مجمع سجون سري في سيناء.. لماذا يبني نظام السيسي معتقلات بأماكن نائية؟
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
يواصل النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، بناء المزيد من السجون، محملا الميزانية العامة للدولة المزيد من الأعباء، في وقت تعاني فيه مصر من أزمات مالية واقتصادية خانقة دفعت حكومتها لمواصلة الاستدانة من المؤسسات المالية الدولية، وأجبرتها على بيع بعض أصولها العامة ورهن عدد من السيادية منها،
والثلاثاء، كشفت "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان"، المعنية بالشأن السيناوي في شبه الجزيرة المصرية، عن بناء الحكومة المصرية مجمع سجون ضخم على نحو "شبه سري"، بمنطقة صحراوية معزولة في شمال سيناء.
وينضم مجمع السجون الجديد، إلى 91 سجنا رئيسيا في البلاد، بُنى منها في عهد السيسي 48 سجنا، وذلك إلى جانب مقرات الاحتجاز في الأقسام والمراكز الشرطية التي تصل لـ382 مقرا، بخلاف السجون العسكرية والأخرى السرية، مجهولة العدد والأماكن.
لكن المثير هو إنشاء مثل هذا المجمع الكبير من السجون في شمال سيناء التي لا يتعدى عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة، ما يثير التساؤلات حول أسباب إنشاء مثل هذا السجن في شمال سيناء.
"مجمع سجون الجفجافة"
ووفق الرسوم الهندسية التي اطلعت عليها "المؤسسة" والمعلومات التي حصلت عليها أكدت أن مجمع السجون الجديد يجري بناؤه قبل عامين وتحديدا منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2021، في منطقة صحراوية معزولة بالقرب من قرية "الجفجافة" التابعة لمدينة الحسنة، موضحة أنه يتبع وزارة الداخلية، وتشرف على إنشائه "الهيئة الهندسية للقوات المسلحة"، ويتسع لـ20 ألف سجين.
ولفتت إلى أن المجمع المقام على مساحة 6 كم مربع بطول نحو 3 كم وعرض 2 كم، ويتشابه في تصميمه مع مجمع سجون "وادي النطرون" بالصحراء الغربية الذي افتتحت عام 2021، تظهر الصور أن السلطات قامت بتجريف مزارع مملوكة لمدنيين لإنشائه.
واعتبرت المنظمة الحقوقية أن إقامة مجمع سجون الجفجافة بهذه القدرة الاستيعابية الكبيرة أمر مثير للاستغراب، خاصة وأنه يبعد عن أقرب تجمعات عمرانية بمدينة بئر العبد، بـ65 كم.
وألمحت إلى أنه لا تربط المنطقة أي خطوط مواصلات عامة، ما يجعل النزلاء بمعزل عن العالم، مرجحة أن حجمه الكبير يدل على أنه سيستقبل سجناء من خارج سيناء، مشيرة إلى أن أي محاكمات تقام فيه ستعني صعوبة بالغة للمحامين وذوي المساجين في الوصول للسجن وزيارة ذويهم.
وعن بناء المجمع الذي يقع شرق "مطار البردويل" العسكري بنحو 8 كم، قالت "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان"، إنه يشمل 6 سجون، 4 منها (نمطي)، كل منها بسعة 3360 نزيل (مساحة 7794 متر مربع)، و3 منها سجون رجال، وأحدها رجال ونساء.
وإلى جانب سجنين مشدد، كل منهما سعة 3312 نزيل (مساحة 38400)، يوجد مجمعين للمحاكم، كل منهما 8 قاعات، بالإضافة إلى مبنيين سكن ضباط جماعي، سعة 48 ضابط لكل منهما، ومبنيين سكن ضباط عائلي، 11 وحدة لكل منهما.
وبحسب المنظمة، فهناك مبنيين سكن أفراد وعاملين، سعة 360 فرد لكل منهما، ومبنى كتيبة مجندين سعة 600 مجند، ووحدة خيالة سعة 10 حصان، وحدة كلاب سعة 30 كلب، وعدد 14 برج مراقبة ارتفاع 25 متر، وعدد 358 برج حراسة ارتفاع 9 متر.
وألمحت إلى استغلال المنطقة المحيطة بالمجمع وعساكر الأمن المركزي والمسجونين للزراعة، "في نمط متصاعد للنشاط الاقتصادي غير الشفاف لوزارة الداخلية"، وفق وصف المؤسسة، وذلك بعد إزالة كيلو متر مربع من الأراضي الزراعية، ونزع ملكيتها دون تعويض أصحابها، وفقا لمقابلتين أجرتهما المؤسسة مع سكان محليين.
تقرير جديد تكشف فيه مؤسسة سيناء عن مجمع سجون انشأته الهيئة الهندسية التابعة للجيش المصري، لصالح وزارة الداخلية، بشكل شبه سري في منطقة صحراوية معزولة وسط سيناء، عقب تهجير سكان محليين من المنطقة وتجريف مزارعهم.
المفارقة أن سعة السجن تصل إلى 20 ألف نزيل وهي تعادل عدد السكان في… http://pic.twitter.com/xsYacKflZp — Sinai for Human Rights (@Sinaifhr) January 23, 2024
نشطاء سيناويون، وخبراء أمن مصريين، تحدثوا مع "عربي21"، عن رؤيتهم لأسباب إنشاء ذلك المجمع من السجون في منطقة نائية بشمال سيناء، وهدفه من ذلك، وتوقعاتهم لمن يتم إعداد وتجهيز ذلك المجمع الضخم، وما إذا كان لنقل السجناء من محافظات مصر كما يجري في مجمع وادي النطرون بالصحراء الغربية.
"تبتلعها الرمال"
الناشط السيناوي مسعد أبوفجر، قال لـ"عربي21"، إن "ما أعرفه هو أن الفرعون (رئيس النظام) طوال تاريخه يبني في الصحراء مبان تبتلعها الرمال، هذه نقطة"، مضيفا: "والنقطة الثانية هي خلال سيطرة الفرعون النادرة على سيناء لا يقدم شيء سوى الدمار".
من جانبه، قال الناشط السيناوي والحقوقي المصري أشرف أيوب، لـ"عربي21"، إن "عدم الإعلان عن بناء مجمع سجون الجفجافة، أعتقد أنه يرجع لسببين".
أكد أن "السبب الأول هو التعتيم المستمر على كل ما يتعلق بسيناء، والتعتيم على أهداف التدابير التي ترسم الواقع بشبه الجزيرة".
وأضاف: "والسبب الثاني، أن يكون مجمع السجون هذا حربي، حيث أن ما صدر من قوانين وقرارات، تصب في احتكار سيناء وثرواتها ملكية خاصة للجيش".
ونفى أيوب، أن يكون لبناء هذا المجمع "علاقة بما يحدث في قطاع غزة من حرب إبادة دموية وتحديث عن تهجير الفلسطينيين لسيناء"، معتقدا أنه "لا علاقة له بهذا الشأن لأنه يقع في المنطقة (ب) حسب الملاحق الأمنية، لاتفاقية (كامب ديفيد)".
"للحماية والتضييق"
وفي رؤيته، قال الباحث المصري في الشؤون الأمنية أحمد مولانا، إن "الحديث عن هذا المجمع بدأ منذ نحو 3 سنوات وليس جديدا، وذلك ضمن سياسة بناء سجون في مناطق نائية".
وفي حديثه لـ"عربي21"، شرح أهداف النظام من بناء سجون نائية، بأنها لـ"تيسير حمايتها، وللتضييق على السجناء وعائلاتهم"، موضحا أنه "مثلما يوجد سجن في الوادي الجديد حاليا (وادي النطرون)".
وأشار إلى أنه "قد كان هناك معتقل قديم في مدينة (الطور) خًصص لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بعد حرب فلسطين عام 1948".
وأكد مولانا، أن "السجن الجديد لا علاقة له بالحرب في غزة"، مبينا أن "العمل فيه بدأ منذ بضعة سنوات".
ويرى أنه "يأتي ضمن سياسة التوسع في بناء السجون لاستيعاب أعداد كبيرة من السجناء بالأخص السياسيين، في حال حدوث احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية".
"ولمعالجة مشكلة الاكتظاظ في السجون الحالية، وإخلاء السجون الموجودة داخل المدن لبيع أراضيها والاستفادة بثمنها، وفق قول الباحث المصري.
"تبعات الشرعية"
وفي تقديره، قال السياسي المصري، رضا فهمي، إن "السيسي أسوأ وأخطر من حكم مصر منذ العهد الملكي، لأن من سبقوه كان لديهم شكل من أشكال الشرعية، فجمال عبدالناصر لديه شرعية القيام بثورة ضد (ملك فاسد)، وأنه أنقذ الشعب من الملك، وقاد الضباط الأحرار، وحول مصر لنظام جمهوري، فلديه معطيات اكتساب الشرعية".
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "وأنور السادات كان لديه شرعية كنائب لعبدالناصر، وطبيعي أن يأتي محله، بجانب شرعية انتصار (حرب 1973) بغض النظر عن تقييمنا لمآلات الحرب، وحسني مبارك جاء بعد وفاة السادات، وكان نائبا له، وأكمل مساره، ونجح بعملية التحكيم الدولي مع إسرائيل حول طابا".
عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري سابقا، أكد أن الوضع مختلف شكلا وموضوعا بالنسبة للسيسي، فلم يكن نائبا للرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، بل قام بانقلاب عليه، وبالتالي قضية الشرعية تصنع له هواجس ومخاوف أن يبتزه الآخر من خلالها".
"تمكين المشروع الإسرائيلي"
ولفت إلى أن "المقدمة السابقة تقول إن السيسي، يدفع أثمان ضخمة مقابل بقاؤه، وليس لديه خيارات غير إرضاء أمريكا وإسرائيل بشكل كامل، ولذا كان جزءا من صفقة القرن التي تبناها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".
وأوضح أنه "ولذلك فهناك مدينة كاملة بناها في شمال سيناء، تسع عدة ملايين وبها مطار وميناء بحري ومخطط لها منطقة تجارة حرة، وبقى مجمع سجون يستقبل من يقوم بالشغب أو من يرفض الوضع المفروض، تماما كما هو مصير أكثر من 60 ألف معتقل يقوم السيسي، بتدويرهم في السجون منذ منتصف 2013".
وقال فهمي: "وبالتالي أرى أن مجمع السجون هذا مرتبط ببعدين: الأول، هو خطة تهجير الفلسطينيين لرفح، وثانيا، لحالات التمرد التي قد تنشأ عن هذا الوضع بين أهالي سيناء الذين تم تهجيرهم من رفح ومحيطها، فالموضوع لم يمت ولم يخفت ومتوقع حدوث إنفجار بأي لحظة من الأهالي الذين أجبروا قبل سنوات على ترك منازلهم وأراضيهم".
ويعتقد أن "فكرة بناء مجمع السجون لنقل بعض المعتقلين المصريين احتمال قائم، ولكنه ليس أساس، فالمجمع يعد جزءا من البنى التحتية لخدمة مشروع تهجير الفلسطينيين لسيناء، خاصة وأن أهل سيناء أهل شكيمة ومقاومة ولن يسلموا بهذه البساطة وسيرفضوا عملية التهجير وسيتعامل معهم تعاملا خشنا وسيكونوا بين خيارين بين الموت بسلاح الجيش أو يبقوا بالسجون".
وخلص السياسي المصري للقول إن "وضع المجمع بتلك المنطقة مستهدف به الفلسطينيين ضمن مشروع صفقة القرن، والتهجير، وأيضا لأهل سيناء المتوقع منهم حدوث انتفاضة أو ثورة أو عصيان مدني".
وأكد أن "السيسي يعمل لحساب تمكين المشروع الإسرائيلي أو (الشرق الأوسط الجديد) الذي بشر به الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز في كتابه الشهير، بالإضافة لصفقة ترامب التي كانت قبلة حياة للسيسي، وأوقفها مجيء الحزب الديمقراطي للحكم في واشنطن".
وأشار إلى أن "السيسي، كما في بعض استطلاعات الرأي، متلهف لعودة ترامب للبيت الأبيض، كطوق نجاة له من مأزقه الحالي، لأن تهجير الفلسطينيين لسيناء سيكون له ثمن مادي ضخم سواء بإلغاء ديون مصر ودفع مبالغ أخرى، كما حدث في عهد مبارك عند مشاركته أمريكا بغزو العراق".
"سجون أشد قسوة"
ومنذ الانقلاب العسكري الذي ضرب البلاد منتصف 2013، وأطاح بأول تجربة ديمقراطية شهدتها البلاد، ويقود السيسي، (وزير الدفاع حينها)، حملة أمنية على أنصار أول رئيس مدني منتخب الراحل محمد مرسي، طالت بعض أطياف المعارضة الأخرى.
وقدرت منظمة العفو الدولية في كانون الثاني/ يناير 2021، عدد المعتقلين في مصر بنحو 114 ألف سجين، فيما أكدت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، أن عدد السجناء والمحبوسين احتياطيا والمحتجزين حتى آذار/ مارس 2021، نحو 120 ألف سجين، بينهم نحو 65 ألف سياسي.
ومع الأعداد الهائلة للمعتقلين لأكثر من 10 سنوات ونصف تقريبا، قام السيسي ببناء 48 سجنا، أهمها وأكثرها اتساعا مجمع سجون "وادي النطرون" النائي بالصحراء الغربية، ومجمع سجون "بدر"، قرب العاصمة الإدارية الجديدة، شمال شرق القاهرة.
ورغم شكاوى آلاف المعتقلين من أوضاعهم السيئة داخل السجون المصرية، إلا أن شكاواهم من أوضاع أشد صعوبة في السجون الجديدة وخاصة سجون بدر، أثارت الجدل حول إصرار النظام على مواصلة الانتهاكات بحق المعتقلين برغم دعاية بنائها على أحدث طرز معمارية واشتراطات دولية.
والمثير أنه ووفق "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان"، فإن مجمع "سجون الجفجافة"، يضم مجمع محاكم، وذلك ضمن سياسة انتهجها النظام، بإقامة المحاكمات بالقضايا السياسية في السجون، ما يحرم المعتقلين من رؤية الشارع المصري ورؤية ذويهم بقاعات المحاكم العامة، ويفرض قيودا على المحامين ولجان الدفاع عن المتهمين.
"أهداف اقتصادية"
لكن، مراقبين، يرون أن للسيسي، هدف اقتصادي من بناء السجون الجديدة، بنقل المسجونين من السجون المركزية، وتلك التي تحتل أماكن حيوية وذات قيمة اقتصادية، ونقل ملكيتها للصندوق السيادي المصري، ومن ثم بيعها أرضا خالية للمستثمرين أو تطويرها وتأجيرها.
"الصندوق"، الذي آلت إليه أغلب مباني القاهرة التاريخية والتراثية ومباني الوزارات والهيئات التي جرى نقلها للعاصمة الإدارية الجديدة، ضم إلى ممتلكاته في آذار/ مارس 2023، مبنى وزارة الداخلية المصرية وسط مدينة القاهرة، وبداخله "جهاز أمن الدولة" السابق، والمعروف باسم "سلخانة لاظوغلي".
وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر 2022، جرى نقل ملكية 10 سجون ومراكز احتجاز بمناطق حيوية بمساحات شاسعة وسط الكتل السكنية لعواصم المحافظات من ملكية وزارة الداخلية لوزارة المالية.
وهو ما اعتبره مراقبون خطوة من النظام لبيع تلك المساحات الشاسعة من المباني والأراضي، وتمهيدا لطرحها للبيع للمستثمرين المصريين والعرب والأجانب أو استغلالها في بناء عقارات سكنية وتجارية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري السيسي السجون سيناء مصر السيسي سيناء السجون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تهجیر الفلسطینیین وزارة الداخلیة السجون الجدید فی شمال سیناء وادی النطرون مؤسسة سیناء فی السجون من السجون کل منهما إلى أن
إقرأ أيضاً:
شهادات الأ سـ.ـر ى المحرّرين: قصص عن التـ.ـعـ.ـذيـ.ـب في سجون اسرائيل
كتبت امال خليل في" الاخبار": فضحت شهادات الأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل الثلاثاء الماضي، حجم العدوانية التي مارسها العدو بحق الأسرى اللبنانيين لديه. حيث لا يزال هناك أربعة عشر لبنانياً يقبعون في زنازين العدو؛ أقدمهم في الاعتقال، ثلة من المقاومين الذين أُسروا بعد نفاد ذخيرتهم خلال تصديهم للاحتلال الإسرائيلي للجنوب في شهري تشرين الأول والثاني الماضيين.
في إحدى زنازين سجن الرملة، يشرف علي ترحيني على إنهاء شهره الثاني في الاعتقال. الشاب العشريني لا يقوى على المشي أو الوقوف، برغم التدليك الذي يتلقّاه من رفاق الزنزانة، وجلّهم أعضاء في حركة «حماس». وكان ابن جبشيت (قضاء النبطية) قد أصيب برصاص أطلقه جنود الاحتلال خلال مشاركته في اعتصام أهالي العديسة ورب ثلاثين ومركبا عند مدخل العديسةفي 28 كانون الثاني الماضي.
دخلت الرصاصة من ظهره وخرجت من بطنه وظل ينزف لساعتين على الأرض، ولم يسمح العدو لفرق الإسعاف الاقتراب لإنقاذه. اقتادته قوات الاحتلال جريحاً ليستقر في سجن الرملة قرب القدس المحتلة.
هناك، التقى الأسير المحرر حسين قطيش بترحيني وكانا اللبنانييْن الوحيديْن في ذلك السجن، إذ جمعتهما إصابتهما. قطيش اعتُقل جريحاً ينزف من قدمه اليسرى بعد إصابته برصاص في بلدته حولا في 16 شباط الماضي. وأمس، كانت المرة الأولى التي يتلقّى أهل ترحيني رسائل منه عبر قطيش. سابقاً، لم يعلموا شيئاً عنه على غرار سائر الأسرى الآخرين. حيث تحوّل المحرّرون إلى طاقة أمل لدى أهالي الأسرى والمفقودين، لمعرفة أي شيء عن أبنائهم.
بحسب روايات المحرّرين الآخرين، أحمد شكر وحسين فارس ومحمد نجم، يقبع معظم الأسرى اللبنانيين حالياً في سجن عوفر غرب رام الله في الضفة الغربية. زنزانة واحدة جمعت فارس مع ابن حولا وضاح يونس، أول أسرى المقاومة الذي اعتقله العدو في بلدة بليدا مع بدء التوغل البري.
حمل فارس رسائل وأخباراً لعائلته التي اطمأنت عنه للمرة الأولى بعد انتشار شائعات عن وضعه الصحي السيئ. في السجن نفسه، يُحتجز يوسف عبدالله من أسرى المقاومة الذي اعتُقل من عيتا الشعب. إضافة إلى حسن ومحمد جواد وإبراهيم الخليل الذين اعتُقلوا من بلدتهم عيتا الشعب في الفترة نفسها، إضافة إلى الضابط البحري عماد أمهز الذي اعتُقل من البترون في 1 تشرين الثاني الماضي وعدد من الأسرى المدنيين.
يروى الأسرى المحرّرون، أن أسرى حزب الله «تعرّضوا لتعذيب جسدي ونفسي وحشي، ولم يكن الجنود يميزون بين المدني والمقاتل، وبالنسبة إليهم، فإن كل جنوبي أو لبناني مناصر للمقاومة، هو بمنزلة مقاتل في حزب الله».
ولفتت مصادر مواكبة إلى أن لائحة الأسرى ليست نهائية، ولا سيما فيما خصّ أسرى المقاومة، إذ لا يزال هناك عددٌ من المقاومين، لم يُعثر على أثر لهم ولم يثبت استشهادهم، علماً أن لائحة الأسماء السبعة، صرّحت عنها إسرائيل. ومما يزيد من احتمال حصول تطورات في ملف الأسرى، حالة الأسير المحرر محمد نجم الذي لم يكن مُدرجاً، لا في لائحة المدنيين ولا في لائحة المقاومين وغير مصرّح عن فقدانه لدى الأجهزة اللبنانية. وكانت إسرائيل أفرجت صباح أمس، عن العسكري في الجيش اللبناني زياد شبلي، وتسلّمه الصليب الأحمر الدولي عند معبر رأس الناقورة.
وكتب حسين درويش في"النهار": نظم اهالي بلدة النبي شيت وقرى الجوار استقبالا حاشدا للاسير المفرج عنه السيد احمد السيد محمد شكر.
وكان شكر قد اختطف من المواقع الامامية المواجهة للعدو من بلدة حولا، ليتنقل بعدها بين اربعة سجون قبل ان يفرج عنه .
وقال شكر: "تعرضت الى تحقيق اولي كان فيه الكثير من التعذيب والتهديد والتعنيف، لكن ذلك لم يؤثر في ارادتي. ولم تشفع لي لبنانيتي واستقلاليتي وناشط سياسي مرشح للانتخابات النيابية الماضية، وما دفعني هو احساسي انتمائي لهذا البلد".
وقال: "نقلت بعدها الى مكان كنت اجهله، فتبين لي بعد عشرة ايام انني في سجن الناصرة، وهناك تعرضت للتعذيب والتهديد والباقي معلوم"… احتجزت هناك في زنزانات العدو حتى التاسع عشر من شهر شباط، وفي يوم اربعاء وبتحقيق مفاجىء معي، قيل لي انني سأبقى هناك لمدة خمس سنوات في سجون العدو، للضغط علي كوني مرشحا سابقا في الانتخابات النيابية، ومن المتوقع ان اعيد ترشيحي لحرماني من الترشح". وتابع: "نقلنا الى مكان قضينا به مدة ساعة ونصف الساعة في آلية عسكرية، ثم الى ما سمي بسجن عوفر، وهذا ما عرفناه من خلال شركائي في السجن الجديد، وهناك وايضاً تعرضنا للتعذيب وللتحقيق والترهيب، وهناك من كان معزولاً ومن كان في وضع انفرادي". مواضيع ذات صلة أسير محرر في غزة: فترة الأسر في سجون الاحتلال كانت صعبة جدا في كل مراحلها Lebanon 24 أسير محرر في غزة: فترة الأسر في سجون الاحتلال كانت صعبة جدا في كل مراحلها 14/03/2025 06:02:33 14/03/2025 06:02:33 Lebanon 24 Lebanon 24 الصمد: نعطي أولوية للعمل الدبلوماسي والسياسي والسلمي لتحرير الأراضي اللبنانية وتحرير الأسرى من سجون العدو الإسرائيلي Lebanon 24 الصمد: نعطي أولوية للعمل الدبلوماسي والسياسي والسلمي لتحرير الأراضي اللبنانية وتحرير الأسرى من سجون العدو الإسرائيلي
14/03/2025 06:02:33 14/03/2025 06:02:33 Lebanon 24 Lebanon 24 حماس: إسرائيل تخرق الاتفاق بعدم الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين Lebanon 24 حماس: إسرائيل تخرق الاتفاق بعدم الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين
14/03/2025 06:02:33 14/03/2025 06:02:33 Lebanon 24 Lebanon 24 هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل تؤخر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حتى انتهاء المشاورات الأمنية مساء اليوم Lebanon 24 هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل تؤخر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حتى انتهاء المشاورات الأمنية مساء اليوم
14/03/2025 06:02:33 14/03/2025 06:02:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
إقرار التعيينات الأمنية والعسكرية بتوافق "الترويكا" واتصالات لحسم منصبَيْ مدير المخابرات ورئيس المعلومات
Lebanon 24 إقرار التعيينات الأمنية والعسكرية بتوافق "الترويكا" واتصالات لحسم منصبَيْ مدير المخابرات ورئيس المعلومات
23:13 | 2025-03-13 13/03/2025 11:13:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تراجع إسرائيلي عن كلام التطبيع بعد نفي لبنان
Lebanon 24 تراجع إسرائيلي عن كلام التطبيع بعد نفي لبنان
23:09 | 2025-03-13 13/03/2025 11:09:48 Lebanon 24 Lebanon 24 سلام: لا مشروع يعلو على الإصلاح واستعادة قرار الحرب والسلم
Lebanon 24 سلام: لا مشروع يعلو على الإصلاح واستعادة قرار الحرب والسلم
23:18 | 2025-03-13 13/03/2025 11:18:25 Lebanon 24 Lebanon 24 بري: لو سألوني لسمعوا الرد المناسب
Lebanon 24 بري: لو سألوني لسمعوا الرد المناسب
23:57 | 2025-03-13 13/03/2025 11:57:36 Lebanon 24 Lebanon 24 النشيد الوطني عمره مئة: فهل كلنا للوطن؟
Lebanon 24 النشيد الوطني عمره مئة: فهل كلنا للوطن؟
23:55 | 2025-03-13 13/03/2025 11:55:01 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
مُفاجأة من العيار الثقيل: فنانة لبنانية أشهرت إسلامها في ايران: اقتنعت بالقرآن (فيديو)
Lebanon 24 مُفاجأة من العيار الثقيل: فنانة لبنانية أشهرت إسلامها في ايران: اقتنعت بالقرآن (فيديو)
02:53 | 2025-03-13 13/03/2025 02:53:26 Lebanon 24 Lebanon 24 حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس!
Lebanon 24 حزن واسع.. وفاة تيكتوكر شهيرة بعد تعرّضها لضيق في التنفس!
11:04 | 2025-03-13 13/03/2025 11:04:01 Lebanon 24 Lebanon 24 20 مليون ليرة لـ"موظفين".. رواتبهم "حكمها الشلل"
Lebanon 24 20 مليون ليرة لـ"موظفين".. رواتبهم "حكمها الشلل"
03:15 | 2025-03-13 13/03/2025 03:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه السيرة الذاتية لقائد الجيش رودولف هيكل
Lebanon 24 هذه السيرة الذاتية لقائد الجيش رودولف هيكل
08:03 | 2025-03-13 13/03/2025 08:03:32 Lebanon 24 Lebanon 24 الجناة يقيمون في منزل مقابل لها.. ابنة الأم السورية "المكلومة" التي هزت العالم تروي تفاصيل مؤلمة (فيديو)
Lebanon 24 الجناة يقيمون في منزل مقابل لها.. ابنة الأم السورية "المكلومة" التي هزت العالم تروي تفاصيل مؤلمة (فيديو)
05:22 | 2025-03-13 13/03/2025 05:22:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
23:13 | 2025-03-13 إقرار التعيينات الأمنية والعسكرية بتوافق "الترويكا" واتصالات لحسم منصبَيْ مدير المخابرات ورئيس المعلومات 23:09 | 2025-03-13 تراجع إسرائيلي عن كلام التطبيع بعد نفي لبنان 23:18 | 2025-03-13 سلام: لا مشروع يعلو على الإصلاح واستعادة قرار الحرب والسلم 23:57 | 2025-03-13 بري: لو سألوني لسمعوا الرد المناسب 23:55 | 2025-03-13 النشيد الوطني عمره مئة: فهل كلنا للوطن؟ 23:46 | 2025-03-13 التفاوض على الترسيم البرّي فُتح... ماذا عن مزارع شبعا فيديو صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية
Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية
05:00 | 2025-03-12 14/03/2025 06:02:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو
Lebanon 24 "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو
00:20 | 2025-03-12 14/03/2025 06:02:33 Lebanon 24 Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو)
Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو)
16:27 | 2025-03-11 14/03/2025 06:02:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24