تصعيد أمريكي جديد في الشرق الأوسط.. ما دوافعه ؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الصحافة العربية عن تصعيد أمريكي جديد في الشرق الأوسط ما دوافعه ؟، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ، أن الولايات المتحدة سترسل مقاتلات إضافية من طرازي إف 35 و إف 16 إلى جانب بارجة حربية إلى الشرق .،بحسب ما نشر عرب جورنال، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات تصعيد أمريكي جديد في الشرق الأوسط.
أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن الولايات المتحدة سترسل مقاتلات إضافية من طرازي "إف-35" و"إف-16" إلى جانب بارجة حربية إلى الشرق الأوسط، في "محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة".
وقالت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية للصحافيين، إنّ "البنتاغون يعزز وجودنا وقدرتنا على مراقبة (مضيق هرمز) والمياه المحيطة".
وأكدت البحرية الإيرانية، أمس الأحد، أنّ الولايات المتحدة كانت قد حشدت قواتها في مياه الخليج لمنع إيقاف سفينة كانت تهرب الوقود الإيراني.
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان القوة البحرية في حرس الثورة الإيراني احتجاز ناقلة نفط أجنبية في الخليج وعلى متنها مليون ليتر من الوقود المهرب.
وقال قائد المنطقة الثانية التابعة لبحرية حرس الثورة، العميد بحري رمضان زيراهي، إنّ هذه السفينة المحتجزة كانت تحظى بدعم عسكري أميركي، لكن قوات بحرية حرس الثورة تمكنت من خلال عملية دقيقة أن تفشل التحركات غير القانونية للأميركيين في الخليج.
وأضاف العميد زيراهي أنه في 6 تموز/يوليو، قامت قوات المنطقة الثانية التابعة لبحرية حرس الثورة بتفتيش سفينة عائمة تحمل الاسم التجاري (NADA 2) والتي كانت محمّلة بشحنة مهربة من النفط والغاز الإيراني في الخليج، حيث قام الأميركيون بسلسلة من الممارسات غير المهنية لمنع هذا الإجراء القانوني.
وأشار العميد الإيراني إلى أنّ الأميركيين دعموا سفن تهريب الوقود والناقلات في الخليج في كثير من الحالات من خلال قواتهم العسكرية، وساعدوا تلك السفن على الهروب عن طريق إرسال الطائرات المقاتلة والزوارق الدورية.
يُشار إلى أنه في شهر أيار/مايو، أعلنت البحرية الإيرانية مصادرتها ما يصل إلى 3.412 ملايين لتر من الوقود المهرّب في مياه الخليج في جنوبي إيران.
ويقوم حرس الثورة في إيران بعمليات دورية على مدار الساعة في الخليج، ويستخدم أحدث المعدات في حربه ضدّ التهريب في المنطقة.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس فی الخلیج
إقرأ أيضاً:
حروب وأزمات.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في الشؤون العربية
منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية كان معظمها ناتجا عن اعتماد الجمهورية الإسلامية الجديدة سياسة "تصدير الثورة" إلى دول الجوار.
وعانت الدول التي امتدت إليها أذرع النظام الإيراني، وأبرزها العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين، من اضطرابات سياسية واقصادية، وتورط بعضها في حروب أو مواجهات عسكرية مدمرة بدفع إيراني.
العراقوبينما كان الشيعة العراقيون متعاطفين مع الثورة الإيرانية في بادئ الأمر، إذ رأوا فيها مثالا لإحداث تغيير سياسي واجتماعي، نظرت إليها السلطات العراقية بقيادة صدام حسين وحزب البعث على أنه "تهديد وجودي"، خصوصا مع شعارات تصدير الثورة التي تبنتها القيادة الإيرانية الجديدة، وفقا للباحث الأكاديمي عقيل عباس.
يضيف عباس أن حزب الدعوة الشيعي العراقي تأثر بالثورة الإيرانية، ودخل في مواجهات مع نظام صدام حسين الذي أمعن في ملاحقة أفراد الحزب ونفذ كثيرا من الإعدامات بحقهم.
"كانت الثورة الإيرانية وبالا على العراق"، وفق تعبير عباس.
ويشير تقرير صادر في يوليو 2018 عن مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، إلى أن إيران استغلت الفراغ السياسي الذي تبع سقوط نظام صدام حسين عام 2003، فعززت نفوذها في العراق من خلال دعمها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وميليشيات الحشد الشعبي وقوى أخرى، بمساعدات مالية وأسلحة وتدريب عسكري،
وساهمت فصائل مسلحة موالية لإيران، في قتل واختفاء مئات الأشخاص في ما عرف بـ"احتجاجات تشرين" 2019، وفقا لتوثيق منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فضلا عن سقوط آلاف الجرحى، على مدى ثلاثة أشهر من الاحتجاجات على تدهور الأوضاع المعيشية والتدخل الإيراني في شؤول البلاد.
وحرق المحتجون مباني دبلوماسية تابعة لإيران في مناطق عدة في بغداد والجنوب العراقي.
وكشفت عمليات قتل المحتجين هشاشة الوضع الأمني، ودور ميليشيات مدعومة من إيران، مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي، في تقويض سلطة الدولة وإضعاف أجهزة الأمن العراقية الرسمية.
ومنذ 2003 حولت طهران العراق إلى ساحة مواجهة في الصراع الإيراني الأميركي، وشنت ميليشياتها هجمات على القواعد الأميركية والبعثات الدبلوماسية، مما أضر بالبنية التحتية وعرقل عجلة الاستثمار الأجنبي في البلاد.
سوريا"التدخل الإيراني في سوريا مر بثلاث مراحل متميزة"، يقول محمد العبدالله من المركز السوري للعدالة والمساءلة.
في البداية، كان الدور الإيراني متجها نحو نشر الوعي الديني في أوساط السوريين، وخاصة بين العلويين والشيعة. ثم، بعد عام 2000، أصبح الدور الإيراني أكثر وضوحا في نشر المذهب الشيعي بعد أن بدأ بشار الأسد في تسهيل جهود التشيع الإيراني. وأخيرا، بعد عام 2011، تدخلت إيران بشكل عسكري وأمني واضح في سوريا، وزجت بميليشيات شيعية للقتال إلى جانب النظام السوري.
يرى العبد الله إن شعار "تصدير الثورة" كان غطاء لتمكين إيران من توسيع نفوذها الإقليمي.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2022، بلغ عدد المقاتلين الإيرانيين والميليشيات التابعة لها في سوريا نحو 100 ألف مقاتل. وقدمت إيران لنظام الأسد خطوطا ائتمانية بقيمة حوالي ستة مليارات دولار، مما ساعد في تخفيف آثار العقوبات الدولية، ولكن ساهم أيضا في تدهور الاقتصاد السوري، وفق مخرجات تقرير نشرته في عام 2023 مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
لبناناستطاعت إيران تصدير ثورتها إلى لبنان عبر تأسيس حزب الله الشيعي، يقول الصحفي اللبناني عماد شدياق.
أوجد حزب الله شقاقا بين الأحزاب اللبنانية وعقّد الوضع السياسي. وأثر تصنيف حزب الله منظمة إرهابية على القطاع المصرفي اللبناني، إذ بدأت المنظومة المصرفية العالمية تحاربه، مما أضر بالاقتصاد اللبناني.
على المستوى الأمني، نفذ حزب الله العديد من الاختراقات لأجهزة الدولة، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد، وفقا لشدياق الذي يرى أن تصدير الثورة الإيرانية أثر على لبنان على كل المستويات.
وفقا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية (2020)، أدى الوضع السياسي الهش الذي تسبب فيه حزب الله إلى تعرض لبنان لضغوط إقليمية ودولية، وخلق فراغا سياسيا في البلاد. وساهم الدعم المالي الإيراني لحزب الله في مفاقمة أزمة لبنان الاقتصادية، التي وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم.
وقد تمكن الحزب من السيطرة على إمدادات الوقود وزيادة الاعتماد على إيران في هذا القطاع الحيوي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وفقا لتقرير المركز اللبناني للدراسات السياسية (2023).
وتورط الحزب في تجارة المخدرات، وفقا لتقارير دولية عديدة، منها تقرير معهد واشنطن (2020) وإدارة مكافحة المخدرات، فجمع، جراء ذلك، أموالا ضخمة زادت من تأثيره على الاقتصاد اللبناني.
اليمنيقول الباحث الأكاديمي اليمني، عبد القادر الخراز، إن الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن أدى إلى حرب مستمرة منذ سنوات، وأزمة إنسانية كبيرة، وعمليات اختطاف وتعذيب وقتل داخل السجون.
خاض الحوثيين بدعم إيران ستة حروب قبل عام 2011، وفقا للخراز، مما أثر بشكل كبير على محافظة صعدة، شمال غربي العاصمة صنعاء. وبعد عام 2011، لعبت ميليشيا الحوثي دورا كبيرا في تغيير المعادلات داخل اليمن، واحتلت صنعاء وسيطرت على العديد من المحافظات الشمالية.
قدمت إيران للحوثيين حديثا صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، فسيطروا على مناطق واسعة من اليمن، وتمكنوا من استهداف السعودية والإمارات اللتين شنتا ضمن تحالف عام 2015 حربا على الحوثيين دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ووصفت تقارير دولة الأزمة الإنسانية في اليمن، جراء الحرب، بـ"الكارثية". ويعاني ملايين اليمنيين من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وفقا لتقارير الأمم المتحدة (2023).
وتواصل إيران مد الحوثيين بالدعم المالي والعسكري، بينما تتواصل الأزمة الإنسانية جراء عدم قدرة المنظمات الدولية على إدخال المساعدات بسبب الحصار وتدمير الموانئ والمطارات، في سياق النزاعات المسلحة.
فلسطينفي 7 أكتوبر 2023، استهدفت حماس الداخل الإسرائيلي، بهجوم أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واختطاف عشرات آخرين كرهائن وفقا للسلطات الإسرائيلية. وكان الرد الإسرائيلي سريعا وعنيفا، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح حوالي 85% من السكان.
تعود جذور العلاقة بين إيران وحماس إلى ما بعد الثورة الإسلامية في إيران، حين شرعت طهران في دعم الحركة في إطار استراتيجيتها لتوسيع نفوذها الإقليمي.
وبلغت قيمة المساعدات الإيرانية لحماس نحو 100 مليون دولار سنوياً، وفقا لتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (2023). وساهم الدعم الإيراني في تعزيز القدرات العسكرية لحماس، لكنه عمق في الوقت ذاته عزلة الفلسطينيين على الساحة الدولية، وجعل غزة بؤرة للصراعات الإقليمية، مما أضاف مزيدا من المعاناة على كاهل الشعب الفلسطيني.