هل البطاطا المقلية قاتلة فعلا؟ إجابات مثيرة عن أشهر وجبة في العالم
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
رغم تصاعد التحذير من تناولها، إلى حد الزعم بأن مخاطرها الصحية قد تسبب الوفاة المبكرة، ما تزال البطاطا المقلية "فرينش فرايز" (French Fries) تحتل موقعها كأصابع ذهبية مقرمشة يعشقها الصغار والكبار في جميع أنحاء العالم.
ويأكل الأميركيون منها أكثر من ملياري كيلوغرام سنويا، بالإضافة إلى 3 مليارات كيلوغرام من رقائقها المُصّنعة "شيبس" (Chips)" ومن المتوقع أن يُلامس سوقها في أميركا سقف 10 مليارات دولار بحلول عام 2026.
ويتنازع سكان العالم حول "براءة اختراع البطاطس المقلية، بينما يؤكد الفرنسيون أنهم من اخترعوها حيث يزعمون أن أول وصفة لها جاءت في كتاب طبخ صدر بباريس عام 1795″.
بينما يحتفل البلجيكيون، في الأول من أغسطس/آب من كل عام، بالبطاطا المقلية التي يسمونها "فريتس" (Frites) وينازعون الفرنسيين في أسبقية اختراعها، قائلين إنها "ظهرت لأول مرة في الجنوب البلجيكي عام 1680". في حين يعتقد الإسبان أنهم هم من اخترعوا البطاطا المقلية، حيث جلبتها جيوشهم الغازية إلى القارة الأوروبية من بيرو في القرن 16.
لكن يبقى أنه لا يوجد بيت أو مطعم، أو مطبخ في العالم، يخلو من تلك الوصفة المغرية التي تُقدم ساخنة مع الملح والتوابل.
أهم التساؤلات الشائعة حول البطاطا المقليةدافع روبرت إتش. شميرلنغ، الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد، عن البطاطا المقلية، ونفى أن تكون قاتلة، وقال "لا يوجد سبب لاستبعادها من نظامك الغذائي" كما أجاب فريق من الخبراء عن مجموعة من أهم التساؤلات الشائعة حولها، من قبيل:
هل للبطاطا المقلية قيمة مهمة بالنظام الغذائي؟بحسب تقرير -أصدرته مؤسسة "إيه بي آر إي" (APRE) غير الربحية للأبحاث المتعلقة بالبطاطا، عام 2018- أظهر أن "البطاطا المقلية يمكن تضمينها كجزء من نظام غذائي صحي شامل ومتوازن، بشرط تناولها باعتدال" فهي تقدم كميات كبيرة من العناصر الغذائية المهمة، مثل البوتاسيوم والألياف الغذائية، والفيتامينات والمعادن الأخرى.
وتوفر حصة صغيرة -قدرها 71 غراما- حوالي 411 ملليغراما من البوتاسيوم، و3 غرامات بروتين، وحوالي 3 غرامات من الألياف.
كما تساهم البطاطا المقلية بنسبة 10% على الأقل من الألياف الغذائية، وفيتامين "سي" (C) و"بي 6″ (B6)، في الوجبات الغذائية للبالغين من سن 19 عاما فما فوق. بالإضافة إلى ما لا يقل عن 5% من 7 مغذيات أساسية إضافية مثل الثيامين، النياسين، الفوسفور، المغنيسيوم، فيتامين "كيه" (K)، الحديد، النحاس.
وتبقى العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة موجودة في البطاطا المقلية، وفي بعض الحالات يزيد القلي من تركيز البوتاسيوم والألياف في البطاطا، وهما عنصران مغذيان لجميع الأعمار. كما توفر البطاطا المقلية بوتاسيوم أكثر من عدة أنواع أخرى من البطاطس.
رغم أن الصوديوم يُعد عنصرا غذائيا أساسيا، لكن تناول الكثير منه قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى من يعانون من الحساسية للملح. وفي المقابل، نجد البطاطا المقلية -كباقي أنواع البطاطس- غنية جدا بالبوتاسيوم، مما قد يساعد في الحد من تأثير الصوديوم على ارتفاع ضغط الدم.
ومع أن مذاقها قد يكون مالحا، إلا أن البطاطا المقلية ليست من بين أعلى 20 مصدرا للصوديوم في النظام الغذائي، وخصوصا الخبز والدجاج والبيتزا والمعكرونة واللحوم الباردة.
فطبق بطاطا مقلية صغير يوفر 149 ملليغراما من الصوديوم، وهو ما يعادل 6% من الكمية اليومية الموصى بها، ويقل عما توفره شريحة خبز أو نصف شطيرة برغر.
لذا يوصي الخبراء بشراء البطاطا المقلية المجمدة منخفضة الصوديوم وتحضيرها في المنزل، أو طلب عدم إضافة ملح إلى البطاطا المقلية عند تناولها في المطاعم.
ماذا عن احتواء البطاطا المقلية على الدهون الضارة؟يقول التقرير: قد تتفاجأ إذا عرفت أن البطاطا المقلية تساهم بنسبة 2% فقط من الدهون المشبعة في النظام الغذائي الأميركي، وتأتي في المرتبة 18 بعيدا عن أهم 10 مصادر للدهون المشبعة، وفي مقدمتها الزبدة ومنتجات الألبان التي تُعد أكبر مصدر لتلك الدهون، ثم البيتزا والحلويات والدجاج المقلي والنقانق والبرغر والتورتيلا والتاكو واللحم البقري.
وقد شهدت السنوات الماضية اتجاها ملحوظا، سواء لدى الأشخاص أو مطاعم الوجبات السريعة، نحو إدخال تحسينات على زيوت الطهي وطرق تحضير البطاطا المقلية بشكل أساسي، بحيث تكون جميع الزيوت المستخدمة في القلي خالية من الدهون المتحولة تقريبا.
فقد وجدت دراسة أجراها خبراء أغذية من الولايات المتحدة، وتحققت من نتائجها إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، قبل أن تنشرها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" (CDC) عام 2013، أن "الدهون غير المشبعة المستخدمة في البطاطا المقلية انخفضت بنسبة 88%، الفترة من 2007 إلى 2011". وأظهرت البيانات أن "هناك أقل من غرام من الدهون المتحولة في 6 من أصل 7 عينات من البطاطا المقلية".
هل تُسبب البطاطا المقلية السمنة؟مثل جميع الأطعمة والمشروبات الأخرى، تساهم البطاطا المقلية بجزء من السعرات الحرارية في غذائنا، حيث توفر حصة تتراوح بين 71 إلى 117 غراما منها، من 222 إلى 365 سعرا حراريا على التوالي، أي ما يعادل 11% إلى 18% من إجمالي السعرات الحرارية التي يحتاجها شخص يتبع نظاما غذائيا يحتوي على ألفي سعر حراري.
كما تُشير الأبحاث إلى أن البطاطا المقلية تساهم بنسبة 1.5% فقط من السعرات الحرارية في النظام الغذائي الأميركي، بينما 98.5% من السعرات الحرارية مصدرها الأطعمة والمشروبات الأخرى.
فجميع أنواع البطاطا المقلية مجتمعة تأتي في المرتبة 16 بالمساهمة في السعرات الحرارية بالنظام الغذائي للأطفال، وتوفر سعرات حرارية أقل بكثير من مصادر السعرات الحرارية العشرة الأوائل في النظام الغذائي، والتي تشمل الكعك البسكويت، الدجاج المقلي، الحلوى والعصائر والمشروبات الغازية -على سبيل المثال- وتمثل 22% من السعرات الحرارية في وجبات الأطفال والمراهقين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سحور صحيّ.. هذا هو سرّ «الصيام» من دون عطش أو خمول!
يُعد السحور خلال شهر رمضان الكريم، وجبة أساسية تساعد على تزويد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية اللازمة للصوم من دون صداع أو دوخة أو كسل، وينصح الخبراء بأن يحتوي السحور على مكونات توفر الترطيب والشبع.
أطعمة ينصح تجنبها عند السحور
الأطعمة المالحة: يزيد الملح من ضغط الدم ويجعلك تشعر بالعطش خلال النهار، ومنها النودلز الفورية، والأطعمة المصنعة مثل رقائق البطاطس، والأجبان المالحة مثل الحلوم والجبن الرومي وأنواع الجبن الأبيض العالية الملح والمخللات.
الأطعمة الغنية بالدهون: تشمل الأطعمة الغنية بالدهون الأطعمة المقلية مثل الفلافل ورقائق البطاطس، والأطعمة الغنية بالزبدة واللحوم المصنعة، حيث تسبب هذه الأطعمة حرقة المعدة، وتزيد من ارتجاع الأحماض، وترفع من نسبة السعرات الحرارية مما يؤدي إلى زيادة الوزن، ويمكن استبدال الدهون المشبعة والمتحولة بدهون صحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو، وأحماض الأوميغا 3 و6 من الأسماك والمكسرات.
السكريات البسيطة: لا ينبغي تناول الحلويات المشبعة بالسكر مثل الكنافة والقطايف والمخبوزات السكرية على وجبة السحور، فهذه الأطعمة تسبب ارتفاعًا سريعا في مستوى السكر في الدم يليه انخفاض سريع يؤدي إلى الشعور بالخمول والتعب، ويفضل تجنب الحبوب المكررة مثل “الكورن فليكس” والخبز الأبيض والمخبوزات الأخرى مثل الكراوسون والبيتزا.
وجبات سحور مثالية ومشبعة
الكربوهيدرات الكاملة: تعدّ الكربوهيدرات المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم، وتعدّ الحبوب الكاملة كـ(الحبوب، أو الأرز البني، أو الشوفان)، مصدرًا جيدًا للألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، مما يساعد في تحسين عملية الهضم.
الأطعمة الغنية بالبروتين: البروتين ضروري لبناء العضلات وتنظيم عمليات الأيض، ويساعد على الشعور بالشبع لفترات أطول مقارنة بالكربوهيدرات والدهون، لذلك يُفضل اختيار البروتينات القليلة الدهون مثل اللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والبقوليات مثل الفاصوليا والعدس، والتوفو، ومنتجات الألبان القليلة الدسم والمكسرات.
الفواكه والخضراوات: تحتوي على نسبة عالية من الألياف والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، لذلك يجب الحرص أن تشمل وجبة السحور الخيارات المثالية: الموز، البرتقال، التمر، الخيار، الخس، الطماطم. كذلك فإن تنوع الألوان في الفواكه والخضراوات يضمن الحصول على فيتامينات ومعادن متعددة.
الزبادي: يُعد الزبادي خيارا رائعا لوجبة السحور “لاحتوائه على كثير من البروتين مقارنة بالزبادي العادي، وسعرات حرارية أقل من العديد من مصادر البروتين الأخرى، وتشمل العناصر الغذائية الأخرى الموجودة في الزبادي اليوناني: الكالسيوم، وفيتامين “بي 12” (B12)، والزنك، والبوتاسيوم، والفوسفور. كما تحتوي بعض الأنواع على البكتيريا النافعة (البروبيوتيك) التي تدعم صحة الأمعاء وعملية الهضم.
بذور الشيا: هي مصدر جيد للبروتين والألياف القابلة للذوبان المعززين للشعور بالشبع، كما قد تساعد في خفض نسبة الكوليسترول والسكر في الدم.
التمر: لاحتوائه علي ألياف طبيعة ولا يوجد فيه أي دهون ضارة، بالإضافة إلى احتوائه على نسب عالية من السكريات الطبيعية والحديد.
البيض والجبن: يمدون الجسم بالبروتين والكالسيوم اللازم.
المصدر: مواقع الكترونية