إنجاز هام قد يسمح للنساء بإنجاب أطفال في سن الشيخوخة!
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن الإجراء المستخدم لعلاج العقم لدى النساء من مرضى السرطان قد يكون الآن الحل لتأخير انقطاع الطمث إلى أجل غير مسمى.
واكتشف علماء الرياضيات أنه من خلال زرع أنسجة المبيض التي تم حصادها سابقا لدى المرأة، يمكنهم إعادة بناء البصيلات اللازمة لاستعادة خصوبتها.
وتسمى هذه العملية حفظ أنسجة المبيض بالتبريد، وقد تم استخدامها على مريضات السرطان اللواتي كنّ سيصبن بالعقم بسبب انقطاع الطمث المبكر الناجم عن علاجات السرطان.
ولكن من خلال حصاد أنسجة المبيض وتجميدها، يمكن تأخير انقطاع الطمث أو حتى القضاء عليه إذا تم إرجاع الأنسجة إلى أجزاء، مع استبدال أنسجة متعددة، قبل حدوث انقطاع الطمث مباشرة.
ولم تتم دراسة هذا الإجراء على البشر، ولكن إذا نجح هذا الاكتشاف، فقد يعني ذلك أن النساء سيتمتعن بالخصوبة في السبعينيات وما بعدها.
وقال كوتلوك أوكتاي، المعد المشارك في الدراسة، وهو عالم أحياء المبيض والأستاذ المساعد في طب التوليد وأمراض النساء وعلوم الإنجاب في كلية الطب بجامعة ييل (YSM): "لأول مرة في التاريخ الطبي، لدينا القدرة على تأخير انقطاع الطمث أو القضاء عليه".
ولا ينبغي الخلط بين عملية الحفظ بالتبريد وتجميد بويضات المرأة، ما يسمح لها بالحمل في وقت لاحق من حياتها ولكن قبل انقطاع الطمث.
وعند إزالتها، يتم تخزين أنسجة المبيض مجمدة ومخزنة في حاويات محكمة الغلق ويتم الاحتفاظ بها في بيئة ذات درجات حرارة منخفضة تصل إلى -320 درجة.
ويتم بعد ذلك إذابة الأنسجة، عادة بعد سنوات، وإعادة زرعها تحت جلد المريضة وفي غضون 10 أيام يتم إعادة توصيلها بالأوعية الدموية المحيطة لاستعادة وظيفة المبيض.
وتستغرق العملية برمتها حوالي ثلاثة أشهر، وفقا لـ YSM.
إقرأ المزيدوقارن أوكتاي العملية بقرار أحد الوالدين بتجميد دم الحبل السري لطفله عند ولادته في حالة احتياجه إليه لاحقا في الحياة لأي مشاكل صحية.
وأضاف أن تجميد أنسجة المبيض يعمل بالطريقة نفسها، ويمكن أيضا استخراجها أثناء إجراء عملية منفصلة مثل بطانة الرحم.
وستبقى الأنسجة حية لمدة 24 ساعة، ما يسمح لطبيب أمراض النساء بإرسالها إلى المختبر لتجميدها.
وطوّر أوكتاي تقنية الحفظ بالتبريد في التسعينيات وأجرى أول عملية زرع مبيض لمريضة بالسرطان في عام 1999.
وفي السنوات الأخيرة، ركز جهوده على تطبيق العملية نفسها لعلاج النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وأنشأ نموذجا رياضيا يتنبأ بالمدة التي يمكن أن يؤدي فيها الإجراء إلى تأخير انقطاع الطمث.
ويوضح النموذج المدة التي يتأخر فيها انقطاع الطمث، اعتمادا على عمر المرأة عندما تم حصاد أنسجة المبيض.
وأظهر أنه كلما كانت المرأة أصغر سنا عندما خضعت للحفظ بالتبريد، كلما تأخر انقطاع الطمث لديها لفترة أطول.
وقالت الدراسة: "إذا كان من الممكن تجميد أنسجة المبيض تحت سن 30 عاما، فمن الناحية النظرية، يمكن القضاء على انقطاع الطمث في بعض الحالات".
ومع ذلك، فإن جدوى وسلامة تأخير انقطاع الطمث إلى ما بعد سن الستين تحتاج إلى تقييم سريري.
وقال أوكتاي: "كلما كان الشخص أصغر سنا، كلما زاد عدد البويضات، وكذلك زادت جودة تلك البويضات".
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحوث الطبية الطب العقم بحوث هرمونات
إقرأ أيضاً:
«آية» تحارب في 3 جبهات: الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تأخير علاجي 3 أشهر فتدهورت حالتي
فى قلب غزة، حيث تتشابك أصوات الحياة مع أوجاع الحصار، تبرز قصة امرأة استثنائية، تحمل فى عينيها نور الأمل رغم الألم، هي أم وزوجة لابن مصاب بسرطان الدم أيضاً، تنبض بالعطاء حتى فى أشد لحظات ضعفها، تواجه مرض السرطان بشجاعة تعجز الكلمات عن وصفها، فبين جلسات العلاج القاسية والتي كانت أشبه بالمعدومة وعدم وجود المسكنات بسبب الحصار، تظل ثابتة، تحارب ليس فقط من أجل حياتها، بل من أجل أن تبقى بصيص أمل لأبنها وعائلتها، قصتها ليست فقط عن معاناة، بل عن إرادة تكسر قيود المستحيل.
اشتهرت آية يوسف كلّاب، صاحبة الـ35 عاماً، بسفيرة مرضى السرطان، والتى تصف نفسها بـ«رئة ثالثة لامرأة تحارب السرطان»، تقول آية لـ«الوطن»: «حرب غزة لم تكن وحدها تقف أمامى أو تشعرنى بالضيق والعجز، بل عشت 3 حروب أخرى بسبب السرطان»، تشرح «كلّاب» معاناتها مع السرطان التى بدأت عندما أصيبت والدتها بالمرض اللعين، لتكرر التجربة ثانية مع طفلها، وتبتلى هى الأخرى بالسرطان، «كان خبر إصابتى صادماً ولن ينسى، فتاريخ يوم تشخيصى بسرطان الثدى يوم 7 نوفمبر لعام 2021». ورغم الحصار الخانق الذى اشتد منذ عام 2023 على قطاع غزة، لم تسمح «كلّاب» للظروف بأن تكسر إرادتها أو تقيد شجاعتها، فتقول: «أصررت أن أكون صوتاً لكل محارب سرطان، وأماً لكل طفل يعانى هذا المرض، لكن الحصار الخانق فرض تحدياً إضافياً على رحلتى، إذ تسبب فى تأخير علاجى 3 أشهر، مما أدى إلى تدهور حالتى الصحية أنا وابنى».
فى تلك الفترة، كان حلم الشابة الثلاثينية الوحيد الحصول على العلاج للتمكن من مواصلة حياتها وإكمال مسيرتها، «رغم كل شىء، جاءت المعجزة المنتظرة؛ تمكنت من السفر إلى الإمارات لتلقى العلاج، وتركت ابنى براء صاحب الـ15 عاماً فى غزة حتى عاد إلى أحضانى منذ أسبوعين فقط».
وعن أصعب شعور لسفيرة مرضى السرطان، قالت: «عندما بدأ يتساقط شعرى، شعرت بأن الحياة ما بتسوى شىء والصحة أهم شىء بحياة الإنسان، وإنه لا بد من المحافظة على النعم، وهناك مواقف أخرى صعبة عندما تفقد أحداً من الأحباء كوالدتى والكثير من الأطفال الذين تعلقت بهم».
وفى حديثها الملىء بالقوة والإلهام، توجه «كلّاب» رسالة تتجاوز حدود المرض والألم: «الحياة سلسلة من التجارب واللحظات، بعضها قد يبدو مستحيلاً، لكنه يحمل دروساً تغيرناً وتعيد تشكيلنا من جديد، نرى أن الصعاب ليست سوى محطات عابرة، لكل منها نهاية مؤكدة». دعت «كلّاب» المصابات بالسرطان، إلى التمسك بالأمل وعدم الاستسلام مهما اشتدت التحديات، لأن كل لحظة صعبة تحمل فى طياتها فرصة للتغيير والنمو.
وعن التعايش مع لحظات الألم، أكدت أن ما يثقل كاهلها ليس صعوبة جلسات العلاج كما يعتقد البعض، بل الشعور القاسى بالغياب عن منزلها وأحبائها: «الأصعب أن تكون بعيداً عن طفلك وزوجك وعائلتك، ليس بقرارك، بل ضرورة فرضها المرض والعلاج».
ورغم هذه التفاصيل المؤلمة، تجد «كلَّاب» فى حب عائلتها طاقة تعينها على مواجهة التحديات، تضيف بنبرة يملؤها الأمل: «شوقى لهم هو سر قوتى، وهو ما يدفعنى للصبر والمقاومة، فحبهم هو دافعى الأول، سأعود سريعاً إلى حضنهم، لأشعر بأننى على قيد الحياة».