الخليج الجديد:
2025-03-10@13:40:20 GMT

حسم بعيد المنال عن إسرائيل

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

حسم بعيد المنال عن إسرائيل

حسم بعيد المنال عن إسرائيل

كل من يتكلّم عن حسم مطلق لا يقول الحقيقة، بل يروي حكايات خرافية.

الجيش الإسرائيلي ما زال بعيداً عن حسم الحرب وعن تحقيق الأهداف التي جرى تحديدُها لإنجاز الحسم.

إن أسوأ نُذُر هجوم طوفان الأقصى، والذي يجب أن يُشغل إسرائيل طويلاً هو أن هناك فقداناً لأي مشاعر خوف ورهبة منها.

مقياس استعادة الردع الإسرائيلي كامنٌ في استرجاع شعور الخوف هذا من ردّة الفعل الإسرائيلية الصارمة، وهذا لا توحي به تطوّرات الحرب في غزّة.

فقدان المقاومة الشعور بالخوف والرهبة يؤول لإنجاز استراتيجي بعيد المدى على مستوى أبعد من الساحة الفلسطينية، لن يبدّده سوى إنجاز استراتيجي إسرائيلي موازٍ مما لم تتراكم بعد مؤشّراته في الواقع.

* * *

تستدعي مواجهة المقاومة الفلسطينية لآلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزّة، فضلاً عن صمودها، رغم اقتراب الحرب من نهاية شهرها الرابع، مزيداً من الاعترافات الإسرائيلية باستحالة بلوغ نقطة الحسم في المعارك الدائرة.

وقد تمثّلت ذروة هذه الاعترافات، في الأيام القليلة الفائتة، في ما صدر عن اثنين من كبار القادة العسكريين والأمنيين السابقين:

- الأول هو القائد السابق لهيئة أركان الجيش والوزير في المجلس الوزاري الحربي، غادي أيزنكوت، الذي أكّد أن كل من يتكلّم عن حسم مطلق لا يقول الحقيقة، بل يروي حكايات خرافية.

- الثاني هو الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) والوزير السابق، يعقوب بيري، الذي أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي ما زال بعيداً عن حسم الحرب وعن تحقيق الأهداف التي جرى تحديدُها لإنجاز الحسم.

وبالتزامن مع موعد كتابة هذه السطور، نظّم جنودٌ في الجيش الإسرائيلي وضبّاطه في تشكيلات الاحتياط نشاطاً احتجاجيّاً ضد تسريحهم من الخدمة العسكرية تحت شعار "تم تسريحنا من دون حسم المعركة".

ومع أن الاحتجاج يعبّر عن الحنق جرّاء انعدام النيّة من أجل الحسم، إلا أنه، في الوقت نفسه، يشفّ عن عجز القدرة على بلوغه، وعمّا لم تتمكّن إسرائيل من تحقيقه حتى اللحظة من وراء إعلانها الحرب على غزّة.

ويُلاحظ في أكثر من مقام على صعيد ما ينشر من أدبيات الحرب الإسرائيلية أن من بين الدوافع المباشرة للكلام عن الحسم واللهاث خلفه وضرورته، ثمّة دافع هو الأبرز لأن تُحرز إسرائيل ما يوصف بأنه إنجازٌ متميّز من شأنه أن يعادل الإنجاز الكبير الذي سجّله هجوم طوفان الأقصى من حركة حماس يوم 7 أكتوبر.

ولتوضيح المقصود، يكفي اقتباس ما يقوله نائب الكنيست السابق والسكرتير السابق للحكومة الإسرائيلية، تسفي هاوزر، إن أسوأ نُذُر هجوم طوفان الأقصى، والذي يجب أن يُشغل إسرائيل طويلاً هو أن هناك فقداناً لأي مشاعر خوف ورهبة منها.

وهو أمرٌ من شأنه أن يؤول إلى إنجاز استراتيجي بعيد المدى على مستوى أبعد من الساحة الفلسطينية، لن يبدّده سوى إنجاز استراتيجي إسرائيلي موازٍ يتجسّد في تفكيك مقدّرات "حماس"، وهو ما لم تتراكم بعد مؤشّرات إلى أنه حاصل في الواقع، أو على وشك أن يحدُث.

وبرأيه، مقياس استعادة الردع الإسرائيلي كامنٌ في استرجاع شعور الخوف هذا من ردّة الفعل الإسرائيلية الصارمة، وهذا لا توحي به تطوّرات الحرب في غزّة.

ينبغي أن نستدرك هنا كي نقول إن ما يهم هذه المقاربات، ومثلها منثور بكثرة في شتى وسائل الإعلام الإسرائيلية، هو إبراز جانبٍ من الإخفاقات التي تطاول الأداء العسكري الإسرائيلي في سياق الحرب المستمرّة على غزّة. ومع هذا، فيها ربما مناشدةٌ بأن لا تحسّ إسرائيل نفسها قوية أكثر مما كانت، وفي الوقت نفسه، تشير، ولو من غير قصدٍ، إلى قدرات المقاومة الفلسطينية ومقدّراتها.

كذلك لا بُد من أن نضيف أن الحسم بعيد المنال عن إسرائيل، بموجب ما يؤكّد المحللون العسكريون فيها في شبه إجماع، لأسبابٍ كثيرة أخرى، منها: عدم تمكّنها من تحقيق تقدّمٍ ملفت في إلحاق أضرار بما يصفونها بأنها "معامل تصنيع الأسلحة والذخيرة" التي بحيازة "حماس"؛ استعصاء عملية إطلاق الأسرى والمخطوفين؛ عجزها عن المساس بقادة الجناح العسكري لحركة حماس.

يُضاف إلى ذلك ما نقلته وسائل إعلام أجنبية عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى بشأن عدم تقدّم الحرب وفقًا للوتيرة التي كانت متوقّعة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عند بدايتها، فقد كان هناك توقّع بأن تكون للجيش سيطرة عملياتية على مدن غزّة وخان يونس ورفح بحلول نهاية عام 2023.

لكن في حين أن تحقيق هذا الهدف تمّ في مدينة غزّة، فإن المعارك في خان يونس مستمرّة، ولم تبدأ القوات الإسرائيلية بأي عمليات جدّية في رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين غزة حماس حسم المقاومة الفلسطينية طوفان الأقصى الردع الإسرائيلي إطلاق الأسرى عن حسم

إقرأ أيضاً:

مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية

أكد مسؤول بحكومة ولاية الخرطوم، ضرورة توفيق أوضاع مراكز الإيواء وزيادة المساحات الآمنة باستخدام منهجية صحيحة لمعالجة أوضاع المتأثرين.

الخرطوم: التغيير

قال مدير عام وزارة التنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم صديق حسن فريني، إن النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية، مما يستدعي تكثيف الجهود لدعمهن عبر برامج مكافحة الفقر والتنمية المجتمعية.

وعانت مناطق العاصمة السودانية الخرطوم من أوضاع قاسية عقب اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف ابريل 2023م، والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى وأدت لانهيار البنية الاقتصادية.

وتحدث فريني اليوم السبت في المنبر التنويري الدوري الأول بالولاية نظمته وكالة السودان للأنباء (سونا) بأم درمان، لمناقشة دور العمل الاجتماعي والإنساني في ظل الحرب.

وأشار فريني، إلى جهود وزارته في دعم الفئات الأكثر تأثراً بالحرب، لا سيما الأطفال، المسنين، والنساء، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة.

ونبه إلى أهمية دور التكايا في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وشدد على ضرورة تعزيز الدعم والتكامل لتحقيق الاستقرار بولاية الخرطوم.

واستعرض فريني جهود الوزارة في دعم صندوق تشغيل الخريجين، بما يسهم في خلق فرص عمل وتحسين أوضاع الشباب.

وأكد أن وزارة التنمية الاجتماعية، رغم تأثرها بالحرب، تواصل أداء مهامها من خلال إدارة ثمانية دور إيواء.

وأشار إلى أن أول إصابة في الحرب كانت من أطفال المدينة الاجتماعية، التي كانت بجوار المدينة الرياضية.

وأضاف أن الوزارة أسهمت في تقديم الدعم النفسي للمتضررين حتى بعد الحرب، خاصة خلال فترات الامتحانات.

ونوه إلى تأثير الحرب على الأشخاص ذوي الإعاقة، وشدد على ضرورة توفيق أوضاع مراكز الإيواء وزيادة المساحات الآمنة في الخرطوم باستخدام منهجية صحيحة لمعالجة أوضاع المتأثرين.

وأعلن فريني أن والي الخرطوم وافق على إعادة تشغيل مؤسسة التنمية الاجتماعية، وأكد استعادة قاعدة البيانات، ولفت إلى افتتاح بنك الادخار غدًا، بهدف تقديم خدماته للفئات الفقيرة استجابةً لواقع الحرب.

وأوضح أن الوزارة التزمت بتقديم أفضل الخدمات لمراكز الإيواء، حيث تم وضع لائحة لتنظيم عملها، إلى جانب تأسيس شراكات حقيقية لضمان الشفافية في إدارتها.

الوسومالجيش الحرب الخرطوم الدعم السريع السودان تشغيل الخريجين صديق حسن فريني وزارة التنمية الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: العودة للحرب في غزة تعني موت المختطفين
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الإسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة
  • الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • إعلام العدو:المسيرات الإسرائيلية تغتال 700 شخص من غزة ولبنان منذ بدء الحرب
  • هآرتس: القانون ضد الأونروا هو جزء من الحرب الإسرائيلية ضد إقامة دولة فلسطينية
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • صحف عالمية: سحب القوات الإسرائيلية من غزة ضرورة لإنقاذ الأسرى