الجزيرة:
2024-06-27@13:35:20 GMT

منية مازيغ.. تونسية في مواجهة الإسلاموفوبيا بكندا

تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT

منية مازيغ.. تونسية في مواجهة الإسلاموفوبيا بكندا

أوتاوا- صدر للأكاديمية والكاتبة الكندية من أصل تونسي منية مازيغ مؤخرا كتاب "الإسلاموفوبيا بين الجنسين.. رحلتي مع الحجاب" (Gendered Islamophobia My Journey With a Scarf) باللغة الإنجليزية عن دار ماونزي الكندية للنشر.

وترصد المهاجرة التونسية في الكتاب، ومن خلال قصتها الشخصية، معاناة كثير من المسلمات المهاجرات في كندا مع مظاهر العنصرية والاضطهاد بسبب الدين واللون والعرق والطبقة الاجتماعية.

كتاب "الإسلاموفوبيا بين الجنسين.. رحلتي مع الحجاب" للدكتورة منية مازيغ (الجزيرة)

ولدت منية ونشأت في تونس، وهاجرت إلى كندا عام 1991. وصدر أول كتاب لها عام 2008 بعنوان "الأمل واليأس" (Hope and Despair) وهو يحكي قصة ترحيل زوجها "ماهر عرار" المواطن الكندي من أصول سورية إلى سوريا في إطار سياسة "الحرب على الإرهاب" عام 2002، والتي تبناها الغرب بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث تم تعذيبه واحتجازه بدون تهمة لأكثر من عام، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا، لكنها خاضت معركة وحملة إعلامية مؤثرة للإفراج عنه ومحاولة إظهار الصورة الصحيحة عنه بعد حملات تشويه السمعة التي طالته بعد هذا الحادث.

في يناير/كانون الثاني 2007، وبعد تحقيق طويل، تلقى زوجها أخيرًا اعتذارًا من الحكومة الكندية وتم تقديم تعويض عن "تجربة فظيعة" تعرضت لها عائلته.

رحلة أكاديمية

تجيد منية العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وتحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ماكغيل. وعملت في جامعة أوتاوا وتدرس في عدد من الجامعات الكندية.

وعام 2004، شاركت بالانتخابات الفدرالية مرشحة لحزب الديمقراطيين الجدد "إن دي بي" (NDB) وحصلت على أعلى عدد من الأصوات بدائرتها الانتخابية في تاريخ الحزب.

منية مازيغ وزوجها ماهر عرار (غلوب أندميل)

عام 2014، نُشرت روايتها الأولى "المرايا والسراب" عن دار أنانسي. وتم ترشيحها لجائزة كتاب مدينة أوتاوا وجائزة تريليوم بالنسخة الأصلية الفرنسية. وعام 2017، نُشرت روايتها الثانية "الأمل لديه ابنتان" عن دار أنانسي، وتم ترشيحها لجائزة شامبلين للكتاب.

وتحارب منية -من خلال صفحات كتابها الأخير- الصورة النمطية عن المسلمات بأن سبب ارتدائهن الحجاب يؤكد اضطهادهن من قبل المجتمع والزوج الذي يجبرها على ارتدائه.

وتحكي قصة نشأتها في تونس وقرارها ارتداء الحجاب عام 1990، حيث إن المجتمع هناك ذلك الوقت لم يكن يرحب بارتداء للنساء للحجاب.

وواجهت منية رد فعل غريب من أبيها حين رآها ترتدي الحجاب لأول مرة، حيث كانت في طريقها للسوق لتشتري بعض الاحتياجات التي طلبتها منها والدتها، وسألها والدها المتدين في دهشة: لماذا ترتدي الحجاب؟ فقالت: لأني أريد ذلك.

الحجاب في تونس

تقول منية "لم يتدخل أبي أبدا في طريقة لبسي رغم تدينه، وأيضا لم ينعكس ذلك التدين على طريقة تعامله مع أمي أو أخي، ولم يحاول أبدا فرض رؤيته الدينية علينا" مشيرة إلى أنه طلب منها بعد ذلك أكثر من مرة خلعه حتى لا تبدو بالمظهر المحافظ الذي كان مرفوضا حينها.

وتواصل منية بين دفتي كتابها سرد أشكال العنصرية والتمييز الذي مورس ضدها، في الإعلام والعمل ووسائل المواصلات وأيضا السياسة.

وتشير في كتابها إلى القانون الذي سنته مقاطعة "كيبيك" مؤخرا لمنع جميع أشكال المظاهر الدينية ب المؤسسات والخدمات العامة والذي كانت المسلمات أكثر المتضررات منه، وتم عزل عدد من المدرسات بمدارس كيبيك وعدد من الموظفات في الأماكن العامة بسبب هذا القانون "العنصري" من قبل المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في كندا.

يُذكر أن الحكومة الكندية عينت، في يناير/كانون الثاني 2023، أول ممثلة خاصة معنية بمكافحة الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام) وهو منصب استُحدث بعد سلسلة هجمات استهدفت المسلمين مؤخرا في البلاد.

وتشغل هذا المنصب الصحفية والناشطة أميرة الجوابي "لتكون مناصرة ومستشارة وخبيرة وممثلة" لدعم وتعزيز جهود الحكومة الفدرالية في مكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية المنهجية والتمييز العنصري وعدم التسامح الديني.

ويبلغ عدد مسلمي كندا أكثر من مليون، وهو ما يشكل 3.2% من عدد السكان الكلي الذي يبلغ حوالي 38 مليون نسمة.

وقد أدت الحوادث المروعة -التي تعرض لها المسلمون في كندا خلال السنوات الأخيرة- إلى ظهور كثير من القصص والسرديات والأنشطة المجتمعية التي تستهدف المزيد من إلقاء الضوء على ظاهرة الإسلاموفوبيا بالغرب وخاصة الموجهة ضد النساء كمسلمات بسبب ارتدائهن الحجاب أو النقاب.

وتواجه المسلمات في الغرب تحديات مرتبطة بمظهرهن الخارجي وخاصة ارتدائهن الحجاب. تلك التحديات تؤثر بالسلب على اندماجهن في المجتمع وخاصة في الفضاء العام: العمل، المدرسة أو الجامعة، الأسواق وغيرها.

منية مازيغ (موقع مهرجان وينينبغ الدولي للكتاب) عائلة أفضال

كانت الحادثة الأكثر قسوة التي اهتز لها المجتمع الكندي بشكل عام والمجتمعات المسلمة هي قيام شاب كندي أبيض -صيف 2021- بدهس أسرة أفضال الكندية المسلمة ومن أصول باكستانية والمكونة من 5 أفراد ، وذلك أثناء ممارستهم للمشي اليومي، كما كان حال الكثير من الأسر الكندية خلال كوفيد-19. وأدى الحدث لمقتل 4 من أفراد الأسرة وإصابة أصغر أفراد الأسرة بجروح بالغة.

ووصفت تقارير الشرطة الكندية هذا الحادث بأنه يقع ضمن جرائم الكراهية التي تمارس ضد الأقليات العرقية والدينية بكندا، وأن هذا الحادث يقع ضمن ما يسمى جرائم "كراهية الإسلام" أو الإسلاموفوبيا، خاصة أن اثنتين من أفراد الأسرة كانتا ترتديان الحجاب وهو ما سهل استهدافها.

كما أظهرت تقارير قضائية بعد ذلك أن الشاب القاتل متورط في أنشطة مرتبطة بمجموعات "التفوق الأبيض" المتطرفة المنتشرة في الغرب.

وقبل 4 سنوات، قتل 6 مسلمين وأصيب 5 بجروح في اعتداء على مسجد بمدينة كيبيك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عدد من

إقرأ أيضاً:

كندا تدعو مواطنيها إلى مغادرة لبنان "ما دام هم قادرون على ذلك"

حثت كندا مواطنيها في لبنان اليوم الثلاثاء على مغادرة البلد "ما دام هم قادرون على ذلك"، محذرة من خطر تصاعد العنف بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني على خلفية الحرب في غزة.

ودعت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي الكنديين في بيان إلى المغادرة ما دام لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة.

وتابعت: "الوضع الأمني في لبنان يزداد تقلبا ولا يمكن التنبؤ به بسبب العنف المستمر والمتصاعد بين حزب الله وإسرائيل ويمكن أن يتدهور أكثر دون سابق إنذار".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت يوم الأحد الماضي، أن الحكومة الكندية بدأت إجراءات طوارئ عسكرية لإجلاء 45 ألف شخص من دبلوماسييها ورعاياها في لبنان، وسط مخاوف من اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حزب الله".

وأفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أبلغت نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس بهذا القرار.

وأضافت جولي أن كندا "أرسلت قوات عسكرية إلى المنطقة للمساعدة على إجلاء الكنديين من لبنان في حال اندلاع الحرب".

بيان الخارجية الكندية يأتي في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل و"حزب الله"، إذ توعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل مؤخرا، باستهدافها برا وبحرا وجوا في حال شنها حربا على لبنان.

في حين حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اليوم، من مخاطر اندلاع حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط إذا تدهورت الأمور بين إسرائيل و"حزب الله".

جدير بالذكر أن "حزب الله" يؤكد أن عملياته تأتي في إطار "دعم غزة وخلق دبها مساندة لها"، مشددا على أن توقف هذه العمليات "رهن بتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

مقالات مشابهة

  • إغلاق بلدة تونسية بعد أن أغلقت ليبيا الحدود المرتبطة بالمهربين  
  • "ألم لم يتحمله بشر".. معاناة الكندية سيلين ديون ورحلتها مع متلازمة الشخص المتصلب
  • أصيبت به المطربة الكندية سيلين ديون.. معلومات عن متلازمة التيبس ونصائح لمواجهته
  • انتخابات الرئاسة الإيرانية: ما هي مواقف المرشحين من المرأة والحجاب الإجباري؟
  • مسلحون يهاجمون دورية عسكرية تونسية قرب الحدود الليبية
  • الخارجية الروسية تعلق على قرار المحكمة الكندية بشأن تحطم الطائرة الأوكرانية قرب طهران
  • كندا تدعو مواطنيها إلى مغادرة لبنان "ما دام هم قادرون على ذلك"
  • كندا تدعو مواطنيها إلى مغادرة لبنان
  • طاجيكستان تفرض حظرًا على الحجاب
  • 96% من سكانها مسلمون.. طاجيكستان تفرض حظرًا على الحجاب