تعداد العراق: ضمانة للتخطيط الصحيح وتوزيع الخدمات
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
يناير 25, 2024آخر تحديث: يناير 25, 2024
المستقلة/- وعدت وزارة التخطيط بإعلان النتائج الأولية للتعداد العام للسكان والمساكن بعد 24 ساعة من انتهاء الإجراءات، مشيرة إلى التعاقد مع شركة عالمية استشارية معروفة لتنفيذه.
وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، في تصريح لصحيفة “الصباح” تابعته المستقلة: إن “الاستعدادات مستمرة لتنفيذ التعداد في تشرين الثاني من هذا العام”، مؤكداً “التعاقد مع شركة عالمية استشارية بدأت عملها منذ عدة أسابيع في هيأة الإحصاء ونظم المعلومات الجغرافية”.
وأضاف الهنداوي أن “هذه الشركة الرائدة والمعروفة نفذت عشرات التعدادات في دول منها الصين التي تصل نفوسها إلى أكثر من مليار و400 مليون نسمة”، عازياً سبب التعاقد مع الشركة إلى “الحرص على تنفيذ التعداد على وفق آخر ما وصل إليه العالم من تطور في هذا المجال، ولظهور النتائج على مستوى عال من الدقة والموثوقية والسرعة”.
وأوضح الهنداوي أن “آليات التعداد تنفذ من قبل ملاكات عراقية تم تدريبها على مدى السنوات الماضية لاستكمال هذا الإجراء الوطني”، منوهاً بأن “النتائج الأولية ستظهر بعد 24 ساعة من إجرائه، في حين ستظهر النتائج النهائية التفصيلية والكاملة في غضون شهرين أو ثلاثة “.
أهمية التعداد
شدد الخبير الاقتصادي علاء الفهد على أن التعداد العام للسكان والمساكن ضرورة ملحة جدا، معتبراً إياه ضمانة للتخطيط الصحيح بموجب مؤشرات دقيقة ترتكز على التعداد بالذات”.
وأضاف الفهد في حديث لـ “الصباح” أن “التعاقد مع شركات عالمية وتطبيق أنظمة حديثة، يسهمان في دقة البيانات بالدرجة الأساس ويسرّعان الإنجاز”، مبيناً أن “الوزارة راكمت خبرات واسعة في هذا المجال بعد تأجيل التعداد أكثر من مرة، فضلا عن وجود استعدادات مسبقة وخبرة دولية في هذا المجال”.
وأوضح الفهد أن “النتائج الأولية للتعداد ستسهم في تحديد المؤشرات السكانية والاقتصادية والاجتماعية، والتي ستعتمد عليها الحكومة في إعداد خططها التنموية، بما في ذلك تحديد الاحتياجات في مختلف القطاعات، وتوزيع الخدمات والمشاريع على المناطق المختلفة، وتحديد القوى العاملة المؤهلة للدخول إلى سوق العمل”.
دقة النتائج
ونبه الفهد إلى أن “دقة النتائج والإحصاءات أكثر ضرورة من سرعة ظهورها”، موضحاً أنه “سيتم على ضوئها التركيز على المناطق النائية والريفية بالخدمات والمشاريع، ما يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية”.
وأكد الفهد أن “النتائج النهائية للتعداد ستكون قاعدة بيانات مهمة للباحثين والمؤسسات وشركات القطاع الخاص، والتي ستساعدهم في اتخاذ القرارات ورسم السياسات”.
يعد التعداد العام للسكان والمساكن من أهم الإجراءات الإحصائية التي تقوم بها الدول، لما له من أهمية بالغة في التخطيط الصحيح وتوزيع الخدمات والمشاريع على المناطق المختلفة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ويبدو أن الحكومة العراقية جادة في تنفيذ التعداد العام للسكان والمساكن، حيث قامت بالتعاقد مع شركة عالمية استشارية معروفة، وقامت بتدريب ملاكات عراقية على تنفيذ التعداد.
وإذا تم تنفيذ التعداد على أكمل وجه، فإن نتائجه ستكون قاعدة بيانات مهمة للحكومة والقطاع الخاص، والتي ستساعدهم في اتخاذ القرارات ورسم السياسات.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: تنفیذ التعداد التعاقد مع
إقرأ أيضاً:
قانون العفو العام “وجهة نظر تحليلية”
آخر تحديث: 8 فبراير 2025 - 10:17 صبقلم:سعد الكناني أثار قانون العفو العام في العراق، الذي شمل فئات مثل سُرّاق المال العام والمزوّرين وتجار المخدرات، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية. يأتي هذا القانون في سياق أزمة سياسية مستمرة، حيث يعكس طبيعة التوازنات والتفاهمات بين القوى المتنفذة في المشهد العراقي. وفي هذا التحليل، سنناقش أبرز الجوانب القانونية والسياسية لهذا القانون، وتأثيره على الواقع العراقي. أولاً: الإطار القانوني والمخالفات الدستورية التناقض مع الدستور: يتعارض العفو عن جرائم الفساد المالي والمخدرات مع الدستور العراقي، الذي ينص على ملاحقة الفاسدين ومنع الإفلات من العقاب. كما يتناقض مع التزامات العراق الدولية فيما يخص مكافحة الفساد والجريمة المنظمة. يعكس القانون توجهاً نحو إبرام صفقات سياسية بدلاً من تطبيق العدالة. فهو يمنح الإفلات من العقاب لكبار الفاسدين والمزورين، ما يشجع على تكرار الجرائم نفسها مستقبلاً. ضرب لمصداقية القضاء: يُظهر هذا القانون أن القرارات القضائية في العراق يمكن أن تُلغى بضغط سياسي، مما يضعف ثقة المواطن بالقضاء ويدفع باتجاه مزيد من الفوضى القانونية. ثانياً: التداعيات السياسية مكافأة الفاسدين: بدلاً من محاسبة الفاسدين، يُمنحون فرصة جديدة للإفلات من العقاب، مما يُضعف أي جهود إصلاحية ويعزز نفوذ قوى الفساد داخل الدولة. ترسيخ الفوضى وضعف الدولة: يُكرس القانون ثقافة الإفلات من العقاب، مما يعزز حالة الفوضى ويضعف سلطة الدولة أمام نفوذ القوى السياسية والمليشيات المرتبطة بالفساد. تأثيرات انتخابية: قد يكون تمرير القانون خطوة تكتيكية لكسب ولاءات سياسية قبل أي استحقاقات انتخابية قادمة، حيث يخدم مصالح بعض الأحزاب والشخصيات المتنفذة التي تسعى لإعادة تموضعها في المشهد السياس العراقي. ثالثاً: التداعيات الاقتصادية والاجتماعية إحباط الشارع العراقي: يشعر المواطنون، الذين يعانون من تردي الأوضاع الاقتصادية والخدمات، بأن الفساد بات محمياً رسمياً، مما يعزز حالة الإحباط واليأس الشعبي. من الناحية الأخلاقية والمهنية، إطلاق سراح سراق المال العام يُعد قضية شديدة الحساسية. المال العام هو مال الشعب، ومن الطبيعي أن يُعتبر الفساد أو سرقته انتهاكًا لحقوق المواطنين ويؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذلك، من الصعب أن يُبرر بشكل أخلاقي أو مهنياً إطلاق سراح الأشخاص الذين تورطوا في سرقة المال العام. العدالة تتطلب محاسبة المسؤولين عن الفساد والسرقة، حيث يُعتبر ذلك نوعًا من الردع للحفاظ على نزاهة المؤسسات وحماية المصلحة العامة. أما من الناحية المهنية، فإن القضاء والأنظمة القانونية في أي دولة يجب أن يكونوا عادليين ويحترموا قواعد العدالة في تطبيق العقوبات على المجرمين، خصوصًا عندما يكون الضرر متعلقًا بالمال العام. إن إطلاق سراح سراق المال العام في ظل غياب ضمانات حقيقية للمساءلة والمحاسبة قد يؤدي إلى تعزيز حالة انعدام الثقة في النظام القضائي والسياسي، مما يزيد من الفساد ويؤثر على الاستقرار الاجتماعي. ضرب للاستثمار والاقتصاد: في ظل عدم وجود محاسبة للفاسدين، يتراجع الاستثمار الداخلي والخارجي بسبب فقدان الثقة في بيئة الأعمال العراقية. انتعاش الجريمة المنظمة: إطلاق سراح تجار المخدرات والمزورين يسهم في تفاقم الجريمة وانتشار المخدرات، مما يهدد النسيج الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم ظواهر العنف والانحراف. يعد قانون العفو العام في العراق خطوة انتكاسية تضرب أسس العدالة والمحاسبة، وتعزز الفساد وتضعف الدولة. إن تمريره يعكس استمرار سيطرة القوى السياسية الفاسدة على القرار التشريعي، مما يجعل الإصلاح الحقيقي أكثر صعوبة. إن التصدي لهذا القانون يستدعي تحركاً شعبياً وقانونياً ودولياً، لضمان عدم تحوله إلى سابقة تُكرّس الإفلات من العقاب كقاعدة في العراق. ما الحل؟ الضغط الشعبي والإعلامي: يجب تصعيد الحراك الشعبي ضد هذا القانون، وفضح من يقف خلفه من القوى السياسية. تفعيل دور القضاء المستقل: على الجهات القضائية والنزاهة الاعتراض على هذا القانون والطعن بدستوريته. تحرك دولي: يمكن للجهات الدولية الضغط على الحكومة العراقية لاحترام التزاماتها في مكافحة الفساد والجريمة المنظمة. بهذا الشكل، يبقى العراق أمام تحدٍ كبير بين تكريس العدالة أو تعزيز الفساد، وهو تحدٍّ ستحدد نتائجه مستقبل البلاد.