يحاول عدد من المتظاهرين، بينهم أقارب لرهائن مختطفين في غزة، الوصول إلى معبر كرم أبو سالم من أجل اعتراض شاحنات المساعدات الإنسانية، مطالبين بإيقاف وصولها  إلى سكان القطاع حتى يتم إطلاق سراح الرهائن، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، أوقفت السلطات في البداية مجموعة من المحتجين عند إحدى الحواجز المرورية، غير أنهم استطاعوا لليوم الثاني على التوالي مواصلة السير عدة كيلومترات باتجاه المعبر، حيث يتواجد بالفعل متظاهرون آخرون.

وكانت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، كشفت أنها تخطط لتنظيم احتجاجات عند معبر حدودي لمنع دخول المساعدات إلى القطاع، الخميس، بعد أن قالت الأمم المتحدة إن احتجاجات منفصلة، أمس، أجبرت أكثر من 100 شاحنة على تغيير مسارها.

وقال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في تقريره اليومي إن محتجين إسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم عرقلوا، الأربعاء، مرور شاحنات تحمل مساعدات إنسانية لساعات. 

وعبرت تسع شاحنات نقطة التفتيش في جنوب إسرائيل، في حين تم إعادة توجيه 114 شاحنة أخرى إلى معبر رفح، بحسب التقرير.

ودخلت 153 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية وغيرها من الإمدادات عبر المعبرين يوم الأربعاء، بحسب الأمم المتحدة. ولم تحدد الوكالة ما إذا كان عدد الشاحنات قد انخفض بسبب الاحتجاج.

وأكد منتدى أسر الرهائن والمفقودين، المجموعة التي تمثل أقارب الرهائن الإسرائيليين، في بيان استشاري إن الهدف من الاحتجاج المقرر يوم الخميس هو "وقف المساعدات لحماس حتى عودة جميع الرهائن"، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

ومن بين المشاركين في المظاهرات، داني إلغارات، قائد شرطة سابق اختطف شقيقه إيتسيك إلغارات وصهره أليكس دانزيج، في هجوم حماس.

وقال إلغارات، لـ"تايمز أوف إسرائيل": "لا أحد يستطيع أن يمنعنا… من عرقلة الشاحنات في غزة"، مضيفا "سنفعل ذلك بدلا من رئيس الوزراء الذي لم يفعل شيئا".

وفتحت إسرائيل معبر كرم أبو سالم في ديسمبر الماضي، بعد ضغوط من الولايات المتحدة لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعاني معظم المدنيين في القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة من نقص حاد في الإمدادات الأساسية ويواجهون خطر المجاعة. 

وفي ذلك الوقت، قالت إسرائيل إنها ستلتزم باستقبال 200 شاحنة يوميا، لكن معدل الدخول ظل أقل بكثير من هذا الرقم، ووصل في المتوسط إلى حوالي 130 شاحنة.

وتقول الوكالات الدولية وجماعات الإغاثة، إنه مع عدم توفر أي سلع تجارية داخل غزة، يعتمد سكان القطاع بشكل كامل على المساعدات من أجل البقاء.

وقبل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم، لم تكن المساعدات تصل إلى غزة إلا عبر معبر رفح، الذي يربط جنوب غزة بمصر. وقالت الأمم المتحدة إنه منذ إعادة فتحه، يمر حوالي خمس المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم.

ونظمت عائلات الرهائن خطوات احتجاجية تصعيدية في الأسابيع الأخيرة للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم، من بينهم اقتحام جلسة بالبرلمان الإسرائيلي، وعرقلة السير على إحدى الطرق السريعة وتنظيم احتجاجات أمام منازل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

وسعت العائلات إلى الضغط على حكومة نتانياهو لإعطاء الأولوية لاستعادة الرهائن الذين اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل القضاء على الحركة، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمرة أتبعت بعمليات برية منذ 27 كانون الأول، ما أسفر عن سقوط 25700 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: معبر کرم أبو سالم

إقرأ أيضاً:

أيمن الرقب: حماس لن تفرط في الرهائن إلا باتفاق واضح وكامل

تشهد الحرب في غزة تعقيدًا متزايدًا مع تباين الحسابات بين مختلف الأطراف، حيث تتواصل المفاوضات وسط اتهامات متبادلة بالمماطلة والتلاعب بالوقت. 

وفي ظل المساعي الدبلوماسية الدولية، برزت اتصالات مباشرة بين حركة حماس والإدارة الأمريكية، مما أثار تساؤلات حول أهداف الحركة من هذا التواصل، وما إذا كانت تسعى لانتزاع نوع من الشرعية السياسية أم أن الأمر مجرد تكتيك تفاوضي لكسب الوقت.  

اتهامات بالمماطلة وتحذيرات أميركية

كشف مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن واشنطن قدّمت مقترحًا جديدًا لتمديد وقف إطلاق النار في غزة لما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، بهدف إفساح المجال لمفاوضات أوسع حول اتفاق دائم. ومع ذلك، اتهمت الإدارة الأميركية حركة حماس بالمماطلة، مشيرة إلى أن الحركة "تُقدم مطالب غير عملية في الجلسات الخاصة"، مما يعيق التوصل إلى اتفاق نهائي.  

وفي هذا السياق، حذّر ويتكوف من أن "حماس تراهن على أن الوقت في صالحها، لكنها مخطئة تمامًا في هذا الرهان"، مؤكدًا أن واشنطن حددت موعدًا نهائيًا لرد الحركة على المقترح الجديد. هذا الموقف يُظهر أن الإدارة الأميركية باتت أكثر حزمًا في تعاملها مع الملف، في ظل استمرار الجمود في المفاوضات.  

حماس بين القبول والاتهامات بالمماطلة

رغم إعلان حركة حماس قبولها بالمقترح الأميركي، والذي يتضمن الإفراج عن محتجز أميركي إسرائيلي وجثامين أخرى، إلا أن واشنطن لا تزال تتهمها بعدم الالتزام بالجدول الزمني المتفق عليه.  

وتواجه الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة، إذ يجد رئيس الوزراء نفسه في مأزق بين ضرورة إنهاء الأزمة وإرضاء الشارع الإسرائيلي، وبين استمرار الحرب لحماية مستقبله السياسي.  

الولايات المتحدة.. بين الوساطة والضغوط

تلعب واشنطن دور الوسيط الرئيسي في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث قدّمت مقترحًا جديدًا لتمديد الهدنة، لكنها تواجه تحديات بسبب تباين مواقف الأطراف المتفاوضة.  

وأشار المبعوث الأميركي ويتكوف إلى أن "الإدارة الأميركية قدمت مقترحًا محددًا بجدول زمني، وإذا لم تلتزم حماس به، فسيكون هناك رد أميركي وفقًا لذلك". كما أوضح أن هذا البند يحظى بدعم واسع داخل الولايات المتحدة، مما يمنح إسرائيل الحق في التصعيد العسكري إذا شعرت بأن المفاوضات تتجه نحو طريق مسدود.  

المجتمع الإسرائيلي.. انقسامات متزايدة

يعاني المجتمع الإسرائيلي من انقسامات عميقة حول إدارة الأزمة في غزة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من 70% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة إطلاق سراح المحتجزين على حساب استمرار الحرب.  

ويبقى مستقبل اتفاق غزة غامضًا في ظل التعقيدات الراهنة، حيث تطالب حماس بضمانات لوقف إطلاق نار دائم، بينما ترفض إسرائيل الخوض في تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق.  

وفي ظل المشهد المعقد، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق دائم محفوفة بالصعوبات، حيث تتشابك المصالح السياسية والأمنية لجميع الأطراف. 

وبينما تحاول الولايات المتحدة دفع عجلة المفاوضات إلى الأمام، فإن استمرار الحرب قد يبقى الخيار الوحيد لبعض اللاعبين، مما يجعل الوضع في غزة مرشحًا لمزيد من التعقيد في الفترة المقبلة.

إطار جديد للتفاوض 

من جانبه، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن حماس تدرك أن الورقة الوحيدة والرابحة لديها هي الرهائن، وبالتالي لن تفرط فيها إلا باتفاق واضح وكامل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبدو راغبة في بلورة إطار جديد للتفاوض، إلا أن هذه التحركات تظل في إطار المناورات السياسية، حيث إن سد الفجوات بين الأطراف يحتاج إلى حلول قابلة للتنفيذ.  

وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الوسيطين المصري والقطري يبذلان جهودًا كبيرة في هذا الإطار، بما في ذلك عقد اجتماعات مباشرة مع قيادة حماس، في محاولة للتوصل إلى صيغة تضمن تحقيق تقدم فعلي في المفاوضات.  

مقالات مشابهة

  • الأونروا: إسرائيل أوقفت إدخال المساعدات إلى غزة منذ أسبوعين
  • جسر الحياة لغزة.. جهود مصرية مستمرة لدعم الفلسطينيين بالمساعدات والعلاج
  • خمس نقاط توضح صفقة معادن مقترحة بين الكونغو وإدارة ترامب
  • إسرائيل ترسل وفداً إلى القاهرة لبحث التهدئة في غزة
  • أيمن الرقب: حماس لن تفرط في الرهائن إلا باتفاق واضح وكامل
  • إذا تعثر اتفاق الرهائن..إسرائيل تستعد لاستئناف الهجمات على قطاع غزة
  • صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة
  • بريطانيا تدعو إسرائيل إلى إنهاء منع وصول المساعدات والكهرباء لغزة
  • حماس :الكرة في ملعب إسرائيل بعد عرض الإفراج عن رهائن
  • هكذا تعتزم إسرائيل الرد على ما توصلت له واشنطن وحماس بشأن غزة