???? صناعة الذرائع في لوم الخرطوم … تنصل المثقف الدارفوري
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
صناعة الذرائع في لوم الخرطوم … تنصل المثقف الدارفوري
نموذج خلاف الزيادية والبرتي من مائتي عام …
لفت إنتباهي ما قال أحد المثقفين الدارفوريين (الوليد مادبو ) وهو من الذين يشار إليهم بالبنان في 2023م : (إن الدولة عجزت منذ الاستقلال في تشييد بنية تحتية تسهم في إحداث توسع أفقي ورأسي يجعل المكان ذا ملمح وجداني، لكنها لم تألو جهداً في حبك المؤامرات وبث الدسائس التي جعلت الكل يقبل بالقبلية إطارا وللثنائية مبرراً (ثنائية رزيقات ومعاليا، هبانية وفلاته، تعايشة وسلامات، زياديه وبرتي، إلخ).
سهل جدا لوم الخرطوم وتحميلها أوزار كل مشاكل دارفور وحروبها الأهلية وبالتالي فإن الخرطوم (تستحق العقاب لأنها هي السبب في خلافاتنا نحن الدارفوريين ولولاها لكنا سمنا على عسل !! )
حين قرأت كلام المثقف الدارفوري تذكرت كلاما قرأته في كتاب تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان للشريف محمد بن عمر التونسي الذي زار دارفور في 1805م وبلاد العرب والسودان هي دارفور والسودان وقتها كانت تعني السود عموما.
فقد قال محمد بن عمر التونسي عن دارفور : ( أما دارفور فهو الإقليم الثالث من ممالك السودان وذلك أن القادم من المشرق إلى بلاد السودان أول ملكة وإقليم يعرض له مملكة سنار ثم كردفال ثم دار الفور فظهر أنها الإقليم الثالث وبحسب ذلك يكون إقليم ودداي هو الرابع ( في تشاد الحالية ) والباقرمة الخامس (في تشاد والكاميرون ) وبرنو السادس (موزع بين تشاد والنيجر ونيجيريا ) وإدقز السابع (أغاديس في النيجر ) ونفه الثامن ودار تنبكتو التاسع ( في دولة مالي) ودار ملا أو ملي العاشر (من السنغال غربا إلى دولة مالي)
نعود إلى ما قام محمد بن عمر التونسي بتوثيقه في 1805م عن دارفور وقد عاش فيها سبعة سنوات حسوما وأتيح له فيها من حرية التجوال بسبب عروبته وإسلامه ما لم يكن متاحا لغيره من الرحالة الأوروبيين الذين كان سلاطين دارفور يحظرون عليهم دخول البلاد !
قال الشريف محمد بن عمر التونسي عن خلافات القبائل : ( لكن من حيث أن أمراض بلاد السودان لم تكن وبائية قاتلة ، كانت أعمارهم أطول من أعمار غيرهم ، فلذلك تجد فيهم المسنين ، حتى تجد من تجاوز المائة وعشرين. وأما أبناء السبعين والثمانين والتسعين ، فلا يكاد يحصرهم العد ، ولا يوقف لكثرتهم على حد ، هذا على مع ما ابتليوا به من الفتن ، والحروب والمحن ، لأن كل قبيلتين منهم بينهما دم مسفوك ، وثأر مطالب به غير متروك ، كما بين البرتي والزيادية ، وبني عمران والميمة والفلاتا والمساليط والمسيرية الحمر والرزيقات والمجانين وبني جرار والزغاوة والمحاميد مما لا يكاد يحصى ، هذا خلاف فتن الملوك ، وخلاف ما يصير من القتل في مجلس الشرب ، أو في المعاندة على الكواعب الأتراب ، ولولا ذلك لكانوا في الكثرة كيأجوج ومأجوج ، وضاق بهم الفضاء والمرج.( تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان – محمد بن عمر التونسي -1850م –ص282).
أليس عجيبا أن هذه هي نفس الثنائية التي تحدث عنها المثقف الدارفوري في 2023م وكأنها أمر مستجد بسبب دسائس الخرطوم ؟!
ولنقفز قفزات عبر الزمن.
ففي 1913م في زمن السلطان علي دينار هاجم أحد قادته خليل عبد الرحمن عرب الزيادية وطاردهم حتى داخل كردفان الأمر الذي أثار قلق حكومة السلطة الثنائية في الخرطوم وكان يومها الحاكم العام ونجت باشا.
وفي نوفمبر 1916م إنتهت سلطة الحكم الذاتي للسلطان علي دينار وتم ضم دارفور كمحافظة من محافظات السودان.
وفي أول يوليو 1955م وبينما سلطة الحكم الثنائي تحزم حقائبها لمغادرة السودان تجدد خلاف البرتي والزيادية ولكنه كان خلافا قانونيا ساحاته المحاكم , فقد شهدت محكمة كتم ( النزاع الذي كان بين قبيلتي البرتي والزيادية بشأن الهشاب ورسوم العوائد التي تفرض عليه، حيث كان البرتي يقومون بجمع رسوم العوائد من العرب الزيادية ؛ باعتبار أن (الهشاب) يقع داخل ديارهم. فتقدم إثر ذلك الزيادية بشكوى للمحكمة الإقليمية بكتم والتي نظرت فيها وأصدرت حكمها في أول يوليو عام 1955 م لصالح الزيادية، وأمرت المحكمة قبيلة البرتي بعدم التعدي على الأهالي وأخذ العوائد ؛ باعتبار أن أشجار الهشاب تقع داخل ديار الزيادية ، وتم كذلك تحديد ديار كل قبيلة على حدة بصورة واضحة ، وجاء تأييد .( حكم المحكمة الإقليمية بكتم بواسطة مفتش المركز وفي عام 1955 م قام البرتي بمعارضة الحكم الصادر من المحكمة الإقليمية وطلبوا النظر في القضية وتقدموا باستئنافهم لقاضي مديرية دارفور، الذي طلب أوراق القضية وفحصها ، وأيد أخيرًا الحكم الصادر من قبل المحكمة الإقليمية بكتم ( إدارة الحكم الثنائي لدارفور – المبارك الشريف أحمد – 2004م )
ثم تجدد خلاف الزيادية والبرتي في زمن الإنقاذ في 1995م وذلك بالرغم من حكم المحكمة في 1955م وتجدد في 2012م وفي هذه المرحلة تجدد بشكل مسلح.
ومن هنا 2012م يمكنك عزيزي القارئ البحث في فيسبوك فقد صار مساحة حرة يعرض فيها مؤرخي القبائل الدارفورية ومنهم البرتي والزيادية وجهات نظرهم المتعارضة في نزاعات الحواكير ، ولكن أختم بالقول أنه قد حان الوقت ليتداعى مثقفي دارفور للوصول لحل المعضلة التاريخية معضلة الحواكير التي أرهقت سلطة الحكم الثنائي من 1917م إلى 1955م وأرهقت حتى السلطان علي دينار 1900م – 1916م فقد كانت فترة حكمه 16 سنة من الحروب الداخلية وبعض أكبرها كانت ضد سلطنات تابعة سعت للإستقلال بحواكيرها مثل حروبه ومعاركه ضد سلطنة المساليت وضد الرزيقات وغيرهم ، فأين كانت الخرطوم خلال كل تلك الأزمنة ؟!
#كمال_حامد ????
الشريف محمد بن عمر التونسي.
النص.
جغرافيا الزيادية والبرتي.
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حمدان بن محمد: هدفنا صناعة الأبطال واعتلاء منصات التتويج
في ضوء توجيهات ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن تكون دولة الإمارات في المركز الأول في كافة المبادرات وجميع المجالات وجعل الرياضة أسلوب حياة وسيلة لإسعاد المجتمع والاهتمام بالصحة، زار سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي،الثلاثاء، «خلوة دبي للرياضة»، بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي.
ثمّن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة مجلس دبي الرياضي بتنظيم هذه الخلوة، وأكد أهمية الخروج بتوصيات ومبادرات تتناسب مع تنامي دور الرياضة في المجتمع على المستويين التنافسي والمجتمعي، وكذلك على المستوى الاقتصادي، من خلال خلق فرص عمل جديدة واستضافة أحداث وفعاليات كبرى على مدار العام، مؤكداً سموه أهمية صناعة الأبطال واعتلاء منصات التتويج في البطولات المحلية والقارية والدولية.
وقال سموّه إن خلوة دبي للرياضة، تعكس مكانة الرياضة في مجتمع دبي في ضوء ما توليه القيادة الرشيدة من دعم للرياضة وحرص على تشجيع المجتمع بكل فئاته على ممارستها، وما أثمره هذا الحرص من تحقيق النمو والإنجازات والتطور لهذا القطاع الحيوي وتوفير البنية التحتية الداعمة للأحداث الرياضية الكبرى، مشيراً سموه إلى أن الخلوة تتماشى مع الأهداف التي يتم العمل على إنجازها ترجمة للدعم والرعاية والاهتمام الكبير الذي يحظى به القطاع الرياضي من القيادة الرشيدة، وأن تكامل آراء المختصين والخبراء يسهم في رسم مستقبل القطاع الرياضي.
وتجوّل سموّه، يرافقه سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، بين المشاركين في الخلوة التي نظمها مجلس دبي الرياضي في متحف المستقبل تحت شعار «دبي الوجهة الرياضية الأولى» والذين يمثلون تنوعاً واسعاً من الجنسيات والتخصصات ويمتلكون خبرات كبيرة في مختلف مجالات العمل الرياضي، حيث حرص سموه على تجاذب أطراف الحديث مع المشاركين في مناقشات الخلوة والاستماع إلى طروحاتهم، حيث عبّر لهم عن تقديره لمشاركتهم في الخلوة.
وقد التقى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، بسفراء دبي للرياضة من نجوم الرياضة العربية والعالمية المشاركين في الخلوة وعبر سموّه للرياضيين من سفراء دبي للرياضة المشاركين في الخلوة عن تقديره لمشاركتهم في النقاش وجهودهم في تعزيز مكانة الرياضة في دبي، وأكد لهم أن الرياضة على الرغم من كونها ساحة للتنافس، فإنها تجمع الرياضيين على قيم نبيلة قائمة على التنافس الشريف والروح الرياضية والسعادة والتعارف والتعاون، وغيرها من القيّم التي نحرص أن تكون سائدة في جميع المحافل الرياضية وأن توحد الرياضيين في كل البطولات.
ويضم سفراء دبي للرياضة: أسطورة فنون القتال المختلط وبطل العالم الروسي حبيب نور محمدوف، والفرنسي باتريس ايفرا القائد السابق لمنتخب فرنسا لكرة القدم ونجم أندية مانشستر يونايتد ويوفنتوس ومرسيليا سابقاً، وفادي الخطيب نجم المنتخب اللبناني لكرة السلة.
وشارك في الخلوة من سفراء دبي للرياضة، سانيا ميرزا نجمة التنس الهندية العالمية، وهارباجان سينغ القائد السابق للمنتخب الهندي للكريكت، وباكاري سانيا اللاعب السابق لمنتخب فرنسا وناديي أرسنال ومانشستر سيتي، ونجم المنتخب العراقي السابق نشأت أكرم، والذين يقيمون في دبي ويعملون فيها لتعزيز مكانة الرياضة واستقطاب المواهب وتطويرها وإلهام أجيال جديدة من الصغار ليكونوا أبطال المستقبل.
وتعد مبادرة «سفراء دبي للرياضة» إحدى المبادرات التي تؤكد العلاقة المتينة بين دبي والرياضة العالمية والتواصل المستمر بين مجلس دبي الرياضي ونجوم الرياضة العرب والعالميين الذين يقيمون في دبي ويعملون فيها.
مشاركة مميزة
وشارك في الخلوة علي بوجسيم الحكم المونديالي السابق، وإسماعيل مطر قائد منتخب الإمارات الوطني ونادي الوحدة لكرة القدم سابقاً، وخلفان حارب بطل العالم في الزوارق السريعة سابقاً، ورؤساء ومجالس إدارات الأندية وشركات كرة القدم في دبي، ومسؤولي الأكاديميات ومراكز التدريب ومراكز انتقاء المواهب العاملة في دبي.
وشارك في «خلوة دبي للرياضة» 100 من نخبة المختصين يتقدمهم وزراء وقيادات ومديرو عموم الدوائر الحكومية المحلية، وعدد من صنّاع القرار في مختلف جوانب العمل الرياضي ونجوم الرياضة العالمية.
وتضمنت الخلوة جلستان حواريتان حملت الأولى عنوان «قوة الرياضة.. تأثير يتجاوز حدود الملعب» وتحدث فيها أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة، وهلال المري المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وحصة بو حميد المدير العام لهيئة تنمية المجتمع بدبي، وأحمد بن بيات نائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي ونائب رئيس مجلس إدارة بنك دبي التجاري، وعبدالله سعيد النابودة مالك فريق دبي لكرة السلة.
وحملت الجلسة الثانية عنوان «دبي: أرض المواهب.. نحو مستقبل واعد»، وتحدث فيها أسطورة فنون القتال المختلط الروسي حبيب نور محمدوف، والفرنسي باتريس إيفرا، وفادي الخطيب، وسانيا ميرزا، وهارباجان سينغ».
بالهول: الرياضة تؤثر في الأفراد والدول
تحدث خلفان جمعة بالهول، نائب رئيس مجلس دبي الرياضي، عن الرياضة وأهميتها للأفراد والدول والمدن، وقدرتها على التأثير في المجتمع إيجاباً، سواء كانت الممارسة على مستوى الرياضات المجتمعية أو الاحترافية، أو من أجل الصحة والنشاط لممارسيها، أو رغبتهم في حضور الفعاليات والبطولات، أو كونها قوة ناعمة للدول، ومساهماً في الاقتصاد، وغيرها من المجالات، كما عرض بعض نتائج الاستبيان الذي نظمه مجلس دبي الرياضي وشارك فيه الرياضيون ومختلف شرائح المجتمع.
وعرض بالهول ملخصاً رقمياً للقطاع الرياضي في دبي الآن، والذي شهد نمواً كبيراً خلال السنوات الماضية، حيث يعمل مجلس دبي الرياضي على تعزيز هذا التطوّر والنمو في جميع مجالات العمل الرياضي.