الجميل: هوكشتاين يسعى لاتفاق يجنّب لبنان الحرب
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ان "حزب الله جنّد كل المنظومة الاعلامية لديه"، معتبراً أنه بـ "إمكان قيادات حزب الله ان يصدروا كلاما رسميا يتنصّلون فيه من الحملات علينا من جهة لكن الحجة لديهم ضعيفة لدرجة ان ليس بإمكانهم الإجابة عن التساؤلات التي نضعها على الطاولة، فكيف بإمكان أحد ما ان يبرر هذا التصرف في حق البلد الذي يقوم به حزب الله عبر خطف القرار وتقرير مصير اللبنانيين دون استئذانهم بجر لبنان الى حرب مفتوحة قد تدمّر البلد بالكامل، فهم لا يملكون الأجوبة عن هذه الأسئلة لأن الأجندة التي يتّبعها حزب الله ليس هو من يضعها بل تضعها إيران وبالتالي فإن حزب الله ليس لديه عمليا أجوبة مقنعة".
وأضاف في حديث عبر قناة "الحدث": "لا شيء يخيفنا واعتدنا التهديدات وهذا الجو من الضغط النفسي، ولن يؤثّر علينا شيء".
وشدد الجميّل على "ضرورة تشكيل جبهة في وجه حزب الله" ، مشيرا الى ان "الكتائب تعمل منذ أشهر على إقناع الشركاء في المعارضة وبعض الشخصيات والأحزاب الحليفة لتشكيل جبهة عريضة واسعة تضم كل من يطالب بسيادة لبنان واستقلاله وأوضح أن الأمور بعد التطورات الحاصلة في الأشهر الأخيرة ساهمت بشعور سائر الفرقاء بضرورة إنشاء هكذا جبهة او لقاء موسّع".
وقال: "نحن مستمرون بالاتصالات والمشاورات خلال الأسبوع الحالي لمحاولة بلورة هكذا جبهة وتحويلها الى واقع سياسي ممكن ان يغيّر أي معادلة داخلية في لبنان، هذا ما نطمح اليه ونعمل لتحقيقه وهذا مشروع الكتائب منذ أكثر من خمسة أشهر ".
ولفت الى انه "كان هناك تباعد كبير في الفترة الماضية وخلاف كبير حول انتخاب الرئيس ميشال عون وكانت أطراف في أماكن أخرى ولكن منذ أكثر من سنة نلتقي باستمرار ونحاول ان نوسّع الإطار التنسيقي وأصبح اليوم هناك اجتماعات دورية تُعقد بعيدا من الاعلام وتضم جزءا كبيرا من القوى السياسية المعارضة لكن هذا الأمر محصور بالإطار النيابي"، مشيرا الى ان "طرح الكتائب توسيع هذا الاطار ليشمل التنسيق حتى من هم ليسوا نوابا ومجموعات من المجتمع المدني ليصبح أكثر فعالية وشمولية".
وعما اذا كانت هناك أي تطورات ايجابية على صعيد رئاسة الجمهورية، قال:" لا نعتقد ان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين يبحث ملف الرئاسة انما الحرب ووقفها وامكان الوصول الى اتفاق لتجنيب لبنان اي توسيع لجبهة غزة، اما موضوع الرئاسة فحتى اللحظة لا جديد، لان حزب الله يريد أن يفرض مرشحه ويصرّ عليه ونحن نقول فليتخلّ عنه كما تخلينا نحن عن مرشحنا لنبحث في خيارات توافقية تجمع اللبنانيين وهو أمر يرفضه الحزب ويريد ان يفرض مرشحه بالقوة، إما ان ننتخب مرشحه لرئاسة لبنان وإما لا رئيس وهذا هو المنطق الذي يتحدّث به حزب الله، وهذا مثل صارخ عندما نقول ان حزب الله يخطف الدولة والحياة الديمقراطية في لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الشيخ ياسر مدين يكتب: في الصوم
قال سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدِنا جبريلَ عليه السلام حين سأله عن الإسلام: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيمَ الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا». سبقت الإشارة إلى أن قَصْر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فى هذه الخمس ليس معناه أنّ الإسلام عبادات فقط، فقد سبق أن أشرنا إلى أثر الشهادة والصلاة والزكاة في حياة المسلم، وما تستلزمه منه.
وسوف نشير -إن شاء الله تعالى- إلى أثر الصيام والحج، فالحديث إذن لا يدل على انحصار الإسلام في العبادات فقط، وإنما هو ذِكرٌ للأركان الكبرى التي تُؤصّل لحياة مستقيمة في العبادات والمعاملات. وبدَيهيٌّ أن يبدأ الحديث بشهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم» لأنها إعلان الإسلام والالتزام به عقيدة وسلوكا.
وقد سبقت الإشارة إلى أنّ الواو العاطفة بين الصلاة والزكاة والصيام والحج تقتضي الجمع بدون ترتيب؛ أي: صار المرء بمجرد إسلامه مطالبا بهذه العبادات كلها، إلا إذا سقطت عنه لعدم القدرة. فالواو إذن لا تقتضي ترتيبا، لكن هذا لا ينفي أن يكون لترتيب هذه الأركان حِكمةٌ، وذلك ليس من حيثُ اقتضاء الواو ترتيبا معينا، ولكن من حيث إن المتكلم بها قدَّم بعضها على بعض وأخّر بعضها عن بعض.
وإذا نظرنا سنجد أنّ الزكاة والصيام لا يفرضان كل عام، بخلاف الصلاة التي تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة، فتقديم الصلاة تقديم لما يكثر تكراره، والزكاة والصيام يسقطان عن غير القادر، فالذي لا يملك النِصاب يسقط عنه أداء الزكاة، وغير القادر على الصيام لا يصوم، هذا بخلاف الصلاة التي يؤديها المسلم ولو بالإشارة إن لم يقدر على الركوع والسجود، وهذا داعٍ ثانٍ لتقديمها عليهما.
ثم تأتي الزكاة بعد الصلاة، وهي كذلك في كتاب الله جاءت تالية للصلاة في ستة وعشرين موضعا، ومن الجهة الاجتماعية نجد أن الصلاة شأنها أن تجمع المسلمين خمس مرات فى اليوم والليلة فيقترب بعضُهم من بعض، ويعرف بعضهم بعضا، وهذا يُوقفهم على أصناف مستحقي الزكاة بينَهم، وهنا يأتي دور الزكاة لمساعدة أولئك المحتاجين، وهذا يقتضي أن تأتي الزكاة بعد الصلاة.
ثم إن الزكاة رِفْدٌ بالمال [أي عطاء وصِلة]، وهذا العطاء هو الذي يعين المحتاج على ضروريات حياته، فيقدرُ على شراء الطعام الذي يتسحر به ويُفطر عليه إذا صام، وبعض مصارفه قد يُجعل لحج بعض المحتاجين، فسبق الزكاة للصيام والحج أمر منطقى.
وإذا كانت الزكاة قد عوّدت المسلم الواجد أن يُخرج قدرا من ماله للمحتاجين، فإنّ ما يذوقه في الصيام من سَغَبٍ [أي: جوعٍ] يحمله على مزيد من الجود والإطعام، وكما طهّرته الزكاة من البخل وحب المال والاستئثار به، يأتي الصيام ليرقى به مرتبة أعلى فيجعله يستغني في يومه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس عن الطعام والشراب والشهوة، وهذه الأمور هي أسباب استمرار الحياة، وطغيان شهوتي البطن والفرج سبب لارتكاب الموبقات والاعتداء على الحرمات، فالصيام يجعل الإنسان يستعلى عن أن تسوقه الشهوات، فهو قادر على قمعها وتوجيهها وفق ما أمر الله تعالى به، وباستقامة هذا الشأن يستقيم أمر الإنسان في سائر حياته في العبادات والتعاملات.
والصيام إذن عبادة تؤصّل لاستقامة شأن الحياة في جميع مناحيها، حيثه إنه يرجى من وراءه تحقيق التقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، والتقوى هى أن يقي الإنسان نفسه من الوقوع فيما حظره الشرع الشريف، فبها يستقيم شأن الحياة وفق مراد الله تعالى.
ثم بعد ذلك يأتي الحج، فهو عبادة مالية بدنية، يحتاج فيها المرءُ إلى مالٍ كافٍ للذهاب والعودة وترك ما يكفي لأهله حتى عودته، كما يحتاج إلى قوة بدنية يستطيع بها أداء مناسك الحج المختلفة، وهو بهذا لا يتهيأ لكل مسلم، ولذا قيده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستطاعة فقال: «وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا»، وهذا يقتضي تأخره عما قبله.
ثم إنه عبادة تجب مرةً في العمر، وهذا الوجه أيضا يقتضي تأخره عما قبله.