العقيدة الشمشونية وإبادة غزة .. لماذا يلوح وزراء الاحتلال بالسلاح النووي؟
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
يعود مرة أخرى وزير ما يعرف بالتراث في حكومة الاحتلال أميخاي إلياهو، بكامل تطرفه داعيًا إلى إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة، بعد دعوته الأولى التي لاقت إدانة واسعة.
ولم يكتفِ وزير الاحتلال “المارق قولًا مؤكدًا” بإسقاط قرابة 26 ألف شهيد في 111 يوما، إلا أن مستوى التطرف المريض والذي يعتبر ركيزة عقدية تنبثق عن الاقتباس من التلمود أو التوارة والبائن بإجرام منقطع النظير، يفرض تساؤلات يأتي في مقدمتها .
• العقيدة الشمشونية والقنبلة النووية
وعلى الرغم أن المقاومة الفلسطينية في غزة تحتفظ بأكثر من 130 أسيرًا غالبيتهم جنود بجيش الاحتلال، لكن إلياهو في مرته الأولى والثانية لم يعبه حقًا ودعا لضرب القطاع بالنووي؛ معتقدًا أن الإبادة الجماعية ستريح “الدولة المارقة” من التهديد الوجودي وبذلك تضمن استمرارها قائمة.
لعله؛ لا يخفى على أحد أن الأساسات الدينية المتطرفة “لدولة الأبرتهايد” وساستها في سدة الحكم تجيز وتتيح لهم أن يفعلوا أي شيء وبأي طريقة تجاه الأمم الأخرى؛ كيف لا وهم شعب الله المختار.
يعزز ذلك ما طرحه رئيس هذه الحكومة نتنياهو بأنه سيحقق “نبوءة إشعياء” في العدوان الذي يشنه على قطاع غزة، حيث وصف الفلسطينيين أنهم “أبناء الظلام”، حسب تعبيره، والمستوطنين بـ”أبناء النور”.
وفي العقيدة الشمشونية أو “خيار شمشون” في معتقد الردع الافتراضي لدى الاحتلال والمرتبط بعمليات الانتقام واسعة النطاق بالأسلحة النووية، باعتبارها آخر الحلول، ضد الجماعات التي تشكل تهديدًا عسكريًا على وجودها.
وتوجه الاحتلال للانتاج النووي يعكس عدم ثقة عميق بالصمود والانتصار في الحروب المتسقبلية وبالتالي فإن القنبلة النووية تشكل عنصر ردع تكون، وفي الوقت نفسه عنصرًا محفزًا للعدو لأن يجمع قوته، وفق عن كتاب ” إسرائيل ماضية إلى زوالها” للكاتب الصهيوني موشيه شاريت.
• عدم اكتراث وتكرار مشبوه
ومنذ كشف المتطرف الداعي لضرب غزة بالنووي إلياهو في المرة الأولى ، انبثقت أسئلة اليقين حول إجابتها حاضرًا لكن التأكيد الرسمي مفقودًا، ويتمثل ذلك باستحضار سؤال هل يمتلك الاحتلال ترسانة نووية؟، ولماذا يخفيه؟، وكيف يأمن ذلك العرب والمسلمين؟..
وبالعودة إلى أساس الحديث الأول استهجن غالبية أهالي الأسرى بيد المقاومة تصريحات الوزير المتطرف ودعوا إلى محاسبته، واصفين أن بيانه ” صادم يتعارض مع كل مبدأ من مبادئ الأخلاق والضمير اليهودي”.
على المستوى الفلسطيني طالب المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية “بإدراج هذا التصريح الوقح الفج كأحد الأدلة على إقرار المحتل بارتكاب الجرائم والتحريض عليها”.
فيما قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن هذه التصريحات “تعكس الإرهاب الصهيوني الإجرامي غير المسبوق، الذي تمارسه هذه الحكومة الفاشية وقادتها ضد شعبنا”.
وكذلك أدانت حكومات عربية هذه التصريحات باعتبارها “عنصرية همجية تجرأ على الإدلاء بها أحد شركاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم، بضرب قطاع غزة بقنبلة نووية وإبادتها”، فلماذا لم يرتدع ما يعرف بـ”وزير التراث الفاشي إلياهو”؟
• نووي الاحتلال ليس للتهديد
يمكن الإجابة على التساؤل الأخير من فحوى مقال الكاتب كعدي في العربي الجديد، والذي بناه على كتاب كاتب صهيوني يقول فيه “من المشكوك فيه جداً أن تُلقى القنبلة قبل اللحظة الأخيرة، لحظة عدم الاختيار، لحظة حافّة الكارثة، اللحظة التي تصبح فيها إسرائيل نصف مدمرة، إن لم يكن الوضع حتى أسوأ من ذلك بكثير”.
وفي السياق الأخير إشارات واضحة أن الإئتلاف الحاكم أو بعضهم على الأقل يرون أن هذه الدولة دنت كثيرًا من لحظتها الأخير، وهو ما استدعى “وزير التراث إلياهو” لتكرار ضرب غزة بقنبلة نووية لإعادة عنصر الردع بعدما أسقطته عملية العبور العظيم “طوفان الأقصى”.
والمفاجئ في طرح الكاتب الصهوني بكتابه (دولة إسرائيل زائلة) أنه قال “حتى لو ألقيت القنبلة في اللحظة الصحيحة فإن إلقاءها سيكون عبثاً، إذ إنها لن تمنع نهاية (إسرائيل). إن أي جهة في هذا العالم، صديق، أو عدو، أو حتى لا مبال، لن يغفر لإسرائيل استخدامها هذا السلاح النووي”.
وتبقى الأسئلة هل يرى متطرفو الاحتلال أن الموعد حان لإلقاء القنبلة النووية ؟ وكيف ومن سيتخذ هذا القرار؟، وما الفائدة المرجوة من القنبلة النووية لإضافة سنوات محدودة لدولة زائلة لا محالة؟، تبقى تدور في فلك المجهول المعلوم القادم دون شك.
اخبار حياة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القنبلة النوویة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: ستتحرك ضد الحوثيين بقوة كما تعاملنا ضد أذرع محور الشر الإيراني
قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأحد: إن تل أبيب ستتحرك ضد الحوثيين كما تعاملنا بقوة ضد الأذرع التابعة لمحور الشر الإيراني، وذلك وفق تعبيره.
وفي وقت سابق، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد فإن الحوثيين تقريبًا هم الذراع الأخيرة الباقية لمحور الشر الإيراني"، حسب قوله.
وأضاف نتنياهو: "سلاح الجو الإسرائيلي هاجم أهدافًا استراتيجية للحوثيين في ميناء الحديدة وعمق اليمن.. الحوثيون يتعلمون بطريقة صعبة أن من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنًا باهظًا".
واستهدف القصف الاسرائيلي منشآت استراتيجية وبنية تحتية عسكرية وأحد الثكنات التابعة للحوثيين بالإضافة لمحطة كهرباء كبيرة في صنعاء والحديدة، وقد لمحت وسائل إعلام إسرائيلية غير رسمية إلى أن الهجوم إسرائيلي.