كندا تفرض "القتل الرحيم" على الفقراء والمصابين بأمراض نفسية
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
انتشر في كندا الترويج للقتل الرحيم على نطاق واسع، ويطال الأمر بشكل خاص الكنديين الذين ليس لديهم المال للعلاج.
ومنذ عام 2016 توفي 45 ألف كندي بسبب القتل الرحيم. وفي مدينة كيبيك 7% من إجمالي الوفيات سببها القتل الرحيم. ويتم فرضه بنشاط على خلفية أزمة الرعاية الصحية مع طوابير طويلة لمراجعة الأطباء.
يذكر أن كندا سمحت قبل 10 سنوات بالقتل الرحيم رسميا، أي يمكن تلقي حقنة مميتة بناء على طلب أي مواطن.
وإن "طلب" القتل الرحيم أمر سهل جدا، فكل ما عليك فعله هو تنزيل نموذج طلب خاص من الإنترنت، وتعبئته والتوقيع عليه ووضع التاريخ. ويجب أن يخضع الشخص الموقّع لفحص قصير لتحديد مدى حاجته إلى القتل الرحيم، ويمكنه الحصول عليه في نفس اليوم.
ومئات الوفيات الطوعية تتم بشكل هادئ في كندا. لكن وراء هذه الوفيات مأساة شخصية فظيعة. وأحد الأسباب الرئيسية لإصدار حكم الإعدام على النفس هو الفقر.
ولا يمكن للفقراء، وكثير منهم من المعاقين، الاعتماد إلا على برنامج التأمين الاجتماعي الحكومي. لكن الدولة الكندية تنفق على المساعدات الاجتماعية أقل مما تنفقه جميع الدول المتقدمة. ويمكن أن تستمر فترة انتظار العلاج في القطاع الطبي العام لسنوات. ويقول البرلمان صراحة إن "الاختيار غير الطبيعي" الذي أعطي إياه اللون الأخضر بموجب القانون قد وفر بالفعل ما يقرب من 88 مليون دولار سنويا، مع العلم أن تكلفة حقنة مميتة واحدة تبلغ 2327 دولارا فقط.
واعتبارا من شهر مارس للعام المقبل سيتم ضم مجموعة أخرى من أفقر مجموعات السكان إلى "الخدمة" ، وهم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية. وعادة ما تكون هذه الأمراض في مرحلة متقدمة بين الفقراء، مما يدفع الكثير منهم إلى اختيار الانتحار.
وفقا لقانون القتل الرحيم المعمول به في كندا فمنذ يونيو 2016، لا يمكن استخدامه إلا لمواطني البلاد الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما. وفي الوقت الحالي من الضروري أن يكونوا أصحاء عقليا، ولكن في مارس 2023 تم رفع هذا الشرط. وإذا انتهت عام 2016 حياة 1018 كنديا من خلال القتل الرحيم، ففي عام 2021 كان هناك بالفعل 10064 شخصا، وهذا رقم قياسي فظيع.
جدير بالذكر أن القتل الرحيم محظور في روسيا. وقد تم تقنينه في هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ وأستراليا وعدد من الولايات الأمريكية. وفي العديد من البلدان الأخرى يسري مفعول ما يسمى بـ"القتل الرحيم السلبي"، أي عندما يوقف الطبيب تقديم الرعاية لمريض مصاب بمرض عضال بناء على طلبه.
المصدر: Dzen.ru
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
لا يمين ولا يسار
في أوروبا غالبا يستوي اليمين مع اليسار، يستوي الاشتراكيون مع المحافظين، ولا يفصل هؤلاء وهؤلاء عن اليمين المتطرف إلا خيط العنكبوت.
جاء الاشتراكيون إلى حكم بريطانيا بعد فترة طويلة من حكم المحافظين، ومع ذلك ما زالت طائرات بريطانيا تضرب في اليمن، وما زالت مخابراتها تتجسس على غزة، وما زالت شركاتها تمد الكيان بالسلاح.
وفي ألمانيا كان الاشتراكيون في الحكم بفضل الجاليات الإسلامية، ولكن عندما بدأ طوفان الأقصى كان مستشار ألمانيا الاشتراكي شولتز من أوائل القادة الذين هرعوا إلى تل أبيب، وكانت حكومة اليسار هي الأعلى صوتا في تأييد الاحتلال في الحرب الهمجية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، وكان صوت وزيرة خارجية ألمانيا من أعلى الأصوات تأييدا للكيان، واعتبرت حكومة الاشتراكيين أن أمن الكيان جزء من أمن ألمانيا.
هؤلاء جميعا يجمعهم العنصرية والاستعلاء والاستعمار، ولا بأس من القتل والتهجير والإبادة طالما كان بعيدا عن كاميرات التصوير، ولهذا سكتوا جميعا عن قتل الصحفيين في غزة
هؤلاء جميعا يجمعهم العنصرية والاستعلاء والاستعمار، ولا بأس من القتل والتهجير والإبادة طالما كان بعيدا عن كاميرات التصوير، ولهذا سكتوا جميعا عن قتل الصحفيين في غزة.
كانوا يريدون أن تمر المذبحة بهدوء وبدون ضجيج، مثلما مرت في البوسنة خلال 3 سنوات بداية من عام 1992 وحتى عام 1995. حينذاك قتل الصرب 300 ألف مسلم، منهم 8000 في سربرنيتشا في يوم واحد تحت رعاية قوات حفظ السلام الهولندية التي لم تمنع القتل والاغتصاب.
كتائب المقاومة قي غزة لم تسمح لهم بذلك، فتولى المقاومون التوثيق بكاميراتهم وتولى الإعلام الحربي للفصائل النشر اليومي للمعارك، وتحمل صحفيو غزة ومعظمهم من الشباب اليافع كل المخاطر ولم يتخلوا عن مهمتهم فكانوا كتيبة مثل الكتائب. وفي هذه المعركة -معركة الإعلام- وصناعة الرأي العام وتوجيهه نستطيع أن نقول: إن المقاومة انتصرت بالضربة القاضية التي طرحت العدو أرضا أمام محكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، وجعلته منبوذا يهرّب قادته وجنوده من كل الدول التي يذهبون إليها، لدرجة أن أشد السياسيين الأوروبيين تعصبا إذا أراد أن يعلن دعمه الكامل للاحتلال فإنه يدعو رئيس وزراء الاحتلال لزيارة رسمية يعده أنه لن يتعرض فيها للاعتقال.
هذا هو الحال في أوروبا الرسمية كلهم عدو، وليس فيهم صديق، ولكن بعضهم أشد عداء من بعض. أما على المستوى الشعبي فالأمر مختلف، وهو ما يبشر بمستقبل مختلف تكون نتيجته أن يجرف الطوفان كل هذه القيادات العنصرية الفاشية الفاشلة. ونحن نرى أن الطوفان بدأ يفعل ذلك.