حوار| أسباب ارتفاع أسعار الأسماك.. والمصيلحي يكشف عوامل خفضها وزيادة الإنتاج

رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية في حوار لـ "صدى البلد":ننتج 2 مليون طن من الأسماك بقيمة قدرها 66 مليار جنيه مصرى 
عدم الرقابة على الأسواق وزيادة سعر العلف أهم أسباب ارتفاع أسعار الأسماك 
إنتاج مصر من البحيرات يتخطى ال 250 ألف طن من الأسماك 
 

مشروعات وجهود عملاقة لتنمية الثروة السمكية لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي والتصدير إلى الخارج، من خلال التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي في المياه العذبة أو المياه الملحة، وتطوير البحيرات لإنتاج الأسماك المتميزة لأغراض التصدير إلى الخارج.

أجرى موقع صدى البلد حوارًا مع الدكتور صلاح المصيلحي رئيس جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية ليكشف أسباب ارتفاع أسعار الأسماك والحلول المقترحة لخفض أسعار الأسماك بالأسواق، كما تطرق الحوار إلى حجم مصر من الإنتاج السمكى فى مصر ، وحجم الاستيراد وأهم الأنواع المستوردة .

نص الحوار.... 
 

ماهو حجم إنتاجنا من الأسماك سنويا؟ وما هو حجم التصدير للخارج؟

بلغ الإنتاج من الأسماك 2 مليون طن من الأسماك بقيمة قدرها 66 مليار جنيه مصرى عام 2021، كما بلغ الإنتاج من الاستزراع السمكي كمية قدرها حوالى 1.6 مليون طن من الأسماك بنسبة 79 % من إجمالى الإنتاج السمكى فى مصر، وبلغ المصيد من المصادر الطبيعية كمية قدرها حوالى 426 الف طن من الأسماك، بنسبة قدرها 21 % من إجمالى الانتاج السمكى فى مصر عام 2021.

وبلغت كمية الصادرات من الأسماك المصرية 28 الف طن عام 2021.

هل تستورد مصر أسماك ؟ وما هى أنواعها وكمياتها؟

بالطبع تعتبر عملية الاستيراد من أهم عمليات التبادل التجارى للسلع التى توفر للأفراد والمؤسسات ما تحتاجه منها، كما تساهم عملية الاستيراد فى إتاحة الفرص للحصول على منتجات لا يكفى إنتاجها الإستهلاك داخل الدولة، وتلجأ الدولة إلى استيراد الأسماك لمواجهة الفجوة الغذائية فى البروتين الحيوانى خاصة مع الارتفاع المستمر للحوم الحمراء والبيضاء على السواء، أو الحصول على أنواع غير موجودة داخل البلد، كمية الأسماك المستوردة بلغت 385 ألف طن عام 2021.
 

لماذا يتم استيراد الأسماك من الخارج رغم الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي؟

-      يتم الاستيراد بعض أصناف الأسماك التى لا يتم إنتاجها بالبيئة المصرية وذلك لتلبية إحتياجات السوق المحلى المصرى وبعض الأنواع الأخرى التى تتوافق مع إحتياج السائحين مثل (الماكريل – استاكوزا – سالمون الأنشوجة – السالمون - الجمبري الجامبو – التونة – الماكريل – الهيرنج ) .

-      هناك عدد من الأنواع غير المتوفرة وأسعارها اقتصادية وتهم شريحة من المصريين فيجب توافرهامثل الماكريل.

-      نصيب الفرد المصرى من الإنتاج السمكى نحو 20 كيلو جرام في السنة، ونصيب الفرد العالمى 20.5 كيلو جرام فى السنة.
 

ما أهمية تنمية البحيرات؟ وما هو أثرها على انتاجية الأسماك؟ 

كما نعلم تحتل بحيرات مصر موقعاً مميزاً على الخريطة المصرية فهى واحدة من أهم المظاهر الطبيعية المصرأولت الدولة اهتماماً كبيراً بالبحيرات المصرية فى خطتها ، حيث وجه رئيس الجمهورية بتطوير ورفع كفاءة البحيرات المصرية لتطهيرها وإزالة التعديات وتعويض المواطنين والقيام بأعمال التطهير والتكريك ، والعمل على فتح  قنوات جديدة لتنمية البحيرات وإعادتها لسابق عهدها من أجل تعظيم العائد الاقتصادي من المصيد السمكى من تلك البحيرات ، والعمل على رفع جودتها البيئية ، وسعياً لزيادة حجم المخزون السمكي بها ، إلى جانب تطوير الموانئ والمراسي للصيادين ، والعمل على خلق تجمعات عمرانية وسياحية تسهم فى الارتقاء بالأحوال المعيشية لساكنيها. 

 وتعتبر البحيرات المصرية من أهم المصادر الطبيعية الرئيسية لإنتاج الأسماك بمصر، وتمثل بذلك أحد الموارد الطبيعية المتجددة التى تساهم فى إمداد المجتمع المصرى بحاجته الغذائية من البروتين الحيواني، وأيضًا حفاظًا على الموارد السمكية باعتبارها من أهم الموارد الطبيعية المتجددة والتي تساهم بنصيب جيد فى توفير الغذاء الغني بالبروتين الحيواني للسكان.

أما فيما يخص الإنتاج يتم الصيد من البحيرات المصرية بكمية بلغت نحو 256 ألف طن من أسماك المياه العذبة والشروب متمثلة فى أسماك البلطى والعائلة البورية (بورى – طوبارة – دهبانة – سهلية) وأسماك المبروك بأنواعه (مبروك الحشائش – المبروك الفضى – المبروك عادى) واسماك القراميط، وأسماك البياض، وأسماك قشر اللبياض، وأسماك المياه المالحة مثل : الجمبرى ، والدنيس والقاروص واللوت والوقار ، وغيرها من الأسماك.

ونذكر هنا أن البحيرات المصرية تنقسم إلى:

أولاً: البحيرات الشمالية: تضم بحيرات البرلس والمنزلة ومريوط  وإدكو، وتطل جميعها على البحر المتوسط. 

ثانيا: المنخفضات الساحلية: تضم بحيرة البردويل وهى من البحيرات التى تطل على البحر المتوسط.

ثالثا: البحيرات الداخلية: تضم بحيرات المرة والتمساح، وبحيرة قارون، منخفضات الريان  وبحيرة ناصر.
 

لماذا ترتفع أسعار الأسماك بالأسواق رغم الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي منها؟

بالفعل ارتفعت أسعار الأسماك فى الآونة الأخيرة إلا أنها تعد أقل البروتينات ارتفاعا ولكن هناك عدة عوامل ساعدت على ارتفاع أسعارها بالأسواق كالآتي:

ارتفعت الأسعار بسبب كورونا والآن الحرب الأوكرانية أثرت على الأسعار المصرية والعالمية، ولا ننسي أن  فترة الاستزراع السمكى المالح يحتاج إلي سنتين تقريبا أما الاستزراع العذب يحتاج إلى سبع أو ثمانى  اشهر .

ارتفاع تكلفة الأعلاف التى تمثل من 70 إلى 75% من إجمالى تكاليف الإنتاج، حيث يدخل فى تركيبة تلك الاعلاف كلا من الصويا والذرة ونسبة من مركبات أخرى مثل مسحوق السمك والفيتامينات والاملاح المعدنية و يتم استيراد مكونات تلك الاعلاف من الخارج بالدولار، وبالتالى فان ارتفاع اسعار الاعلاف سيئوثر بشكل مباشر على سعر الاسماك.

زيادة تكلفة العمالة والنقل، ارتفعت الأسعار بسبب كورونا والآن الحرب الأوكرانية أثرت على الأسعار المصرية والعالمية.

عدم مراقبة الأسواق ومنافذ البيع بصورة كافية، معزيادة المعروض من الأسماك فى فترة التربية من كل عام من البحيرات  الطبيعية  والمزارع  في  نفس الفترة وقلة المعروض باقي السنة لإنشغال المزارع  بالتربية  وعدم الإنتاج  فى فترة الصيف.

هل يوجد فجوة بين سعر السمك بالمزارع ولدى التجار؟

نعم يوجد فجوة كبيرة بين السعر الأصلى للأسماك فى المزارع وسعر البيع من تاجر الجمله للمستهلك ، وفى الغالب ارتفاع الأسعار يكون أثناء موسم التربية، ولأن  إنتاج المزارع حوالى 80%من الإنتاج الكلى للأسماك، لذلك يحدث ارتفاع فى الأسعار قبل موسم صيد المزارع.

ولكن لو نظرنا إلى الأسماك كمصدر للبروتين الحيوانى بالمقارنة مع المصادر الأخرى فهو إلى حد ما أقل بكثير من الأسعار لأخرى، وحاليا بنسعى للتوسيع لإنتاج كميات أكثر وانواع أكثر لإشباع السوق والمتطلبات.
 

ماهى أهم الحلول المقترحة لخفض أسعار الأسماك؟

-افتتاح منافذ بيع بكميات كبيرة لنشر معدل بيع أكبر.

-تنظيم عملية تداول وتسويق الأسماك.

-العمل على زيادة إنتاج الأسماك من المصايد الطبيعية من خلال تحديث طرق صيد الأسماك.

-تنميه المصايد الطبيعية.

-وضع خريطة بمناطق الصيد وأماكن التجمعات السمكية في مناطق الصيد الإقليمية والدولية المسموح الصيد بها.

-تشجيع الإستثمار في مجال صيد الاسماك.

-تعزيز وتكثيف معدل الإنتاج  والتوريد من بحيرات مثل بحيرة ناصر وغيرها. 

-عمل وتنسيق مع جهات رقابيه للحد من ارتفاع الاسعار بصورة مبالغ فيها.

-تنظيم عرض الإنتاج  من البحيرات والمزارع على مدار العام.

- إيجاد مصادر  وبدائل  رخيصة  من خامات  العلف  وذلك من خلال  الأبحاث  .

-النظر فى الجمارك  ورسوم الإستيراد  على خامات  العلف  المستوردة بصورة دورية.

-القضاء على صيد الزريعة والصيد المخالف الذى يؤثر سليا على  المصادر الطبيعية .

-السيطرة على المرحله الوسيطة بين المنتج والمستهلك.

- العمل على إنتاج سلالات  من أسماك  البلطي  ذات معدل نفوق منخفض ومقاومة لأمراض.

 - تشجيع نظم تكثيف الأسماك لزيادة المعروض.

-تشجيع نظام الاستزراع التكاملى بين النبات والأسماك

المصدر: صدى البلد