كارايكتير عمر دفع الله
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كارايكاتير عمر دفع الله
.المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
تنازل عجيب
المجد لله على تنازل ابنه العجيب.. نعم إنه تنازل عجيب وتواضع غريب تواضع يفوق فى عظمته كل العظمة. وها يسمو تجسد ابن الله على كل أفعال قدرته، صنع الله كل هذا الوجود المنظم ولكنه فى صنعه لم يأت أمراً مستغرباً.
بل قال فكان، وأمر فصار. أما فى عمل تجسده فقد أتى أمراً سامياً، نعم ليس اسمى وأعجب من أن نرى اله الكون منحدراً من السماء، مسكن مجده، ليحل بيننا ويصير مثلنا ويتخذ له كجسدنا، وذلك حباً بنا ورغبة فى خلاصنا.
السموات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه، ولكن فى بيت لحم نسمع حديثاً أكثر عجباً ونرى مشهداً يذيع مجده أعظم مما تذيعه السماء والأرض. انظر الإله قد صار انساناً، وذلك لكى يجعلنا شركاء الطبيعة الالهية.
الأنبا نيقولاس أحب السيد المسيح له المجد أن يتشبه بعبيده لكى يرفع شرفهم. صار الغنى الأنبا نيقولاس فقيراً لكى نستغنى بفقره، صار القوى ضعيفاً لكى يمنحنا قوته، نزل إلى هذه الأرض لكى يصعد بنا إلى السماء، وربط بالاقمطة لكى يجلعنا من ربط الفساد. نعم أراد الابن أن يتشبه بنا ولم يرض أن يتحد طبيعته الالهية بطبيعة الملائكة التى هى أشرف وأسمى من طبيعتنا، ولكنه أراد أن يتحدها بالطبيعة البشرية الضعيفة، وكذلك حبه الذى ساقه إلى هذا التنازل لم يمنحه لغيرنا الرحمته بل تركهم يهلكون، أما نحن فما أعجب ما صنع معنا القدير! سقطنا فسعى فى خلاصنا، وجاء يطلبنا من هذه الأرض.. أرض التعب والشقاء محتملًا معنا كل مشقة لكى يعيدنا إلى مكاننا الأول. وها قد جاء المسيح إلى العالم ليتمم الأمر، أفلا نصيح اذاً مع الملائكة قائلين: وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. نصلى إلى الله أن يحفظ بلادنا مصروالعالم أجمع من كل سوء، فهو الذى قال: «سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكم»
وكل عام وحضراتكم بخير.