«المُتغيِّر الخَفي» سِرُ السودانِ الساري
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كتب / الجميل الفاضل :
«المُتغيِّر الخَفي» سِرُ السودانِ الساري
رسم المبعوث الامريكي الخاص للقرن الإفريقي مايكل هامر صورة سوداء، قاتمة السواد، لمستقبل الأوضاع في السودان.
واصفا وضع البلاد الماثل بأنه “رهيب”، مرجحا أن تتجه الأمور بوتيرة متسارعة نحو تقسيمها، بصورة اسوأ من ليبيا اذا استمرت الأطراف المتحاربة في مواقفها الراهنة.
ما قاله السيد هامر، هو بالضبط ما يقوله الواقع، متسقا مع المنطق الطبيعي للأشياء.
بيد أن مُتغيِّرا خفيا هو في الحقيقة الذي يقود ويتحكم في المسارات اللولبية المتأرجحة للتاريخ هنا.
وبالطبع لا زال هذا المُتغيِّر الخفي ينشط الي الآن تحت هذه العتمة علي خلفية كل ما يجري من وقائع يومية.
ومِن عجبٍ، انه ُمتغيِّرٌ دقيقُ الخفاءِ، ظلّ يتخذُ سبيله في بحر هذه الأحداث وبين تضاعيفها سربا.
ربما علي صورة هذا “المُتغيّر الخفي” غزل محمد الحسن سالم (حميد) قوله هذا:
اسمع كلامي ده يابلد
كان ذات زمان
كان في بكان
زي البكان دا وها الزمان
وقعت شرارة علي برج
ساكنو الحمام
فسراع هرع ريح الخريف
من جاي وجاي لمَّ الغمام
نزلت مطيرة برت برت
طفت الحريق
والريح معلق في الركام
لما اتنفض
وقف المطر والجو برد
فزعوا العصافير لي بعض
حفتوا الحطام مرق المرق
واللِّنحرق بين الورق
لفوهو بي كل احترام
قبل الظلام يغشى الفريق
زي اكنو ما قد كان حريق
كان البرج زي ماهو قام
من تاني قام سكنو الحمام
باض الحمام هدل الحمام.
وحكي د. تاج السر الترابي وقائع جلسة تبين كيف أن هذا “المُتغيِّر الخفي” يعمل قائلا: ”
في أواخر ديسمبر ١٩٨٤م أذكر إنني كنت متواجدا في جلسة حوار فكري بمنزل الاستاذ محمود محمد طه، قبل إصدار منشور الفكرة الجمهورية الشهير (هذا أو الطوفان).
تناول الحوار الفكري موضوعات عديدة، ولكن ما لفت إنتباهي وكل تركيزي مقولة الاستاذ محمود: إذا علمتم “بأحداث” و “ثمن” تكلفة إنتزاع وإقتلاع جماعة “الهوس الديني” من جذورهم، من أرض السودان، لما تمنيتم أن تدركوا ذلك الوقت.
فسأل أحد التلاميذ الأستاذ عن تصوره لشكل تلك ألاحداث، رد عليه الاستاذ: (البلد دي، راح تكون في حالة “دمار شامل” و “خراب كامل”، خاوية علي عروشها، حتي تقنعوا من خير فيها، ثم بعد داك، تعمر.
ومضي الدكتور تاج السر الي القول” ثم تلي الأستاذ محمود علي تلاميذه: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً، فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ، اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ، وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ).
ويقول تاج السر: بعد “العمار” أردف الأستاذ:
يجيء عليكم خير، ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
يجيكم خير الدنيا بجنة الله في الارض”. الوسومالجميل الفاضل السودان المتغيير الخفي صورة سوداء
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجميل الفاضل السودان صورة سوداء
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، المسلمين بتقوى الله تعالى تقوى من يرجو دار النعيم، حيث بيّن أن الحياة وتقلباتها وتحدياتها يجد الإنسان حاجته إلى الشعور بما يبدد القلق ويمنحه الطمأنينة ويبعد عنه الخوف والشك, مبينًا أن حسن الظن بالله يمضي بمسيرة حياة الإنسان بثقة اطمئنان وإذا أيقن الإنسان بأن الله يعده لمستقبل مشرق عاش بالأمل برحمة الله فتحركه قوة الإيمان إلى السعي والإبداع.
وقال الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، إن من سنة الحياة الابتلاء الذي يأتي فجأة ليختبر الصبر ويزيد اليقين بحسن الظن بالله في تحول المحنة إلى منحة فالتوكل على الله غذاء حسن الظن بالله ومصدر للقوة المعنوية التي تحمي من اليأس في مواجهة الهموم وأن من توكل على الله بصدق تشرب قلبه الثقة بأن الله لن يخذله ويرى في الفتن طريقًا للنجاح وسلمًا للارتقاء وصقلاً للذات.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي، إلى أن في قصة مريم وهي في أشد لحظات الضيق حين لجأت وقت المخاض إلى جذع النخلة وكان حسن ظنها بالله راسخًا قال تعالى (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ).
وتابع الثبيتي: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يتجلى حسن الظن بالله ففي الهجرة مع أبي بكر وقد حاصرهم الخطر قال أبوبكر للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لو أنَّ أحَدَهم نَظَر تحْتَ قدَمَيْه لَأبْصَرَنا»، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ما ظنُّكَ يا أبا بَكرٍ باثْنَينِ اللهُ ثالثُهما).
وأوضح أن جل الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة أقسى الأزمات مبينًا أن الأمة مرت على مر العصور بأزمات خرجت منها أكثر قوة.
وبيّن أن حسن الظن بالله لا يعني التواكل والكسل وترك العمل بل هو محفز على الجد والاجتهاد, وأن من مقتضيات حسن الظن بالله بذل الجهد وخدمة دينه وأمته وبناء وطنه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها) وقال جل من قائل (( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )).