محافظ الفيوم يشهد الجلسة التشاورية لدراسة تقييم الأثر البيئي لمشروع "ملاذ آمن للحياة البرية"
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
شهد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، الجلسة التشاورية لدراسة تقييم الأثر البيئي لتنفيذ مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية"، بمحمية وادي الريان، التى عقدت بأحد الفنادق على ضفاف بحيرة قارون، بهدف وضع كافة الرؤى والمقترحات وكذا الرد على التساؤلات والاستفسارات المتعلقة بالمشروع من قبل الجهات ذات الصلة، بما يسهم في تنفيذ أعمال المشروع على الوجه الأمثل بما يتوافق مع شروط المحميات الطبيعية والبيئة.
جاء ذلك بحضور، الدكتور محمد عماد نائب المحافظ، والدكتور عاصم العيسوي نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون البيئة وتنمية المجتمع، والدكتور محمد التوني معاون المحافظ، المتحدث الرسمي لمحافظة الفيوم، والدكتور أمير خليل مدير إدارة تنمية المشروعات بمؤسسة "four paws international"، والدكتورة منى سليمان مستشار محافظ الفيوم للمشروعات والتنمية الحضرية، والدكتورة مروة أحمد محمد المنسق الفنى لمشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان، رئيس وحدة متابعة تنفيذ المشروعات بالمحافظة، والدكتور حسام شعبان رئيس فرع جهاز شئون البيئة بالفيوم، والدكتور أحمد ثابت رئيس مركز ومدينة يوسف الصديق، وعدد من وكلاء الوزارة "الري والموارد المائية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والصحة والسكان، والتضامن الاجتماعي"، ورئيس جهاز تنفيذ مشروعات الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بالفيوم، ومدير عام مديرية الطب البيطري بالمحافظة، ومدير عام السياحة بديوان عام محافظة الفيوم، وعدد من ممثلي الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، وعمداء الكليات وأساتذة جامعة الفيوم من ذوى الصلة، والقيادات الطبيعية بمركز يوسف الصديق خاصة بالقرى المتاخمة لمحمية وادي الريان.
في بداية الجلسة التشاورية، رحب محافظ الفيوم بجميع الحضور، مهنئاً إياهم بالذكرى ألـ (13) لثورة يناير المجيدة، وعيد الشرطة ألـ (72)، مشيراً إلى أن مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، له أهداف إيجابية، وجدوى إقتصادية، ومردود جيد على أبناء الفيوم من خلال توفير فرص العمل بعد تدريبهم، بجانب مردوده الاقتصادي على الدولة المصرية عموماً، ودوره في تنشيط الاستثمار السياحي بمحمية وادي الريان، موضحاً أن المشروع يأتي على مساحة 2000 فداناً، وتكلفة المرحلة الأولى منه مليار جنيه، ولا تتكلف الدولة أو المحافظة أية نفقات فهناك العديد من الجهات الاستثمارية الراغبة في تنفيذه، حيث يعد أحد المشروعات العالمية، وأحد أكبر المشروعات التى سيتم تنفيذها على أرض مصر خلال العشر سنوات الأخيرة، والذي سيحدث نقلة نوعية لمحمية وادي الريان، والتى تعد من أقدم المحميات الطبيعية في العالم، ويوجد بداخلها محمية وادي الحيتان التى كانت تعيش بها حيتان قبل نحو 40 مليون سنة، وتم تصنيف المنطقة كمنطقة تراث عالمي واختارتها اليونسكو كأفضل مناطق التراث العالمي للهياكل العظمية للحيتان.
وأضاف المحافظ، أنه خلال السنوات القليلة الماضية تم التركيز على الاستثمار الأمثل بمحمية وادي الريان وفقاً للشروط البيئية، لإعادتها إلى سابق عهدها، مما حدا بإعادة دراسة فكرة تنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بالمحمية، وفي هذا الصدد تم التنسيق مع الدكتور أمير خليل وهو أحد أبناء الفيوم، المهتمين بشأن حماية الحيوانات الكبيرة ورعايتها، وتوفير الملاذات الآمنة لها خاصة الحيوانات المهددة بالإنقراض، والمعرضة للتعذيب والمعرضة للحوادث بأماكن الحروب والكوارث الطبيعية، وبعد الدراسات التحضيرية والمناقشات مع أهل التخصص قامت المحافظة بالتنسيق مع مؤسسة "four paws international"، خلال الأشهر الماضية، بعد عرض فكرة مشروع "ملاذ آمن للحيوانات البرية" بمحمية وادى الريان بالفيوم عليه شخصياً، بهدف تنفيذه بشكل يشبه ما تم بدولتى الأردن وجنوب أفريقيا، وبعد البحث وإعداد الدراسات اللازمة في هذا الشأن تم التنسيق بين المحافظة، وقطاع المحميات بوزارة البيئة، لاختيار الأماكن التى يمكن تنفيذ الملاذ الآمن للحيوانات البرية عليها بمحافظة الفيوم خاصة بمحمية وادى الريان، بالشكل الذي سيحقق تنمية اقتصادية للسكان المحليين، وتحقيق تمكين اقتصادى للصناعات الحرفية واليدوية التي تشتهر بها المحافظة، فضلاً عن تنمية السياحة البيئية بالمحمية، مما أثمر عن الدعوة الملكية لزيارة محمية المأوى للحيوانات البرية بدولة الأردن.
وأوضح محافظ الفيوم، أن مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" من المشروعات الخضراء التى تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجى ودعم الصمود والتكيف مع التغيرات المناخية، من خلال إعادة توطين الحيوانات البرية التى أصبحت مهددة بالإنقراض، وذلك بغرض حمايتها وعمل نظام بيئى يمكنها من التعايش بطريقة آمنة ومحمية، مشيراً إلى أن المشروع يلقى متابعة دائمة ورعاية من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وكذا الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لافتاً إلى أن زيارته ووزيرة البيئة لدولة الأردن الشقيقة خلال الأشهر الماضية تضمنت، عمل تنسيقات مهمة بين الجانبين المصري والأردني، وزيارة المحمية الطبيعية بمحافظة جرش شمال الأردن، للتعرف على أسلوب إدارة المحمية وأيضا طرق متابعة الحيوانات البرية وتغذيتها، وطرق رصدهم من قبل الدوريات والمتخصصين داخل الحديقة، كما تم الإطلاع على الطريقة التى تعتمدها المحمية فى تقديم خدمات للزوار داخلها، من خلال توفير المرشدين، وكذلك عوامل الأمان والحفاظ على سلامة الزوار، والحفاظ على الحيوانات والتأكد من عدم القيام بأى إجراءات مزعجة لها.
وتابع المحافظ، أنه تم توقيع برتوكول تعاون رباعي، ضم وزارة البيئة، ومحافظة الفيوم، ومؤسسة الأميرة عالية بنت الحسين بدولة الأردن، ومؤسسة "four paws international"، لتنفيذ الملاذ الآمن للحياة البرية بمحمية وادى الريان، كشكل جديد للسياحة البيئية، وأول نموذج فريد للتعاون المصري الأردني في مجال المحميات الطبيعية، في إطار جهود محافظة الفيوم للنهوض بالفرص الاستثمارية الواعدة على أرضها، من خلال التوأمة بين محمية المأوى الآمن بالأردن، والملاذ الآمن بمحمية وادي الريان بالفيوم، مقدماً الشكر لكل هذه الجهات وغيرها لشراكتهم الجيدة مع المحافظة، لافتاً الى أن مشروع "ملاذ آمن للحيوانات البرية" بمحمية وادى الريان بالفيوم، أختير كسفير للمحافظة في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، مؤكداً أن توفير الملاذ الآمن للحيوانات البرية ليس هدفاً في ذاته، ولكن يترتب عليه العديد من النشاطات الأخرى ـ التى توفر فرص العمل ـ كالاستثمار السياحي وما يتبعه من استقبال الزوار بمحمية وادي الريان التى تعد واحدة من المواقع المهمة التي يحرص الزوار من أبناء المحافظة وغيرها من المحافظات على زيارتها باعتبار أنها تمثل أمراً فريداً من نوعه ليس موجوداً في أي مكان آخر.
وأكد محافظ الفيوم، على وضع كافة الرؤى والمقترحات والاستفسارات والتساؤلات، الخاصة بتنفيذ مشروع " ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، بمركز يوسف الصديق، حيز الاهتمام، مع التنسيق الدائم والمستمر بين مختلف الأجهزة التنفيذية المعنية بالمحافظة، للتوافق على كافة الأمور قبل الشروع فى تنفيذ المشروع، حتى لا تتعارض أي رؤى مع الشروط البيئية ومتطلبات المحميات الطبيعية، مشدداً على مراعاة تنفيذ المشروع تبعاً لما يخدم كافة الجوانب والفئات المستهدفة به، مشيراً إلى أن تلك الجلسة التشاورية التى نحن بصددها سيتبعها جلسات لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع، ودراسات للتوازن المائي وغيرها من الدراسات التى تتصل بمختلف جوانب المشروع، موجهاً الدعوة لكافة الأشخاص والمؤسسات والهيئات ذات الصلة التى لديها القدرة والجدارة لمناقشة أي مكون من مكونات المشروع، وما سيترتب على ذلك من تحديد موعد لوضع حجر الأساس لتنفيذ المشروع خلال الأشهر القادمة، وفق خطوات محسوبة لاستغلال كافة عناصر الجذب فى المنطقة، وتنفيذ رؤية الدولة لتحقيق أبعاد التنمية المستدامة، مما يتطلب بذل المزيد من الجهد فى التخطيط بين كافة الجهات المعنية، لتنفيذ مشروع متكامل بشكل سليم على دراسة علمية ورؤية منهجية، لافتاً إلى أن مشروع " الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، يعد من أهم المشروعات الاستثمارية المتكاملة خلال السنوات القادمة، حيث يتميز بموقعه الفريد وقربه من العاصمة، مما يتطلب الدقة والاهتمام فى تنفيذه لخلق نوع جديد من السياحة، ويعكس هوية المكان ويعمل على تثقيف المجتمع المحلى بالحفاظ على الثروة البيئية، ويرسخ الدمج بين عراقة التاريخ والتطور العلمى، كما يوفر العديد من فرص العمل.
وفي السياق نفسه، أوضح مدير إدارة تنمية المشروعات بمؤسسة "four paws international"، أنه كطبيب بيطري مهتم بمجال رعاية وحماية الحيوانات المفترسة خاصة بأماكن الحروب والكوارث الطبيعية، والحيوانات المعرضة للأسر والتعذيب، سعيد جداً بتنفيذ مثل هذا المشروع على أرض محافظة الفيوم، مشيراً إلى أن المؤسسة لها فروع بعدد 16 دولة على مستوى العالم بها محميات وملاذات آمنة للحيوانات البرية، لافتاً إلى أن فكرة تنفيذ مشروع "ملاذ آمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، تم عرضها منذ 20 عاماً ولكن الفكرة لم تر النور إلا منذ عامين بالتنسيق مع محافظ الفيوم، الذي أبدى اهتماماً بالغاً بالفكرة وعمل جاهداً لتنفيذها على أرض الواقع، واتخذ من أجل ذلك العديد من الإجراءات الإيجابية حتى وصلنا إلى تلك المرحلة المتقدمة، لافتاً أن إنشاء حدائق للحيوانات قديمة قدم التاريخ وأن مشروع الملاذ الآمن للحياة البرية المزمع إنشاؤه ينتهج أفضل الرؤى لتنفيذه علمياً وتخطيطياً، فهو مشروع بيئي أخضر سياحي ترفيهى تنموي.
ومن جهته، قدم مدير الشئون الفنية بشركة "إنفي جلوب" للاستشارات البيئية، المسئولة عن دراسة تقييم الأثر البيئي لمشروع الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان، عرضاً مستفيضاً ومفصلاً عن الأثر البيئي للمشروع تضمن: التعريف بالمشروع، وإطاره القانوني، وإجراءاته الفنية، وشروطه البيئية ومتطلبات المحميات الطبيعية، والدراسة المناخية، ومرافقه الخدمية خلال العمليات الإنشائية ومراحل التشغيل، ومصادر الطاقة الكهربية للمشروع من خلال الطاقة الشمسية ببداية المشروع، ثم التوجه لطاقة الرياح، وبعدها الطاقة الحيوية من المخلفات النباتية والحيوانية، وكذا الصرف الصحي خلال عمليات التنفيذ وعند التشغيل، وإدارة المخلفات، ووالاتزان المائي، والمخازن، وعدد الموظفين بالمشروع والأيدى العاملة به، والجدول الزمني لتنفيذ الملاذ الآمن الذي سيستغرق 36 شهراً للمرحلة الأولى بعد وضع حجر الأساس، والتأثيرات البيئية والاجتماعية الناتجة عن المشروع وآليات تخفيفها، وآليات الحفاظ على التنوع البيولوجي بمحمية وادى الريان، وخطة إدارة البيئة، وإجراءات التخطيط المتبعة للمشروع، وأنظمة الحماية المدنية والوقاية من الحرائق، وتحليل بدائل المشروع، والهيكل التنظيمي له عند تشغيله.
وأوضح، أن مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان، يتضمن عدد 32 مسيج، كل مسيج من 10 إلى 20 ألف م2، وغابات يتخللها مسارات آمنة محددة للمشى، مع الاهتمام بمتطلبات ذوى الهمم فى المسارات، وركوب الدراجات الهوائية، وأماكن انتظار الزوار والمركبات، ومسارات جولات السفارى، وبحيرات، وجسور على الماء، ومراكز إكثار للحيوانات المهددة بالانقراض، وآخر لتدريب الأطباء البيطريين، ومركز رعاية بيطرية بمساحة 500م2، ومحطة لتدوير المياه، وأخرى للمخلفات، ومراكز للأبحاث العلمية بمساحة 1000م2، ومركز للترفيه على مساحة 424 م2، وأماكن مخصصة للطيور المهاجرة، بالإضافة إلى تنفيذ منطاد طائر يسمح للزوار برؤية المشروع كاملاً من أعلى، وكذا وادى الريان وبحيرة قارون، وتصميم نزل على مساحة 5600 م2، بواقع عدد 50 نزل ريفية، وعدد 50 حجرات فندقية تتوافق مع البيئة، بجانب عدد 50 موقع خيم للتخييم، بما يتناسب مع متطلبات الزوار وبما يعكس تجربة العيش فى الصحراء، وقاعات محاضرات وعدد 10 فصول للشرح لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعة القائمين برحلات علمية للملاذ الآمن.
وأضاف، أن مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان، سيشمل أيضاً المساحات الخضراء لتنزه الزوار، لافتاً إلى أنه سوف تزرع بالمشروع أصناف الأشجار والنباتات التى تحتاج لقليل من ماء الري، مما يسهم في إظهار المحمية بطريقة فريدة والمنطقة كاملة بصورة رائعة، وسيضم بمرحلته الأولى عدد 20 حيواناً من الحيوانات البرية الأليفة وغير الأليفة، موزعين على 16 نوعاً منها الأسد الأفريقي، والضبع، والقطط العربية، وقط الأدغال، والفهد، والوشق، والثعلب، والريم، والمها، والغزلان، والسلفاة المصرية، وعدد من أنواع الطيور المهاجرة وغيرها.
ومن جانبهم، طرح الحضور عدداً من الاسئلة والاستفسارات والرؤى والمقترحات شملت، دراسة الاتزان المائي للمحافظة بشكل عام، وآليات توفير مياه الري لمنطقة مشروع "الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادى الريان، وكذا موقف الشروط البيئية، ومتطلبات المحميات الطبيعية، بشأن المباني والطرق التى سيتم تنفيذها بالمنطقة بما لا يؤثر بشكل قاطع على البيئة، وتأثير الملاذ الأمن على الحياة البيولوجية وتنوعها بالمنطقة، والمحافظة على توازن المكان وتنميته، وآليات تدوير المخلفات، والمردود الاقتصادي للمشروع، ومصادر تمويل المشروع، والموارد الذاتية له، وأهدافه التعليمية والعلاجية والإنسانية، ومدى توفير قاعات العرض واللافتات الإرشادية بالمشروع، وأجناس الحيوانات، وآليات التكاثر بينها، وآليات توافر تغذيتها، وأنواع المشروعات التى ستترتب على هذا المشروع لأهالي الفيوم، وتم الرد على كل هذه الاستفسارات والتساؤلات، ومناقشة مختلف الرؤى والمقترحات من قبل محافظ الفيوم، ومدير إدارة تنمية المشروعات بمؤسسة "four paws international"، ومدير الشئون الفنية بشركة "إنفي جلوب" للاستشارات البيئية، المسئولة عن دراسة تقييم الأثر البيئي لمشروع الملاذ الآمن للحياة البرية" بمحمية وادي الريان.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأثر البيئي الحياة البرية بمحمية وادي الريان محافظ الفيوم الملاذ الآمن للحیاة البریة دراسة تقییم الأثر البیئی ملاذ آمن للحیاة البریة بمحمیة وادی الریان المحمیات الطبیعیة الجلسة التشاوریة تنفیذ المشروع محافظ الفیوم تنفیذ مشروع العدید من أن مشروع من خلال إلى أن من قبل
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة يشهد إطلاق أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين محطة طاقة شمسية ونظم بطاريات تخزين الطاقة لتوفير إمدادات الطاقة النظيفة على مدار الساعة في أبوظبي
بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.. أطلقت شركتا أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” و”مياه وكهرباء الإمارات ” .. أكبر وأول مشروع من نوعه على مستوى العالم يجمع بين الطاقة الشمسية وبطاريات تخزين الطاقة في أبوظبي.
أطلق المشروع..معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة “مصدر” ومعالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة القابضة (ADQ) وذلك خلال فعاليات “أسبوع أبوظبي للاستدامة”.
ويعد المشروع خطوة مهمة تسهم في تحقيق نقلة نوعية في نظم الطاقة حيث سيوفر الطاقة المتجددة على مدار الساعة بما يكرس ريادة دولة الإمارات عالمياً في نشر حلول الطاقة المتجددة، ويسهم في توفير حوالي (1 جيجاواط يومياً ) من الحمل الأساسي من الطاقة المتجددة، ليشكل أكبر محطة للطاقة الشمسية مزودة بنظم بطاريات لتخزين الطاقة على مستوى العالم.
ويقع المشروع في أبوظبي فيما يضم محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 5.2 جيجاواط ” تيار مستمر”..إضافة إلى أنظمة بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 جيجاواط / ساعة، ليرسي معياراً عالمياً جديداً في ابتكارات الطاقة النظيفة.
وبهذه المناسبة قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر إنه بفضل الرؤية الاستشرافية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” استطعنا من خلال هذا المشروع الرائد معالجة تحدي عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، التي كانت تشكل لعقود من الزمن أكبر عائق أمام تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه المصادر.. مشيراً إلى أننا في دولة الإمارات تمكنا من إيجاد حل عملي حيث ستعمل “مصدر” بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات على تطوير منشأة قادرة على توفير إمدادات موثوقة ومستمرة من الطاقة النظيفة على مدار الساعة.
وأضاف أنه للمرة الأولى على الاطلاق، سيوفر المشروع الرائد عالمياً ( 1 جيجاواط من طاقة الحمل الأساسي المستمرة ) ، وهي خطوة أولى تشكل بداية لنقلة نوعية في هذا المجال على مستوى العالم”.
وأوضح معاليه أن المشروع يجسد تطلعات دولة الإمارات الرامية إلى تحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة، وتوفير الطاقة النظيفة اللازمة لمواكبة النمو في الطلب على الطاقة من قبل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.. بجانب تجسيده رؤية القيادة الرشيدة والتزام دولة الإمارات بدفع عجلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
من جانبه قال معالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة “القابضة” (ADQ).. إن العمل على تسريع التكامل بين الطاقة الشمسية والأنظمة المتقدمة لبطاريات تخزين الطاقة يسهم في إرساء معايير جديدة في قطاع الطاقة النظيفة، وتعزيز الاستدامة والحدّ من الانبعاثات الكربونية.
وأضاف أنه من خلال تطوير البنية التحتية اللازمة، فإننا ندعم المساعي الرامية إلى توليد طاقة متجددة بطرق مجدية من حيث التكلفة وقابلة للتوسيع والتطوير.. مشيراً إلى أن الجهود المشتركة التي نقوم بها بتوجيهات من القيادة الرشيدة سيكون لها أثر كبير في تعزيز التقدم التكنولوجي في الدولة، والتمهيد لعصر جديد قادر على التعامل مع المتغيرات وتوفير الفرص التجارية بجانب ضمان إمدادات مستدامة وموثوقة من الطاقة التي يمكن توسيعها لتلبية الاحتياجات المستقبلية.
من جانبه قال عثمان آل علي الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات إن أبوظبي تسجل معياراً عالمياً جديداً لتطوير الطاقة المستدامة والابتكار من خلال إطلاق أكبر مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية وأنظمة بطاريات تخزين الطاقة في العالم.. مضيفاً أن المشروع الإستراتيجي يجسد التزام شركة مياه وكهرباء الإمارات بتحقيق أهداف إزالة الكربون من قطاع الطاقة، والقيام بدور رئيسي في دفع عجلة النمو الاجتماعي والاقتصادي في دولة الإمارات.
وأضاف ” كونها تمثل العمود الفقري للانتقال إلى الطاقة النظيفة في الدولة، فإن المشروع سيسهم في دعم الصناعات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، لضمان تلبية احتياجاتها من الطاقة بشكل مستدام وموثوق.. بجانب تأكيد دور أبوظبي في مجال ابتكار الطاقة المتجددة على مستوى المرافق، حيث سيسهم بشكل أساسي في تعزيز دور شركة مياه وكهرباء الإمارات في ضمان أمن الطاقة للأجيال القادمة”.
وقال إن التعاون مع شركائنا في هذا المشروع “مصدر”، و”طاقة للنقل” لتطوير البنية التحتية اللازمة للشبكة، من شأنه تمكيننا من تحقيق أهداف انتقال الطاقة على نحو يسهم في دعم مبادرة الدولة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
من جهته قال محمد جميل الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة مصدر: ” تفخر مصدر بتطوير هذا المشروع الإستراتيجي الرائد على مستوى العالم، والذي سيوفر أكثر من 10 آلاف فرصة عمل جديدة، ويسهم في تعزيز الابتكار ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في الدولة.. مضيفا أنه يعد أكبر مشروعات مصدر حتى الآن، وسيوفر طاقة شمسية بقدرة 5.2 جيجاواط وهو مزود بنظم بطاريات لتخزين الطاقة بقدرة 19 جيجاواط/ساعة “.. مشيرا إلى أن مصدر وشركة مياه وكهرباء الإمارات وشركاءهما يقدمون من خلال تطوير المشروع نموذجاً عالمياً غير مسبوق في توظيف الابتكار التكنولوجي بما يسهم في التغلب على تحدي عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة، وذلك من خلال ( توليد 1 جيجاواط ) من الطاقة النظيفة على مدار الساعة.
وستعمل محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وأنظمة بطاريات تخزين الطاقة على تحقيق الاستقرار والكفاءة اللازمين لمواجهة تحديات عدم استقرار إمدادات الطاقة المتجددة.. فيما ستسهم مُنشأة تخزين الطاقة بسعة 19 جيجاواط/ ساعة، الأكبر من نوعها في العالم في تحقيق التكامل السلس للطاقة الشمسية في الشبكة على نحو يضمن توفير الإمداد على مدار الساعة.. ومن خلال دمج أحدث التقنيات المتجددة مع حلول تخزين الطاقة، يؤكد المشروع التزام دولة الإمارات بتوسعة نطاق حلول الطاقة النظيفة المبتكرة لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة، إضافة إلى دعم إستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، وبما يتماشى مع أهداف “اتفاق الإمارات” التاريخي الذي جرى التوصل إليه خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ” COP28″.