منذ تشكيل اللجنة الخماسيّة الخاصّة بلبنان، والتي تضمّ المملكة العربيّة السعوديّة وقطر ومصر وفرنسا والولايات المتّحدة الأميركيّة، سارع العديد في الداخل اللبناني ، إلى الدعوة لإضافة إيران على هذه البلدان، كونها من أبرز الدول المُؤثّرة على الوضعين السياسيّ والأمنيّ في البلاد. وكان لافتاً اللقاء بين السفير الإيرانيّ  مجتبى أماني، بنظيره السعوديّ وليد بخاري يوم الإثنين، وعاد الأخير واجتمع برئيس مجلس النواب نبيه برّي، قبل اجتماع سفراء الخماسية في دارة السفير السعودي اليوم.


وفي حين أبدت أوساط سياسيّة إرتياحها للحراك الذي تقوده السعوديّة، لحلّ الملف الرئاسيّ، يُعوّل الكثيرون على إقناع الدول الخمس إيران بالخيار الثالث، كيّ يُعدّل "حزب الله" والنواب الحلفاء له، من موقفهم تجاه رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، ويقترعون لاسم وسطيّ، يكون مقرّباً من الجميع. ولعلّ إجتماع بخاري بأماني كان جيّداً، بحسب ما صرّح سفير المملكة، غير أنّ طهران بحسب المراقبين، أعلنت منذ اليوم الأوّل للشغور الرئاسيّ، أنّها لن تتدخّل في هذا الملف، وقد قامت بتسليمه مباشرة لـ"الثنائيّ الشيعيّ".
 
ويعتقد البعض أنّ استئناف الدول المعنيّة بلبنان حراكها رئاسيّاً، قد يكون عاملاً إيجابيّاً للتوصّل لحلّ رئاسيّ، لكنّ المراقبين لا يُولون أهميّة كبيرة للقاءات التي تجري حاليّاً، والتي ستليها إجتماعات أخرى إبتداءً من الأسبوع المقبل، لأنّ الحرب في غزة وفي جنوب لبنان لم تنتهِ بعد، و"حزب الله" لا يُعطي إهتماماً للإستحقاق الرئاسيّ في الوقت الراهن.
 
وفي هذا الصدد، يُشير المراقبون إلى أنّ "حزب الله" لديه هدف غير عسكريّ تجاه الحرب في غزة، وهو يُريد أنّ يخرج مع "حماس" منتصراً على العدوّ الإسرائيليّ، كيّ يزيد من قوّته السياسيّة، وهذا الأمر يُترجم بانتخاب سليمان فرنجيّة، الذي سيُعزّز موقع "المقاومة" في لبنان، ويدعم أعمالها الحربيّة، ويُؤمّن لها البيئة المسيحيّة الحاضنة لها.
 
ويرى المراقبون أنّ الدول الخمس تستعدّ للتسويق لاسم وسطيّ جديدٍ، لكن، سيكون من الصعب إقناع "حزب الله" به، وخصوصاً إنّ انتهت الحرب في غزة وفي المنطقة لصالحه، ولصالح القوى الممانعة، فحارة حريك لن ترضى بالتنازل عن مرشّحها، إنّ لم تحصل على ضمانات سياسيّة وأمنيّة تُريحها في المرحلة المقبلة.
 
ويقول المراقبون إنّ انتهاء الحرب سيعني إقصاء نتنياهو من المعادلة السياسيّة في إسرائيل، وسقوط حكومته، وانتصار "حماس" و"حزب الله"، وعدم تحقيق تل أبيب للعديد من أهدافها العسكريّة، كذلك، عدم القضاء على الفصائل المقاومة في غزة. أمّا في أميركا، فقد يخسر الرئيس الحاليّ جو بايدن السباق الرئاسيّ، بسبب طريقة تعاطيه الخاطئة مع الحرب في فلسطين. ويُتابع المراقبون أنّ كلّ هذه العوامل، تزيد من قوّة محور المقاومة في المنطقة، ليس فقط عسكريّاً وشعبيّاً، وإنّما سياسيّاً.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ إيران لا تزال تُصوّر نفسها أمام الجميع، أنّها لا تتدخّل في الملف الرئاسيّ اللبنانيّ، أيّ أنّها لن تُمارس أيضاً أيّ ضغوط على "حزب الله"، إنّ لم تحصل على مقابل من الولايات المتّحدة الأميركيّة، فالنوويّ الإيرانيّ لم يتقدّم، والمفاوضات بشأنه متوقّفة. لذا، ستتعامل طهران مع الرئاسة، على أساس أنّها حياديّة، بينما تُعطي "الحزب" مهمّة التعطيل، والتمسّك بشروطه وبمرشّحه.
 
وتعتبر أوساط نيابيّة في هذا الإطار، أنّ الحراك الداخليّ متوقّف، والمبادرات الخجولة بتشكيل تكتّل نيابيّ أو البحث بأسماء جديدة لن يفتح ثغرة في الملف الرئاسيّ، إنّ لم يقبل "حزب الله" بالخيار الثالث. وتُشدّد الأوساط على أنّ الحراك الخارجيّ لن يُنهي بالضرورة الشغور، فمثلاً، فشلت كافة الدول الغربيّة في التهدئة بين "الحزب" وإسرائيل، رغم كلّ الإتّصالات الدبلوماسيّة التي شهدها لبنان ولا يزال.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحرب فی حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول أممي: مشروع مسام ساهم في تأمين مساحات شاسعة باليمن من الألغام

يمن مونيتور/قسم الأخبار

أشاد المستشار العسكري للمبعوث الأممي إلى اليمن أنطوني هيوارد بالدور المحوري والمهم الذي يقوم به مشروع «مسام» التابع لمركز الملك سلمان للأعمال والإغاثة الإنسانية في حماية اليمنيين.

وأكد خلال زيارته إلى مقر المشروع بمحافظة مأرب برفقة وفد أممي أن المشروع ساهم في حماية أرواح المدنيين وتأمين مساحات شاسعة من الأراضي اليمنية، رغم التحديات التي تفرضها الألغام على حياة المدنيين.

وشدد هيوارد على أهمية استمرار مثل هذه المشاريع الإنسانية لتحقيق الاستقرار في اليمن وحماية حياة المدنيين.

واستمع المستشار العسكري الأممي والوفد المرافق إلى عرض موجز عن نجاحات المركز ودوره في القضاء على الكثير من التهديدات ضد المدنيين في عدد من المحافظات اليمنية.

واستعرض نائب المدير العام مدير العمليات في «مسام» رتيف هورن ما يقدمه المشروع من أعمال في الأراضي اليمنية منذ بدء أعماله منتصف 2018 حتى الآن، موضحاً أن فرق «مسام» تمكن من نزع وإزالة 469,576 لغماً وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة.

وأكد هورن التزام «مسام» الراسخ بتعزيز الأمن والسلامة في مواقع عمله.

يذكر أن مشروع «مسام» تمكن حتى الآن من تطهير 61,862,742 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، كانت مفخخة بالألغام والذخائر والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثي في مختلف الحقول والوديان والجبال والطرق اليمنية، وتسببت في مقتل المئات من الأطفال والنساء، خصوصاً رعاة الأغنام والنازحين الفارين من جرائم الحوثي.

مقالات مشابهة

  • اتحاد الخماسي يسلم الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا جائزة أفضل بطولة عالم
  • أوقاف الفيوم تنظم ندوة بعنوان "جريمة الفتوى بغير علم"
  • الحرب تلو الأخرى.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية
  • "السويدي": إنشاء مجلس التنمية الصناعية ساهم في دعم الصناعة المصرية
  • "الجارديان": على أوروبا تعزيز تضامنها مع أوكرانيا بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض
  • الدول العربية تحذر من التصعيد الإسرائيلي مع العراق: محاولات مكشوفة لتوسيع الحرب
  • عالم أزهري: التغيب عن العمل دون سبب شرعي يعد أخذًا للمال بغير وجه حق
  • نظريتان داخل قوى المعارضة.. لنؤجل الاستحقاق الرئاسي
  • مسؤول أممي: مشروع مسام ساهم في تأمين مساحات شاسعة باليمن من الألغام
  • اعتقال مجرمى الحرب: انتصار للإنسانية