جنوب الصحراء الكبرى.. المنطقة الأكثر تأثرًا بالنزاعات على مستوى العالم
تاريخ النشر: 25th, January 2024 GMT
تعد منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا هي المنطقة الأكثر تأثرا بالصراعات على مستوى العالم في عام ٢٠٢٣، مع وجود أكثر من ست مناطق صراع، وفقا لمسح النزاعات المسلحة لعام ٢٠٢٣ الذي أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وواصلت المنطقة هذا الوضع المؤسف مع تركز الصراع في أربع ساحات متجاورة - الساحل، وحوض بحيرة تشاد، ومنطقة البحيرات الكبرى، وشرق أفريقيا، حسبما أفاد مركز الأبحاث.
إن ما أطلق عليه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "التطورات الملحوظة" في العام الماضي تم الإبلاغ عنه من ستة بلدان. وهي السودان وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي ومنطقة الساحل. وتشمل هذه الأحداث اندلاع الصراع في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل ٢٠٢٣، والذي اجتاح الخرطوم والمراكز الحضرية الأخرى والمناطق الطرفية، مع آثار إقليمية حرجة؛ وإنهاء الحرب الأهلية التي دامت عامين في إثيوبيا بتوقيع اتفاق السلام بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في نوفمبر ٢٠٢٢؛ وتجدد التوترات بين الدولتين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا؛ وكذلك نهاية عملية برخان الفرنسية وانسحابها من مالي وبوركينا فاسو؛ والانسحاب المعلن لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، وسط انجراف أوسع نطاقا نحو الاستبداد العسكري في مختلف أنحاء منطقة الساحل (حيث كانت النيجر أحدث دولة تشهد انقلابا عسكريا).
وبقيت مستويات العنف الإجمالية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى "دون تغيير على نطاق واسع" مع "تزايد العنف الإرهابي بشكل ملحوظ، خاصة في الصومال ومنطقة الساحل".
لقد تطورت الجماعات المتطرفة في المنطقة، وأصبحت أكثر محلية وتشابكًا مع الصراعات المجتمعية والعرقية. لقد ضعفت علاقاتهم الدولية بتنظيمي (داعش) والقاعدة، ويبدو أن الروابط بين الجماعات المتمردة تقتصر الآن على التعاون الإقليمي.
أما بالنسبة لشمال أفريقيا، فقد وجد المعهد أن الصراع في ليبيا لا يزال في طريق مسدود، مع انقسام البلاد بين حكومات متنافسة، وكان الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية سببًا في تفاقم الضعف الشديد الذي تعاني منه المنطقة في مواجهة تغير المناخ، الأمر الذي أدى إلى خلق أزمة كبرى تتعلق بانعدام الأمن الغذائي، وخاصة في البلدان التي تعتمد على الاستيراد، وخاصة في شمال أفريقيا. وحذر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية من أن قدرة المنطقة على معالجة هذه الأزمات المتعددة ستكون لها آثار مهمة على ديناميكيات الأمن الإقليمي وكذلك أمن الطاقة العالمي.
شدة الصراع العالمي آخذة في الارتفاع
على الصعيد العالمي، وجد مسح النزاعات المسلحة الذي أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لعام ٢٠٢٣ أن شدة النزاعات المسلحة آخذة في الارتفاع، والتي تميزت بارتفاع بنسبة ٢٨٪ في أحداث العنف وزيادة بنسبة ١٤٪ في الوفيات المرتبطة بها.
وتتعزز هذه الاتجاهات من خلال النفوذ المتزايد للجماعات المسلحة غير التابعة للدولة كأطراف صراع وجهات فاعلة سياسية على خلفية تراجع شرعية الدولة وتراجع نفوذها. ووفقًا لتقديرات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يعيش ٢٠٠ مليون شخص في مناطق تسيطر عليها هذه الجهات الفاعلة بدرجات متفاوتة في جميع أنحاء العالم. كما أصبحت الجماعات المسلحة من غير الدول أكثر عولمة وسط الدعم الدولي من دول ثالثة وغيرها من الجماعات المسلحة من غير الدول، والحضور والشبكات والعمليات الإقليمية أو العالمية بشكل متزايد.
وقد أدت هذه العوامل إلى ارتفاع حدة الصراعات المسلحة العالمية، مما يجعل الصراعات مثل الصراع في أوكرانيا أطول أمدا في طبيعتها. وينعكس هذا الاتجاه المستعصي في تزايد طول الصراعات، التي تقدر حاليا بنحو ٣٠ عاما في المتوسط مقارنة بأقل من ٢٠ عاما في أوائل التسعينيات، وفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
ويضيف تأثير القوى غير الغربية، بما في ذلك روسيا والصين وإيران ودول الخليج وتركيا، إلى الاتجاه المستمر للتراجع الديمقراطي المرتبط بتقلص النفوذ الغربي، ويؤدي إلى التجزئة الجيوسياسية في الجنوب العالمي.
أفاد المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن العدد المتزايد من الصراعات أدى إلى استنزاف التمويل والموارد الدولية لمعالجة الأزمات الإنسانية المتصاعدة وقضايا التنمية.
وبالنظر إلى المستقبل، أشار المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إلى أن الجمود الدبلوماسي والجمود العسكري في أوكرانيا يشيران إلى صراع محتمل طويل الأمد. إن جدوى واستدامة إعادة إعمار البلاد سوف ترتبط ارتباطًا وثيقًا بحصول كييف على ضمانات أمنية تضمن سلامة أراضي أوكرانيا المستقبلية ضد العدوان الخارجي.
إن الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في غزة، والتي اندلعت بسبب هجمات حماس في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، تمثل واحدة من أكثر المراحل حدة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ بدايات القضية، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. لقد اشتدت التوترات والقتال بالفعل في الفترة قيد الاستعراض، ولا سيما في الضفة الغربية، على خلفية سياسات القبضة الحديدية في الأراضي، وفي أعقاب الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي أجرته حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، والذي أدى إلى زيادة الاستقطاب الاجتماعي والسياسي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جنوب الصحراء الكبرى أفريقيا الصراع فی
إقرأ أيضاً:
العالم يشهد اليوم خسوفًا كليًا للقمر.. وهذه المناطق الأكثر حظًا بمشاهدته
يشهد العالم في الرابع عشر من مارس 2025 خسوفًا كليًا للقمر، وهو الحدث الفلكي الأول من نوعه لهذا العام.
تثير هذه الظاهرة اهتمام محبي الفلك والباحثين حول توقيتها ومدتها وإمكانية رؤيتها في مختلف الدول.
كما تتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول مدى تأثير مشاهدة الخسوف على العين، وما إذا كان يمكن رؤيته في مصر.
وفقًا لما أعلنه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن خسوف القمر سيحدث في ليلة الجمعة 14 مارس 2025، حيث يغطي ظل الأرض نحو 118% من سطح القمر، مما يجعله يدخل في حالة الخسوف الكلي.
وتعتبر هذه الظاهرة الفلكية الأولى من نوعها خلال العام، حيث سيشهد العالم خسوفًا ثانيًا في وقت لاحق من العام نفسه.
سيستمر الخسوف الكلي للقمر لمدة ساعة وخمس دقائق تقريبًا، فيما تستغرق جميع مراحل الخسوف، منذ بدايته وحتى نهايته، مدة تقدر بحوالي ست ساعات وثلاث دقائق. أما المرحلة التي تشمل الخسوف الجزئي (من البداية إلى النهاية)، فستدوم نحو ثلاث ساعات وثمانٍ وثلاثين دقيقة.
أماكن رؤية الخسوف الكلي للقمرسيكون من الممكن رؤية خسوف القمر في العديد من مناطق العالم، وذلك وفقًا لموقع القمر أثناء حدوث الظاهرة.
وتشمل هذه المناطق:
أوروبا
جزء كبير من آسيا
جزء من أستراليا
جزء كبير من أفريقيا
أمريكا الشمالية والجنوبية
المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي
القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية
هل يمكن رؤية خسوف القمر في مصر؟أكد المعهد القومي للبحوث الفلكية أن خسوف القمر الكلي لن يكون مرئيًا في مصر، إذ لن يكون القمر ظاهرًا في الأفق خلال وقت حدوث الخسوف.
ومع ذلك، سيتمكن سكان العديد من الدول الأخرى من متابعته بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات الفلكية.
بعكس الكسوف الشمسي، الذي يمكن أن يؤدي إلى أضرار خطيرة للعين إذا تم النظر إليه دون نظارات واقية خاصة، فإن مشاهدة خسوف القمر لا تسبب أي أضرار للعين.
يمكن متابعة الخسوف بالعين المجردة بأمان تام، سواء بشكل مباشر أو باستخدام التلسكوبات والمناظير.
لا يقتصر الخسوف القمري على كونه حدثًا فلكيًا مذهلًا، بل يحمل أيضًا فوائد علمية ودينية، منها:
التأكد من بدايات الأشهر القمرية: حيث يحدث الخسوف عندما يكون القمر بدرًا، مما يساعد العلماء على تحديد بداية الأشهر الهجرية بدقة.
دراسة الغلاف الجوي للأرض: عندما يمر ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض قبل أن يصل إلى القمر، يمكن للعلماء تحليل هذا الضوء لفهم مكونات الغلاف الجوي.
مشاهدة الظواهر الفلكية الفريدة: الخسوف يتيح لمحبي الفلك فرصة نادرة لمشاهدة تغير ألوان القمر أثناء دخوله في ظل الأرض.
تذكير بآيات الله: كما ورد في الحديث النبوي الشريف، فإن خسوف الشمس والقمر من آيات الله، ويستحب عند حدوثهما الإكثار من الصلاة والدعاء.
كثيرًا ما ارتبطت الظواهر الفلكية مثل الخسوف والكسوف بأساطير وخرافات قديمة، تربطها بمصير الإنسان أو بموت العظماء.
إلا أن الإسلام ينفي هذه المعتقدات، حيث قال النبي محمد ﷺ عندما صادف كسوف الشمس وفاة ابنه إبراهيم: "إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموها فصلوا" (رواه البخاري).
يستحب للمسلمين عند حدوث خسوف القمر الإكثار من الذكر والصلاة والدعاء، ومن الأدعية التي يمكن ترديدها:
اللهم اجعل خسوف قمرك هذا رحمة لنا، ولا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا تنزل غضبك علينا، واغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.
سبحانك يا الله، غفرانك يا الله، سبحان الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، يا رب العالمين.
اللهم ارحمنا إذا برق البصر، وخُسف القمر، وجُمع الشمس والقمر.
يبقى خسوف القمر أحد الظواهر الفلكية التي تجذب انتباه البشر منذ قديم الزمان، حيث تمتزج الدهشة العلمية بالإيمان العميق بقدرة الخالق.
وعلى الرغم من عدم إمكانية رؤيته في مصر، إلا أن العديد من الدول ستشهد هذه الظاهرة التي ستظل تُلهم العلماء ومحبي الفلك في كل أنحاء العالم.