الخليج الجديد:
2025-01-08@11:35:46 GMT

«بلينكن» والمبني للمجهول!

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

«بلينكن» والمبني للمجهول!

«بلينكن» والمبني للمجهول!

«بايدن» لا يحتاج لأن يغلق الهاتف فى وجه «نتنياهو»، إذ بإمكانه ببساطة إغلاق صنبور الأسلحة، ولديه الغطاء الشعبى.

كون «بايدن» لا يتحدث مع «نتنياهو» لا يعنى شيئًا، فاتصالات أمريكا-إسرائيل لم تنقطع يومًا، ثم إن الخلاف ليس جوهريًا بل تكتيكيا!

«التسريبات» القائلة بأن «بايدن» نفد صبره، وأنه «أغلق الهاتف» فى وجه «نتنياهو»، ثم هاتفه بعد مقاطعة لأكثر من شهر، ليست تسريبات من أصله.

كرر بلينكن فى دافوس الاستراتيجية كانت تنفذها الإدارة منذ وصلت للحكم، بخلق شبكات صغيرة من دول إقليمية بناء على اتفاقات أبراهام وأظهرت طوفان الأقصى فشلها.

التسريبات تطلقها إدارة بايدن عمدًا عبر مراسلين مقربين فالانتخابات الرئاسية بدأت فعلًا وشعبية «بايدن» محدودة، وقطاعات واسعة بحزبه، خاصة الشباب، يرفضون موقفه من فلسطين.

* * *

لا يغيب عن فطنة القارئ الكريم أن «التسريبات» القائلة بأن «بايدن» قد نفد صبره، وأنه «أغلق الهاتف» فى وجه «نتنياهو»، ثم هاتفه بعد مقاطعة لأكثر من شهر، ليست تسريبات من أصله. فالتسريب عادة ما يكون من شخص يكشف سرًا دون علم مرؤوسيه.

أما تلك الأقاويل فتطلقها الإدارة عمدًا عبر مراسلين مقربين منها. فالانتخابات الرئاسية قد بدأت فعلًا، وشعبية «بايدن» محدودة، وهناك قطاعات واسعة بحزبه، خصوصًا الشباب، يرفضون موقفه بخصوص فلسطين. وقطاعات واسعة بالحزب تقول فى الاستطلاعات إنها تريد للسياسة الخارجية أن تصبح قضية انتخابية.

وتلك مسألة فريدة لم تحدث فى انتخابات الرئاسة منذ غزو العراق. لذلك يريد مساعدو «بايدن» منحه مساحة لخطاب مختلف فى الحملة متى اضطر لذلك. والحقيقة أن حكاية نفاد صبر «بايدن» تتردد منذ شهرين على الأقل.

وهو ما يعنى أن نفاد الصبر، فى العرف الأمريكى، نفَسه طويل للغاية! ثم إن «بايدن» لا يحتاج لأن يغلق الهاتف فى وجه «نتنياهو»، إذ بإمكانه ببساطة إغلاق صنبور الأسلحة، ولديه الغطاء الشعبى.

أما كون «بايدن» لا يتحدث مع «نتنياهو» فلا يعنى شيئًا، فالاتصالات الأمريكية- الإسرائيلية لم تنقطع يومًا، ثم إن الخلاف ليس جوهريًا وإنما هو تكتيكى! وأكثر ما يدل على ذلك أن سياسة أمريكا لم تتغير الآن عما كانت عليه قبل 7 أكتوبر.

فوزير الخارجية الأمريكى كرر فى دافوس الاستراتيجية ذاتها التى كانت تنفذها الإدارة منذ وصلت إلى الحكم، وأثبتت «طوفان الأقصى» فشلها، ومؤداها خلق شبكات صغيرة من دول إقليمية، تُبنى على اتفاقات أبراهام.

وتلك الاستراتيجية، بما فيها طريق الهند- حيفا، فشلت، لأنه ثبت استحالة تنفيذها عبر تجاهل قضية فلسطين، ولكن الإدارة تُصر على تنفيذها. كل ما فى الأمر هو السعى شكليًا لإضافة «عملية» سلام جديدة توحى بإمكانية حل الدولتين رغم المعارضة الإسرائيلية المعلنة.

لكن «للتسريبات» الرسمية تلك حول الخلاف هدف آخر هو شخصنة الأزمة، أى جعلها متعلقة بـ«نتنياهو» وحده. ولا أخفي عن القارئ كم يدهشنى تكرار تلك المقولة عربيًا دون حذر، عبر القول إن «نتنياهو» يطيل أمد العدوان على غزة لأسباب شخصية فقط لحماية نفسه من المحاكمة.

ذلك لأن تلك المقولة تعفى إسرائيل من المسؤولية عن الجرائم، وتضعها فقط فى رقبة «نتنياهو». وتلك الشخصنة مفيدة لأسباب كثيرة. فليس خافيًا أن إسرائيل خسرت معركة الرأى العام الدولى، لسببين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا:

- أولهما وسائل التواصل الاجتماعى التى رأى بفضلها العالم، ودون «فلتر» الإعلام الغربى المنحاز، جرائم إسرائيل ضد المدنيين.

- ثانيهما أن وقائع الإبادة بالصوت والصورة جعلت استيعاب ما يجرى أكثر سهولة بكثير من أى وقت مضى. فإسرائيل نجحت عبر عقود فى إقناع الرأى العام الدولى بأن القضية بالغة التعقيد، مما يستحيل معه تشكيل رأى بشأنها ممن لا يُلم بتفاصيلها وتاريخها.

لكن الصوت والصورة، فضلًا عن التصريحات الفجة للإسرائيليين أنفسهم، لم تحتج لخبرات ولا خبراء لفهم مغزاها. لذلك تهدف الشخصنة لخلق حكاية سهلة موازية.

وكأنها تقول إن ما رأيته، أيها العالم، من فظائع مسؤول عنه «نتنياهو» لا إسرائيل، وإن التطرف ليس إسرائيليًا وإنما هو بن غفير وسموتريتش. وعليه، فإن أمريكا تدعم إسرائيل لا متطرفيها!

و«بلينكن» فى دافوس قدم نموذجًا فريدًا لإعفاء إسرائيل وأمريكا من المسؤولية عن مقتل 25 ألف فلسطينى. فهو تقمص دور أستاذ الجامعة لا الوزير، وبعد أن قال لنا إن قلبه ينفطر بسبب «معاناة» الفلسطينيين، قال لمحاوره: «السؤال هو: ما العمل؟»، مستخدمًا بالإنجليزية صيغة المبنى للمجهول!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين أمريكا إسرائيل بايدن نتنياهو بلينكن انتخابات تسريبات اتفاقات أبراهام فى وجه

إقرأ أيضاً:

أول رد من نتنياهو على قوائم أسرى إسرائيل المنوي الإفراج عنهم من غزة

عقب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الاثنين 6 يناير 2025، على ما نشرته وسائل الإعلام من قائمة لأسماء أسرى إسرائيليين لدى المقاومة في قطاع غزة على أنها أسماء أرسلتها حركة حماس إلى الوسطاء للإفراج عنها ضمن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.

وزعم مكتب نتنياهو في بيان مقتضب له، أن "قائمة المختطفين المنشورة في وسائل الإعلام لم تنقلها حماس إلى إسرائيل بل تم نقلها في الأصل من إسرائيل إلى وسطاء في وقت مبكر من يوليو 2024".

إقرأ أيضاً: مستجدات مفاوضات غـزة بالدوحة - قائمة حمـاس بالأسماء للمحتجزين الإسرائيليين

وادعى بأن "إسرائيل لم تتلق حتى الآن أي تأكيد أو إشارة من حماس فيما يتعلق بوضع المختطفين الذين تظهر أسماؤهم في القائمة".

وتابع "ستواصل إسرائيل العمل بلا كلل من أجل عودة جميع المختطفين".

إقرأ أيضاً: شاهد: 3 قتلى إسرائيليين وإصابات في عملية إطلاق نار شرق قلقيلية

وكانت وسائل الإعلام قد تداولت صباح اليوم قوائم بأسماء المحتجزين الإسرائيليين الذين وافقت حركة حماس على الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة لتبادل الأسرى.

ونقلت بعضها تأكيد من حركة حماس على ان تلك القائمة تضم أسماء عسكريين ومدنيين وقصر، كما أن بينهم أحياء ومتوفين، وأنها وافقت على الإفراج عن 34 محتجزاً ضمن قائمة قدمتها تل أبيب للتبادل في المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية 50 شكوى حول العالم ضد جنود الاحتلال لارتكابهم جرائم في قطاع غزة شاهد: 3 قتلى إسرائيليين وإصابات في عملية إطلاق نار شرق قلقيلية الجيش الإسرائيلي سينسحب من الناقورة قريبا الأكثر قراءة رصد إطلاق صاروخ من غزة لم يدخل الأجواء الإسرائيلية قوات الاحتلال تشن حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة والقدس صحة غزة تصدر تقريرها بشأن شهداء وإصابات الحرب محدث: الخامس خلال 24 ساعة - استشهاد أسير من سكان غزة في سجن النقب عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • عن بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.. هذا ما تراه إدارة بايدن
  • بايدن وترامب يضغطان على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير
  • أسوشيتد برس: إدارتا بايدن وترامب تضغطان على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق قبل 20 يناير
  • أول رد من نتنياهو على قوائم أسرى إسرائيل المنوي الإفراج عنهم من غزة
  • ‏بلينكن: واثق من أن وقف إطلاق النار في غزة سيحدث سواء خلال إدارة بايدن أو بعدها
  • لقاء مرتقب بين بلينكن ونظرائه الأوروبيين بشأن سوريا
  • متخوفة من رد فعل بايدن.. إسرائيل تريد البقاء في جنوب لبنان الى أجل غير مسمى
  • إسرائيل تريد البقاء في جنوب لبنان.. وتخوف من رد فعل بايدن
  • صحف عالمية: بايدن فضّل مواصلة نهجه بدعم إسرائيل حتى نهاية حكمه
  • جويل روبين: إدارة بايدن تواجه تحديات في التعامل مع ممارسات إسرائيل