بغداد اليوم -  ديالى

بعد مغادرة آخر صياد من ماراثون صيد أغلى طيور العالم (في اشارة الى الحر الذي يمثل ثروة طائرة والظفر به حلم كل صياد)، تخلو هذه الأيام بادية قزانية اقصى شرق محافظة ديالى من وجود صيادي الصقور، فيما يتحدث مسؤول محلي لـ "بغداد اليوم"، عن الاسباب.

اسباب المغادرة

ويؤكد مدير ناحية قزانية (93كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي، اليوم الخميس (25 كانون الثاني 2024)، أن "انخفاض درجات الحرارة وانتهاء موسم هجرة الصقور ومنها الحر دفعت الصقارين الى مغادرة بادية قزانية بعد اسابيع طويلة من رحلة الصيد التي تمتد لمناطق مترامية ومعقدة من ناحية الجغرافية".

واضاف، أن "موسم صيد الصقور كان الأفضل قياسًا بالسنوات الماضية"، لافتا الى أن "بعضهم اصطاد صقور من اصناف جيدة واسعارها ارتفعت لأكثر من 50 مليون دينار".

وتابع الخزاعي، أن "بادية قزانية والمناطق القريبة منها هي الاشهر على مستوى مناطق شرق العراق في صيد الصقور موسميا وتجذب اليها العشرات من مختلف محافظات البلاد".

طريق الحرير للصقور

أما صياد الصقور ابو ابراهيم المندلاوي، فقد أكد في حديث لـ "بغداد اليوم"، أن "بادية قزانية هي اشبه بطريق الحرير للصقور المهاجرة ومنها الحر الذي يعد اغلى واشهر الانواع وتصل اسعاره الى اكثر من 150 مليون دينار في بعض الاحيان".

واضاف، أنه "بعد صيد الصقور هناك تجار وسماسرة يشترون ما يجدون بشكل فوري ثم ترتفع الاسعار خاصة وان بعض الانواع تكون نادرة جدا".

 أول القصة

وعُرف صيد الصقور في العراق منذ أوائل القرن العشرين، حيث قام الصيادون العراقيون بالصيد باستخدام الصقور في المناطق الجنوبيّة والوسطى للبلاد، وكان الصيد باستخدام الصقور في تلك الأوقات هوايةً للبعض بينما استخدمها البعض كمصدرٍ للرزق، فكان بعض الصيادين يقومون بتزويد العرب بالصقور المدرّبة اللازمة ليستخدموها في هواية الصيد بالصقور، وذلك كان سبب لانتشار هذا النوع من الصيد في جميع مناطق العراق، ومن بعد عام 1980م صار للصقور تجارها وأسواقها المعروفة.

وفي بعض مناطق محافظة ديالي الوسطى وببعض الطرق ووسائل البدائية البسيطة كانت بداية الصيد في العراق، وبعد ذلك اشتهر الصيد بالصقور في العراق ومن أشهر المناطق التي استخدم فيها مناطق الفرات الأوسط، وفي مناطق النجف الجنوبية وأيضاً في محافظة البصرة ومنطقة الدير، ومناطق شمال الموصل والعديد من مناطق العراق الأخرى، كما يكثر في بلاد العراق المتاجرين بالصقور بحيث يتواصلون مع الصيادين ومع أسواق بيع الصقور، فالتجارة بالصقور من أنواع التجارة المربحة والمشهورة جداً في الأعوام القليلة الماضية.

تراخيص وطرق 

وهناك جمعيات للصيادين في العراق، وأغلب الصيادين ينتمون لهذه الجمعيات بحيث تخصّص لهم تصاريح خاصّةً للصيد، توفر لهم هذه التصاريح إمكانية التجول في كل مناطق العراق للصيد بدون تعرضهم للمسائلة القانونية من قبل الدولة، وهناك العديد من الأنظمة التي يتفّق عليها الصيادون قبل البدء بعملية الصيد والتي تصنف بحسب الطريقة التي يصيدون بها الى:

الصيد بالنوجة: يعطي التجار السلف المالية للصيادين ويتمّ إمدادهم بكلّ المستلزمات التي تستخدم في الصيد، وذلك يحدث بمقابل مادي يحدد بحصّة ثابتةً من مقدار الصيد (الأكثر شهرةً في العراق هي حصة الثلث).

الصيد بالسيارة: في هذه الطريقة من الصيد يلزم توفّر الصياد وشخص آخر لمعاونته يدعى بالشبّاك، وتكون حصةّ الصياد في الربح في هذا النوع من ثلث إلى ربع مقدار الصيد.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الصقور فی فی العراق

إقرأ أيضاً:

واشنطن وموازين القوى في العراق.. إستراتيجية الضغط والتوازن دون دعم عسكري سني - عاجل

بغداد اليوم – بغداد

كشف أستاذ العلوم السياسية محمود عزو، اليوم الأربعاء (26 آذار 2025)، عن ملامح خارطة المصالح الأمريكية في العراق، مؤكدا أن واشنطن لن تدعم تشكيل قوة عسكرية سنية، بل تعتمد على إستراتيجية الضغط لتحقيق توازن سياسي يخدم مصالحها.

وأوضح عزو، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "الحديث عن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبعض القوى السنية لتحويلها إلى منافس قوي للأحزاب الشيعية في البرلمان، مستبعد"، مشيرا إلى أن "الجمهوريين لا يؤمنون بهذا النهج، بل يفضلون الضغط على الأطراف الأخرى لضمان مكاسب للمكون السني دون الحاجة إلى تشكيل قوة عسكرية مستقلة".

وأشار إلى أن "هذا الأسلوب ليس جديدا، فقد استخدمته واشنطن سابقا في عام 2005 أثناء كتابة الدستور العراقي، حيث مارست ضغوطا لضمان مشاركة السنة في العملية السياسية.

وأضاف عزو أن "السياسة الأمريكية تجاه العراق تقوم على الحد من نفوذ الفصائل الشيعية دون اللجوء إلى دعم قوة عسكرية سنية، وهو ما يتجلى في الرسائل التي توجهها واشنطن إلى الحكومة العراقية".

وبيّن، أن "ترامب يفضل تحقيق التوازن عبر المؤسسات الحكومية، بدلا من دعم أي قوى غير رسمية قد تؤثر على المشهد السياسي".

وأكد أن "واشنطن تنظر إلى العراق كحليف استراتيجي ومورد اقتصادي، ولا ترى فيه تهديدا لمصالحها الإقليمية، لكنها في الوقت ذاته لا تدعم قيام تحالفات تهدد نفوذها". وتابع، أن "السياسة الأمريكية قد تتجه أحيانا لدعم الحكومة العراقية من خلال "المضاد الحيوي"، أي خلق توازن سياسي دون تحيز واضح لأي طرف".

وأشار عزو إلى أن "السياسة الخارجية الأمريكية شهدت تغييرات جوهرية مؤخرا، ما أربك بعض حلفائها مثل كندا والاتحاد الأوروبي"، لافتا إلى أن "هذه التحولات ستنعكس أيضا على العراق، لكنها ستظل ضمن الإطار العام لنهج الجمهوريين في إدارة المنطقة".

مقالات مشابهة

  • عاجل: المواقع التي استهدفها الطيران الأمريكي مساء اليوم في صنعاء
  • فلسفة العيد التي علينا البحث عنها
  • واشنطن وموازين القوى في العراق.. إستراتيجية الضغط والتوازن دون دعم عسكري سني - عاجل
  • رحلة صابر في البحث عن الصولجان.. موعد عرض مسلسل المداح الجزء الخامس الحلقة 28
  • البرلمان العراقي يدعو لحوار إقليمي عاجل
  • 1000 يوم فى الفضاء.. أطول رحلة فى العالم| ما القصة؟
  • صراع الأجيال.. معركة النفوذ تشتعل بين الخبرة والطموح في انتخابات البرلمان - عاجل
  • تنسيق أمني عالٍ.. يار الله يبحث 4 ملفات رئيسية مع حشد ديالى - عاجل
  • انطلاق عملية أمنية مشتركة جنوبي ديالى
  • عاجل | إنذار أحمر في مكة.. أمطار غزيرة وصواعق رعدية حتى التاسعة مساءً