عيد الشرطة ٧٢.. العيون الساهرة فى الدراما والسينما
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
تحتفل مصر اليوم بعيد قوات الشرطة المصرية، العيون الساهرة على حماية أمن الشعب المصرى، فهم من يضحون بحياتهم فى سبيل أمن وحقوق جميع فئات شعب مصر، ويظلون الدرع الواقى للمجتمع وأمنه وأمانه.
دائما ما يكون للشرطة نصيب الأسد على الساحة الفنية، فهى المادة الخام لسيناريوهات البطولة والفداء على الشاشة، سواء الشاشة الكبيرة وهى السينما أو الشاشة الصغيرة «الدراما»، وكثيرا من نجوم الفن نجحوا فى تجسيد شخصية الضابط بإتقان ونجاح، وقدموا رسالة لأجيالنا الجديدة ترسخ حب الوطن والتضحية من أجله.
السينما والدراما هما مرآة المجتمع، وهما وسيلة توصيل الرسائل ومناقشة القضايا الهامة فى المجتمع، ولا شك فى كونهما سلاحا فعالا وقت الأزمات لإيضاح الصورة للشعب والأجيال الجديدة وسط ضباب المشهد، ولذلك كان من الضرورى فى كثير من الأعمال الفنية إلقاء الضوء على بطولات التضحية والفداء لرجال الشرطة الأبرار، من أجل الحفاظ على نشأة أجيال جديدة تعرف كيفية الحفاظ على بلدها وبناء شخصية البطل بداخلهم منذ الصغر، فالأعمال الفنية ليست بهدف الترفيه فقط ولكن لطالما كانت الوسيلة الحضارية الأولى لبناء وتثقيف المجتمعات ومن هنا برز مصطلح «القوة الناعمة» التى طالما كانت ماركة مسجلة باسم وطننا الغالى مصر.
قال: «سليم الأنصارى» هدية ربنا لياأمير كرارة: ضابط الشرطة علامة مميزة فى مشوارى الفنىأمير كرارة
نجح النجم أمير كرارة أن يكون «أيقونة» فى تجسيد شخصية الضابط على ساحة الفن العربى وليس المصرى فقط، فهو النجم الذى أحبه الجمهور فى تجسيد شخصية الضابط من خلال المسلسل الأبرز فى مشواره الفنى «كلبش» الذى كان وما زال بصمة خاصة للغاية جعلت أمير يتربع على عرش الدراما لسنوات، وأهلته لتقديم شخصية ضابط الجيش فى مسلسل الاختيار.
شخصية «سليم الأنصارى» نجحت فى الوصول إلى جميع فئات الشعب المصرى، ومن خلالها أصبح حلما لكل الأجيال الالتحاق بكلية الشرطة لخدمة الوطن، ولكن نجاح الشخصية امتد ليصل إلى جميع ضباط الشرطة الذين اتخذوا من «سليم الأنصارى» رمزا فى شكل ومضمون شخصياتهم، ويتسابقون على تقديم واجبات الفداء والتضحية على غرار أسطورته التى ظهرت على الشاشة.
تحدثت «الوفد» مع النجم أمير كرارة عن كواليس شخصية «سليم الأنصارى» ومدى ارتباطه بجهاز الشرطة، قائلا: قبل أى شىء شخصية «سليم الأنصارى» هى هدية من ربنا لى فى وقت كان صعبا للغاية، فهى الشخصية التى فتحت لى كل أبواب قلوب الناس وكانت العلامة الأبرز فى مشوارى الفنى، على جميع المستويات، فالشخصية لم تجد أى حواجز للوصول إلى الناس، حتى «استايل» وأزياء الشخصية أشاهدها على جميع الشباب وهذا دليل كبير على النجاح بفضل الله سبحانه وتعالى.
وعن شخصية رجل الشرطة، قال: لم أقدم شيئا من الخيال، ولكنى قدمت واقعا متواجدا وملموسا فى مجتمعنا، فهذه الشخصية الجميع يعرفها عن قرب، لأن جميعنا لدينا أشقاء واصدقاء واقارب من العيون الساهرة على حماية الوطن، ولذلك قدمت ما يعانونه فى عملهم الشاق للغاية، فهم بالفعل يخرجون صباحا من بيوتهم لا يعلمون إذا كانوا سيعودون أم لا، فهم الابطال الحقيقيون الذين يجب أن نسلط الضوء عليهم للأجيال الجديدة لكى يتعلموا معنى حب الوطن والتضحية والفداء من أجله.
وعن ارتباطه بالشخصية، قال: شخصية سليم الأنصارى كان لها تأثير كبير أيضاً بالنسبة لى على المستوى الشخصى، فهى شخصية جعلت ملامحى قريبة من الناس وجعلتنى بشخصية معروفة لدى الجمهور عن قرب، بالطبع الفنان لابد أن يجسد جميع الشخصيات على الشاشة، ولكن نجاحه الكبير فى شخصية بارزة تظل علامة مميزة فى مشواره الفنى.
وأضاف: قدمت ثلاثة أجزاء من مسلسل «كلبش» بناء على رغبة الناس، وهذا بالنسبة لى شهادة كبيرة للنجاح، لأن إصرار الناس على استمرار مشاهدة «سليم الأنصارى» فى أجزاء جديدة تدل على وصول الشخصية ورسالتها للناس.
ووجه النجم أمير كرارة التحية لرجال الشرطة، قائلا: كل عام وأنتم بخير، أتمنى من الله أن يحميكم ويحرصكم، فأنتم أمان وحماية مصر وأماننا وحمايتنا جميعا، وسنظل فخورين بكم ونتعلم منكم معنى حب الوطن.
حياة أو موت.. كلمة شرفأفلام عبرت عن بطولات رجال الشرطةتحتفل مصر اليوم بعيد الشرطة والذكرى الثانية والسبعين لبطولة رجال الشرطة فى الإسماعيلية بقيادة الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين وكيف قاوموا الاحتلال الإنجليزى على مدى سنوات.
قدمت السينما المصرية العديد من الأفلام التى عبرت عن رجال الشرطة وبطولاتهم وأيضاً الجوانب الإنسانية، نستعرض فى هذا التقرير نماذج من تلك الأفلام.
أولهم فيلم حياة أو موت، من إنتاج ١٩٥٤ بطولة عماد حمدى ومديحة يسرى ويوسف وهبى وحسين رياض، جسد يوسف وهبى فى هذا الفيلم شخصية مدير الأمن الذى يفعل كل ما فى وسعه لإنقاذ مواطن عادى من تناول دواء فيه سم قاتل لدرجة استخدامه الإذاعة لإنقاذ حياة المواطن رب الأسرة الفقير وينجح فى النهاية فى إنقاذ حياته.
فيلم الرجل الثانى إنتاج ١٩٥٨ بطولة رشدى أباظة وسامية جمال وصباح وصلاح ذو الفقار الذى جسد شخصية ضابط سورى يخدع عصابة مخدرات وينجح فى الإيقاع بها وكان معرضا للموت فى كل لحظة. فيلم مفتش المباحث إنتاج ١٩٦٠ بطولة رشدى أباظة وشريفة فاضل ويوسف وهبى الذى جسد شخصية مفتش مباحث كان فى أجازة ويتصادف عثوره على شخص متهم فى جريمة قتل ويمارس مهام عمله وهو فى أجازة حيث كان ذاهبا لعرس شقيقته وينجح فى تهذيب هذا المتهم وإعادته الطريق السليم بعد أن يكتشف عدم ارتكابه جريمة.
فيلم كلمة شرف إنتاج ١٩٧٢ بطولة فريد شوقى وهند رستم ونور الشريف وأحمد مظهر الذى جسد دور مأمور قسم يتجاوز القانون ويستجيب لطلب سجين بالذهاب لزيارة زوجته التى تحتضر ويعود السجين وحده لارتباطه بكلمة الشرف مع مأمور السجن، وهو دور إنسانى من الطراز الرفيع أثبت أن الرحمة والإنسانية فوق القانون.
وفيلم الوحل إنتاج ١٩٩٠ بطولة نور الشريف ونبيلة عبيد وكمال الشناوى وصلاح ذوالفقار، جسد نور الشريف فى هذا الفيلم شخصية عميد شرطة يقاوم عصابة كبيرة لتجارة المخدرات وعندما ينجح فى الإيقاع بمعظمهم تنتقم منه العصابة فى زوجته التى تتحول لمدمنه ويستمر فى أداء واجبه حتى يقضى على العصابة.
فيلم النمر والأنثى بطولة عادل إمام وآثار الحكيم وانور إسماعيل ويوسف داود، جسد عادل إمام فى هذا الفيلم شخصية ضابط المباحث الذى ينجح فى الإيقاع بعصابة كبيرة لتجارة المخدرات بعد معاناة كبيرة لدرجة تحويله لمدمن لكنه يقاوم ويشفى ثم ينجح فى القضاء عليهم ببراعة. فيلم كلهم أولادى بطولة صلاح ذوالفقار وشكرى سرحان وأمينة رزق وحسن يوسف وجسد صلاح ذوالفقار فى هذا الفيلم شخصية ضابط شرطة يضطر للقبض على شقيقه بعد تورطه فى جرائم سرقة ليثبت أن الواجب فوق كل اعتبار.
ولا ننسى فيلم الإرهاب والكباب بطولة عادل إمام ويسرا وكمال الشناوى الذى جسد ببراعة دور وزير الداخلية الذى ينزل بنفسه ويقف على قدميه طوال الليل للحفاظ على أرواح الابرياء من الإرهاب.
تلك مجرد نماذج من أفلام عديدة عبرت عن رجال الشرطة وتضحياتهم وتعرضهم للموت فى سبيل أداء الواجب وأيضاً الجوانب الإنسانية تحية لرجال الشرطة فى عيدهم وهو عيد لمصر كلها تحية للرجال الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الوطن.
نجمات الفن ارتدين بدلة ضابط الشرطةهايدى كرم: لم تأخذ حقها على الشاشةسماح أنور: فخر للمرأة المصريةماجدة زكى: في حتاج لتكثيف التناول الفنىماجدة زكيسماح انورهايدي كرمحياة الشرطية السيدة مليئة بالمتاعب، نظرا لما يقمن به من أعمال خطيرة وصعبة من أجل حفظ الأمن وحماية المجتمع، وبرغم أن السينما والدراما سلطت الضوء على حياة السيدة الضابط، إلا أنها غالبيتها أعمال قليلة، ويغلب عليها الطابع الكوميدى.
ولكن فى الحقيقة حياة السيدات الشرطيات مليئة بالمخاطر، ونحن بحاجة ماسة سواء من السينما أو الدراما، بتسليط الضوء على تلك الفئة العظيمة والتى دائما ما تقوم بدور حفظ الأمن، ودور الأم التى تربى وتعلم وتذهب بأبنائها إلى المدرسة وتذاكر لهما.
ومن أبرز الأعمال التى قدمت دور الشرطية فى الدراما أو السينما، الفنانة نهال عنبر والتى لعبت دور «وجيدة» لواء شرطة، خلال مسلسل «صاحب السعادة» الذى تم إنتاجه عام 2014، وقدمت شخصية زوجة وزير الداخلية الذى جسد دوره الفنان خالد زكى، وجسدت خلال الدور حجم الجهود التى تبذلها السيدات التى تعمل فى هذا المجال، والذى يفرض عليها أحياناً أن تكون قاسية فى تعاملاتها إلا أن العمل بتناوله الكوميدى المميز أثبت أنها فى النهاية سيدة تستطيع أن تمزج بين دور الأم والزوجة ودور الشرطية الناجحة التى ارتقت لرتبة اللواء.
وكذلك قدمت الفنانة سماح أنور، دور ضابطة الشرطة «غادة» ضمن أحداث فيلم «حالة تلبس»، عام 1988، وهى شخصية تراجيدية قدمت ملابسات شخصية ضابط المخدرات بنجاح.
كما قدمت الفنانة ماجدة زكى، دور العميد «نور»، فى مسلسل «كيد الحموات»، والذى ناقشت خلاله دور الأم التى تعمل ضابط شرطة وتتأثر بوظيفتها فتسمى بناتها أمانة وشرف، وتؤثر حياتها العملية على حياتها الشخصية حيث جسدت الشخصية بكوميديا اعتمدت على كوميديا الموقف وشيدت سجن فى المنزل.
وقدمت الفنانة هيدى كرم قدمت دور «سارة عاصم» التى تعمل ضابطة شرطة، وذلك خلال أحداث مسلسل «اللص والكتاب»، عام 2010، وقدمته بشخصية كوميدية.
كما قدمت ياسمين عبدالعزيز دور الشرطية النسائية بطريقة كوميدية فى فيلم «أبو شنب» الذى تم إنتاجه عام 2016، حيث قدمت شخصية «ملازم أول عصمت أبو شنب»، بشكل كوميدى يناقش قدرة المرأة على العمل فى مجال الشرطة.
وكذلك الفنانة ياسمين صبرى جسدت دور ضابطة شرطة، خلال أولى تجاربها السينمائية مع الفنان محمد عادل إمام فى فيلم «جحيم فى الهند».
وقالت الفنانة سماح أنور إنها قدمت دور الشرطية فى فيلم حالة تلبس عام 1988، وكانت الشرطية المصرية تعمل فى أعمال مكتبية وقتها، ولكن السيدة الشرطية فى الوقت الحالى أخذت أدوار أكبر عن الماضى.
وأكدت أن السيدة الشرطية لم تأخذ حقها إعلاميا وليس فى الدراما أو السينما، مؤكدة أن السيدة الشرطة فى الوقت الحالى معاناتها أكبر من الماضى، نتيجة للأعباء التى تمت إضافتها لها.
وأشارت النجمة ماجدة زكى إلى أن الشخصية التى قدمتها فى «كيد الحموات» كان الهدف منه توضيح تفاصيل المعاناة التى تعيشها الأم عندما تعمل فى وظيفة لها آثارها، ورغم أن العمل تناول المواقف بشكل كوميدى إلا أنه كان مؤثرا جدا خاصة فى طريقة المعاملة بين الأم وابنتها.
وعن اختيارها للشكل، قالت إن السيدة المصرية تحقق نجاح فى كافة الأماكن التى تخدم فيها، ونراها ذات طموح عالٍ دائما فى مجال العمل، وهذا يتضح من خلال النماذج التى نراها تكرم دائما ما يؤكد أن المرأة المصرية قادرة على العمل فى كافة المجالات.
ولفتت إلى أن دور الشرطية من الأدوار التى يحتاج إلى زيادة فى التناول فى الأعمال التليفزيونية والسينمائية.
وقالت الفنانة هيدى كرم إن الشرطية السيدة لم تأخذ حقها الكافى فى الدراما والسينما، رغم تقديم العديد من الأعمال الناجحة التى تجسد دور الشرطية فى الدراما والسينما.
وعن دورها مسلسل «اللص والكتاب»، قالت إنها جسدت دور ضابطة شرطة تقوم بالتصدى للعديد من المشكلات بالإضافة إلى أن هذه الشخصية مكتوبة بشكل واقعى مصرى مما يجعل المشاهد فى حالة عدم صدمة، وبالتالى كانت موافقتى على تجسيد الشخصية دون أى تردد.
وأوضحت أن المسلسل يقدم رسالة للجمهور بأن المذنب لابد أن يعاقب على جريمته حتى بعد توبته، والعمل كان مميزا بالحوار الراقى والكوميديا العائلية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عيد قوات الشرطة المصرية أمن الشعب المصرى أمير كرارة كلبش فؤاد سراج الدين عماد حمدى يوسف وهبى حسين رياض رشدى أباظة سامية جمال صباح صلاح ذو الفقار كلمة شرف فريد شوقى هند رستم نور الشريف أحمد مظهر كمال الشناوى نبيلة عبيد عادل أمام آثار الحكيم يسرا وزير الداخلية سماح أنور ماجدة زكى رجال الشرطة الشرطیة فى فى الدراما أمیر کرارة على الشاشة عادل إمام
إقرأ أيضاً:
حكايات يكتبها خيري حسن : عطية معبد..شاعر التفاصيل ضد التفاصيل الأخرى
كنت صغيراَ فى السن عندما ذهبت إلى بيت ثقافة إهناسيا المدينة - وهى مدينة فرعونية قديمة تبعد عن القاهرة ما يقرب من 140 كم جنوباً.
استقلبنى رئيس نادى الأدب الشاعر نور سليمان بترحاب شديد، وعندما استمع إلى شعر العامية الذى كنت أكتبه فرح جداً بى وقال:" جهز نفسك لندوة فى بيت ثقافة الفشن - وهى مدينة قريبة من محافظة المنيا وتبعد عن القاهرة 160كم جنوباَ أيضاً.
وبالفعل ذهبت مع مجموعة من الأدباء والقيت الشعر الذى أكتبه( وهو ليس بشعر أصلاَ) ثم صعد على المنصة الشاعر عطية معبد - من أسرة نادى أدب مدينتى إهناسيا - ليلقى قصيدة عنوانها عبقرى، ومذهل مازلت أذكره ولا أنساه حتى اليوم.
على المنصة صعد عطية معبد ناحل الجسد، شارد الذهن، مبتسماَ فى خجل طفولى ظاهر، ويمسك فى يده علبة سجائر نصف فارغة يبدو أنها لا تفارقه ثم امسك بالورقة الفولسكاب التى أمامه ليقرأ واعتدل ثم قال:
" تفاصيل ..ضد التفاصيل وتفاصيل أخري"!
وكان هذا هو العنوان..وكانت هذه هى اللحظة التى توقعت فيها أننى أمام شاعر - رغم عمره الصغير وقتها - سيكون علامة بارزة فى قصيدة النثر المصرية.
ودارت الأيام دورتها وجئت للقاهرة، وشغلتنى نداهة، ومتاهة الصحافة، واختفى عطية معبد عن الحياة الأدبية لأسباب كثيرة ربما من بينها تركيبته الشخصية الخجولة، والكسولة، التى لم تجعله يأخذ المكان الذى يستحقه بين كتاب قصيدة النثر فى جيله ومن أسبابها أيصاَ - بطبيعة الحال - دوائر العلاقات المتشابكة فى وسط الصحافة الثقافية فى القاهرة الذى عانى منها عطية وكل موهبة مثل موهبة عطية.. بسبب التجاهل، والتهميش، والاقصاء، والاستبعاد، لسنوات طويلة. ولكن رغم ذلك ظل اسمه وعنوان قصيدته محفوران فى ذهنى لا أنساهما!
بعد سنوات طلبنى الزميل خالد ناجح - وكان رئيسا لتحرير مجلة الهلال وكتاب الهلال ورواية الهلال - للعمل معه كمديراَ لتحرير مجلة الهلال وبالفعل وافقت وقدمت للصحافة الثقافية مع أسرة تحرير المجلة - فى حدود ما استطعت - 7 أعدادا مازال الزملاء فى دار الهلال وخارجها يذكرونهم حتى اليوم.
وأثناء هذه الفترة بحثت عن شعر عطية معبد حتى أنشره فلم أجده، وبحثت عن عطية نفسه حتى أحاوره فلم أجده..وذات يوم وأنا فى المجلة فتحت درج مكتب قديم فوقه أطنان من التراب! فى حجرة مجاورة كان يضم كتب ومجلات قديمة فوجدت أمامى اسم عطية معبد على ديوان له كان صادراَ عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة ( إبداعات - العدد 54 ) - أول فبراير - 1998 عنوانه:
( هكذا أموت..عادة)
ففرحت به وفرحت أكثر عندما وجدت فى الديوان قصيدته التى لم انساها" تفاصيل ضد التفاضيل.. وتفاصيل أخري) والديون واضح من شكله أنه لم تمسه يد، ولم ينشر عنه حرفا، ولم يكتب عنه أحدا ( على الأقل فى مجلة الهلال ) وظل مركونا فى الدولاب القديم ما يقرب من 20 سنة حتى جئت ووجدته!
وعندما قررت أن أكتب عن الديوان وعن عطية معبد فى العدد التالى من المجلة حدث - لسوء حظى - ولسوء حظ عطية ( كده..كده عطية حظه سىء ) ابتعدت عن إدارة تحرير المجلة، لأسباب ليس الآن المجال لذكرها.. لتبقي تفاصيل - عطية معبد - ضد التفاصيل وتفاصيل أخري " باقية، وحاضرة، وشاهدة على مواهب حقيقية - مثل موهبة عطية معبد - لم تأخذ مكانها، ولا اتسع لها زمانها بالقدر الذى تستحقه. وربما من أجل ذلك جعل عطية معبد عنوان ديوانه:
" هكذا أموت..عادة" فهل الموت الذى كان يقصده هو موت الموهبة؟! ربما!!
ويقول عطية معبد:
" ليس من سبب
يدعونى للأحتفاظ بعلب المارلبوبو
الفارغة
غير رغبتى
فى أن ارى الخراب
ملوناَ"