تطوير المناهج الدراسية لتحصين طلاب الجامعات من مخاطر التكنولوجيا
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
كشف الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن تطوير المناهج الدراسية في الجامعات لتحصين الطلاب ضد مخاطر التكنولوجيا.
وأكد وزير التعليم العالي أن استراتيجية الوزارة تستهدف مكافحة التطرف والفكر التكفيري في الجامعات والمعاهد.
ولفت وزير التعليم العالي إلى جهود الوزارة في بناء الوعي الثقافي والفكري لطلاب الجامعات في مواجهة الأفكار غير السوية والمتطرفة.
جهود الجامعات في محاربة التطرفونوه وزير التعليم العالي بجهود الجامعات من أجل مواجهة الأفكار غير السوية التي تتنافى مع المعتقدات الدينية السمحة والموروثات الثقافية والمجتمعية.
وأشار وزير التعليم العالي إلى إطلاق نسختين من مسابقة "معًا" لإنتاج فيديوهات قصيرة؛ لتعزيز القيم الأصيلة للمجتمع المصري، وإعداد محتويات تعليمية لتوعية الطلاب.
وأوضح وزير التعليم العالي أن المسابقة شملت إعداد محتوى تعليمي عن التسامح الديني وآداب الحوار، بعنوان "سماحة الأديان وآداب الحوار مع الآخر"، وآخر عن التوعية بمخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، وتضمينهما في المقرر العلمي "قضايا المجتمع" الذي يدرس في الجامعات المصرية.
وألمح وزير التعليم العالي إلى اهتمام الوزارة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في توعية الطلاب من خلال مواقع الجامعات والكليات على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف وزير التعليم العالي أن الوزارة أولت اهتمامًا خاصًا بمواجهة الشائعات، في ضوء تنامي هذه الظاهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لبث الرسائل السلبية والمغرضة، وتضليل الرأي العام، انطلاقًا من دور الوزارة في التصدي للشائعات، ونشر الحقائق بكل تجرد وحياد، عبر آليات فعالة ومتعددة، إيمانًا بحق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة والموثقة من مصادرها، وإدراكًا لأهمية رفع الوعي في المجتمع.
ونبه وزير التعليم العالي أن جهود الجامعات تأتي في إطار ما وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة المصرية من تبني مفهوم الحرب التنويرية والتوعية الشاملة؛ من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية، والثوابت، والأخلاقيات، والقيم الدينية المستنيرة في المجتمع المصري وفقًا لرؤية مصر 2030.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن الوزارة أولت في ضوء الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي 2030 اهتمامًا خاصًّا بتوعية الطلاب على جميع المستويات، وبخاصة على المستوى الثقافي والفكري تجاه الأفكار غير السوية، والقضايا المعاصرة والراهنة، بالتعاون مع الجهات المعنية.
وتابع وزير التعليم العالي أن هذا من خلال تعزيز الوعي المجتمعي والانتماء الوطني لدى الطلاب في الجامعات والمعاهد.
وأشار وزير التعليم العالي إلى العمل على تكوين شخصياتهم السوية المستقلة، من خلال تسليحهم بمختلف المهارات والقدرات العلمية والشخصية، التي تجعلهم عناصر صالحة لمجتمعها ووطنها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامعات المناهج الدراسية التعليم التعليم العالى وزير التعليم العالي أيمن عاشور وزیر التعلیم العالی إلى الأفکار غیر السویة التواصل الاجتماعی فی الجامعات
إقرأ أيضاً:
كارثة الرسوب الجماعي: إلى أين يتجه التعليم؟
يعقوب الخنبشي
حين يرسب 12 ألف طالب في امتحانات الشهادة العامة، فالأمر لا يعدو كونه مجرد إحصائية باردة، بل هو ناقوس خطرٍ يدق أبواب المستقبل، مشيرًا إلى خللٍ جسيمٍ في جسد المنظومة التعليمية.
هذا الرقم المفزع لا يعكس فشل الطلبة فحسب، بل يكشف عن أزمة أعمق تتشابك فيها الأسباب التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية؛ حيث لا يُمكن تفسير هذا العدد الهائل من الراسبين على أنه مجرد تقصير فردي، بل هو مؤشرٌ صارخٌ على اختلال المنظومة التعليمية.
حين يكون السقوط جماعيًا، فالمشكلة لم تعد في اجتهاد الطالب وحده، بل في المناهج، وطرق التدريس، وآليات التقييم وضعف المعلم المؤهل وضعف المسؤول والمشرف، وجميعها عوامل تؤدي إلى وأد الطموح وإضعاف الدافعية لدى المتعلمين.
ولا يمكن فصل الواقع التعليمي عن البيئة المجتمعية، إذ إن الفقر، وغياب الدعم الأسري، وضعف البنية الأساسية، جميعها أسباب تساهم في تفاقم الأزمة؛ فالطالبٌ الذي يواجه تحديات معيشية صعبة لن يجد في المدرسة مكانًا محفزًا؛ بل سيرى في التعليم عبئًا لا طائل منه، مما يدفعه إلى الهروب من الفصول، وحتى التسرب من التعليم نهائيًا.
واستمرار هذه الظاهرة يعني مستقبلًا غير إيجابي؛ حيث يتحول التعليم من أداة للنهوض إلى عائق أمام التنمية. وفي ظل هذه الأوضاع، قد نجد أنفسنا أمام أجيال فاقدة للكفاءة، غير مؤهلة لسوق العمل، وغير قادرة على الإبداع والتطوير، مما يؤدي إلى مزيدٍ من البطالة والانحدار الاقتصادي والاجتماعي.
ولا يمكن معالجة هذه الأزمة بحلول سطحية، كتعديل نسبة النجاح أو تخفيف صعوبة الامتحانات، بل يجب إعادة هيكلة المنظومة التعليمية بالكامل، بدءًا هيكلة الوزارة وتحديث المناهج، وتأهيل المعلمين، وتطوير أساليب التقييم، ودمج التكنولوجيا في التعليم، وليس انتهاءً بإصلاح البنية التحتية وإعادة النظر في السياسات التعليمية.
لا بُد من ثورة تعليمية حقيقية، تجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطلاب، ومن المعلم قائدًا معرفيًا، ومن المناهج أدوات لبناء العقول لا مجرد تحصيل دراسي موقت.
ختامًا.. إن رسوب 12 ألف طالب ليس مجرد رقم، بل كارثة تعليمية تستوجب وقفة جادة من المسؤولين وأصحاب القرار. التعليم ليس ترفًا، بل هو أساس نهضة الأمم، وحين ينهار، ينهار معه المستقبل. فإما أن نعيد بناءه على أسس سليمة، وإما أن نستعد لمجتمعٍ تسوده الأُمِّية المُقنَّعة، والعجز عن مواكبة العالم، والتخلف عن ركب الحضارة.