قال عامي أيالون -وهو رئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)- إن الحرب في غزة لا يمكن الانتصار بها، وحذر من اندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، مؤكدا أن إسرائيل ينتظرها ما هو أسوأ من 7 أكتوبر/تشرين 2023 إذا رفضت السلام.

بهذه الأفكار لخصت صحيفة لوموند مقابلة -أجراها مراسلها الخاص كيرم مهرال في إسرائيل، وحررها جان فيليب ريمي- مع الأدميرال عامي أيالون (78 عاما) مؤلف كتاب "النيران الصديقة.

. هكذا أصبحت إسرائيل أسوأ عدو لنفسها" والذي قام برحلة فكرية وسياسية قادته إلى التساؤل عن مفهوم العدو في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعن عمى الرؤية الأمنية الإسرائيلية الذي يهدد -حسب قوله- بحرب لا نهاية لها.

بدأ أيالون حديثه -متجاوزا سؤال الصحفي عن التحول الذي يمثله انسحاب جزء من القوات الإسرائيلية من غزة، وهل يعني بداية نهاية الحرب؟- قائلا إن المشكلة التي تواجهها كافة الديمقراطيات الليبرالية تكمن في التوتر بين الإرهاب وحقوق الإنسان، لأن أي مجتمع يعاني من الخوف، يعطي الأولوية للأمن على حساب الحقوق، خاصة إذا لم تكن حقوقه، بل حقوق الآخرين، وحقوق الأقليات.

أيالون: هناك فلسطينيون يؤيدون حماس لا لأنهم ملتزمون بأيديولوجيتها، بل لأنهم يرونها المنظمة الوحيدة التي تناضل من أجل حريتهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ومن المهم أن نفهم هذا الأمر لكي نتخيل ما سيحدث بعد ذلك.

لا بد من خطة لليوم التالي

وهذا ما يحدث في أوروبا والولايات المتحدة وفي إسرائيل، ومفهوم النصر عندما تواجه دولة ديمقراطية جماعة إرهابية -حسب أيالون- يكون مختلفا عما هو عليه في الحروب بين الدول، ومن المستحيل تحقيقه، مما يعني أن التوصل إلى صفقة سياسية أفضل من العمل العسكري، لأن أي "منظمة إرهابية" لن تستسلم أبدا برفع الراية البيضاء.

وقد تقتل إسرائيل أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -كما يقول أيالون- ولكن حماس لن تختفي، وأوضح أن هناك فلسطينيين يؤيدون حماس لا لأنهم ملتزمون بأيديولوجيتها، بل لأنهم يرونها المنظمة الوحيدة التي تناضل من أجل حريتهم وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ومن المهم أن نفهم هذا الأمر لكي نتخيل ما سيحدث بعد ذلك.

ولكن الحكومة الإسرائيلية ترفض النظر في حل واضح "لليوم التالي" في غزة، وللنظام السياسي الذي سيسود بعد الحرب، وتركز على تفكيك قدرات حماس العسكرية والقضاء على القيادة السياسية للحركة، وهذان هدفان يستطيع الجيش الإسرائيلي تحقيقهما، ولكنه يحتاج عامين لذلك، فهل سيكون لدينا هذا الوقت؟

أيالون: علينا أن نناضل من أجل الدولة الفلسطينية لا لأننا نحب الفلسطينيين بل من أجل أمننا وإنقاذ هويتنا (الفرنسية)

ويعتقد أيالون أن هناك حاجة إلى وجود خطة "لليوم التالي" لأن غياب الأهداف السياسية يجعل الحرب غاية في حد ذاتها لا وسيلة لتحقيق غاية. وعندما تصبح الحرب غاية تتحول إلى حرب لا نهاية لها، ومن ليست لديه مخططات سياسية لا يستطيع تحديد ماهية النصر.

وقال الرئيس السابق للشاباك إن هناك خيارين فقط لأي حل سياسي، إما دولة واحدة للجميع وهذا لن ينجح أبدا، لأن الإسلام واليهودية لا يفصلان الدين عن كيان الدولة، وإما وجود دولتين في إقليمين مختلفين.

حل الدولتين

وينصح أيالون بتجربة حل الدولتين، ولكن بعد أن "نفهم لماذا لم ينجح حتى الآن، آخذين في الاعتبار أن كل معسكر له قراءته الخاصة لأحداث الـ30 سنة الماضية".

فالإسرائيليون -حسب قوله- يرون أنهم كانوا على استعداد للتخلي عن جزء من الأرض مقابل الأمن، ولكن بدلا من ذلك اندلعت الانتفاضة والهجمات وما إلى ذلك، في حين يقول الفلسطينيون إنهم أرادوا إقامة دولتهم الخاصة، ولكنهم بدلا من ذلك رأوا إنشاء المزيد من المستوطنات والمزيد من العنف والقيود على تحركاتهم، وما إلى ذلك، وبالتالي شعر الطرفان بالخيانة، واقتنعا بضرورة القتال طوال الوقت.

وعند السؤال عن الذي يجعل حل الدولتين أكثر احتمالا للنجاح الآن؟ رد أيالون بالقول "لأنه من الآن فصاعدا ليس هناك حل سواه إلا انفجار العنف. أحاول أن أوضح لكل من يقول إنني مخطئ أننا إذا رفضنا السلام فإن ما ينتظرنا سيكون أكثر عنفا من 7 أكتوبر/تشرين الأول (2023)".

وهل فاجأك هجوم حماس ذلك اليوم؟ يسأله الصحفي، ليرد رئيس الشاباك السابق بأنه قال قبل أسبوعين من 7 أكتوبر/تشرين الأول في مقابلة تلفزيونية "نحن نتجه نحو موجة عنف كبيرة. الطاقة موجودة، نشعر بها ونحن نرى ارتفاعا في الهجمات في الضفة الغربية. نشعر بذلك في الخطب والتصريحات. فذلك على الهواء. وبدلا من فهم ما يقوله لنا أعداؤنا، يركز ساستنا على تقسيم الإسرائيليين لمجرد أن ينتخبوهم".

وأردف أيالون بالقول "لم أكن أتخيل هذا الهجوم بخصوصياته، لكنني كنت على يقين من أننا نتجه نحو سلسلة كبيرة من أعمال العنف".

وختم بأن المجتمع المدني الإسرائيلي الذي احتج 10 أشهر قبل الحرب، عندما حاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تدمير ديمقراطيته من خلال تعديلاته القضائية، سيعود للتظاهر و"آمل أن يستأنفوا للمطالبة بالحل الحقيقي، وهو الأمن والديمقراطية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، لأن الثلاثة لا ينفصلون. يجب علينا أن نناضل من أجل الدولة الفلسطينية، لا لأننا نحب الفلسطينيين، بل من أجل أمننا وإنقاذ هويتنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من 7 أکتوبر من أجل

إقرأ أيضاً:

مسؤول سابق بالشاباك: لا نستطيع منع استعراض حماس خلال تسليم الأسرى

أكد مسؤول سابق في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنّ تل أبيب لا تستطيع منع الاستعراض العسكري لحركة حماس في قطاع غزة خلال عملية تسليم الأسرى.

وعلّق المسؤول الكبير السابق في "الشاباك" موشيه فوزيلوف، على العرض العسكري الذي نظمته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، قائلا: "إسرائيل ليس لها علاقة باستعراض القوة الذي تقوم به حماس".

وتابع خلال حديثه مع صحيفة "معاريف": "أعتقد أننا في تل أبيب ليس لنا أي علاقة بهذا الأمر، وينبغي لنا أن نركز على إطلاق سراح الأسرى".

ولفت إلى أن "استعراض القوة من قبل حماس، وصعود المجندات الإسرائيليات على المنصة وخروجهن قويات، أفاد حركتا حماس والجهاد، وخروجهن بالزي العسكري كان يخدم مصالح الحركتين الفلسطينيتين"، مؤكدا أنهما سيفعلان أي شيء يخدم هذه المصلحة.



وتابع قائلا: "استعراض القوة وما حدث في مدينة غزة كإهانة للأسيرات أو استخفاف بهن ليس بالأمر السهل، وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى"، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام باتت تساوي بين إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الأمنيين وإطلاق سراح جنديات، لذلك فإن هذا يخدم "حماس" وروايتها.

وحول الردود الإسرائيلية على العروض العسكرية لحركة حماس"، قال فوزيلوف: "لا أعتقد أننا نستطيع فعل أي شيء حيال هذا الأمر، ولا نحتاج إلى ذلك، بل علينا التركيز على إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين وبأسرع وقت ممكن".

وذكر أن "كل مختطف يعود بعد عام ونصف لم نتمكن من إعادته من خلال الاستخبارات ووسائل جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي، هو نوع من المعجزة التي يجب أن نتمتع بها ونأخذها بكلتا يدينا".

وشدد على أن "إسرائيل خسرت هذه الحرب بالفعل، وما تحتاجه للفوز هو معركتها التالية بعد إطلاق سراح جميع الأسرى"، موضحا أننا "نحتاج إلى العودة إلى العمل في غزة بطريقة منظمة، والقضاء على حماس، والعمل على حل مشكلة غزة".

مقالات مشابهة

  • وزير المالية الإسرائيلي: نتنياهو وترامب ملتزمان بعزل حماس من حكم غزة
  • رئيس وزراء العراق: نشيد بالدور الكبير لمصر في التوصل للهدنة بقطاع غزة.. نؤكد رفضنا القاطع لأي دعوات أو محاولات لتهجير الفلسطينيين
  • رئيس وزراء العراق: نشيد بدور مصر في هدنة غزة.. ونؤكد رفضنا لمحاولات تهجير الفلسطينيين
  • رئيس مركز القدس للدراسات: اتفاق تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل سيتم لنهايته
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • “هآرتس”: مشاهد عودة الفلسطينيين عبر نتساريم تهدم وهم الانتصار الإسرائيلي
  • ضابط سابق في الشاباك: ليس بمقدورنا إيقاف استعراض قوة حماس في غزة
  • محكمة أكتوبر تُغرم مرشح سابق لرئاسة الاتحاد المصري للسباحة بتهمة البلاغ الكاذب
  • ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 47417 شهيدًا منذ 7 أكتوبر
  • مسؤول سابق بالشاباك: لا نستطيع منع استعراض حماس خلال تسليم الأسرى