جرت على دستور 2014، وإلغاء جميع التعديلات التي أدخلت على قانون الحبس الاحتياطي والتي جعلته عقوبة في حد ذاته، وقصره على الجرائم الجنائية التي تمثل خطورة كبيرة على المجتمع كالقتل والشروع فيه".

وتتضمن الرؤية تشكيل حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها أطياف القوى الوطنية الرئيسية في البلاد وتكون منبثقة عن برلمان منتخب، وانتخابات برلمانية حرة ونزيهة تضمن تمثيلا حقيقيا وواسعا لمختلف ألوان الطيف الوطني، وضمان أن لا يحصل أي حزب أو جماعة أو تيار على أكثر من 30% من المقاعد وذلك طوال المرحلة الانتقالية ومدتها 10 سنوات ، لدعم روح المشاركة وبناء الثقة بين الجميع ونشر ثقافة الديمقراطية لدى جيل جديد، وإتاحة الفرصة لجميع القوى في بلورة وتوسيع قاعدتها الشعبية.

وطالب بإلغاء تعيين أي أعضاء في البرلمان بقرارات، سواء من رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء أو أي جهة أخرى.

كما تشمل المرحلة انتخابات بلدية شاملة، لجميع المحافظات والمدن والقرى، على مستوى الجمهورية، مع مراعات الضمانات السابق تحديدها في الانتخابات البرلمانية للمرحلة الانتقالية، وضمان استقلال البلديات وميزانياتها وإداراتها ومشروعاتها بشكل كامل وتام عن السلطة التنفيذية.

وأشار إلى أن " وزير الداخلية منصب سياسي، يتم اختياره من بين الأحزاب المشاركة في الحكومة، ولا يتم اختياره من بين ضباط الشرطة، ويجوز توليه من ضابط شرطة متقاعد بشرط مرور مدة زمنية على تقاعده يتم الاتفاق عليها. كما أن وزير الدفاع منصب سياسي، يتم اختياره من بين الأحزاب المشاركة، ولا يتم اختياره من ضباط عاملين في الجيش، ويمكن اختياره من قيادات عسكرية متقاعدة بشرط مرور مدة زمنية كافية على تقاعده يتم الاتفاق عليها.

وأكد أنه " يحظر تولي العسكريين الوظائف السياسية أو الإدارية في الدولة إلا بعد مرور 5 سنوات على تركهم الخدمة العسكرية".

كما دعا إلى " إلغاء المحكمة الدستورية العليا، وإحالة أعضائها على التقاعد، وتحويل منازعات دستورية القوانين لدائرة خاصة في محكمة النقض تختارها الجمعية العمومية لها. وإلغاء مجلس الشيوخ، ويكون البرلمان ممثلا في مجلس النواب فقط لا غير.".

وتنص المبادرة أيضا عن منع أي تمويل أجنبي لأحزاب أو جمعيات أو صحف أو قنوات فضائية أو أي نشاط يتصل بالشأن العام إلا وفق القنوات الرسمية لمؤسسات الدولة المالية وتحت مراجعة كاملة للجهاز المركزي للمحاسبات وتجريم كل ما يخرج عن هذا الإطار.

كما تنص عن" فصل المؤسسات الدينية، الإسلامية والمسيحية، عن الدولة، وحصر دورها في الشأن الديني وإدارة المؤسسات التابعة لها، ومنحها الاستقلال الإداري والمالي بما يمنع تدخل السلطة التنفيذية في شؤونها أو تدخلها هي في شؤون الدولة ".

كما تنص عن فصل مؤسسة الأوقاف عن السلطة التنفيذية، وإنهاء تبعيتها لوزارة الأوقاف والشؤن الإسلامية، وجعلها إدارة مدنية مستقلة بمراجعة البرلمان، وحماية الأوقاف وتحصينها وتشجيع المبادرة إليها، وضمان عدم المساس بها بأي صورة من الصور على غير وصية الواقف، وتحصينها من المصادرة أو التصرف من أي جهة أخرى، ودعم النشاط الوقفي والدعوة لتوسعة مجالاته بما يشمل التعليم والصحة والثقافة والبحث العلمي ".

وتتضمن المبادرة جملة من الإجراءات السياسية والقانونية الأخرى، منها إلغاء حالة الطوارئ، ونقل إدارة السجون من الداخلية إلى القضاء، وإلغاء محاكم أمن الدولة، مرورا بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وإلغاء دوائر الإرهاب في المحاكم.

ورقة سياسية
أفكار تمهيدية نحو بناء قاعدة إجماع وطني لإنقاذ مصر

· مصر وطن لجميع أبنائها على قدم المساواة، بقطع النظر عن الدين أو العرق أو الايديولوجيا وأي اعتبار آخر.
· الديمقراطية السليمة في مادتها الأولى : حماية حقوق الأقليات، سياسية أو دينية أو غيرها.
· الديمقراطية السليمة…

— جمال سلطان (@GamalSultan1) January 24, 2024

وتأتي مبادرة جمال سلطان بالتزامن معت تخليد المصريين اليوم الخميس الذكرى السنوية لاندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، عبر احتجاجات شعبية استمرت 18 يوما حتى أجبرت الرئيس آنذاك، محمد حسني مبارك، على التنحي بعد ثلاثين عاما في الرئاسة (1981-2011).

في تلك الأيام عاشت مصر مع كرة غضب شعبي تزداد اشتعالا، ونظام حاكم ناور مرارا لإخمادها من دون جدوى، ونداءات دولية بلغت مرحلة مطالبة النظام بالرحيل فورا.

وشاركت قوى ليبرالية ويسارية وإسلامية في تلك الأحداث، من دون أن تظهر بينها خلافات خلال الثورة، التي جاءت ضمن ما تُعرف بالموجة الأولى لثورات "الربيع العربي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري المبادرة الذكرى ثورة مصر ذكرى ثورة سياسة مبادرة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سیاسیة أو أی جهة

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة: الأسرة أساس بناء مجتمع قوي ومزدهر

 

اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” على برنامج “نمو الأسرة الإماراتية” الذي أطلقته دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي بهدف تعزيز استقرار الأسرة الإماراتية وتماسكها وبما يتماشى مع رؤية القيادة الحكيمة تجاه تحقيق تنمية اجتماعية مستدامة وضمان جودة الحياة للمواطنين.
جاء ذلك خلال استقبال سموه ـ في قصر البحر في أبوظبي ـ وفد دائرة تنمية المجتمع برئاسة معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس الدائرة وحضور سعادة حمد الظاهري وكيل الدائرة وعدد من أعضاء فريق العمل المسؤول عن البرنامج.
واستمع سموه إلى شرح مفصل حول أهداف البرنامج وأبعاده الوطنية التي تركز على دعم التماسك الأسري والاجتماعي كونه محوراً أساسياً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة..إن دعم الأسرة الإماراتية يعد استثماراً محورياً في مستقبل الوطن وازدهاره ويأتي ضمن أولويات خطط الدولة وعلى قمة برامجها التنموية.. مشيرا إلى أن الأسرة تشكل الأساس في بناء مجتمع قوي ومزدهر.
وأكد سموه أهمية مثل هذه البرامج والمبادرات التي تسهم في ترسيخ دعائم استقرار الأسر الإماراتية وضمان دفع عجلة التنمية على جميع المستويات.
من جانبه عبر معالي الدكتور مغير خميس الخييلي عن شكره للقيادة الرشيدة مثمناً الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو رئيس الدولة بتعزيز جودة الحياة في مجتمع الإمارات.. مؤكداً معاليه أن دعم سموه يعد حافزاً لمواصلة الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار معاليه إلى أن برنامج “نمو” يهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة تعزز استقرار الأسرة بما في ذلك زيادة معدلات الولادات لدى المواطنين ورفع نسبة عقود الزواج بينهم بجانب خفض معدلات الطلاق.
وأكد معاليه التزام دائرة تنمية المجتمع بالعمل المستمر لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة وتحقيق الرؤية الطموحة لدولة الإمارات.
يذكر أن برنامج “نمو الأسرة الإماراتية” يعد إحدى المبادرات الرئيسة ضمن إستراتيجية أبوظبي لتعزيز جودة حياة الأسرة الإماراتية وتشجيع نموها.. فيما تشرف دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي على تنفيذ البرنامج بالتعاون مع شركاء إستراتيجيين من بينهم هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي وهيئة أبوظبي للإسكان وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة.
ويتضمن البرنامج مجموعة من الخدمات والمبادرات المصممة خاصة لدعم الأسر الإماراتية في رحلتها نحو تحقيق الاستقرار والتنمية وذلك بما ينسجم مع رؤية قيادة الدولة في تمكين الأسر كونها أساس بناء مجتمع قوي ومستدام.. ويمكن للمواطنين الراغبين في الاستفادة من برنامج “نمو الأسرة الإماراتية” التسجيل عبر منصة “مِديم” الإلكترونية.وام


مقالات مشابهة

  • في ذكرى وفاتها.. سهير البابلي نجمة الفن التي أضاءت المسرح والشاشة
  • في ذكرى الاستقلال والانتخابات.. اللبنانيون يأملون في الديمقراطية وخلق نظام جديد
  • لجنة التنسيق اللبنانية - الكندية في ذكرى الاستقلال: على المعارضة الاتحاد وإطلاق ثورة جديدة
  • ذكرى استشهاد عز الدين القسام شيخ المجاهدين.. كيف كان يختار رجاله المقاومين
  • أكاديميون وتربويون يطالبون مجلس القيادة الرئاسي بإقامة مؤتمر وطني للحفاظ على الهوية اليمنية من أفكار الحوثيين
  • رئيس الدولة: الأسرة الأساس في بناء مجتمع قوي ومزدهر
  • رئيس الدولة: الأسرة أساس بناء مجتمع قوي ومزدهر
  • تأجيل دعوى استثمار أموال المعاشات إلى 21 يناير
  • "خوخة السينما".. ذكرى رحيل خيرية أحمد التي أضحكتنا بـ"يا خراشي" و"ده مش شغل الستات"!
  • العوادي: التعداد السكاني إنجاز مهم وضروري لخطط التنمية العراقية المقبلة