معهد واشنطن: حماس لديها قوة عسكرية تقليدية إلى جانب تكتيكاتها المعتادة
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كتب عيدو ليفي وهو مختص في "برنامج الدراسات العسكرية والأمنية" بمقال له في "معهد واشنطن"، أنه "بالرغم من أن القدرات العسكرية التقليدية لحركة "حماس" قد بلغت ذروتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن "الجيش ذو الأداء الضعيف يظل جيشا"، مبينا أنه لم يبق أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي "خيارا سوى مواصلة العدوان البري حتى يتمكن من تحويل استراتيجيته نحو "مكافحة الإرهاب".
وذكر أن إنشاء جيش تقليدي قوي قادر على اجتياح مواقع الجيش الإسرائيلي واقترابه من المستوطنات الحدودية، كانت بداية الصراع.
وبالرغم من استيلاء "حماس" على مواقع في عمق الأراضي المحتلة تصل مسافتها إلى 25 كيلومترا من الحدود مع غزة، فإن بعض كوادرها استطاعوا الصمود والمحاولة في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبين أنه يظهر الآن بوضوح أن "حماس" لديها قوة عسكرية تقليدية وجاهزة للاستخدام جنبا إلى جنب مع تكتيكاتها المعتادة.
وتابع في مقاله: اكتسبت "حماس" قدراتها العسكرية عبر سنوات من التدريب والخبرة القتالية، بالإضافة إلى الدعم الإيراني وجمع الموارد. تعتمد الحركة على تكييف تكتيكاتها غير النظامية مع الحروب التقليدية.
ورأى أنه يمكن إدراج تطور قدرات الحركة ضمن سياق واسع للجماعات المسلحة غير الحكومية التي تسعى إلى تشكيل جيوش، وعليه حث جيش الاحتلال على مواصلة حملته ضد "حماس" حتى تفقد الحركة القدرة على السيطرة على الأراضي.
وأشار ليفي إلى أنه على الرغم من أن حماس لا تمتلك تجهيزات حديثة، فإنها لا تزال تشكل تحديا بفضل تكتيكاتها الاستباقية والتفجيرات الانتحارية، مضيفا أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك الآن واقع أن "حماس" أصبحت جيشا بمعنى الكلمة.
ولفت الكاتب إلى جوانب القوة لدى "حماس" التي توضح في ميثاقها التأسيسي الذي أُقر عام 1988، بوضوح التفضيل لـ "الجهاد" كوسيلة لوقف "اغتصاب اليهود لفلسطين".
وتُقدم "حماس" نماذج عملياتها العسكرية باعتبارها تشابها بين قادة عسكريين إسلاميين كبار في التاريخ، مثل صلاح الدين الأيوبي وبيبرس، ويتلخص هدف "حماس" الرئيسي في استبدال دولة الاحتلال بدولة فلسطينية تتبنى تفسيرا إسلاميا للشريعة، من خلال الكفاح المسلح، حيث يعتبر التحضير العسكري شرطا أساسيا لتحقيق الهدف، حسب قوله.
وتطرق الكاتب إلى الدعم الإيراني المتمثل بتدريب قوات للحركة في لبنان، إلى جانب تقديم حزب الله للمشورة الاستراتيجية لـ "حماس"، منبها إلى أن هجوم السابع تشرين الأول/أكتوبر يشبه إلى حد كبير خطة "حزب الله" لاستهداف المناطق المحتلة في "الجليل" في عام 2012.
وأشار إلى أن التدريب العسكري الكثيف والتسليح المتراكم مكن "حماس" من تنظيم وحدات إقليمية تصل حجمها إلى حجم ألوية، وتشمل كل وحدة ما بين 2500 إلى 3500 مقاتل، لافتا إلى أن التدريبات المشتركة مع الفصائل الأخرى في غزة منذ عام 2020 أسهمت في تحسين التنسيق ودعم قيادة "حماس"، وتسهيل التعاون بين الحركة والفصائل الأصغر حجما.
وأورد الكانب أن "إيران زوّدت "حماس" بالموارد والخبرة لبناء ترسانة صاروخية قوية، حيث تم إطلاق أكثر من 10 آلاف صاروخ وقذيفة هاون في النزاع الحالي، بمساعدة إيران، نجحت "حماس" في تطوير صناعة صواريخ محلية تستخدم مواد الحياة اليومية".
وأوضح ليفي أن "حماس" وفصائل أخرى في غزة نجحت في ترويع المستوطنات الإسرائيلية من خلال هجمات صاروخية، مما دفع المجتمعات الحدودية إلى اللجوء إلى الملاجئ.
وكتب حول الأنفاق، قائلا: "تعود جذور حفر الأنفاق لأغراض قتالية في غزة إلى عام 1967، واعتمدت "حماس" هذا التقليد واستخدمت تكتيكات حفر الأنفاق التي يستخدمها "حزب الله" في لبنان".
ومضى بالقول: تساهم الأنفاق الشبكية في حماية أصول "حماس" من الضربات الجوية، بينما تسمح الأنفاق الهجومية بالتسلل إلى الأراضي التي تحتلها "إسرائيل".
وبخصوص عملية "طوفان الأقصى"، قال ليفي "بلغت هذه المجموعة من التكتيكات غير النظامية ذروتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، عندما شنت هجوما تقليديا على إسرائيل. بدأ الهجوم بإطلاق وابل هائل من الصواريخ، تجاوزت 3000 صاروخ في الدقائق الأولى من الحرب، مما أدى بطبيعة الحال إلى التغلب على الدفاعات الإسرائيلية، التي اختبرتها "حماس" بضربات صاروخية على مدى سنوات".
وتابع: في الوقت نفسه، اخترقت القوة الضاربة التابعة للحركة، بقيادة مقاتلين من وحدة "النخبة" التي تلقت تدريبا إيرانيا، السياج الحدودي بالتزامن مع محاولات تسلل من البحر. قامت العناصر الموجودة على الحدود بالتشويش على اتصالات جيش الاحتلال الإسرائيلي وقنص أنظمة المراقبة.
وأكمل ليفي شرحه للعملية: أتت التدريبات والاستخبارات بثمارها مع اجتياح المهاجمين لمواقع عسكرية غير متوقعة. وصل بعض المهاجمين عبر طائرات شراعية، بعد سنوات من التدريب الخاص الذي أجرته "حماس" على استخدام هذه الأجهزة؛ ومن المرجح أن "حماس" قد تعلمت من تجاربها السابقة في نشر بالونات وطائرات ورقية حارقة، وهي أجسام طائرة منخفضة التقنية نسبيا اختبرت الدفاعات الحدودية الإسرائيلية في ظروف مشابهة.
وتوقع الخبراء، وفقا للمقال، أن تطرح شبكة أنفاق "حماس" تحديات فريدة من نوعها، حيث أدت صعوبة تدمير الأنفاق بالغارات الجوية والمخاطر التي تمثلها في البيئات الحضرية إلى زيادة حالة عدم اليقين التي ربما أدت، بجانب احتجاز الحركة لأسرى إسرائيليين، إلى تأخير بدء التوغل البري الإسرائيلي في غزة.
وأردف ليفي في تحليله، أن "حماس" أظهرت قدرة عسكرية كبيرة نجحت في تجسيدها في 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث قامت بنشر تكتيكات غير نظامية لتنفيذ الهجمات واستفادت الحركة من تدريبها وخبرتها في هذا السياق.
واعتبر الكاتب أن "حماس" لا تزال جيشا، داعيا إلى أن استمرار العمليات البرية التقليدية لإخراج "حماس" تمامًا من الأراضي التي تسيطر عليها.
ورأى أنه "ما لم تفقد "حماس" السيطرة على غزة، ستظل قادرة على تجديد قوتها القتالية وتعزيز قدراتها العسكرية، كما حدث في أعقاب الحملات الإسرائيلية السابقة ضدها".
ووفقا للمقال، يُشكل بروز "حماس" كجهة مسلحة غير حكومية تعمل على تطوير قدرات عسكرية تقليدية حاليا تحديا لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت إلى أن الأعمال العسكرية المفاجئة التي نفذتها "حماس" تظهر عدم تنبؤ "إسرائيل" وعدم استعدادها لهذا السيناريو، مشيرا إلى أن عملية "طوفان الأقصى" تدرج ضمن النمط التاريخي الذي يتمثل في فشل الدول القوية في فهم إمكانية استخدام خصومها من غير الدول للأساليب التقليدية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس أكتوبر الاحتلال غزة الإيراني حزب الله إيران حماس غزة حزب الله الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی تشرین الأول أکتوبر جیش الاحتلال فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
في تطور سياسي وقانوني لافت داخل إسرائيل، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة "إقرار بالذنب" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد قد تضع مستقبله السياسي والشخصي في مهب الريح. هذه المبادرة تعيد إلى الواجهة تساؤلات كبيرة حول مصير نتنياهو وحجم التحديات السياسية والقانونية التي تواجهها إسرائيل في ظل أوضاع داخلية وإقليمية متأزمة.
خلفية القضية: نتنياهو في قفص الاتهام
يُحاكم نتنياهو منذ سنوات بتهم تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في عدة ملفات فساد معروفة في الأوساط الإسرائيلية. رغم محاولات مستمرة للطعن في الاتهامات واللجوء إلى الاستراتيجيات السياسية للبقاء في الحكم، إلا أن الضغوط القضائية تزايدت مع الوقت.
وظهرت فكرة صفقة الإقرار بالذنب عدة مرات في السنوات الأخيرة، لكنها كانت تصطدم برفض نتنياهو التام لأي تسوية تعني انسحابه من المشهد السياسي، الذي يعتبره خط دفاعه الأساسي. القبول بهذه الصفقة يعني الإقرار بوصمة عار قانونية تمنعه من تولي أي منصب رسمي مستقبلًا، وهي خطوة لم يكن مستعدًا لها حتى الآن.
تفاصيل صفقة الإقرار بالذنبوفقًا لما نشرته صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، تتضمن الصفقة خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل عدم دخوله السجن. الصفقة تعتمد على إقرار نتنياهو جزئيًا أو كليًا ببعض المخالفات، بعد تعديل لائحة الاتهام لتقليل خطورة الجرائم المزعومة.
مقابل ذلك، ستسقط النيابة العامة بعض التهم أو تقبل بعقوبة مخففة، ما يجنبه المحاكمة الطويلة واحتمال السجن الفعلي. هذه الاستراتيجية القانونية، المعروفة عالميًا باسم "صفقة الإقرار بالذنب"، تتيح إنهاء القضايا الجنائية بسرعة لكنها غالبًا ما تكون محفوفة بالجدل السياسي والأخلاقي.
السياق الدولي: مذكرات اعتقال إضافية تلاحق نتنياهولا تقتصر التحديات القانونية لنتنياهو على المحاكم الإسرائيلية فقط. ففي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وجاء في بيان المحكمة أن هناك أسبابًا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات استهدفت السكان المدنيين واستخدما التجويع كسلاح حرب. كما أشارت المحكمة إلى أن الجرائم شملت القتل والاضطهاد وأفعالًا غير إنسانية أخرى.
الكشف هذه الأوامر ضاعف من الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وساهم في تعقيد حساباته السياسية والقانونية.
احتمالات المستقبل: إلى أين يتجه المشهد الإسرائيلي؟دخول الرئيس هرتسوغ على خط الأزمة يعكس قلق المؤسسة السياسية من تداعيات استمرار محاكمة نتنياهو على استقرار الدولة. فالخيار بين محاكمة رئيس وزراء حالي أو سابق وسجنه، أو التوصل إلى تسوية سياسية قانونية تخرجه بهدوء من المشهد، يحمل في طياته آثارًا سياسية واجتماعية عميقة.
ورغم أن إبرام صفقة الإقرار بالذنب قد يبدو مخرجًا مناسبًا للعديد من الأطراف، إلا أن قبول نتنياهو بها لا يزال بعيد المنال. فنتنياهو، الذي يَعتبر نفسه ضحية ملاحقات سياسية، قد يفضِّل المضي قدمًا في المعركة القضائية حتى النهاية، آملًا في البراءة أو في انقلاب سياسي لصالحه.
أما إسرائيل، فهي تجد نفسها أمام مفترق طرق: هل تواصل السير في طريق المواجهة القانونية بكل تبعاته، أم تلجأ إلى تسوية مكلفة سياسيًا لكنها تتيح طي صفحة من أكثر الفصول إثارة للانقسام في تاريخها الحديث؟
تطرح مبادرة الرئيس هرتسوغ سؤالًا وجوديًا على إسرائيل: ما هو ثمن العدالة وما هو ثمن الاستقرار السياسي؟ بغض النظر عن النتيجة، فإن مصير بنيامين نتنياهو سيكون علامة فارقة في مسار السياسة الإسرائيلية للسنوات المقبلة.