فاينانشال تايمز: الإمارات تنفي تسليح قوات الدعم السريع .. الوثيقة الأممية تركز على مصادر تسليح قوات الدعم السريع ووتتجاهل مصادر تسليح الجيش السوداني
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
لندن – صدر خلال الأيام الأخيرة تقريران يوجهان اتهامات إلى الإمارات، يتعلق الأول بالقيام باغتيالات في اليمن ويتصل الثاني بتسليح قوات الدعم السريع في السودان، وهو ما يعكس وجود حملة تشويه ضد أبوظبي، خاصة أن التقريرين يتزامنان مع إعلان بريطانيا فتح تحقيق عقب عرض شركة مدعومة من أبوظبي الاستحواذ على صحيفة ذا تليغراف.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز الأربعاء أن الإمارات نفت تسليح قوات الدعم السريع التي تخوض صراعا مع الجيش السوداني. جاء ذلك بعدما نشرت وثيقة مسربة من الأمم المتحدة أدلة “ذات مصداقية” على أن الإمارات ترسل أسلحة إلى قوات الدعم السريع.
وتثير بعض الوثائق المنسوبة إلى الأمم المتحدة التساؤلات بسبب اعتمادها على جهة واحدة في إعداد التقارير التي تصدرها ويتم استثمارها من الجهة نفسها على أنها “تقارير ذات مصداقية”، وتروج لها على أساس أنها موقف دولي، في حين أن تلك الجهة هي التي سربت معطيات التقارير و”الأدلة” و”الحقائق” إلى المنظمة الأممية.
ما يلفت الانتباه أن تثير بي بي سي مواضيع أمنية بعد مرور سنوات على انسحاب الإمارات من جنوب اليمن
وتعتمد المنظمات الدولية على تقارير فروعها المنتشرة في مختلف أنحاء العالم. لكن كيف تُعد الفروع تقاريرها وأغلب هذه الفروع في الشرق الأوسط تسلل إليها أعضاء الجماعات المتشددة وأنصارها وباتوا مصدرا أساسيا لصياغة تلك التقارير، وهذا ما يفسر انحياز التقارير الأممية في الغالب إلى هذه الجماعات أو من يمثلها في بلد من البلدان مثلما هو الحال في السودان.
وما يثير الاستغراب هو تركيز الوثيقة الأممية على مصادر تسليح قوات الدعم السريع ولم تتحدث عن مصادر تسليح الجيش السوداني، وهو ما يدعم فكرة أن التقرير موجه وخادم للجيش السوداني ومعبّر عن مواقف سابقة أصدرها بعض قادته.
وجاء محتوى الوثيقة الأممية متماهيًا مع ما أعلنه مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا الأحد الماضي؛ حيث أعلن عن شروع الحكومة السودانية في تقديم شكوى ضد الإمارات لدى المنظمات الإقليمية وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي بزعم تورطها في تغذية الصراع المسلح في السودان.
ولجأ الجيش السوداني إلى هذه الاتهامات للتخفيف من وقع الهزائم التي يتعرض لها على أيدي قوات الدعم السريع التي باتت تسيطر على أغلب الولايات وتتلقى عملياتها دعما شعبيا كبيرا.
وتقف الجهات نفسها التي سربت رواية معادية للإمارات بشأن دعم قوات الدعم السريع وراء معطيات التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الثلاثاء، والذي يفيد بأن أبوظبي “تقف وراء موجة من الاغتيالات بدوافع سياسية” في جنوب اليمن. وما يلفت الانتباه هو أن تثير بي بي سي الموضوع بعد مرور سنوات على انسحاب الإمارات من جنوب اليمن.
وبث نشطاء محسوبون على حزب الإصلاح الإخواني في اليمن العديد من الإشاعات عن الإمارات وروجوها على مواقع التواصل الاجتماعي كرد فعل على نجاح أبوظبي في حرب اليمن بوقوفها وراء المقاومة اليمنية ودورها في صد الهجوم الحوثي عن عدن وإخراج جماعة أنصارالله منها وتقديمها الدعم المالي والاقتصادي والأمني لليمنيين وكذلك أنشطتها الخيرية، وهو ما لا يخدم مشروع الإخوان وارتباطاتهم الخارجية.
وقالت بي بي سي إن أكثر من مئة شخص قتلوا خلال ثلاث سنوات بعدما تولّت الإمارات المسؤولية الأمنية في الجنوب، حيث كان تنظيم القاعدة يحقق مكاسب ميدانية. لكن الإمارات نفت تنفيذ أي اغتيالات لا علاقة لها بالإرهاب.
الجيش السوداني لجأ إلى مثل هذه الاتهامات للتخفيف من وقع الهزائم التي يتعرض لها على أيدي قوات الدعم السريع التي باتت تسيطر على أغلب الولايات
وقال مسؤول إماراتي في بيان لوكالة فرانس برس إن “المزاعم المتعلقة باغتيال أفراد لا علاقة لهم بالإرهاب كاذبة ولا أساس لها من الصحة”. وأضاف “لقد دعمت الإمارات عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن بدعوة وعلم الحكومة اليمنية وحلفائها الدوليين”. وتابع المسؤول “لقد تصرفت دولة الإمارات العربية المتحدة وفقًا للقانون الدولي المعمول به خلال هذه العمليات”.
وقالت الإمارات إن مزاعم مماثلة صدرت في الماضي “وثبت بالفعل أنها غير صحيحة ولها دوافع سياسية”، بحسب المسؤول نفسه الذي أكد أنه “في حال ظهور أي مزاعم جديدة يحتمل أن تكون ذات مصداقية في المستقبل، فإن الإمارات العربية المتحدة ستجري بالطبع تحقيقات صارمة”.
والأربعاء أعلنت وزيرة الثقافة البريطانية لوسي فريزر أن شركة ريد بيرد آي.إم.آي المدعومة من أبوظبي قدمت مقترحا جديدا يتعلق بعزمها الاستحواذ على صحيفة ذا تليغراف، الأمر الذي من المرجح أن يدفع الحكومة إلى فتح تحقيق جديد لأسباب تخص المصلحة العامة.
ودفع القلق المتزايد من احتمال التدخل الأجنبي في الأمور التحريرية للصحيفة التي تميل إلى تيار اليمين ولمجلة سبكتاتور وزيرة الثقافة إلى التدخل؛ إذ أمرت هيئة سوق المال البريطانية وهيئة تنظيم وسائل الإعلام بفتح تحقيق في الأمر. ومن المقرر أن تقدم الجهتان تقريرا إلى فريزر بحلول نهاية يوم الجمعة.
https://alarab.co.uk/%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%8A%D9%87-%D9%85%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: تسلیح قوات الدعم السریع الجیش السودانی بی بی سی
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع يعترف بالانتكاسات ويتعهد بطرد الجيش من الخرطوم
الخرطوم - اعترف نائب رئيس قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو في كلمة مصورة نادرة يوم الجمعة 31يناير2025، بالانتكاسات في العاصمة الخرطوم لكنه تعهد بطرد الجيش من المدينة مرة أخرى.
أدت الحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان 2023 بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وفقا للأمم المتحدة، ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة.
بعد أشهر من الجمود الواضح في الخرطوم، كسر الجيش قبل أسبوع حصار قوات الدعم السريع الذي دام قرابة عامين لمقر القيادة العامة في الخرطوم. وفي اليوم نفسه، أعلن الجيش استعادة قاعدة سلاح الإشارة في الخرطوم بحري، وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة جيلي للنفط شمال الخرطوم.
وفي خطابه يوم الجمعة، أقر دقلو - المعروف بحميدتي - بالانتكاسات في العاصمة لكنه حث قواته على "عدم التفكير في دخول الجيش إلى القيادة العامة أو سلاح الإشارة... أو السيطرة على الجيلي أو ود مدني".
قبل أسبوعين من المكاسب التي حققها في الخرطوم، استعاد الجيش مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وتمكن من تأمين مفترق طرق رئيسي إلى الجنوب من العاصمة.
وقالت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي إن بيانات الجيش التي زعمت كسر الحصار والسيطرة على مصفاة الجيلي كانت شائعات تهدف إلى التأثير على الرأي العام.
لكن دقلو وعد مقاتليه يوم الجمعة بأن الجيش "لن يتمتع بالقيادة العامة طويلاً، ولن يتمتع بسلاح الإشارة".
وأضاف "علينا أن نفكر فيما نعتزم اتخاذه".
- العقوبات الامريكية -
وقال زعيم قوات الدعم السريع، الذي ظهر خلف مكتب وهو يرتدي زيا عسكريا، وقد لف وشاحا مموها حول عنقه: "طردناهم (من الخرطوم)، وسنطردهم مرة أخرى".
وظل دقلو بعيدا عن الأنظار طوال معظم فترة الحرب، وكانت خطاباته النادرة تُلقى عادة عبر رسائل صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي وقت مبكر من الحرب، غزت قواته معظم الخرطوم وتقدمت نحو الجنوب. وما زالت قواته تسيطر على كل منطقة دارفور الشاسعة في غرب السودان تقريباً.
وزار رئيس أركان الجيش عبد الفتاح البرهان - الحليف السابق لدقلو قبل أن يختلفا في صراع على السلطة - قواته في القيادة العامة، القريبة من وسط الخرطوم والمطار، الأحد.
وقد مكنه هجومه على منطقة الخرطوم بحري التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، من تحقيق أكبر انتصار للجيش منذ استعادته أم درمان، المنطقة الثالثة في العاصمة، قبل نحو عام.
وأفاد مصدر في الجيش، غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، بأن المعارك استمرت، الجمعة، للسيطرة على حي الكافوري شرقي بحري.
وفي هذا الشهر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على كل من حميدتي وبرهان، متهمة الأول بالإبادة الجماعية والثاني بمهاجمة المدارس والأسواق والمستشفيات، فضلاً عن استخدام الحرمان من الغذاء كسلاح في الحرب.
Your browser does not support the video tag.