الخليج الجديد:
2025-04-26@21:06:22 GMT

العدوان مستمر والخذلان أيضاً

تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT

العدوان مستمر والخذلان أيضاً

العدوان مستمر والخذلان أيضاً

بقدر سعادتنا بمقاطع التضامن مع فلسطين، وهي كثيرة، بقدر شعورنا بالتقصير الشديد تجاه غزّة، ليبقى السؤال بلا إجابة واضحة للأسف: ماذا نفعل؟

نحن لسنا بخير، وشعورُنا بالعجز يقتلنا ونحن نرى أهل غزّة، وفي شمال القطاع، وصلوا حد الجوع والعطش، وأصبحوا يأكلون أي شيءٍ يجدونه.. ولا يجدون.

ما أراه من تعاطف الغرباء وتضامنهم مع أهل غزّة، يعيدني لوضعنا، متضامنين ومتعاطفين عربًا! والمقارنة دائما لصالحهم للأسف، نظرا لما يربطنا وما يربطهم بفلسطين.

ما الذي يدفع هؤلاء الأغراب لترك أعمالهم، ليفعلوا شيئاً حقيقياً تجاه ناس في غزة لا تربطهم بأولئك الناس أيّ روابط عرقية أو دينية أو ثقافية كالتي تربطنا نحن بهم؟

هل هو مناخ الحرية الذي عاشوه واعتادوا على أن يستفيدوا من كل الفرص المتاحة لهم فيه تعبيراً عن آرائهم، وهو ما تفتقر إليه أغلبية العرب والمسلمين في بلدانهم؟

هل هو الشعور بالذنب تجاه مسؤوليّة حكومات الغرب التي أنشأت الورم السرطاني المسمّى إسرائيل وطناً لليهود على أرض شعب فلسطين، ولا علاقة لهم بها بعدما ساهموا بتشريد شعب فلسطين؟

* * *

نحن، ومنذ ما يزيد على المائة يوم، لم نفعل شيئاً حقيقياً من أجل وقف العدوان الصهيوني الشرس على غزّة. نعم دعوْنا وكتبْنا وشاركنا في بعض الفعاليات والوقفات، ورفعنا العلم الفلسطيني في مناسبات كثيرة، وتوشّحنا بالكوفية كلما خرجنا إلى واحدةٍ من هذه الفعاليات والمناسبات، وسخّرنا حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي للتنديد بالعدوان والتعريف بما يجري وإعلان التضامن مع الفلسطينيين هناك.

لكن الحرب مستمرّة بكل غطرستها، وأهلُ غزّة الذين كانوا يموتون أو يصابون أو يهجرون أو يفقدون أحبابهم فقط، أصبحوا الآن يجوعون ويعطشون، بعدما منع عنهم الصهاينة كل مقوّمات الحياة تقريباً. ومع هذا، لا نفعلُ شيئاً سوى ما بدأنا به.

بل بدأ كثيرين، كما يبدو، يشعرون بالملل وبالتعب وباللاجدوى مما يقومون به تجاه ما يحدُث، فصمتوا أو قلّلوا من مشاركاتهم وأنشطتهم. ألومهم بالتأكيد على هذا الشعور المقيت بالملل والاعتياد، وألوم غيرَهم أكثر على صمتهم منذ البداية على ما يحدُث، لكن هذا لا يعني أنّنا، نحن المستمرّين على سبيل التنديد والتضامن، بخير.

نحن لسنا بخير، وشعورُنا بالعجز يكاد يقتلنا ونحن نرى أهل غزّة، وفي الشمال من القطاع تحديداً، وصلوا إلى حد الجوع والعطش، وأصبحوا يأكلون كل شيءٍ يجدونه أمامهم.. ولا يجدون.

لا أعرف ما علينا تحديدا فعله، ولكنه موجود. لا بد أنه موجود، ولا بد للتضامن مع من نحبّ أن يكون أقوى مما هو عليه. لا بد من وسيلةٍ ما تُشعرنا بأننا على الأقل استطعنا أن نساهم بالتخفيف عنهم. أننا وقفنا معهم، وأن التاريخ سيضعنا، في يوم ما، في الجهة التي يقفون فيها بلا تردّد.

لكن هيهات! فما أراه من تعاطف الغرباء وتضامنهم مع أهل غزّة، يعيدني إلى وضعنا، متضامنين ومتعاطفين عرب! والمقارنة دائما لصالحهم للأسف، بالنظر إلى ما يربطنا وما يربطهم بفلسطين.

كلما رأيت مقطعاً لوقفة حاشدة في واحدة من المدن الغربية والأميركية تنديداً بالعدوان الصهيوني المستمرّ على غزّّة، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، شعرتُ بكثير من الأسى الشخصي على أحوالنا، نحن العرب الذين نزعم إننا نؤدّي أفضل ما لدينا تجاه ما يحدُث بمجرّد الدعاء والكلمات المكتوبة وبعض الفعاليات التي قد لا تفعل سوى أنها تُريح ضمائرنا مؤقّتا تجاه ما يحدُث.

ما الذي يدفع هؤلاء الأغراب إلى أن يتركوا أعمالهم وأوقاتهم الخاصة، ليفعلوا شيئاً حقيقياً تجاه الناس في غزة من دون أن تربطهم بأولئك الناس أيّ روابط عرقية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الروابط التي تربطنا نحن بهم؟

هل هو مناخ الحرية الذي عاشوه واعتادوا على أن يستفيدوا من كل الفرص المتاحة لهم فيه تعبيراً عن آرائهم، وهو ما تفتقر إليه أغلبية العرب والمسلمين في بلدانهم؟

أم هو الشعور بالذنب تجاه مسؤوليّة حكوماتهم الغربية التي أنشأت هذا الورم السرطاني المسمّى إسرائيل وطناً لليهود على أرضٍ لا يملكونها، وليست لهم أي علاقة بها بعدما ساهموا بتشريد أصحابها الفلسطينيين؟

رأيتُ قبل قليل مقطعا لسيدة بريطانية اقتحمت ندوة يحاضر فيها مسؤول حكومي بريطاني منحازاً في ما يقوله في المحاضرة إلى الجانب الإسرائيلي، لكن السيدة رفعت صوتها وهي تلوّح بعلم فلسطيني كبير، محتجّة على ما يقوله هذا المسؤول الذي فرّ هارباً لمجرّد اعتلائها المنصّة، ومحاولة مواجهته بحقائق عن استهداف الاحتلال الإسرائيلي النساء والأطفال في غزّة وأشياء أخرى كانت مسترسلةً في تكرارها، قبل أن ينتهي المقطع القصير.

مقطع آخر بدت فيه مجموعة من المواطنين النرويجيين وهم يتظاهرون في طقسٍ مثلج فعلياً غير مكترثين سوى بالاحتجاج على استمرار العدوان الصهيوني، مطالبين بوقف الحرب فورا، رغم أنها حربٌ بعيدة عنهم، ولا تكاد تؤثر على سير حياتهم، لا من بعيدٍ ولا من قريب.

وبقدر سعادتنا بمثل هذه المقاطع وغيرها، وهي كثيرة، بقدر شعورنا بالتقصير الشديد تجاه غزّة، حيث يبقى السؤال بلا إجابة واضحة للأسف: ماذا نفعل؟

*سعدية مفرح كاتبة صحفية وشاعرة كويتية

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العرب الغرب فلسطين الخذلان غزة الجوع العطش العدوان الصهيوني التضامن الإنساني وسائل التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

فليك مستمر مع برشلونة..شرط واحد يفصل النادي عن الإعلان الرسمي

كشفت تقارير صحفية إسبانية أن المدرب الألماني هانز فليك توصل إلى اتفاق مع إدارة نادي برشلونة لتجديد عقده، في خطوة تؤكد ثقة الإدارة في مشروعه الفني رغم عدم الإعلان الرسمي حتى الآن.

اقرأ ايضاًهانز فليك: العقل المدبر وراء ريمونتادا برشلونة التاريخيةبداية مميزة ونتائج ملفتة

منذ توليه المسؤولية خلفًا لتشافي هيرنانديز في صيف العام الماضي، أحدث فليك تحولًا واضحًا في أداء الفريق، حيث بات برشلونة منافسًا جديًا على رباعية تاريخية تشمل الدوري الإسباني، كأس الملك، دوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الإسباني، التي تُوج بها الفريق مطلع العام في السعودية.

المدرب الألماني أعاد الهوية الهجومية للفريق، مع تنظيم دفاعي محكم، ما جعله يحظى بإشادة جماهيرية وإعلامية كبيرة.

اتفاق على التمديد حتى 2027

بحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن برشلونة وفليك توصلا بالفعل إلى اتفاق لتجديد العقد لمدة موسم إضافي، ليبقى المدرب الألماني مرتبطًا بالنادي حتى صيف عام 2027، بدلًا من انتهاء عقده الحالي في 2026.

ورغم الاتفاق، لن يُعلن النادي عن التمديد في الوقت الحالي، إذ فضّلت الإدارة تأجيل ذلك حتى نهاية الموسم حتى لا تؤثر الأنباء على تركيز الفريق في المراحل الحاسمة.

العوامل المالية تؤخر الإعلان

إلى جانب الجوانب الفنية، تلعب المسائل المالية أيضًا دورًا في تأجيل الإعلان، حيث يسعى برشلونة لتحسين وضعه في قواعد اللعب المالي النظيف، حيث وفقًا للتقارير، فإن النادي يخطط لجمع ما يصل إلى 100 مليون يورو من خلال بيع المقصورات الفاخرة في ملعب "كامب نو" الجديد، ما سيساعد على رفع سقف الرواتب لدى رابطة الليغا، وبالتالي تسهيل تسجيل العقد الجديد للمدرب.

طموحات مستمرة

برشلونة سيكون أمام فرصة لرفع أول ألقابه المحلية هذا الموسم يوم السبت، عندما يواجه ريال مدريد في نهائي كأس الملك، وهي مباراة قد تكون مؤشرًا كبيرًا لموسم استثنائي يُكتب باسمه واسم فليك في تاريخ النادي.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

Abdullah Ashour محرر ومترجم في قسم الرياضة/ Sports Editor and Translator

محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
 

 Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...

الأحدثترند فليك مستمر مع برشلونة..شرط واحد يفصل النادي عن الإعلان الرسمي جمال سليمان ينفعل على معجبة حاولت التقاط صورة معه: "أبوس ايديك سبيني" رغم الضغوط..كونسيساو يقود ميلان لاكتساح الإنتر بثلاثية نظيفة كورتوا ينقذ ريال مدريد مجددًا: تصديات حاسمة تحافظ على صراع الليغا إصابات متلاحقة تربك ريال مدريد قبل نهائي كأس الملك أمام برشلونة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • العدوان مستمر.. ارتفاع عدد شهداء قطاع غزة إلى 51,495
  • تصعيد مستمر للاحتلال في مدن الضفة الغربية 
  • تصعيد الاحتلال مستمر في مدينة طولكرم ومخيميها - 90 يوما من العدوان
  • آخر تطورات الذهب: التراجع مستمر! كم بلغ سعر الغرام
  • غزة الآن - 35 شهيدا في قصف إسرائيلي مستمر على القطاع
  • تراجع مستمر للعملة اليمنية.. الأسعار الآن
  • المفوضية الأوروبية: الحوار مستمر مع واشنطن للتوصل لاتفاق بدون رسوم جمركية
  • شباب يواجهون الأحزاب السياسية والعرف: نحن هنا أيضا
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • فليك مستمر مع برشلونة..شرط واحد يفصل النادي عن الإعلان الرسمي