منافسة وعقبات كبيرة تواجه حلم السعودية بالتحول إلى مركز لصناعة السيارات الكهربائية
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
قالت وكالة رويترز إن هناك مخاوف وتحذيرات من إخفاق خطط السعودية بأن تصبح لصناعة السيارات الكهربائية.
وذكرت الوكالة، أن الرياض أنفقت المليارات سعيا للتحول إلى مركز لصناعة السيارات الكهربائية والتغلب على عقبات نقص البُنية التحتية والكفاءات والمواد الخام مع محاولاتها للانضمام للسباق العالمي وجنى ثمار الصناعة الناشئة.
وأضافت، أن الرياض استثمرت 10 مليارات دولار في شركة لوسيد لصناعة السيارات الكهربائية ومقرها الولايات المتحدة، كما أطلقت علامتها التجارية الأولى لصناعة السيارات الكهربائية سير، وأنشأت مصنعاً لمعادن بطاريات السيارات الكهربائية.
ويستهدف صندوق المملكة السيادي المعروف باسم "صندوق الاستثمارات العامة"، الذي تتجاوز قيمة أصوله 700 مليار دولار، إنتاج 150 ألف سيارة كهربائية سنوياً بحلول عام 2026، ثم 500 ألف سيارة كهربائية سنوياً بحلول 2030.
تابعت، "أن مصنع السيارات الوحيد في المملكة التابع لشركة لوسيد الذي افتتح في سبتمبر/أيلول 2023، تمكن من إعادة تجميع مكونات نحو 800 سيارة قادمة من فرعه في ولاية أريزونا بحلول كانون الأول/ديسمبر".
ولم تفلح السعودية في الماضي في جذب شركات صناعة السيارات إلى أراضيها.
ورفضت شركة "تويوتا" اليابانية في 2019 إبرام اتفاق لتصنيع السيارات في المملكة بسبب ارتفاع تكاليف العمالة ونقص الموردين المحليين وصغر السوق المحلية.
ونقلت رويترز عن جوراف باترا، محلل الصناعات المتقدمة العالمية والتنقل في إرنست أند يونغ الاستشارية قوله، "ستواجه السعودية منافسة هائلة من مراكز التصنيع القوية وسلاسل التوريد القائمة وهناك خطوات كثيرة يجب اتخاذها قبل أن تتشكل الصناعة وتنطلق".
وتهيمن الصين حالياً على سلسلة التوريد الناشئة وكذلك إنتاج السيارات الكهربائية.
وأصبحت شركة "بي.واي.دي" الصينية، أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم بعدما تجاوزت شركة تِسلا في نهاية العام الماضي.
ومن المرجح أن يخصص قانون الحد من التضخم في الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى توجيه الاستثمار نحو خلق اقتصاد منخفض الكربون، عشرات المليارات لصناعة السيارات الكهربائية.
ويقول الخبراء إن أحد أهم التحديات الرئيسية للمملكة هي عدم القدرة على جذب صناعة مغذيات السيارات، من أبواب السيارات إلى المحركات، في ظل غياب صناعة سيارات محلية كبيرة لتغذيتها.
وتخطط شركة تصنيع السيارات الكهربائية المحلية "سير"، وهي مشروع مشترك بين "الاستثمارات العامة" وشركة «فوكسكون» التايوانية، لإطلاق سيارة بحلول عام 2025، لكنها لم تنشئ مصنعها بعد.
وقال مصدر قريب من الشركة لرويترز، تحدث شريطة عدم نشر هويته، إنه من غير المرجح أن يكون لدى الشركة سيارة على الطرقات قبل 2026.
وشكك المحللون في تحقيق نتائج في وقت قريب.
وقالت الخبيرة في شركة "ستاندرد أند بورز غلوبال موبيليتي"، تاتيانا خريستوفا، "لا نؤمن بتوقعات الإنتاج السعودية المرتفعة لأن الإنتاج المحلي المرتفع سيتطلب صادرات كبيرة من المنطقة…هذا ممكن، لكننا لا نراه في الأفق"، بحسب رويترز.
وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلنت شركة "هيونداي موتور" الكورية الجنوبية وصندوق الاستثمارات العامة عن مشروع مشترك لبناء مصنع للسيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي والسيارات الكهربائية.
ومع «لوسيد» و»سير»، من شأن الشركات الثلاث أن تشكل تكتلاً لصناعة السيارات في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في جدة.
لكن خريستوفا أكدت أن ذلك لن يكون كافياً لإقناع مصنعي السيارات بتوطين الإنتاج.
ومن المقرر أن تحصل شركة "سير" على مكونات من "بي.إم.دابليو" الألمانية، بما في ذلك البطاريات، وهي الجزء الأكثر تكلفة في السيارة الكهربائية.
وقال فيصل سلطان، نائب الرئيس العالمي لشركة لوسيد، في كانون الأول/ديسمبر الماضي لرويترز إن السعودية بحاجة إلى وجود الموردين المهمين، مضيفاً أن مصنع الشركة في المملكة يقوم فقط بإعادة تجميع السيارات التي جرى تجميعها مسبقاً وإرسالها للاختبار في موقع الشركة في أريزونا.
وذكر مسؤول تنفيذي في قطاع تصنيع السيارات السعودي أن نهج الشركة المتمثل في الإبقاء على سلسلة التوريد وتصنيع السيارات داخل الولايات المتحدة قد يحفز شركات أخرى على إنشاء مواقع إعادة التجميع للحصول على الحوافز السعودية المخصصة لدعم توطين الصناعة.
وأضاف المسؤول التنفيذي أن هذا النهج قد يعيق التوسع في التصنيع المحلي، إذ ستواصل البلاد استيراد السيارات المصنعة في الخارج.
وتحرص المملكة على تحسين جهودها في مجال الاستدامة، وسلطت الضوء على سيارات لوسيد في عدة مؤتمرات حكومية.
ووافقت الحكومة السعودية على شراء ما يصل إلى 100 ألف سيارة من إنتاج "لوسيد" على مدى السنوات العشر المقبلة، كما منح صندوق التنمية الصناعية السعودي في 2022 قرضا حسنا إلى "لوسيد" بقيمة 1.4 مليار دولار للمساعدة في تمويل بناء المصنع.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة 60 في المئة من شركة "لوسيد"، واستثمر ما لا يقل عن 5.4 مليار دولار في الشركة حتى آب/أغسطس 2023.
وقال سلطان، "لا أعتقد أن شركة لوسيد هي مشروع دخل فيه صندوق الاستثمارات العامة فقط لتحقيق الكثير من الأرباح. إنها علاقة إستراتيجية بقدر أكبر. تطوير النظام البيئي لصناعة لسيارات في المملكة نجاح مهم له".
كما ذكر مسؤولون سعوديون العام الماضي أنهم يأملون أن تصبح المملكة مركزا لتصنيع وتوريد بطاريات السيارات الكهربائية.
وبينت رويترز، أن تحقيق هذا الطموح يحتاج إلى مواد خام أبرزها معدن الليثيوم، والذي قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن صالح المديفر إنه أحد المعادن التي تسعى المملكة إلى إنتاجها، رغم عدم الإعلان عن وجود احتياطيات من الخام.
وقال روبرت ويلت، الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية معادن المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، إن محاولات استخراج الليثيوم من المياه المالحة دخلت المرحلة التجريبية.
وأضاف، لدينا صناعة سيارات ناشئة في المملكة، وستحتاج الخامات اللازمة لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية. ربما لن نتمكن من تحقيق ذلك في الوقت المناسب مع بناء المصانع، لذا يتعين علينا الحصول عليها من الخارج.
وأطلق صندوق الاستثمارات العامة مطلع العام الماضي شركة منارة للمعادن للاستثمار، وهي مشروع مشترك مع شركة معادن المحلية، بهدف الحصول على المعادن من الأسواق الخارجية.
ويقول مسؤولون تنفيذيون في الصناعة إنه مهما كانت العقبات، فإن السعودية تمتلك الموارد المالية اللازمة للتغلب عليها.
وقال أندي بالمر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أستون مارتن لصناعة السيارات السريعة لا يمكن أن أقلل من قدرات صندوق الاستثمارات العامة لأن لديه قدرا هائلا من الموارد.
وشغل بالمر منصب المدير التنفيذي للعمليات في شركة نيسان اليابانية وأشرف على إطلاق سيارة "نيسان ليف"، وهي واحدة من أولى السيارات الكهربائية التي أُنتجت بكميات كبيرة.
وأضاف بالمر، المال يمكن أن يحل أي شيء تقريبا، لكن المال اللازم هنا أكثر بكثير مما يعتقد الجميع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي السعودية السيارات الكهربائية لوسيد الاستثمارات اقتصاد اقتصاد السعودية استثمار السيارات الكهربائية تسلا المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة من هنا وهناك اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لصناعة السیارات الکهربائیة صندوق الاستثمارات العامة فی المملکة شرکة لوسید
إقرأ أيضاً:
إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة حتى نهاية العام ولمرة واحدة
#سواليف
قرَّر مجلس الوزراء في جلسته التي عقدها السَّبت، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسَّان، إعفاء السيَّارات المصمَّمة كليَّاً لتعمل على الكهرباء، والتي تزيد قيمتها الجمركيَّة على 10 آلاف دينار ولا تتجاوز 25 ألف دينار مما نسبته 50% من الضَّريبة الخاصَّة المفروضة عليها لتصبح 20% بدلاً من 40%.
كما قرَّر المجلس إعفاء السيَّارات المصمَّمة كليَّاً لتعمل على الكهرباء، والتي تزيد قيمتها الجمركيَّة على 25 ألف دينار مما نسبته 50% من الضَّريبة الخاصَّة المفروضة عليها لتصبح 27.5% بدلاً من 55%.
ويُطبَّق الإعفاء على السيَّارات المصمَّمة كليَّاً لتعمل على الكهرباء والمخزَّنة في البوندد وكذلك المخزَّنة في المناطق الحرَّة داخل المملكة قبل صدور هذا القرار.
مقالات ذات صلة 7 مجازر في 48 ساعة بغزة وحماس تطالب بعقوبات رادعة 2024/11/23أمَّا بالنَّسبة للأشخاص الذين قاموا بالتَّخليص على مركباتهم التي تعمل كليَّاً بالكهرباء منذ صدور النِّظام المعدِّل لنظام الضَّريبة الخاصَّة رقم (62) لسنة 2024م وحتى تاريخ صدور هذا القرار، فسيتمّ ردّ قيمة فارق الضَّريبة الخاصَّة التي تمَّ استيفاؤها منهم.
ويسري هذا القرار اعتباراً من تاريخ صدوره وحتى تاريخ 31/12/2024، ولن يتمّ تجديده بعد ذلك.
ويأتي القرار في ضوء الدِّراسة والتقييم الذي أجرته الحكومة على مدى قُرابة شهرين، ومتابعتها للملاحظات التي أوردها المختصُّون والمعنيُّون وأصحاب الشَّأن حول قرار تعديل الضَّريبة الخاصَّة على الشَّرائح الأعلى سعراً من المركبات الكهربائيَّة.
وتبيَّن للحكومة من خلال التَّقييم أنَّ غالبيَّة الملاحظات تركَّزت على السيارات الموجودة في المنطقة الحرَّة والتي دخلت المملكة قبل نفاذ القرار ولم يتمّ التَّخليص عليها حيث تمَّ استيرادها وتقدير قيمتها وفقاً لنسب الضَّريبة السابقة؛ وقد حال ذلك دون استكمال العديد من المواطنين والمستوردين لإجراءات التَّخليص عليها، ما دعا الحكومة إلى دراسة الأثر المترتِّب على ذلك وإيجاد حلول منطقيَّة للتَّخفيف على المواطنين ومستوردي هذه السيَّارات وتمكينهم من استكمال إجراءات شرائها والتَّخليص عليها.
وسيكون القرار لمرَّة واحدة فقط ولن يتمّ تجديده لاحقاً، حيث ستتمّ العودة بعد تاريخ 31/12/2024 للعمل بنسب الضَّريبة الخاصَّة المقرَّرة للسيَّارات المصمَّمة للعمل كليَّاً على الكهرباء وفقاً لأحكام النِّظام، بحيت تعود النِّسبة إلى 40% للسيَّارات التي تبلغ قيمتها الجمركيَّة أعلى من 10 آلاف دينار ودون 25 ألف دينار، و55% لتلك التي تبلغ قيمتها الجمركيَّة أكثر من 25 ألف دينار.
يُشار إلى أنَّ السيارات الكهربائيَّة التي تبلغ قيمتها الجمركيَّة أقل من 10 آلاف دينار معفاة كليَّاً من الضَّريبة الخاصَّة، وذلك لتمكين المواطنين من ذوي الدَّخل المتوسِّط من اقتنائها وتشجيعاً لهم على إيجاد حلول مناسبة للنَّقل وموفِّرة للطَّاقة وتراعي الحفاظ على البيئة.