أعلن الحوثيون إصابة سفينة حربية أميركية وإجبار سفينتين تجاريتين أميركيتين على التراجع جنوب البحر الأحمر، في أحدث هجوم تشنه الجماعة بالمنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية.

وقال المتحدث العسكري باسم أنصار الله الحوثيين يحيى سريع في بيان تلاه مساء أمس الأربعاء إن قوات الحركة اشتبكت مع مدمرات وسفن حربية أميركية في كل من خليج عدن وباب المندب، مضيفا أن عملية الاشتباك استمرت لأكثر من ساعتين واستخدموا خلالها عددا من الصواريخ الباليستية.

وأعلن سريع "إصابة سفينة حربية أميركية بشكل مباشر وإجبار السفينتين التجاريتين الأميركيتين على التراجع والعودة"، إضافة إلى "وصول عدد من الصواريخ الباليستية إلى أهدافها رغم محاولة السفن الحربية اعتراضها"، وفق تعبيره.

الحوثيون هاجموا مؤخرا عدة سفن شحن "مرتبطة بإسرائيل" في البحر الأحمر وسيطروا على إحداها (غيتي) نفي أميركي

من جانبه، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الحوثيين أطلقوا 3 صواريخ على سفن في البحر الأحمر، تم اعتراض اثنين منها، فيما أخطأ الثالث هدفه وسقط في البحر.

وأضاف كيربي أن الهجوم "يؤكد بكل وضوح أن الحوثيين ما زالوا ينوون تنفيذ هذه الهجمات، مما يعني أنه سيتعين علينا بوضوح أيضا أن نقوم بما يتوجب علينا القيام به لحماية الملاحة"، وفق تعبيره.

من جانبها، نقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إنه لم تتم إصابة أي سفينة خلال هجوم الحوثيين أمس الأربعاء.

وأوضح المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن "صواريخ الحوثيين لم تصب اليوم أي سفن حربية أو سفن تجارية أميركية".

ويأتي ذلك في خضم توترات تشهدها منطقة البحر الأحمر، حيث ينفذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك دعما للفلسطينيين في غزة، فيما تحاول الولايات المتحدة بمشاركة بريطانيا ردعهم عبر شن ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم، في حين أكد الحوثيون أن تلك الضربات لن تثنيهم عن مواصلة الهجمات.

وعلى إثر الضربات الغربية بدأ الحوثيون باستهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".

الولايات المتحدة شنت بمشاركة بريطانيا ضربات ضد أهداف لجماعة الحوثي في اليمن (رويترز) تعليق عبور سفن أميركية

وكانت شركة "ميرسك" الدانماركية العملاقة للشحن قد أعلنت أمس الأربعاء في بيان أن سفينتين تابعتين لفرعها الأميركي "بلّغتا عن رؤية انفجارات قريبة، فيما اعترضت البحرية الأميركية المرافقة لهما مقذوفات عدة".

وأشارت الشركة إلى أن "البحرية الأميركية أعادت السفينتين التي كانتا تحملان إمدادات للجيش الأميركي ورافقتهما إلى خليج عدن"، مؤكدة أن الطواقم والبضائع لم يلحق بها أي أذى، مشيرة إلى أنها ستعلق عبور السفن التابعة لوحدتها الأميركية من البحر الأحمر.

وأعلن الجيش الأميركي تدمير صاروخين حوثيين مضادين للسفن في اليمن فجر أمس الأربعاء قال إنهما كانا يشكلان "تهديدا وشيكا" للملاحة البحرية في المنطقة.

وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمر عبره 12% من التجارة العالمية، وقد تسببت بمضاعفة تكلفة النقل نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب أفريقيا الذي يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البحر الأحمر أمس الأربعاء فی البحر

إقرأ أيضاً:

تحليل أمريكي: الحوثيون يرسخون وجودهم في ساحل البحر الأحمر بالسودان والصومال كقواعد انطلاق مستقبلية (ترجمة خاصة)

أفاد تحليل أمريكي إن جماعة الحوثي رسخت وجودها على طول ساحل البحر الأحمر السوداني والصومالي، على خطى إيران، وذلك كقواعد انطلاق مستقبلية في إطار التصعيد بالمنطقة.

 

وقال موقع " The Maritime Executive" في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن أولويات متعددة دفعت الحوثيين إلى التوسع في أراضي شرق إفريقيا، مثل السودان والصومال. وقد أنشأ وجودهم مواقع متقدمة أتاحت لهم سهولة الحركة، وقواعد انطلاق مستقبلية، كمظلة لـ"شبكة مقاومة".

 

وأكد التحليل أن المصالح المشتركة مع إيران عززت تواجد الحوثيين في شرق إفريقيا، بمساعدة شبكات تهريب راسخة في عهد صالح (توفي عام 2017)، مقدمةً خدماتها لجميع الأطراف.

 

"في وقت سابق من هذا الشهر، أشار مراقبون إلى قلة نشاط المدمرة الإيرانية "ندجة" على طول البحر الأحمر. ويُستشهد بوجود مجموعتين هجوميتين أمريكيتين لحاملات الطائرات (CSG) عبر باب المندب كسبب محتمل لكسر إيران "وجودها البحري المستمر في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن منذ عام 2008"، حسب التحليل.

 

 ويرى التحليل -الذي أعده فرناندو كارفاخال الذي عمل ضمن فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعني باليمن- أن هذا الغياب الفريد يسلط الضوء أيضًا على إعادة نشر سفن التجسس الإيرانية مثل "زاغروس" و"بهشاد" و"سافيز" و"بهزاد"، والتي "لعبت دورًا مهمًا في جمع المعلومات الاستخبارية ونقلها إلى حلفاء إيران الحوثيين".

 

وأضاف "ربما ساهمت هذه المصادفة الفريدة في التقارير الأخيرة التي تزعم تخلي إيران عن الحوثيين. إلا أن الأحداث الأخيرة تُظهر أن وجودًا في شرق أفريقيا يُمكّن تحالف إيران والحوثيين من الحفاظ على التهديدات على طول البحر الأحمر".

 

وقال "تتمحور مصالح إيران في شرق إفريقيا بشكل مطلق حول مواجهة النفوذ المتزايد لمنافسيها الخليجيين، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".

 

وتابع "تمنح شواطئ السودان كلا الحليفين وصولاً مباشرًا إلى ينبع، وهو ميناء رئيسي لتصدير الغاز والنفط، مما يسمح للمملكة العربية السعودية بتجاوز مضيق هرمز وباب المندب في طريقها إلى قناة السويس. وقد أصبحت قدرات الطائرات المسيرة الحوثية، الجوية والبحرية، تتمتع الآن بنقاط انطلاق بديلة من السودان، قادرة على حماية مؤخرتها في حال وقوع غزو أجنبي عن طريق البحر، والاحتفاظ بالقدرة على تهديد الوجود البحري الدولي عبر باب المندب".

 

وذكر أن الإدارة الأمريكية أطلقت عملية "الفارس الخشن" مستشهدةً تحديدًا بتهديدات الحوثيين للملاحة البحرية على طول البحر الأحمر. ورغم أن الحوثيين لم يستهدفوا السفن منذ 6 ديسمبر/كانون الأول 2024، إلا أن الحملة الجوية الأمريكية التي استمرت شهرًا قد أضعفت، وفقًا للتقارير، قدرة الحوثيين على شن هجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ ضد السفن المدنية في منطقة باب المندب.

 

وخلص التحليل الأمريكي إلى أن تحالف الحوثيين وإيران بلا شك يمكن أن يشكل تهديدًا مماثلًا من جميع أنحاء ساحل السودان على البحر الأحمر، مستهدفًا أي قوات بحرية تقدم الدعم للقوات البرية المتجهة نحو ميناء الحديدة. وقد يُفسر وعي الولايات المتحدة بالتهديد من ساحل السودان أيضًا استخدام قاعدة دييغو غارسيا لقاذفات بي-2 وتمركز القوات البحرية الأمريكية شمال بورتسودان وحول خليج عدن.

 

عمل فرناندو كارفاخال في فريق خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المعني باليمن من أبريل/نيسان 2017 إلى مارس/آذار 2019 كخبير في الشؤون الإقليمية والجماعات المسلحة. وهو حاصل على ماجستير في دراسات الأمن القومي ولديه خبرة تزيد عن 20 عامًا في العمل الميداني في اليمن والخليج.


مقالات مشابهة

  • أنصار الله الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ على حيفا  
  • بصواريخ مجنحة.. الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد حاملتي الطائرات الأمريكيتين في البحر الأحمر
  • عاجل| الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد حاملتي الطائرات الأمريكيتين في البحر الأحمر والخليج العربي
  • تحليل أمريكي: الحوثيون يرسخون وجودهم في ساحل البحر الأحمر بالسودان والصومال كقواعد انطلاق مستقبلية (ترجمة خاصة)
  • قتلى بغارات أميركية على صنعاء والحوثيون يستهدفون ترومان وفينسون
  • مقتل وإصابة العشرات في غارات أميركية على صنعاء
  • الحوثيون يعلنون مهاجمة هدفين إسرائيليين وحاملتي طائرات أمريكيتين
  • 12 قتيلا في غارات أميركية على العاصمة صنعاء  
  • الحوثيون يعلنون مهاجمة هدفين إسرائيليين وحاملتي طائرات أميركيتين
  • بصواريخ مجنحة ومسيرات.. الحوثيون يضربون أهدافا إسرائيلية وأمريكية