السومرية نيوز-خاص

تراقب الأوساط الشعبية والمهتمة بالشأن الأمني، باهتمام كبير مخرجات وآليات وكيفية تنفيذ القرار الحكومي المتمثل بتخصيص أموال لشراء السلاح من المواطنين، في خطوة تهدف لـ"حصر السلاح بيد الدولة"، غير أن هذه الخطوة المهمة، تشوبها الكثير من الثغرات والتساؤلات التي لاتجد إجابات واضحة، مايجعل الامر يوحي إلى إمكانية "عدم جدية الحصول على نتائج جيدة" من هذه الخطوة، خصوصا وسط عدم وجود خطة واضحة لذلك.

تستمد هذه الخطوة أهميتها من عدة أسباب، أولها احتكار العنف بيد الدولة، غير انه في الحقيقة لن يكون بيد الدولة حصرا، فهنالك الكثير من الأوساط والفئات سواء على صعيد العشائر او العصابات او الفئات الحزبية والفصائلية التي ستستمر بامتلاك صلاحية العنف، بحسبما يرى مراقبون ومختصون.

لكن رغم الأهمية التي تحيط بالخطوة، الا انها تحيط بها وتتخللها الكثير من الثغرات، من بينها هو من الذي سيقبل ببيع سلاحه الى الدولة؟، وهل سيكون السعر مغريا لدفع الناس للتخلي عن سلاحهم؟، وهل تستهدف الدولة نزع السلاح من فئات معينة ومحدودة نسبيًا دون غيرها؟ وكم عدد قطع السلاح التي تريد الدولة او ستتمكن من انتزاعها من المجتمع بالمبلغ المخصص البالغ 15 مليار دينار والذي اقره مجلس الوزراء في جلسته اول الامس الثلاثاء؟


يعتقد مراقبون ان المبالغ المخصصة، وكذلك عدم وجود خطة او ستراتيجية معلنة وواضحة لتطبيق هذه الخطوة، تستهدف فئات ضعيفة او السلاح البسيط الذي لا يتعدى البيوتات او الفئات التي "ورثت" السلاح من الفترات الزمنية السابقة وتعيش في المدن، حيث يعتقد مراقبون ان هذه الخطوة لن تؤدِ بأي شكل من الاشكال الى تشجيع الفئات التي تمتلك السلاح الثقيل، او تلك التي تعيش في مجتمعات عشائرية أن تقوم ببيع سلاحها الى الدولة، ما يعني ان هذه الخطوة ستؤدي الى سحب السلاح من الفئات التي "لاتستخدمه أصلًا" او تشعر انها ليست بحاجة إليه، مايجعل الخطوة الحكومية ليست ذات جدوى، او لن تقلل شيئًا من الخطر على المستوى الأمني، لأنها ستقوم بسحب سلاح "نائم" أساسًا وليس له تأثير على المستوى الأمني.



*مبالغ متساوية للمحافظات.. هل تتساوى بغداد بالمثنى؟

خصص مجلس الوزراء 15 مليار دينار من خلال تصويت مجلس الوزراء على ان تخصص وزارة المالية مبلغ مليار دينار لكل محافظة عدا محافظات إقليم كردستان العراق وبمجموع 15 مليار دينار، من احتياطي الطوارئ، استنادًا إلى أحكام قانون الموازنة العامة للسنوات المالية الثلاث، للمباشرة في شراء الأسلحة من المواطنين، تنفيذًا للبرنامج الحكومي، والمرحلة الأولى من السياسة الوطنية لتنظيم الأسلحة وحصرها بيد الدولة (مرحلة تسجيل أسلحة المواطنين).

لكن اول ثغرة تشوب هذا القرار، وتجعله ربما غير مدروس بشكل واضح، هو تخصيص مليار دينار لكل محافظة، دون وضع اعتبارات لعدد سكان كل محافظة وعدد الأسلحة فيها، فمحافظة المثنى ذات المليون نسمة، بكل تأكيد لن يكون عدد الأسلحة فيها وعدد من يملكون السلاح يساوي ماموجود في البصرة ذات عدد السكان الذي يقارب الـ3.5 مليون نسمة، او بغداد ذات الـ9 ملايين نسمة.


*ألف دينار لكل قطعة سلاح!

تتضارب التقديرات بشأن عدد الأسلحة الموجودة بيد المدنيين في العراق، بين 12 الى 15 مليون قطعة سلاح، بحسب تقديرات نواب في البرلمان ومختصين، ووفقًا لهذا الرقم فأن الـ15 مليار دينار ستعادل الف دينار لكل قطعة سلاح فقط!، الامر الذي يشير بشكل واضح الى مدى ضعف نطاق السلاح المستهدف جمعه، وفي المتوسط قد يقدر أقل سعر ممكن للسلاح بنحو 900 الف دينار إلى مليون دينار، هذا سيجعل المبالغ المخصصة لن تجمع اكثر من 15 الف قطعة سلاح، هذا في حال تم عرض سعر مساوٍ لسعر السوق دون مغريات من الحكومة، وهو ماقد يجعل الناس غير مضطرة لبيع سلاحها الى الدولة، وفي حال رفع السعر قليلا، ربما لن تتمكن الدولة الا من جمع 10 الاف قطعة سلاح في احسن الأحوال بالمبلغ المخصص، مايعني 0.1% فقط من اجمالي السلاح الموجود بيد المدنيين في العراق.


*كم عدد السلاح المرخص؟

وبينما تشير الدولة الى ماوصفته "مرحلة تسجيل أسلحة المواطنين"، فهذا يوحي الى ان الحملة تستهدف فقط الأسلحة غير المرخصة، وليست تلك الأسلحة المسجلة وتحمل ترخيصا من الدولة.

ويقدر عدد الأسلحة المرخصة في العراق اكثر من 8.4 مليون قطعة سلاح، الامر الذي يجعل العراق بالمرتبة 25 من اصل 207 دول عالميا بانتشار السلاح بين المدنيين، والثالث عربيا بعد كل من اليمن ولبنان، وبواقع 19.6 قطعة سلاح لكل 100 مدني، مايجعلها اكثر من 8.4 مليون قطعة سلاح المرخصة، بحسب "أور وورلد ان داتا".

اما معدل الموت بهذه الأسلحة فالعراق بالمرتبة 24 عالميا وبواقع 6.6 وفيات لكل 100 الف نسمة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: عدد الأسلحة ملیار دینار بید الدولة هذه الخطوة السلاح من دینار لکل قطعة سلاح

إقرأ أيضاً:

المغرب يدق ناقوس الخطر بشأن انتشار الأسلحة في إفريقيا ويدعو لتحرك دولي عاجل

حذر المغرب، اليوم الأربعاء خلال مؤتمر نزع السلاح في جنيف، من المخاطر الأمنية المتزايدة في إفريقيا جراء انتشار الأسلحة الخفيفة والصغيرة، مؤكداً أن هذه الظاهرة تعزز أنشطة الجماعات الإرهابية والانفصالية وتهدد استقرار القارة.

وأكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، عمر زنيبر، أن الاتجار غير المشروع بهذه الأسلحة يجب أن يكون “أولوية مطلقة”، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمنع وصولها إلى جهات غير حكومية، وتنفيذ الالتزامات الدولية ذات الصلة، خصوصاً في إطار برنامج عمل الأمم المتحدة المعني بالأسلحة الصغيرة والخفيفة.

وعلى الصعيد العالمي، أشار زنيبر إلى التحديات المتزايدة المرتبطة بسباق التسلح وتحديث الترسانات النووية وضعف التقدم في جهود نزع السلاح، معتبراً أن هذه الاتجاهات “تضعف بنية الأمن الجماعي”، ما يستدعي “إجراءات عاجلة وحازمة”.

كما دعا السفير المغربي إلى تفعيل دور مؤتمر نزع السلاح باعتباره المنصة التفاوضية متعددة الأطراف الوحيدة في هذا المجال، مشيداً باعتماد برنامج العمل لهذا العام تحت رئاسة إيطاليا، ومؤكداً ضرورة التزام جميع الأطراف بضمان تحقيق تقدم ملموس.

وفيما يتعلق بنزع السلاح النووي، شدد زنيبر على أن “الضمانة المطلقة ضد استخدام أو التهديد باستخدام الأسلحة النووية تكمن في إزالتها بشكل كامل ونهائي وقابل للتحقق منه”، مشيراً إلى التحديات الناجمة عن التطورات التكنولوجية العسكرية، مثل الذكاء الاصطناعي والأسلحة ذاتية التشغيل، والتي تستلزم وضع إطار قانوني صارم يضمن سيطرة بشرية عليها ويحول دون استخدامها بطرق غير منضبطة.

واختتم زنيبر كلمته بالتأكيد على أن تحقيق السلام يتطلب التزاماً مستمراً، مشدداً على مسؤولية المجتمع الدولي في بناء عالم خالٍ من التهديد النووي، حيث تُسخَّر الابتكارات البشرية لخدمة البناء والتنمية بدلاً من التدمير.

مقالات مشابهة

  • المغرب يعتبر تسارع السباق نحو التسلح "تهديدا للأمن الجماعي"
  • الداخلية تضبط 408 قضايا مخدرات و177 قطعة سلاح خلال 24 ساعة
  • المغرب يدق ناقوس الخطر بشأن انتشار الأسلحة في إفريقيا ويدعو لتحرك دولي عاجل
  • الجميل: السلاح لم يحمِ لبنان ونحن نريد حماية الجميع عبر دولتنا
  • ضبط 437 قضية مخدرات و182 قطعة سلاح خلال 24 ساعة
  • الأمن العام: نقل السلاح المرخص خارج المملكة مخالفة تستوجب العقوبة
  • سلاح ومخدرات.. حملات أمنية في أسوان ودمياط
  • ضبط 425 قطعة ألعاب نارية ومفرقعات داخل محل بكفر الشيخ
  • 1916م الحملة ضد السلطان علي دينار: مفارقات بين الأمس واليوم
  • البورصة العراقية تتداول أسهماً بـ 9 مليارات دينار في اسبوع