التهديد بالتصعيد.. حقيقة أم رفع للسقف التفاوضي
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
تخرج في الايام الماضية تهديدات من اسرائيل و"حزب الله" ومن معه من فصائل ودول بأن احتمالات التصعيد باتت امراً وارداً بقوة في الاسابيع المقبلة، وربما في مهلة زمنية أقل بكثير، في ظل انعدام الافق السياسي للوصول الى حل. لكن هل بات التصعيد الاعلامي والكلامي بين الاطراف المتقاتلة جزءا من المعركة والحرب النفسية ام ان اشتعال الجبهات في المنطقة بشكل غير مسبوق اصبح امرا لا مفر منه؟
كل التحليلات العسكرية بدأت تستبعد ان تكون تل ابيب قادرة على فتح جبهة لبنان، فالفرصة التي كانت أمامها في الايام الأولى للمعركة لم تعد موجودة، فالولايات المتحدة الاميركية التي كانت مستعدة لمساندة اسرائيل في حربها في حال تدخل "حزب الله"باتت اليوم غير مستعدة لفتح جبهات جديدة في هذه اللحظة، اذ ان اسرائيل ردّت على ما حصلت في ٧ تشرين وخسرت الشرعية التي اكتسبتها في الايام الاولى للحرب، وبناء على ذلك اوصلت واشنطن رسالة ميدانية واضحة للجميع عبر سحب جزء اساسي من بواخرها.
كذلك فإن الخسائر الكبرى التي تعرض لها الجيش الاسرائيلي في غزة وفي شمال فلسطين المحتلة خلال الاشهر الماضية جعلت الكتائب المقاتلة غير قادرة اليوم وغير مستعدة لخوض حرب جديدة او فتح جبهة كبرى، فكيف اذا كانت هذه الحرب مع "حزب الله" صاحب الغزارة النارية العالية والقدرة الواسعة على القتال البري، وعليه فإن ما قاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله لم يكن مجرد تصريح اعلامي بل مرتبط برؤية الحزب وقراءته لاستعدادات اسرائيل للحرب.
لكن هذه المعطيات المرتبطة بإسرائيل واستعداداتها والتي تجعل امكانية توسع الحرب صعبة، تقابلها استعدادات "حزب الله" وحلفائه الذين يقرأون جيداً تطور الاضرار في هيكلية الجيش الاسرائيل ويعتبرون انه في حال قررت تل ابيب الاستمرار بإستنزاف خصومها عبر عدم ايقاف الحرب في غزة من جهة واستغلال عدم حصول حرب مفتوحة في المنطقة لتنفيذ اغتيالات مؤلمة، فهذا الواقع لا يمكن ان يستمر من دون ردع حقيقي..
مصادر مطلعة تعتبر أن الواقع الميداني بات فعلاً على حافة الهاوية، وقد يكون قرار الذهاب الى تصعيد قد اتخذ في حال استمرت تل ابيب في حربها ورفضها لاي تسوية مع الفصائل المقاتلة في غزة، اذ هناك نظرية في اسرائيل تقول أن المعارك في غزة يجب ان تستمر إلى حين حصول الانتخابات الاميركية، بغض النظر عن الشكل الذي ستتخذه المعارك، وهذا ما لا يمكن للمحور تحمله او القبول به..
قد يصبح ثمن الحرب الشاملة اليوم افضل من ثمنه لاحقا، وقد يكون "حزب الله" تحديدا يفضل الذهاب الى معركة شاملة بدل الصبر على موجة الاغتيالات التي لا يمكن منعها الا بتوجيه ضربات جدية وقاسية لردع اسرائيل لكنها ترفع مخاطر الانزلاق الى الحرب.
كل هذه الاحتمالات باتت واردة ومع استمرار المعارك في غزة ولبنان يصبح التنبؤ بالاسوأ اكثر واقعية..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
بين التهديد والرسائل الخفية.. العراق وسط نار التحذيرات الإيرانية وصدى الهجوم المحتمل - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف الدبلوماسي العراقي السابق، غازي فيصل، اليوم الثلاثاء (8 نيسان 2025)، عن أبعاد التهديد الإيراني الموجه لخمس دول، من بينها العراق، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد احتمالات المواجهة.
وقال فيصل في تصريح لـ"بغداد اليوم"، إن "طهران أصدرت تحذيرا مباشرا يشمل خمس دول، محذرة من أن أي دعم يقدم للولايات المتحدة سيضع تلك الدول في مرمى نيرانها".
وطرح فيصل تساؤلا حول ما تقصده إيران بـ"أي دعم"، معتبرا أن "هذا المصطلح الفضفاض قد يمنح طهران مساحة لتبرير أي رد فعل عسكري مستقبلي".
وأشار إلى أن "هذا التحذير لا يشكل فقط تهديدا أمنيا، بل يهدد حركة التجارة العالمية، وقد يؤدي إلى تعطيل إمدادات النفط، ما قد يستدعي تدخل قوى دولية مثل الصين أو الهند للدفاع عن مصالحها الحيوية في المنطقة".
وأضاف أن "أجواء العراق استُخدمت في عمليات سابقة سواء للهجوم أو الرد، مما يطرح تساؤلات حول ما قد يحدث في المرحلة المقبلة، خاصة مع تداول معلومات عن احتمال استخدام إسرائيل للأجواء العراقية في هجوم مرتقب على إيران".
وربط الدبلوماسي السابق بين هذه التهديدات والتحذيرات، وبين وثيقة قانون تحرير العراق من النفوذ الإيراني، مشيرا إلى أن "التوقيت يثير الشكوك حول كون ما يجري مجرد صدفة أم أنه يحمل رسائل ضغط وتهديد مزدوجة من أطراف متصارعة".
وختم بالقول: "الأيام المقبلة ستكون كاشفة لحقيقة هذا التهديد، وما إذا كان موجها للعراق كرسالة ضمن صراع إقليمي أكبر".
ويرى مراقبون أن التحذير الإيراني يأتي في سياق تصاعد التوتر الإقليمي عقب سلسلة من الأحداث التي وضعت طهران في مواجهة غير مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، لا سيما بعد الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أسفر عن مقتل ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني.
التصعيد الإيراني لم يقتصر على التصريحات، بل ترافق مع رفع مستوى الجاهزية العسكرية داخل إيران، وتحريك وحدات الدفاع الجوي، في ظل ما تقول طهران إنه “استعداد لمواجهة شاملة في حال تم الاعتداء على أراضيها”.
التحذير الإيراني يعكس أيضا رغبة طهران في إرسال رسائل سياسية قوية إلى الداخل والخارج، تؤكد من خلالها أنها لن تتردد في الرد، وأنها ترى نفسها محاطة بتحالفات معادية يجب التعامل معها بصرامة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة.