منسق أممي: الأزمة في غزة بلغت حجما لم نشهده من قبل
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
سرايا - قال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة المؤقت جيمي ماكغولدريك، إن الأزمة الإنسانية في غزة "بلغت حجماً لم نشهده من قبل" وتتكشف على نطاق واسع وبسرعة هائلة.
وفي إحاطته للصحفيين في نيويورك عبر تقنية الفيديو من القدس المحتلة ليلة الأربعاء، قال ماكغولدريك إن مجتمع العمل الإنساني يستخدم كل الوسائل الممكنة لمحاولة الوفاء بالاحتياجات في القطاعات الأربعة الحيوية الرئيسية - وهي المياه والصرف الصحي، والصحة، والغذاء، والمأوى.
ولكنه أضاف : "لا يمكننا أن نفعل ذلك بمفردنا. علينا أن نعمل من أجل أن تقدم السلطات الإسرائيلية العون والدعم والسماح بفتح المزيد من المعابر، وزيادة تدفق المساعدات، وإدخال معدات الأمن والاتصالات، وإزالة بعض المواد الأساسية من قائمة المحظورات، والبدء في معالجة حالة الطوارئ الشديدة التي تتزايد في ظل هذا الوضع".
- منع إدخال حقن إنسولين الأطفال -
وقال ماكغولدريك إن بعض المواد الممنوعة من دخول غزة تعتبرها إسرائيل أشياء يمكن استخدامها لأغراض أخرى، بما في ذلك المضخات والمولدات وقطع الغيار وأنابيب الصرف الصحي وألواح الطاقة الشمسية وبعض المعدات الطبية، من بين أشياء أخرى. إلا أن القائمة تضمنت أيضا مواد طبية لعلاج الأمراض المزمنة، مثل حقن إنسولين الأطفال، وسبب منعها غير معروف، مضيفاً أن الأمم المتحدة تجري مناقشات مع السلطات الإسرائيلية لبحث المواد المحظورة وإيجاد طرق لإزالة بعضها لأهميته في معالجة الأزمة التي "تتكشف حاليا بطريقة دراماتيكية للغاية".
وزار المسؤول الأممي قطاع غزة برفقة كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاخ. وقال إنه في كل مرة يزور غزة، يتدهور الوضع أكثر فأكثر حيث يعيش الناس في ظروف مكتظة وغير صحية.
وأضاف أن هذه الظروف، إلى جانب الطقس البارد واستخدام المياه الملوثة، أدت إلى تفشي التهابات الجهاز التنفسي و"الأمراض التي كان قد تم استئصالها من غزة في السابق".
- عينة عن الوضع في خان يونس -
وأشار ماكغولدريك إلى الهجوم الذي وقع على مركز التدريب التابع لأونروا في خان يونس والذي أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص وإصابة 75 آخرين. وقد اشتعلت النيران في بعض مباني المجمع الذي كان يؤوي قرابة عشرة آلاف نازح، حيث "حاول العديد من الأشخاص الفرار من مكان الحادث ولم يستطيعوا فعل ذلك"، بحسب منسق الشؤون الإنسانية.
وأضاف: "هذه المباني كلها جزء من نظام التنسيق لدينا والذي يغطي الأهداف الثابتة التابعة لنا ويغطي أيضاً حركة الأشخاص الذين يقومون بأعمال إنسانية. لقد وقع عدد من الحوادث خلال الشهر الماضي أو نحو ذلك، مما يجعلنا نتساءل عما إذا كان نظام التنسيق نفسه يعمل بالفعل على المستوى الأمثل".
وقال ماكغولدريك إن الحادث مؤشر على ما يحدث في منطقة خان يونس، حيث يجبر الناس على التحرك بشكل مستمر نحو مناطق في أقصى الجنوب، مما أدى إلى ارتفاع عدد سكان رفح من 280 ألف نسمة (قبل 7 تشرين الأول) إلى ما يتراوح بين 1.2 و1.4 مليون شخص في الوقت الحالي.
وشدد على أن الأمم المتحدة تبذل كل ما في وسعها لتلبية الاحتياجات الأساسية، لكنها تكافح من أجل مواكبة الأعداد الهائلة، "ونتيجة لذلك، فإن الناس أنفسهم يكافحون حقاً للتعامل مع هذا الوضع. وقد بدأت الصدمة تتجلى فعلياً الآن، وبدأ الناس يدركون أن هذا الواقع سيتعين عليهم مواجهته لأجل لا يستهان به".
- تحديات هائلة -
وقال منسق الأمم المتحدة المقيم إن العاملين في المجال الإنساني يواجهون العديد من التحديات الخارجة عن سيطرتهم، وهم بحاجة إلى "الحد الأدنى من المتطلبات التشغيلية" للقيام بعملهم، بما في ذلك معدات الاتصالات والمركبات المدرعة للتحرك في مناطق الأعمال العدائية، وخاصة المناطق الشمالية حيث لم يتلق ما يقرب من 300 ألف شخص سوى القليل من المساعدات الإنسانية أو لم يتلقوا أي مساعدات على الإطلاق.
كما سلط الضوء على الوضع "المزري" في المستشفيات، قائلاً إن بعضها يعمل بدون تخدير أو كهرباء.
وأضاف أنه لا يوجد نظام إخلاء طبي حقيقي، حيث يوجد آلاف الأشخاص على قائمة الإجلاء، لكن لم يتمكن سوى عدد قليل من مغادرة القطاع لتلقي الرعاية التي يحتاجون إليها.
وفيما يتعلق بوضع الأمن الغذائي، قال ماكغولدريك إنه من المتوقع أن يكون الوضع أسوأ بكثير منذ التقييم الذي قامت به الأمم المتحدة في تشرين الثاني خلال فترة الهدنة، وذلك بسبب عدم القدرة على جلب الإمدادات الكافية والظروف الصعبة في القطاع.
وقال إن بقايا المحصول الأخير في غزة تباع حاليا في الأسواق، مضيفا أن القطاع الزراعي "تم تدميره وأعتقد أننا لن نرى محصولا آخر من أي نوع في غزة لسنوات طويلة".
- إجراءات منطقية وفعالة -
وقال ماكغولدريك إن الأمم المتحدة تشجع إعادة تنشيط القطاع الخاص من أجل الانتقال من العملية المكلفة المتمثلة في جلب كميات كبيرة من المواد الغذائية والسلع إلى تقديم المساعدات النقدية - إلى جانب الرواتب التي لا يزال بعض الناس يتلقونها – والتي يمكن أن تخلق "نوعا من الديناميكية الاقتصادية".
ودعا إسرائيل إلى فتح مزيد من المعابر بالإضافة إلى معبر كرم أبو سالم قائلا: "في الوقت الحالي نحن نخدم 2.2 مليون نسمة من خلال نقطة عبور واحدة".
وأكد أن الوصول إلى غزة عبر معبرين المنطار وبيت حانون (إيريز) إلى شمال غزة – ليس بعيدا عن ميناء أسدود- "سيكون منطقيا أكثر بكثير"، مشيرا إلى الكلفة والخدمات اللوجستية التي ينطوي عليها الاضطرار إلى شحن البضائع إلى معبر كرم أبو سالم في الجنوب.
إقرأ أيضاً : حفر القبور في أراضي مستشفى ناصر المُحاصر تحسبا لمأساة قادمة إقرأ أيضاً : قطر تبلغ "إسرائيل" أن حماس علقت مفاوضات إطلاق سراح الاسرىإقرأ أيضاً : الحوثي يكشف تفاصيل اشتباك مع مدمرات وسفن حربية اميركية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة نيويورك القدس العمل الوفاء غزة غزة الوضع الناس الطقس غزة الوضع الناس الناس الناس الشمالية الوضع القطاع الوضع الثاني غزة القطاع غزة القطاع الخاص الرواتب الناس سالم غزة غزة سالم الشمالية الوضع قطر نيويورك الرواتب الطقس الوفاء الناس العمل القدس مستشفى غزة الثاني سالم الخاص القطاع الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تسلط الضوء على الوضع الإنساني «الكارثي» في لبنان
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، إلى "دعم دولي عاجل" مع وصول عدد الأشخاص الذين تم تهجيرهم قسريا في جميع أنحاء العالم إلى 123 مليون شخص، في وقت تسهم النزاعات المستمرة في لبنان والسودان وغيرها من المناطق في زيادة أعداد المهجرين.
وفي بيان أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة، سلط جراندي الضوء على الوضع الإنساني "الكارثي" في لبنان، حيث تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في سقوط العديد من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والطرق، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وقال المفوض السامي:"العواقب الإنسانية مدمرة وتتطلب دعما دوليا عاجلا"، مشيرا إلى أن 470 ألف شخص عبروا إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة.
أما في السودان، فقد وصلت الوضعية إلى مستويات حرجة، حيث تم تهجير أكثر من 11 مليون شخص منذ بداية النزاع قبل 18 شهرا.
وحذر قائلا: "الظروف في السودان تفوق الوصف - عنف مروع، مجاعة، فيضانات، وأمراض. نحن نشهد في الوقت الحقيقي انهيار البنية الاجتماعية للدولة".
وعبر جراندي عن قلقه البالغ بشأن الاتجاه المتزايد للدول في تطبيق تدابير تقييدية تركز على التحكم في الحدود وأحيانا تحاول "تفويض أو تعليق حق اللجوء." وأكد أن مثل هذه السياسات "لا تعتبر غير فعالة فحسب، بل تنتهك أيضا التزاماتها القانونية الدولية".
وفيما يخص التحديات التمويلية، كشف جراندي أن وكالة الأمم المتحدة للاجئين اضطرت إلى تقليص ألف وظيفة وتجميد الأنشطة الحيوية لإنقاذ الأرواح بسبب القيود المالية الأخيرة. وأشار إلى أن "مستويات التمويل لعام 2025 وما بعده لا تزال غير مؤكدة، مما يزيد من تهديد قدرتنا وقدرة دول الاستضافة على الاستجابة لأزمات اللاجئين والنزوح بشكل مرن وقابل للتنبؤ".
وقال في ختام تصريحاته:"يجب أن نكون قادرين على العمل -معا- حتى في الأوقات الصعبة"، مؤكدا على ضرورة استمرار التضامن الدولي مع اللاجئين والمشردين في جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: التمويل لا يكفي الاحتياجات الإنسانية في لبنان
الأمم المتحدة تُعرب عن قلقها البالغ لارتفاع أعداد القتلى والجرحى في شمال غزة
وزيرا الإسكان والتنمية المحلية ووكيل أمين عام الأمم المتحدة يفتتحون جلسة الملتقيات