الشح: شعار الحكومة الموحدة يستخدم للسيطرة على الحكومة والمصرف المركزي
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
ليبيا – علق المستشار السياسي السابق في مجلس الدولة الاستشاري أشرف الشح، على تصريحات المبعوث الأممي السابق غسان سلامة بشأن الانتخابات، مشيرًا إلى أن حديث سلامة لا عمق فيه وإن كان يتكلم عن الانتخابات بشكل عام وإرجاع الأمانة لأصحابها على الليبيين اختيار من يحكمهم.
الشح قال خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة” الذي يذاع على قناة “ليبيا الأحرار” التي تبث من تركيا الثلاثاء وتابعته صحيفة المرصد إن حديث سلامة غير دقيق خاصة إن كان يقصد انتخابات رئاسية في ظل تنافس أصحاب النفوذ الحالي وهذا امر صحيح بحسب قوله.
واعتبر أن أصحاب النفوذ الحاليين لن يسمحوا بإجراء الانتخابات إلا على مقاسهم وضمان الفوز فيها وهذا سبب رئيس في افشال انتخابات 2021.
وتابع “كلام سلامة في مجمله للاستهلاك ويحاول الظهور في وسائل الإعلام يحاول أن يقول إنه حقق وقف إطلاق النار وما حققته أنا لا زال ثابتاً للآن، كلام لا اراه في العمق بل للتسويق، الأطراف المتحكمة اليوم التي تحاول إبعاد أي شكل من أشكال الانتخابات لعلمهم ويقينهم بأنهم لن يحققوا أهدافهم عن طريق الانتخابات لذلك الوضع مريح”.
كما أردف “نجد التجاذب بين الأطراف السياسية، اليوم الكلام أن الانتخابات الرئاسية شرط تعجيزي هذا ما يحاول تسويقه الآخرون، لست معارض أن تكون هناك انتخابات رئاسيه ولكن في ظل ظروف مستقرة ويمكن للناس أن يختاروا! انتخابات برلمانية يفوز بها كل الأطراف وتنتقل المعركة من معركة انقسام لمعركة سياسية داخل جسم واحد هذا مكسب للكل”.
ولفت إلى أن هناك استهداف واضح للدبيبة وحكومته لإزاحته والأطراف الأخرى وشعار الحكومة الموحدة يستخدم للسيطرة على الحكومة والموارد المالية والمصرف المركزي وكل طرف يحاول ازاحة الطرف الآخر.
واستطرد خلال حديثة: “الصديق الكبير اليوم يقول سلطة الشرعية والبرلمان سلطة موحدة لا نزاع فيها ويقول إن المصرف المركزي توحد واصبح جهة موحدة ويقول إن هناك انقسام حكومي! يريد ترسيخ هذا الامر ! و يقول إن الحكومتين المنقسمات من حقهم أن يأخذوا تمويل! تأصيل هذا سيسبب انهيار الدولة، لأنه سيفرض هذا الأمر الواقع لسنوات ولن يستطيع أحد تغييره”.
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
اليوم التالي للحرب في السودان: التحديات والاستحقاقات
اليوم التالي للحرب في السودان: التحديات والاستحقاقات
محمد تورشين *
ظلت قضية “اليوم التالي للحرب” واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في المشهد السياسي السوداني، حيث شغلت تفكير القوى السياسية في ظل التطورات الميدانية المتسارعة. ومع استمرار تقدم الجيش السوداني واستعادته لمناطق استراتيجية، أصبح التساؤل حول مآلات الأوضاع بعد انتهاء العمليات العسكرية أكثر إلحاحًا.
التقدم العسكري وتأثيره على المشهد السياسيشهدت الفترة الأخيرة تحولات ميدانية مهمة، حيث سيطر الجيش السوداني على معظم الجسور في ولاية الخرطوم، واستعاد مناطق حيوية مثل جبل موية وسنجة، إلى جانب القرى الواقعة في ولاية سنار. كما شكّلت استعادة مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة نقطة تحول جوهرية في مسار الحرب، ما عزز موقف القوات المسلحة ومهّد الطريق لاستعادة مزيد من المناطق.
ورغم استمرار العمليات العسكرية في بعض المناطق داخل الخرطوم ومحيطها، فإن طبيعة التضاريس في دارفور وكردفان تجعل من السهل – نسبيًا – إحكام السيطرة على باقي المساحات، بما في ذلك جبال النوبة وجبل مرة. هذا التقدم العسكري يُنظر إليه باعتباره ردًا مباشرًا على “الميثاق التأسيسي” الذي أعلنته قوات الدعم السريع وحلفاؤها، وعلى المحاولات السياسية لإنشاء “حكومة موازية”، التي قوبلت بالرفض من قبل مجلس السلم والأمن الأفريقي وعدد من الدول الإقليمية والدولية.
الأولويات بعد الحرب: أسس بناء الدولةفي ظل هذه التطورات، تبرز عدة قضايا رئيسية ينبغي معالجتها فور انتهاء الحرب، لضمان استقرار البلاد ومنع تكرار النزاعات. ومن أبرز هذه القضايا:
الحوار السوداني – السوداني:ينبغي إطلاق حوار وطني شامل لمناقشة قضايا الحكم والسلطة، وتحديد شكل الدولة ونظامها السياسي، إلى جانب العلاقة بين الدين والدولة. هذه القضايا الخلافية تحتاج إلى توافق سياسي واسع، لضمان عدم تحوّلها إلى نقاط صراع جديدة.
توحيد الجيش وإصلاح المؤسسة العسكرية:يُعد توحيد القوات المسلحة تحت قيادة وطنية واحدة من الأولويات القصوى، مع تنفيذ إصلاحات جذرية داخل المؤسسة العسكرية، تشمل الأجهزة الأمنية ومؤسسات الخدمة المدنية. فمن دون جيش وطني موحّد، سيكون من الصعب تحقيق الاستقرار السياسي في السودان.
إجراء الانتخابات:ينبغي أن تُجرى الانتخابات على مراحل، تبدأ بانتخاب جمعية تأسيسية تُكلَّف بإجازة الدستور الانتقالي وتعديل القوانين الأساسية، قبل الانتقال إلى الانتخابات الرئاسية والفيدرالية. ويُفضَّل أن تكون مدة الجمعية التأسيسية أربع سنوات، بحيث يُخصص العام الأول منها لوضع القوانين وإقرار الدستور، ثم تُجرى الانتخابات الرئاسية في العام الثاني، لضمان توازن السلطات وخلق شرعية سياسية مستقرة.
نحو مستقبل أكثر استقرارًاإن تجاوز الأزمة السودانية يتطلب معالجة هذه القضايا بطريقة شاملة ومتوازنة، بعيدًا عن المصالح الضيقة والمكاسب السياسية قصيرة المدى. ولا يمكن لأي طرف أن ينفرد بتحديد مسار المستقبل، بل ينبغي أن يكون الحوار الوطني شاملًا، لضمان تمثيل كافة القوى السياسية والمجتمعية.
في النهاية، يبقى نجاح اليوم التالي للحرب مرهونًا بمدى قدرة السودانيين على التوافق حول أسس بناء الدولة، بعيدًا عن المغامرات السياسية والحلول الجزئية التي قد تعيد إنتاج الأزمة بشكل جديد.
* باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية.
الوسومأفريقيا الجزيرة الحرب الخرطوم السودان القوات المسلحة جبال النوبة جبل مرة دارفور سنار سنجة قوات الدعم السريع محمد تورشين