البصرة تبحث عن حقبة النزاهة.. الإطار يخيّر تصميم بين العيداني ومنصب المحافظ
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
السومرية نيوز-سياسة
لم يتبق سوى 10 أيام فقط على انتهاء المهلة القانونية لانعقاد الجلسة الأولى لمجالس المحافظات، حيث يفرض القانون ان يتم الدعوة لانعقاد مجالس المحافظات الجديدة بغضون 15 يوما فقط من تاريخ المصادقة على النتائج النهائية وأسماء الفائزين. ووسط مرور الوقت، لايزال الخلاف قائما حول استبدال جميع المحافظين او الإبقاء على بعضهم، حيث تتضارب الرؤى بين قوى الاطار التنسيقي بهذا الصدد، فيما تتضارب المعلومات أيضا حول الوصول الى اتفاق من عدمه بهذا الشأن.
فبينما تقول كتلة دولة القانون ان الاطار حدد قرارا نهائيا باستبدال جميع المحافظين، وان على تحالف تصميم استبدال مرشحهم اسعد العيداني في حال كانوا يريدون الحصول على منصب المحافظ، الا ان تحالف تصميم يقول انه لايوجد قرار نهائي من الاطار بهذا الشأن، وانهم بدأوا يقتنعون بفكرة الإبقاء على المحافظ اسعد العيداني ومحافظي كربلاء وواسط.
يقول ياسر العبادي، عضو اتلاف دولة القانون في محافظة البصرة، في حديث للسومرية نيوز، إن "تحالف تصميم اعلن انه جزء من الاطار التنسيقي، وقرار الاطار هو عدم التجديد للمحافظين الحاليين"، داعيا "تصميم انه اذا يريدون المنصب فعليهم ان يجدوا بديلا لمرشحهم اسعد العيداني".
وشدد على أنه "على الاخوة في تصميم ان يلتزموا بقرار الاطار اذا كاونا فعلا هم جزءا من الاطار كما يقولون"، مشيرا الى انه "اذا لم يحصل اتفاق بشأن اسم المحافظ الجديد، فأن أعضاء الاطار لن يحضروا جلسة مجلس محافظة البصرة الأولى لانتخاب رئيس المجلس والمحافظ، الا اذا كان هناك اتفاق على اسم لمنصب محافظ البصرة يتمتع بالنزاهة ويحظى بقبول كافة أعضاء مجلس المحافظة الجديد".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
هل تعيش البشرية حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة؟
==========
د. فراج الشيخ الفزاري
=======
بشهادة التأريخ ..لا الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولا حروب طروادة ولا الحروب الصليبية..كانت هي الأقسي علي البشرية ..بل فترة العصور الوسطي الممتدة ما ببن القرن الخامس والقرن الخامس عشر الميلادي..فترة هيمنة الكنيسة علي كل شيئ في أوروبا بما فيها الدين والفكر وكرامة الانسان
وبعدها احتاجت البشرية الي عقود من الزمان حتي تتعافي وتتطلع نحو المستقبل وهي تدخل بوابة الألفية الثالثة وهي محصنة بالعلم والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.. وظن العلماء والخبراء وقراء المستقبل بأن همجية الانسان قد توارت وتم تدجينها نفسيا ووعيا مجتمعيا وعقائديا بتقبل الآخر والعيش في كنف الرعاية الإلهية التي لولاها لابتلع الشر وجودنا البشري منذ حروب اليونان والعرب والفرس والهمج وجحافل التتار وهولاكو وجنكزخان..
لماذا القتل والسحل والتمثيل بالجثث هي اللغة الوحيدة بين المتخاصمين ؟ لماذا دائما أن الآخر هو الجحيم ولابد الخلاص حتي من رماده؟ هل كان سارتر صادقا عندما قال تلك المقولة وهو في لحظة انغلاق فكري..أم كان واعيا ب ( لاوعي) سيجموند فرويد وهو يختصر الوجود في الصراع المحتوم بين الهدم والبناء أو الموت والحياة في مسيرة الانسان الذي اتي الي الدنيا بدون خياره..وسيغادرها ايضا بدون خياره..حتي الانتحار ليس خيارا وجوديا بل عدما منطقيا عندما يصبح هو الخيار الوحيد المتاح.
ما يسود عالمنا العربي، الحديث، بالذات من حروب وتصفيات للخصوم خارج دائرة القانون..وبدم بارد لا يتوافر حتي عند القصاب وهو يذبح الشاة التي حللها الله..و في قلبه كل الرحمة والشفقة... بينما يهلل ويكبر اؤلئك العتاه وهم يفرغون علي رأس وجسد الضحية زخات متتالية من الرصاص المميت دون إكتراث للجسد المنتفض أمامهم وكأن الإيمان قد نزع من قلوبهم المتوحشة،المتعطشة للانتقام.
في العصور الوسطي...كانت الجرائم بشعة..الحرق والسحل ودق المسامير علي الجسد المنهك..ورغم بشاعتها فقد كانت محصورة بين الأديرة والكنائس والرهبان...ومجالس التفتيش رغم طغيانها كانت تمنح الضحية فرصة العودة والرجوع عن أفكارها الدينية أو الفلسفية ..فعلوا ذلك مع جالليلو...ومع اسبنوزا وغيرهما..فنجوا بأنفسهم مع احتفاظهم بالفكر أو العقيدة...
ولكن ما نراه الآن عبر المواقع الأسفورية تقول بأننا نعيش فعلا حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة....وكأنما التأريخ يعيد أحداثه..ولا أقول نفسه..
العصور الوسطي القديمة حدثت تحت ظروف متردية من الجهل وعدم المعرفة...فقد كان النبلاء يتباهون مع بعضهم بأنه لم يستحم أو يغسل جسده، بما فيها الأماكن الحساسة ،لأكثر من شهر..وأنه لم يستاك لأكثر من سنه فقد كانت رائحة فمه وجسده جاذبة للحسان ..
كل ذلك بسبب الجهل..وكما قال سقراط فإن عدم المعرفة والحق والفضيلة والعدل هو جهل بمكانتها..
ولكن أن يصبح ذلك والعالم قد دخل بالفعل بوابة الألفية الثالثة..بكل ما تصطحبه في مسيرتها من علوم وفنون وتكنولوجيا.. فإن تقييم الوضع، يصبح أكثر شراسة وهمجية تعود بنا الي حقبة العصور الوسطي في أسوأ مظاهرها الحياتية.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com