الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: يومًا بعد يومٍ تتعمّق أزمة الاحتياط في جيش الاحتلال، وباتت تُشكّل تحديًا إستراتيجيًا، وإسرائيل على صفيحٍ ساخنٍ أوْ برميل بارود قد ينفجر قريبًا جدًا، إذْ أنّ الخبراء والمُحللين باتوا يتحدّثون علنًا عن تحوّل (حرب الأشقاء) في المجتمع الصهيونيّ إلى (حربٍ أهليّةٍ)، فيما تُواصِل كبرى الشركات التجاريّة ورؤوس الأموال في فرع التكنولوجيا المُتقدّمة بنقل أموالهم خارج الكيان، مؤكّدين أنّ الوضع بات لا يُحتمل، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ أشهر البنوك الأمريكيّة حذّرت من هبوطٍ حادٍّ في قيمة الشيكل بسبب الانقلاب القضائيّ الذي تخوضه حكومة بنيامين نتنياهو، وهي الأكثر تطرفًا وبطشًا وعنصريّةً في تاريخ الدولة العبريّة.

وكشف مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لصحيفة (هآرتس)، أنّ جيش الاحتلال يعاني من أزمةٍ خطيرةٍ في منظومة الخدمة العسكرية الاحتياطية، وهي “أسوأ أزمة في خدمة الاحتياط منذ حرب 1973″، وفق تقديره. وقالت (هآرتس)، إنّ هناك قلقًا في الجيش من نشوء أزمة في غاية الخطورة في منظومة الخدمة العسكرية الاحتياطية بسبب الاحتجاجات على الإصلاحات القضائية، مشيرة إلى أنّ الآلاف من الجنود والمجندات وقعوا على عرائض تعهدوا فيها بعدم الالتحاق بالجيش لتأدية الخدمة الاحتياطية في حال نجحت الحكومة في تنفيذ “الانقلاب القضائي الذي يقلص من صلاحيات المحكمة العليا ويجعل إسرائيل دولة دكتاتورية”، حسب وصفهم، ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في جيش الاحتلال قوله: “الجيش يواجه حاليًا أكبر أزمة في الخدمة الاحتياطية منذ حرب الغفران عام 1973”.  في الوقت عينه تستمر الاحتجاجات في عشرات المدن الإسرائيليّة ضدّ الحكومة ومخططات اليمين المتطرّف للتلاعب بالمستوى القضائي وسط اتساع الفجوات بين مكونات الجمهور اليهوديّ، المُنقسِم على نفسه، ناهيك عن ارتفاع نسبة المهاجرين من الكيان إلى الولايات المُتحدّة الأمريكيّة والدول الأوروبيّة.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ أزمة الجيش الإسرائيليّ آخذة بالتعمق على ضوء تنامي ظاهرة رفض الخدمة في دولةٍ ديكتاتوريّةٍ، الأمر الذي يقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب، خصوصًا على ضوء التحذيرات التي يُطلقها جنرالات في الجيش وجنرالات سابقين عن أنّ الجيش ليس مؤهلاً وليس جاهزًا لخوض حربٍ حتى مع (حزب الله) اللبنانيّ، بالإضافة إلى أنّ العمق الإسرائيليّ يُعاني من ثغراتٍ كبيرةٍ، وأنّ صواريخ المُقاومة باتت تُغطّي كلّ مكانٍ في دولة الاحتلال، بما في ذلك فرن ديمونا النوويّ في جنوب الكيان. ووصل الأمر إلى أنّ قائد السابق للوحدة الأكثر نخبويةً في جيش الاحتلال (شاييطت13) وجّه رسالةً شديدة اللهجة إلى القائد العّام للجيش، الجنرال هرتسي هليفي، أبلغه فيها أنّه لن يخدم في الاحتياط فورًا، الأمر الذي أثار عاصفةً سياسيّةً وأمنيّةً وإعلاميّة في إسرائيل. إلى ذلك، وبعدما أعلن 106 من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الذين يخدمون في مراكز القيادة إنهاء تطوّعهم في سلاح الجو الاسرائيليّ احتجاجًا على التعديلات القضائية التي تعتزم حكومة بنيامين نتنياهو إقرارها، وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيليّة الرسميّة (كان)، قال المحلّل العسكري في صحيفة (معاريف) طل لف رام “إنّ وزير الأمن يوآف غالانت عقد يوم الأحد اجتماعًا طارئًا مع قادة الجيش، من بينهم رئيس الأركان، ورئيس شعبة العمليات، ورئيس شعبة الاستخبارات، وقائد سلاح الجو، وقائد سلاح البحر، ومسؤولين آخرين للحصول على تقييم للوضع بخصوص تأثير الاحتجاجات”، على حدّ تعبير المصادر واسعة الاطلاع التي اعتمد عليها. ووفقًا له، قد جرى الاجتماع بعد حوالي أربعة أيام من تصريح غالانت بأنّ “المطالبات التي تطلق في هذه الأيام لتشجيع رفض المتطوعين عن خدمة الاحتياط تهدد وحدة الصفوف، وهي خطيرة وتشكل جائزةً لأعدائنا”، مضيفًا أنّ “الجيش الإسرائيليّ هو جيشنا كلنا، وليس لدينا جيش آخر نعتمد عليه، ويجب أنْ نحافظ عليه متماسكًا ونجعله خارج كل خلاف”، طبقًا لأقواله. علاوة على ما جاء أعلاه، أكّد المحلل العسكريّ، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ “أزمة الاحتياط في الجيش آخذة بالتعمق، وليس فقط في سلاح الجو، فعدد كبير من الضباط الذين تجاوزوا سن الإعفاء من خدمة الاحتياط لكن بعضهم لا يزالون يشغلون مناصب مهمة في قيادات الجيش المختلفة، أبلغوا الجيش أنّه في حال تواصل تشريع الإصلاح القضائيّ، فإنّ في نيتهم التوقف عن خدمة الاحتياط في الوحدات، وبعض الضباط أبلغوا قادتهم بذلك”، على حدّ تعبيره  وأشار المحلل العسكريّ إلى أنّ “المعنيين في المؤسسة الأمنية يقدّرون أنّ حجم عناصر الاحتياط الذين سيعلنون عن التوقف عن خدمة التطوع سيزداد بشكل جوهري في الأيام المقبلة”، قائلًا: “منذ الأمس، سُجل ارتفاع في عدد البيانات التي أرسلت من قبل العناصر بأنّ في نيتهم عدم الالتحاق بالاحتياط في حال زادت الأرجحية من تمرير التشريع بالقراءة الثالثة في الكنيست”. وخلُص المُحلل إلى القول إنّه “على أي حال، ليس من المفترض على الجيش أنْ يدعو الضباط في الفترة القريبة للاحتياط، لذلك يبدو أنّ اختبار التحاقهم لن يُثبت نفسه قريبًا في اختبار الواقع، ومع ذلك، هذا المنحى يقلق مسؤولي المؤسسة الأمنية”، طبقًا لأقواله.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: فی جیش الاحتلال الاحتیاط فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: تحول جذري في سياسة إسرائيل تجاه حماس وغزة

أكد العميد احتياط في الجيش الإسرائيلي عميد بيغور، اليوم الخميس 27 مارس 2025، أن هناك تحولاً جذرياً في السياسة الإسرائيلية تجاه حركة حماس .

وقال بيغور وهو نائب رئيس الساحة الفلسطينية السابق في شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي لصحيفة "معاريف" العبرية، أن عمليات إسرائيل العسكرية باتت تستهدف قيادات الجناح المدني للحركة، وليس فقط الجناح العسكري.

إقرأ أيضاً: إسرائيل: تخوفات على حياة الأسرى في غزة والضغوط لم تحدث تحولاً جذرياً

وأضاف أنه للمرة الأولى يتم دمج الاعتبارات المدنية في الاستراتيجية العسكرية، من خلال وقف المساعدات الإنسانية، وتحريك السكان بين المناطق، وضرب شخصيات قيادية مسؤولة عن إدارة شؤون غزة.

وكشف بيغور عن "بوادر تغيير في مواقف كل من مصر والأردن تجاه فكرة استقبال مهاجرين من قطاع غزة، رغم التصريحات العلنية التي تنفي ذلك".

إقرأ أيضاً: صحيفة: مفاوضات غزة قد تشهد إنفراجة خلال الساعات المقبلة

وتحدث بيغور عن تطورات أخرى مثل تزايد الضغوط على حماس لنزع سلاحها وترحيل قياداتها، إلى جانب ظهور احتجاجات غير مسبوقة داخل القطاع، كان أبرزها في بيت لاهيا، حيث شهدت المدينة مظاهرة مفتوحة ضد حكم حماس، مع توقعات بتصاعد موجة الاحتجاجات في مناطق أخرى.

وعقدت القيادة الإسرائيلية، مساء امس الأربعاء، اجتماعًا أمنيًا طارئًا في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس ، لمناقشة الخطوات القادمة في الحرب على غزة، وسط تعثر المفاوضات واستمرار العمليات العسكرية.

وشارك في الاجتماع وزير الجيش يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير ومسؤولون بارزون في الأجهزة الأمنية.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى صفقة التبادل ما زالت متعثرة، رغم الجهود التي بذلتها مصر مؤخرًا، والتي لم تؤتِ ثمارها.

وتشير التقديرات الأمنية إلى أن الأوضاع الإنسانية في غزة تتجه نحو أزمة حادة، حيث من المتوقع أن تنفد إمدادات الوقود والطعام والمياه خلال أقل من 60 يومًا.

وفيما تواصل إسرائيل استهداف قيادات حماس، أوصت الأجهزة الأمنية بتوسيع السيطرة الميدانية في قطاع غزة، من خلال فرض سيطرة أكبر على مناطق في شمال وجنوب القطاع، بهدف زيادة الضغط على الحركة ودفعها للقبول بشروط التفاوض.

ومع ذلك، يحذر مسؤولون في ملف المفاوضات من أن الوقت ينفد بالنسبة للمختطفين، وحماس لم تُظهر حتى الآن أي بوادر على تقديم تنازلات إضافية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية شرطة بن غفير تتجاهل قرار التحقيق مع وزير وعضوي كنيست إسرائيل: تخوفات على حياة الأسرى في غزة والضغوط لم تحدث تحولاً جذرياً الكنيست يقر تعديلًا تشريعيا يمنح الحكومة السيطرة على تعيين القضاة الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة صحة غزة تعلن أحدث حصيلة لعدد الشهداء والإصابات منذ فجر اليوم الأوقاف تصدر تنويها بشأن الحالات الخاصة لموسم الحج هذا العام لازاريني: مقتل 5 من موظفي الأونروا في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • عشرات جنود الاحتياط الإسرائيليين يرفضون الخدمة بغزة
  • جنود احتياط في إسرائيل يترددون بالعودة للقتال
  • تحذيرات أممية من تجدد الحرب الشاملة بين الجيش اليمني والحوثيين
  • جيش الاحتلال يحذر من أزمة تتفاقم في قوات الاحتياط
  • مؤسسة إغاثية: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم
  • هآرتس: انخفاض معدلات التحاق الاحتياط بالخدمة في الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي: تحول جذري في سياسة إسرائيل تجاه حماس وغزة
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يحذر من أزمة تتفاقم في صفوف قوات الاحتياط
  • اندفاع ثم تراجع..الانقسامات تفتك بصفوف جنود الاحتياط الإسرائيلي
  • رئيس جامعة بنها: افتتاح مبنى الجراحة بالمستشفى الجامعي قريبًا